المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة في ( استكشاف ) الفساد !! جاسم الرصيف



جاسم الرصيف
21/01/2008, 01:12 AM
جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــ
رحلة في ( إستكشاف ) الفساد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفرت ، في سنة مضحكاتها الخامسة ، حكومة الاحتلال كل ماطالته اياديها غير الكريمة لفرق الموت محلية ودولية من السكاكين والخناجر و( الدريلات ) ــ المثاقب المتخصصة بتثقيب جماجم معارضي الاحتلال ــ الى انواع العتاد الحربي من فسفور ويورانيوم منضب ، وإزاء هذا ( المنجز الديمقراطي ) الكبير الذي اتخم الشعب العراقي بكل ماهو مخز وعار ، فقد قررت حكومة العار تخفيف اوزان العراقيين وترشيق ماتبقى من لحوم وعضلات على اجسادهم فقررت تقليص الحصة الغذائية ، نكاية بمن اكل طعام الوطن ، الى ( 50 % ) مما كانت عليه في ايام ( الدكتاتورية ) !! .

وزير التجارة ( عبد الفلاح السوداني ) ، البريطاني الجنسية ، بلا فلاح اكيد ، القى اللّوم على : ( ظاهرة إنتشار الفساد ونقص اليد العاملة ) في وزارته البريطانية التي لاتفضل توظيف اليد العاملة المحلية التي تعاني من ظاهرة اكبر بطالة في تأريخ العراق المعاصر ، وبحكم ( تهذيبه ) البريطاني لم يلق اللوم لا على الاحتلال ولا على حكومته المحاصرة في جوف المراعي الخضراء ، حاضنة جراثيم الفساد الإداري في عراق اليوم ، لأن الكلاب البوليسية الأمريكية لم تتدرب بعد على شم ّ الحرامية المقيمين هناك لحد ّ الآن .

وطبعا يوفر هذا ( الترشيق ) الاجباري للعوائل العراقية الفقيرة ، التي تعتمد الحصة التموينية مصدرا اساسيا لتأمين معيشتها اليومية منذ عقود ، يوفر لحكومة الحرامية ما لايقل عن ثلاث مليارات من الدولارات سنويا يمكن ايداعها ببساطة في جيوب تجار الحروب الذي يحكمون العراق اليوم جوا من خلال الطائرات الأمريكية !! وكأنها حكومة جوّية يصعب عليها ان تحط ّ على شبر من ارض الرافدين خارج فندق( مافيا ) النفط الدولية التي اقامت هناك دون اذن من شرفاء العراق .

ولأهمية الإستكشاف الذي اجرته ( البي بي سي ) البريطانية التي قام بها ( كيت كلارك ) ــ وهو ليس عربيا شوفينيا ولا اسلاميا متطرفا بكل تأكيد ــ فمن المفيد ان نوجز للقارئ العربي بعض ما عثرت عليه ( البي بي سي ) في حاضنة الشرق الأوسخ الجديد ( كردستان ) التي فوجئ بها هذا ( لاترفع علم العراق !! ) بل استعارت عنه بخرقة صفراء ، اكتشف متأخرا انها توجز وجود ( دويلة مافيا ) في شمال العراق الذي وقع بقوة الاحتلال تحت احتلال تجار حروب اكراد اوصلت ( كيت كلارك ) الى خلاصة قال فيها : ( يناضل المواطن الكردي العراقي في سبيل البقاء حيا بينما تسرق الأموال العامة وتجد طريقها الى جيوب قلّة متنفذة .. تعاقب بشدّة كل يخرج عن خطتها ) .

وتكرمت ( البي بي سي ) علينا بالكشف عن وثيقة للأمم المتحدة على اهانة المسلمين اشارت الى ان آلاف المواطنين الأكراد : ( يحتجزون دون محاكمة ، جلّهم لأسباب سياسية ، ويحرم عليهم الاتصال بمحامين ) !! وفي شهادة للمواطن الكردي ( سامان الجاف ) الذي وصفته ( البي بي سي ) ( قائدا سابقا في ميليشيا البيش مركة ) يقول هذا : ( اذا كنت قريبا لأحد المسؤولين بامكانك ان تحصل على وظيفة ، مع ميزانية او عقد بمليونين او ثلاثة ملايين دولار لتعبيد طريق مثلا ، وليس مهما ان يكون القريب على معرفة بتعبيد الطرق لأن العقد سيباع عدة مرات حتى يصل شركة إنشاء طرق بنصف قيمته الأصلية .. الفساد فيروس يقتل كردستان ) !! هكذا يختتم المواطن الكردي ( سامان الجاف ) التصريح .

ويضع ( كيت كلارك ) اكبر نموذجين للفساد في ( كردستان ) هما عائلة ( جلال الطالباني ) ومحسوبيها وعائلة ( مسعود البرزاني ) واتباعها ، ويدخل في تفاصيل لامجال لتكرارها او اعادة كتابتها عن هاتين العائلتين اللتين اودعتا عشرات من مليارات الدولارات المنهوبة من ثروات العراقيين جميعا ، ولكن الفتى ( قباد الطالباني ) ابن السيد ( الرئيس ) يرى ان ( من حق ) العائلتين ان تسرقا ماتطاله اياديهما غير الكريمة وغير النظيفة من ثروات العراق لأنهما ( ناضلتا ) طويلا حتى نجحتا في الحصول على وظيفة وطيأتين كرديتين لقوات الاحتلال في شمال العراق !! .

وقبل اسابيع تناولت وسائل الاعلام ، دون حماس كبير ، خبر تهريب واحدة من اثمن قطع الآثار في العراق هي ( لبؤة جينول ) ، على شكل منحوتة عمرها اكثر من خمسة آلاف عام من حجر ابيض ، تمثل لبؤة اسيرة مهربة قادمة من بلاد مابين النهرين ، التي تحولت الى بلاد مابين الاحتلالين بفضل الفاسدين في العراق . ( دار سوثبي للمزادات العلنية في نيويورك ) لم تعلن عن كيفية حصولها على هذه المنحوتة ، ولا اهتمت بخبرها ( ديمقراطية ) بوش ، كما لم تعلن عن اسم وهوية شاريها الذي دفع ( 57 ) مليون دولار ثمنا لها ، في وقت تشحذ وتستجدي فيه هيئة الأمم المتحدة المقيمة في ذات المدينة ، نيويورك ، مبلغا قدره ( 260 ) مليون من شعوب العالم لخمسة ملايين عراقي شرّدتهم ( ديمقراطية ) الفاسدين !!

طريف اللصوص في عالمنا الشرق أوسطي انهم لايتقاطعون مع اللصوص الا ّ نادرا خوفا من الفضائح ، وظريفهم انهم يلقون تبعات جرائمهم التي تنكشف على غيرهم بذات البساطة التي تشتم بها عاهرة عاهرة اخرى بأنها ( عاهرة ) تحت اسماع الشرفاء !! .

jarraseef@yahoo.com
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=220283&Sn=CASE
:ranting:ty>?56./,:ranting: