المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سِرُّ وجودي



ماجدة2
27/01/2008, 04:31 PM
سِرُّ وجودي



هِمْتُ في البَرِّية، حيثُ لا أحد من البَرِيَّة
وضَعْتُ خدِّيَ على تُربة نَديَّة
و تأمّلتُ الأفق هناك بين الأرض و السماء العَلِيَِّة
تذكّرْتُ أبي آدم و كيف أنّه خُلقَ من تربة نديّة
بِيَدَيْ رَبِّ البَرِيَّة
و كيف أنّه تُرِكَ ليجِفَّ قبل أن تُبَثَّ فيه الروح الزكية
و كيف أنّ إبليس طاف به و تفحّصَهُ مَليّا
قبل أن يَبْعَثَهُ ربي حَيّا
ثمّ نفخ فيه ربي من روحه الزكية
و كان أمرا مقضيا
أن أحياه و علّمه و كرّمه و قرّبهُ
و كان به حَفِيَّا
فتمرّد إبليس و تكبّر و كان رجيما عَصِيَّا
و كان وسواسا عِتِيا فأخرج أبي من الجنّة العَلِيَّة
و توَعَّدَ بإغواء من في الأرض من الذرِّية
فلا يدعُ فيها أحدا إلاّ استفزّهُ و شاركه في ماله و ولده
و آتاه غيّا و وَعْدا مكذوبا
كي يُلقَى في جهنّم مدحورا شقيّا و يُتْرَكَ فيها جِثِيَّا

و كانت الفتنة أول فتنة
و كان هابيل شهيدا
و كان قابيل أول ضَحِيّة من ضحايا الشيطان العَصِيِّ
و تدوم الدوامة بين الحق و الشهادة و الظلم و الخَطِيّة
إلى أن يرث ربي الأرض و ما عليها
فتكون الجنّة ميراث من كان تقيّا
و النارُ....ربي أعْلمُ بالذين هُم أولى بها صِليَّا

رباه نرجو الهداية و الثبات و خير المَرَدِّ
و الفوز بالمُرَاد
و نخاف الضلال و الغِواية و سُوء المَرَدِّ
و الحرمان من المُرَاد
و من العذاب، فلا احتمال للقليل
و الهمُّ كلّ الهمِّ في طُولِ المَدِّ

ربي رَجِّحْ قلبي بين الخوف و الرجاء
و أقِمْنِي بين رأفتك و كبريائك
أخْلي قلبي من كلّ راحة
و اجعل كل الراحة في ذِكْرِك
أطعتُكَ فأكرمتني
وَ ضِعْتُ فَرَحِمْتنِي و أمْهَلتنِي
تٌبْتُ و أنَبْتُ فشَكَرْتنِي
عَصَيْتُ و أسَأتُ فَسَتْرْتنِي
أنا المسكين ، الفقير إليك
فمَنْ سِواكَ إليَّ يُحْسِنُ و من سِواكَ إليَّ ينظرُ و من سِواك بي يَهتم
أنا التعيسُ لو أطْرَدُ من رحمتك

لا أحْتَمِلُ الحجاب، حجاب السحاب
حين يُغَطِّي السماء في يوم غَيْم رماديٍّ كثيف
يُذكّرُنِي بالحجاب، الذي قد يكون يوم المآب
فَيتَمَلكُنِي الإطراق و الاكتئاب
و الإختناق
يقتلني الحِجَاب عَنْكَ و يُعَذبني مُرَّ العذاب
فكيف بالعذاب؟
أيتها السُّحُبُ رجاءا انجلي
كوني بيضاء مشتتة ، لا تحْجِبي عنّي زُرْقة السماء
ففيها كلّ حياتي

ليتَني كنتُ التُراب تحت قدمي سيدي موسى
حين نادَيتَهُ من جانب الطور الأيمن و قَرَّبتَهََُ نجيَّا
ليتَني كنتُ التُراب تحت قدمي سيدي موسى
حين ناداك : " وَ عَجِلْتُ إليك ربِّ لترْضَى"
ليتني كنتُ التراب هناك ...علّني كُنتُ أحظى "بالنّبرة القُدسية"

