جاسم الرصيف
06/02/2008, 01:55 AM
جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــ
رهان ورهان مضاد في الموصل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=222755&Sn=CASE
تكاد الروح العسكرية لأبناء محافظة نينوى تكون وراثية مجتناة من مجتمع عربي محافظ ، وهذا ما جعل روح الإنضباط الأخلاقي والاجتماعي في رجالها مؤهلا لموقع متميز في تأريخ الجيش العراقي ، على حقيقة وجود ( 55% – 60 % ) من الضباط العراقيين ولدوا وترعرعوا في نينوى ، وصاروا من المشهورين بالكفاءة العسكرية والوطنية في معظم جوانبها منذ عقود سبقت الاحتلال المركّب الحالي .
بعد نيسان ( 2003 ) واتت الفرصة إسرائيل وأيران في آن لأخذ ( ثأرهما ) من الجيش العراقي ، فلم تكتفيا بإقناع عميد الأكاذيب ال ( 935 ) بحلّه ، بل ونظمتا فرق موت تخصصت بقتل هؤلاء الضباط كبارا وصغارا ، وبطبيعة الحال صارت نينوى الهدف الأول في هذا المجال ، وما جرى ويجري معروف عبر وسائل الاعلام ، في ماتفعله البيشمركة الكردية نيابة عن اسرائيل وما يفعله جيش ( جديد ) شكّل اصلا من من العناصر التي دستها أيران ضد العراق تحت مسمّى ( عراقيين ) .
ولأن الأكثرية المطلقة من ضباط نينوى القدامي رفضت التعاون مع قوات الاحتلالين ، وانضم كثير منهم مع حركات المقاومة الوطنية ، غير خائفين ولا متوجسين من تهديدات فرق الموت الملحقة بقوات الاحتلالين ، كما رفضوا عنصرية البيشمركة الكردية التي صار من المعروف انها توالي اسرائيل اكثر مما توالي العراق ، فقد وضعت نينوى هدفا تاليا بعد المحافظات العربية الثائرة في محيط المراعي الخضراء وحكومتها المحاصرة منذ خمس سنين !! .
وبعد ان جربت قوات الاحتلالين حظها العاثر على طول الخط في معظم المحافظات العربية ، وتبين انها تحارب كرات زئبق شرسة في أزقتها وحواريها وقراها ، فما ان تعلن أن ( الأوضاع قد استقرت ) هنا حتى تواجه بثورة هناك ، أثبتت الوقائع على الأرض أنها لم تسيطر على غير مداخل المراعي الخضراء ومعسكراتها المتناثرة المحاصرة ، رغم وجود اقوى جيش في العالم مدعوم بأكبر فرقة موت عميلة بلغ عديدها اكثر من مليون مما يدعى بقوات امن ( عراقية ) في وزارتي الدفاع والداخلية وفي ميليشيا البيشمركة الكردية .
حكومة ( المالكي ) راهنت على ( الموصل ) هذه المرّة ، بعد ان مهدت لهجومها بتفجيرات دموية ضد الأهالي العزل الأبرياء فيها ، وفشلت في الصاق تبعاتها على ياقة المقاومة الوطنية ، كما فشلت تماما وكليا في إتخاذ ( تنظيم القاعدة ) ذريعة لمهاجمة اكبر مدينة عربية في الشمال ، من حيث أن اهالي نينوى يعرفون ان ليس عرب المحافظة جميعا من ( تنظيم القاعدة ) قبل ان يعرف العالم هذه الحقيقة ، وانما هناك حقيقة ان الأكثرية المطلقة منهم تعمل من اجل عراق مستقل واحد وشعب عراقي واحد لاأثر للطائفية ولا العرقية العنصرية ، فيه متطابقة بذلك مع القيم الأخلاقية التي ورثتها منذ مئات السنين في هذا المجال .
حسنا !! .
أبلغت الحكومة بعض الأهالي في ( الموصل ) أنها جهزت لهم خياما بديلة عن بيوتهم في الأحياء التي تنوي قوات الاحتلالين الهجوم عليها ، وجربت مع دخولها حظها القتالي في بعض الأحياء فلم تفلح في العثور على عائلة موصلية واحدة قبلت باللجوء الى خيام ( جنة عدن الموعودة ) على ( شرف ) لاوجود له في قوات الاحتلالين ، كما لم تنجح حتى الإدعاء انها سيطرت فعليا على شارع واحد من شوارع المدينة عدا مبنى قيادتها في بناية المحافظ المحاصرة داخل الموصل ومعسكرات بعيدة على اطراف المدينة !! .
