هجرة في متون الغياب..

[محمد القصبي]

هجرة في متون الغياب..

--------------------------------------------------------------------------------



بين رف الردى او خلسة الكرى
اعتليت اسنام الجوى..
اهلل للرقاد
زحمة النيام..
تهدهدها خرائط تراقصهاالاحلام..
معالمها الوان ..
في عصف الردى ..
يمسخ الادمي هيكلا
مصقول فؤاده نيكلا
تسقط الفطرة..
و تشنق اسطورة الانسان..
اسطورة الميلاد و الحياة ..
تتشرنق في رحيل حلزوني ..
رغبة الغياب..
في عيون القدر..
يبكي زلته ..
يهدي غفوته ..
فالقلم القصبي
و اللوح الخشبي.
ارث الاجيال ..
تحبر حروفه سحرا من نذر البيان ..
و المحراب يمجد ثورة الانسان..
ذاك الصوت يفتي عزة ..
يلمع محجة..
طهارة تستشرق بالنقاء..
صدقا
جغرافية المكان..
يتلاشى في سمعنا ..
في نسغنا..
وحيا..
هو الصوت..
الملائكي يرتلنا حماسة على فوهة بركان..
يجري البيان دافئا..
دلالا..
و تؤدة منه.. حكمة العصيان..
المجد للانسان ..
يلازم غور الذلة ..
على اسنة ..تمنحه فرصة الرثاء..
تتعامد صيحات الغباء..
غضبا ..
حنقا..
يتساءل مم يجتاحنا هذا الوباء..
يشخص نفوذا..
يعصف في متاهات اللادرية ..
حدودا..
تتعرى ..
تتحجر قيما رهينة..
تتحرر الرغبة الدفينة ..
سفينة في يم الخلائق الصلصالية ..
تقايسنا و الاصل عند النشاة الاولى..
عهد المشاعة البربرية..
عهد سن نصب الحرية ..
لسلالة هذا الانسان..
كان القرار يقتفيه المعلوم مصيرا..
كان الصدق ايمانا و الباطل يحذوه ضريرا..
اننا النيام ..
في فلك الاغتراب..
يثور الموتى ضد الشيطان..
فتداعب الردى من وقع الخطى ..
تحت سنى الهدى ..
احلام المنى ..
لما استفاق النيام
في خلايا الجماد..
فمن دفئه..
تتقاطر من دمع القدر ..
حروفا جف عنها المداد..
نقشت على صخر..
على وبر.
على قماش لف الجرح ضمادا ..
في ندوب الصباح...
القيت الجراب ..
اخذت العصا...
رسمت على الثرى توقيع الاستقالة ...
و سروت في بطون الوهاد..
لا تنتظروني...
ذكرى بينكم..كنت ..لا ادري ..
تلك الشمعة تنير ليالي الحداد..
فلما تكرر الموت ارثا ..
و عجل الحكم مشمول النفاذ
طوتني عنكم مفازات الغياب..



محمد القصبي
القصر الكبير
23/1/08

www.elkasbi.jeeran.com