المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تبرّكا بعنق مقطوعة.



فضيلة زياية الخنساء
28/01/2008, 12:32 PM
مدخل : بين زمن الورود و علم "القرود"، بون شاسع... لكنّ الله عزّ و جلّ حكيم و عادل لـمّا خلق القرود فسوّاها، فعدّلها في أيّ صورة ما شاء ركّبها.
- فضيلة -

الله أكـبر، تحتوي كوفيّـة في المعـتـقل
كوفيّة، كانت هنـاك، ولم تزل
جرحا ثخينا، ما اندمل
ألما، و يطفـح بالأمل
أملا، يحاصره المـلل
مللا، يعفّر بالتّـراب المنـهمل
هذا أنين الملـح، في جنبـاتها
و أزيـز أوردة، تمـوت كآبة
ذا بدر أمّـتنا أفـل
و شموسنا، أفلت على نحر العدوّ المشتـعل
كوفيّة، تبكي، تئنّ من الحصار
كانت هنا،حلما،فطار
حلم الشّظايا، ناتىء،مثل الحجر
نطق الرّصاص،فقال:حيّ على النّظام
أن لا سلام،ولا كلام
و تعود أسراب الحمام
و على المسامع،رتّلت سنن الغرام
و تعود أسراب الفجيعة بالحمام
لتزفّ عطر الشّوق،والموت الزّؤام
و تفتّش الأوطان سهوا عن وطن
هل من وطن؟
و الدّيك ما عاف الدّمن
ووداعة الحـمل المسـالم غنوة عـربيّة
تتلو تعـاويد الكـفن
والنّازلات، الماحقات غدت كفنّ..
و البارقات تقول: ها بعت البلاد
و لا ثمن
يا فرحتي، وحبيبتـي في مقصله
يانشوتي
و جراحنا للبيع صارت مهزلـه
كم نستسيـغ البلبله
و فصاحة الرّشّاش تنطق أبكما
هيّا، اقـذفوا بالبرتقال مسمّما
و ممسمرا، وملغّـما
هيّا، اقذفـوا زيتـونة غربـيّة
فوق الرّؤوس النّازفه
بين الجراح الرّاعفه
فدمي رياح عازفه
ها أنت تبحث في النّفايات الكريهة عن جناحك
و أسأت تقدير الأمور، بأن بلعت صدى جراحك
و قروحك الصّمّاء ، و الوجه الملفّع منك ضاحك
تحت السّراب الغضّ من فرط الجنون
و من الأنين
و الرّفض قال: اللاّ انتماء شريعتي
فوق الرّؤوس،وفي العيون
والعقل منتفش، يسـافر في جنون
هيّا ، اسقنيـها قـهوة عربـيّة
بذّت كؤوس الشّاربين
و تحوّل للقلم المشاغب منجنيـقا
بل "شنفرى"سدّ الطّريقا
هيهات،هيهات المراوغ أن يفيـقا
و الخلّة الهيفاء،قد خانت عشيـقا
للعـاشقين مـدامع، سلبـت عيونهم البريـقا
بدم أريقـا
في البيت ألف قـمامة عربـيّة
و أنـا الخبر
قلمي الخـبر
حبري الخطر
و أنا المزمّل في الحفـر
و أنا الأباع مع الخضر
و يدقّ ناقوس الغواية بالخطر
عفوا، و فانوس الهداية بالذّعر
و أريـبهم،قد طار منه مفزّعا
أن ما الأمر؟
قولوا: صباح الزّفت إنّي أحتضر
و بذاك، قد نطلق القضاء المحترم
إنّي هنا التّضليل، هل من محتشم؟
أو معتبر
بدليل حـاج معتـمر؟
في كلّ أنحاء البسيطة "غرقد" أحفي " نعم"
ها نحن غرقدنا الحصار، فلم ننم
و تغرقد الأبناء، ما هشّوا لأمّ
أمّاه، هيّا زغردي، فالظّلم جار
واستقبلي المولود، سمّيه الحصار
لفّيه في خرق، وسمّيه الحـجر
هو توأم المقلاع، يلقي درسه في مؤتـمر
"شارون" يسخر بالقدر
شرّ، و شرّ، ثم شرّ، بل وبال من شـرر
أعطوه جمع مذكّـر
و هو النّجاسة، و البطر
أيبيع في سوق النّخاسة عرضنا