وليس استباقا للأحداث ، ولا تسرعا في الأحكام على ماجرى وما سيجري ، لأن المعارك محطات خلاصتها في مجموعها لتقييم نتيجة حرب نهائية ، ولكن معطيات واقع محافظة نينوى تختلف كثيرا عن معطيات بقية المحافظات الثائرة ضد الاحتلالين ، ليس لأنها اكبر المحافظات العربية كثافة سكانية في شمال العراق حسب ، بل ولأن القتال فيها سيتخذ نمطا آخر غير الذي الفته قوات الاحتلالين في تجاربها السابقة ، وهذا يضع رهان ( المالكي ) على ان معركة الموصل هي ( المعركة الأخيرة ) امام رهانين حاسمين لاثالث لهما من الموصل واهلها العرب :
أولهما :
ان تنسحب القوات الأمريكية الى معسكراتها القديمة ، مع فرق الموت الأيرانية التي جلبتها من جنوب نينوى ، والبشمركة الاسرائيلية معها ، بحجة ان الأمور قد ( استقرت ) بالقبض على ( ارهابيين ) مفترضين من الأهالي الأبرياء غير المسلحين كما جرت العادة في المحافظات العربية الثائرة .
وثانيهما :
ان تخوض معركة فعلية ، حقيقية وليست مجرد مناوشات عسكرية بالطائرات ، فتعلن عندئذ الهزيمة النهائية لجيوش الاحتلالين من .. الموصل !! وأول بوادر الرعب من ( المعركة الأخيرة ) ظهرت في اعلان قائد القوات الأمريكية ان مغادرة بعض قطعاته للعراق قد تأجلت الى حين غير مسمّى !! .
و ( كل غد يأتيك بما فيه ) !! .
jarraseef@yahoo.com
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=222755&Sn=CASE
ـــــــــــــــــــــ
رهان ورهان مضاد في الموصل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=222755&Sn=CASE
تكاد الروح العسكرية لأبناء محافظة نينوى تكون وراثية مجتناة من مجتمع عربي محافظ ، وهذا ما جعل روح الإنضباط الأخلاقي والاجتماعي في رجالها مؤهلا لموقع متميز في تأريخ الجيش العراقي ، على حقيقة وجود ( 55% – 60 % ) من الضباط العراقيين ولدوا وترعرعوا في نينوى ، وصاروا من المشهورين بالكفاءة العسكرية والوطنية في معظم جوانبها منذ عقود سبقت الاحتلال المركّب الحالي .
بعد نيسان ( 2003 ) واتت الفرصة إسرائيل وأيران في آن لأخذ ( ثأرهما ) من الجيش العراقي ، فلم تكتفيا بإقناع عميد الأكاذيب ال ( 935 ) بحلّه ، بل ونظمتا فرق موت تخصصت بقتل هؤلاء الضباط كبارا وصغارا ، وبطبيعة الحال صارت نينوى الهدف الأول في هذا المجال ، وما جرى ويجري معروف عبر وسائل الاعلام ، في ماتفعله البيشمركة الكردية نيابة عن اسرائيل وما يفعله جيش ( جديد ) شكّل اصلا من من العناصر التي دستها أيران ضد العراق تحت مسمّى ( عراقيين ) .
ولأن الأكثرية المطلقة من ضباط نينوى القدامي رفضت التعاون مع قوات الاحتلالين ، وانضم كثير منهم مع حركات المقاومة الوطنية ، غير خائفين ولا متوجسين من تهديدات فرق الموت الملحقة بقوات الاحتلالين ، كما رفضوا عنصرية البيشمركة الكردية التي صار من المعروف انها توالي اسرائيل اكثر مما توالي العراق ، فقد وضعت نينوى هدفا تاليا بعد المحافظات العربية الثائرة في محيط المراعي الخضراء وحكومتها المحاصرة منذ خمس سنين !! .