لا أنساك ، في القُرب و البُعْد لا أنساك
في التيه و الرُّشْدِ لا أنساك
في قِمَّة الوصل و قعر السقوط لا أنساك
في العسر و اليسر لا أنساك
في الفرح و القرح لا أنساك
و كلّ الهَنَا في لقياك

في ذكراك لا أعرف صبرا ، أبدا لا أعرف صبرا في ذكراك
في ذكراك أنسى الموت و الحياة
أنسى تقصيرى و ذنوبي و همومي ، بل أنسى كل وجودي و الزمن
في ذكراك أنسى النار و العذاب
وَ لسْتُ أقوى على ذكر النار و العذاب في ذكراك

في ضباب دُنياي إني أرى زُرقة السماء
و جمال الكون و الآيات في الأرض و السماء
و أستعْذبُ حُلوَ مَائِك الذي يَرْوي العِطاش
و أمَنّي نفسي بجنب من جنبات العرش
ففِيهِ أمان سَرْمَدِيٌّ
و أنا الذي طالما تعطّش للأمان في ضباب دنياه

مولاي جُدْ عَليَّ بالأمان
بِنُورٍ يُضِيءُ قلبي و عَيْنِي
بحبٍّ و أنْسٍ و وَصْلٍ
صَبِّرْني يا مولاي ، أرْبِطْ على قلبي بِحَبْلٍ متين
يَشُدُّنِي إليكَ و يثبِّتُني و يُمَنِّينِي و يُصبِّرُني
و يُصبِّرُني ريثما يكون اللقاء
و كُلُّ أملي في لقاء يُرْضِيكَ عَنِّي
و يُسْعِدُني و يُهَنِّينِي أبَدَ الدَّهْرِ

الحمري محمد
17/02/2008, 08:42 PM
الفاضلة ماحدة
مناجاةتسترجع النص الكريم
من الخلق الى الغواية فالجزاء أو العقاب...
هذا ابتهال مستشعر بعظمة الاله.
دام لك هذا الامان الندي.
كل مودتي ايتها الاصيلة.

ماجدة2
20/02/2008, 07:44 AM
شكرا لمرورك الكريم سيدي الفاضل

أحمد سالم
26/02/2008, 10:05 AM
لحرفك دوماً فلك آخر

همستِ فأتقنت ِ

وكتبت فأبدعتِ

بوحٌ شفيف


أسجل اعجابي



أحمد

ورد
26/02/2008, 12:09 PM
شكرا لكِ عزيزتي ماجده
نص رائع جدا
بوركتِ اختي

ماجدة2
26/02/2008, 02:27 PM
لحرفك دوماً فلك آخر

همستِ فأتقنت ِ

وكتبت فأبدعتِ

بوحٌ شفيف


أسجل اعجابي



أحمد


شكرا أخي الكريم أحمد ، من كل قلبي شكرا لمرورك العبق

ليس في القلب حيلة في هواه أو فيما جرى
خطاء لا ينكر خطأه و لا ما عل و إعترى
أرهقه الخطب ثقلا و كل الخطب منه سرى
ففرّ من رهقه خنِقا يرجو الملاذ من فرط ما لقى
فأين الملاذ يا قلوب الورى؟
و كيف الحياة مع قلب العناء
و كيف الحياة مع دنيا العناء

ماجدة2
26/02/2008, 02:30 PM
شكرا لكِ عزيزتي ماجده
نص رائع جدا
بوركتِ اختي

بدوري أشكرك أختي الكريمة ورد من كل قلبي

يشرفني كثيرا أن نالت سطوري المتواضعة إعجاب شاعرة متألقة مثلك أختي الكريمة
دمتِ كذلك

لكِ مني تحياتي الخالصة و مودتي