والنّخوة الشّمّاء ماتت من خور؟
و "الشّين" مشنقه العمر
و "الشّين" مزبلة القذر
و لمن عصاه، فقد كفر
بل قد تمـرّد بالنّـزق
"فرعون" آمن في النّهاية بالغرق
وبربّ "موسى"،والفلق
و الرّحمة المهداة باب، ما انصفق
و"الرّاء" صوت رصاصة،تغزو الصّدر
يا صوت أمّتنا المطيـعه
مازلت رهن مدجّج،وأنا الرّضيعه
بحّت حبالك هاهنا، تذروك أطياف الفجيعه
بمهارة، لتجزّ أحـلاما وديعـه
و تقول :مرحى للقطيعه
"آذار" يطفح بالضغينـه
"نسيان"زخرفة الأكاذيب اللعينه
سمكات جوع، فوق أفئدة حزينه
و العلج يلهو بالرّهيـنه
و الخبز من عرق الجبين محـرّم
حسب الدّعارة أن تهينه
و الحبر من قلب الجراح مهرّب
يشكو عرينه
و الغدر، جاء يبيع عطرا في المدينه
أمّاه، هيّا زغردي، فالظّـلم جار
و استقبلي المولود، سمّيه الحـصار
لفّيه في خـرق، و سمّيه الحـجر
هل من عبر
من فسق حاج معتمر؟
قالوا : مقاومة، فقلت مساومه
قالوا: مساومة،فقلت محـاكمه
و العنق في الإعدام،ترزح ناعمه
و تجيبها أعناقنا، مقطوعة شخبت دمـا
إنّ الّذين تأمركت أخلاقهم متحضـرون
وحضارة الأجساد جسر"البنتغون"
و ذيول "أمريكا" تصيح بملء فيها عائدون
و المسجد الأقصى، يتيم قد غزاه المجرمون
في الغرب،كم عبد المجون
و الغدر يغلي في الأتون
إنّ الذين تأمركت أخلاقهم متمدّنـون
و هم الألى خلقوا سمائي
أشباحهم، سكنت مداد الأشقياء
وتسنّ أنياب البشاعة، والفظاعة في الخفاء
أمّاه، هيّا زغردي فالظّـلم جار
و استقبلي المولود، سمّيه الحصار
لفّيه في خرق، و سمّيه الحـجر
يتأبّط الشّعر الجريء،على القرود من البشر
هو توأم المقلاع، يلقي درسه في مؤتـمر
في عقر داري، ألف "شارون" يخطّط للدّمار
شرّ، و شرّ، ثم شرّ، بل ثقـاب من شـرر
بل بعض طفل للسّفاح، مدلّل
يلهو بحبل، فوق شعر مستعار
و يجزّ أمّي، فوق مذبحة الشّنار
يا للصّغار !!!
استيقظي، يا أمّتي، يا للخسار !!!
فالزّيف يلعب بالخمار
"شارون" يلعب بالخمار
هو بعض طفل للسّفاح
علج، تأهّـب للنّطاح
ويقول ذئب الغدر:حيّ على الفلاح
أكرم عدوّك بالسّلاح
فبغدرهم ، قد شكّكوني في دمـي
سفحوا دمي في محبره
حقنوه فوق المقـبره
شربوا دمي، ملء الأسى، والحنجره
و دمي رذاذ، صامت في معصـره
من زنـبق ورد، ينـاجي قبّـره
ودمي، رذاذ، صامت في طنـجره
أوقد شموعك، وانتظر
نصرا يجيء على قدر
لن ينضحوا خجلا،وإن قتلوا "عمر"
أن يدفـنوا أشـلاءه بين الحـفر
وبذا، يقال:قد انتحر
اذبح جراحي، فوق تذكرة السّـفر
وإذا عزمت على انتحار، أنت حـرّ
فالرّجس بسمل مشمئزا، إذ رأى ألق الطّهاره
فمضى يفتّش عن رديف بين أشرطة الدّعاره
هل تدفن الأيام عاره؟
و الزّوجة الغيداء، أضحت مستعاره
هذا شعـار مستمـدّ من سـفاره
بل عن جداره
"سيدا" بشفرات الحـلاقة ساكن
مـلء الرّبا
و الكلّ صفّق ملء هبّات الصّـبا
و الكلّ هلّل، ثم قال : المـرحبا!
فاذبح فؤادي، فوق أرصفة السّفر
و إذا عزمت على انتحار، أنت حرّ.

عنّابة، في : يوم 03 نيسان (أفريل) 2002 م.