وبعد ان جربت قوات الاحتلالين حظها العاثر على طول الخط في معظم المحافظات العربية ، وتبين انها تحارب كرات زئبق شرسة في أزقتها وحواريها وقراها ، فما ان تعلن أن ( الأوضاع قد استقرت ) هنا حتى تواجه بثورة هناك ، أثبتت الوقائع على الأرض أنها لم تسيطر على غير مداخل المراعي الخضراء ومعسكراتها المتناثرة المحاصرة ، رغم وجود اقوى جيش في العالم مدعوم بأكبر فرقة موت عميلة بلغ عديدها اكثر من مليون مما يدعى بقوات امن ( عراقية ) في وزارتي الدفاع والداخلية وفي ميليشيا البيشمركة الكردية .
حكومة ( المالكي ) راهنت على ( الموصل ) هذه المرّة ، بعد ان مهدت لهجومها بتفجيرات دموية ضد الأهالي العزل الأبرياء فيها ، وفشلت في الصاق تبعاتها على ياقة المقاومة الوطنية ، كما فشلت تماما وكليا في إتخاذ ( تنظيم القاعدة ) ذريعة لمهاجمة اكبر مدينة عربية في الشمال ، من حيث أن اهالي نينوى يعرفون ان ليس عرب المحافظة جميعا من ( تنظيم القاعدة ) قبل ان يعرف العالم هذه الحقيقة ، وانما هناك حقيقة ان الأكثرية المطلقة منهم تعمل من اجل عراق مستقل واحد وشعب عراقي واحد لاأثر للطائفية ولا العرقية العنصرية ، فيه متطابقة بذلك مع القيم الأخلاقية التي ورثتها منذ مئات السنين في هذا المجال .
حسنا !! .
أبلغت الحكومة بعض الأهالي في ( الموصل ) أنها جهزت لهم خياما بديلة عن بيوتهم في الأحياء التي تنوي قوات الاحتلالين الهجوم عليها ، وجربت مع دخولها حظها القتالي في بعض الأحياء فلم تفلح في العثور على عائلة موصلية واحدة قبلت باللجوء الى خيام ( جنة عدن الموعودة ) على ( شرف ) لاوجود له في قوات الاحتلالين ، كما لم تنجح حتى الإدعاء انها سيطرت فعليا على شارع واحد من شوارع المدينة عدا مبنى قيادتها في بناية المحافظ المحاصرة داخل الموصل ومعسكرات بعيدة على اطراف المدينة !! .
وليس استباقا للأحداث ، ولا تسرعا في الأحكام على ماجرى وما سيجري ، لأن المعارك محطات خلاصتها في مجموعها لتقييم نتيجة حرب نهائية ، ولكن معطيات واقع محافظة نينوى تختلف كثيرا عن معطيات بقية المحافظات الثائرة ضد الاحتلالين ، ليس لأنها اكبر المحافظات العربية كثافة سكانية في شمال العراق حسب ، بل ولأن القتال فيها سيتخذ نمطا آخر غير الذي الفته قوات الاحتلالين في تجاربها السابقة ، وهذا يضع رهان ( المالكي ) على ان معركة الموصل هي ( المعركة الأخيرة ) امام رهانين حاسمين لاثالث لهما من الموصل واهلها العرب :
أولهما :
ان تنسحب القوات الأمريكية الى معسكراتها القديمة ، مع فرق الموت الأيرانية التي جلبتها من جنوب نينوى ، والبشمركة الاسرائيلية معها ، بحجة ان الأمور قد ( استقرت ) بالقبض على ( ارهابيين ) مفترضين من الأهالي الأبرياء غير المسلحين كما جرت العادة في المحافظات العربية الثائرة .
وثانيهما :
ان تخوض معركة فعلية ، حقيقية وليست مجرد مناوشات عسكرية بالطائرات ، فتعلن عندئذ الهزيمة النهائية لجيوش الاحتلالين من .. الموصل !! وأول بوادر الرعب من ( المعركة الأخيرة ) ظهرت في اعلان قائد القوات الأمريكية ان مغادرة بعض قطعاته للعراق قد تأجلت الى حين غير مسمّى !! .
و ( كل غد يأتيك بما فيه ) !! .
jarraseef@yahoo.com
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=222755&Sn=CASE