المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتتكلم في حضرة البحر بقلم الحمري محمد



الحمري محمد
20/01/2008, 02:26 PM
لا تتكلم في حضرة البحر




كانت أشعة الشمس ترتق آخر ثقب في الأفق,وكان لامتزاج اللون هناك,في تلك العين الحمئة,أثر السحر...
صوت النوارس يعلو خلف قارب صغير يزحف نحو المرفأ,حيث بيوت الصيادين القصبية, ذات الأبواب الصدئة, تقبع وراء كثبان رملية كستها نباتات شوكية...
كنا نمشي كعادتنا.يطول مشينا وكثيرا ما يطول صمتنا........
تأخرت في اللحاق بها لأنزع حذائي حين أغوتني قدماها الحافيتان بالمشي على أثرهما.تذكرت قولة فرنسية شهيرة
Il ne faut jamais marcher sur les pas des autres
وقلت هي ليست هذا الآخر بل هي قطعة مني تخبئ أسرار عشقي ...ثم وضعت قدمي اليمنى على أثر قدمها وقرأت دعاء ولوج الروح...
التفتت تعيرني بالهرم ,والحقيقة...أتعبني المشي خلفها على رمال نصف مبللة...
مدت يدها,جذبتني...كنا وحيدين والماء...نرقب النوارس التي خبا صوتها وتراصت على حافة بقايا سفينة ناتئة وسط الزرقة...
غابت الشمس,لكن الاحمرار لازال يزفها ببطء...
" للأزرق يا أحمد سحر خاص.كنت كلما اختلفنا أتيته منكسرة...كنت أكتب على هذا الرمل,كما نفعل الآن على حواسبنا وهواتفنا النقالة,رسائل قصيرة وكانت ألسنة المويجات الكسيرة تمسح بعض الكلمات أو بعض الأحرف فتتراجع تاركة لي مساحة التأويل إلى أن استرد صفاء ما جمعنا...."
فأعود إليك,لأجد وجهك قطعة من الليل,منكبا تكتب حزنا أسميته فيما بعد" قصائد بلون الماء" أمرر كفي المرتعشة على خصلات شعرك بلمسة حانية تفتت الحجر ـ كما كنت تصف لمسات أمك التي رحلت مبكرا ـ فتشرع في قراءة مقاطعك الشعرية الجديدة...دون التردد الذي الفته فيك,كنت توافق على أول تصويب يصدر مني كطريقة ذكية لمصالحتي...
أو كنت ,عندما يأخذني حديث الموج,وأفشل في استعادة صفاء الروح ,كنت تلحق بي حاملا معطفي والكوفية الفلسطينية التي أهديتني ونحن بساحة الجامعة نخلد يوم الأرض...الأرض التي تنأى الآن في طرق وخرائط...
تعانقني دون أن نتكلم..........
نمشي كما نمشي الآن.........
نستلذ دفئ أجسادنا,دفئ الشمس أو غروبها,صوت النوارس أو سكونهاعلى بقايا تلك الباخرة الراسية إلى الأبد...
كنت أدرك غيرتك من هذا الأزرق...من هذا الذي يجمعني به...كيف يعيدني إليك في صورتي الأولى,صافية كانبلاج الصبح...
أردت أن أتكلم فكانت يدها كمامة ناعمة على فمي " لا تتكلم في حضرة البحر" كانت هذه طريقتها الأذكى في الصفح عما بدر منى...
كان الشاطئ لنا وحدنا ,بدأ الضباب يلفنا,التصقت بي أكثر وخرج صوتها "لولا البحر يا أحمد لكنت غزلت من قصائدك ضفائر اشنق بها رغبتي واعبر بها صوب النسيان "
وتابعت بعد توقف...."هيا ندخل ...أشعر بالبرد".

ماجدة2
22/01/2008, 01:17 PM
لا تتكلم في حضرة البحر




كانت أشعة الشمس ترتق آخر ثقب في الأفق,وكان لامتزاج اللون هناك,في تلك العين الحمئة,أثر السحر...
صوت النوارس يعلو خلف قارب صغير يزحف نحو المرفأ,حيث بيوت الصيادين القصبية, ذات الأبواب الصدئة, تقبع وراء كثبان رملية كستها نباتات شوكية...
كنا نمشي كعادتنا.يطول مشينا وكثيرا ما يطول صمتنا........
تأخرت في اللحاق بها لأنزع حذائي حين أغوتني قدماها الحافيتان بالمشي على أثرهما.تذكرت قولة فرنسية شهيرة
Il ne faut jamais marcher sur les pas des autres
وقلت هي ليست هذا الآخر بل هي قطعة مني تخبئ أسرار عشقي ...ثم وضعت قدمي اليمنى على أثر قدمها وقرأت دعاء ولوج الروح...
التفتت تعيرني بالهرم ,والحقيقة...أتعبني المشي خلفها على رمال نصف مبللة...
مدت يدها,جذبتني...كنا وحيدين والماء...نرقب النوارس التي خبا صوتها وتراصت على حافة بقايا سفينة ناتئة وسط الزرقة...
غابت الشمس,لكن الاحمرار لازال يزفها ببطء...
" للأزرق يا أحمد سحر خاص.كنت كلما اختلفنا أتيته منكسرة...كنت أكتب على هذا الرمل,كما نفعل الآن على حواسبنا وهواتفنا النقالة,رسائل قصيرة وكانت ألسنة المويجات الكسيرة تمسح بعض الكلمات أو بعض الأحرف فتتراجع تاركة لي مساحة التأويل إلى أن استرد صفاء ما جمعنا...."
فأعود إليك,لأجد وجهك قطعة من الليل,منكبا تكتب حزنا أسميته فيما بعد" قصائد بلون الماء" أمرر كفي المرتعشة على خصلات شعرك بلمسة حانية تفتت الحجر ـ كما كنت تصف لمسات أمك التي رحلت مبكرا ـ فتشرع في قراءة مقاطعك الشعرية الجديدة...دون التردد الذي الفته فيك,كنت توافق على أول تصويب يصدر مني كطريقة ذكية لمصالحتي...
أو كنت ,عندما يأخذني حديث الموج,وأفشل في استعادة صفاء الروح ,كنت تلحق بي حاملا معطفي والكوفية الفلسطينية التي أهديتني ونحن بساحة الجامعة نخلد يوم الأرض...الأرض التي تنأى الآن في طرق وخرائط...
تعانقني دون أن نتكلم..........
نمشي كما نمشي الآن.........
نستلذ دفئ أجسادنا,دفئ الشمس أو غروبها,صوت النوارس أو سكونهاعلى بقايا تلك الباخرة الراسية إلى الأبد...
كنت أدرك غيرتك من هذا الأزرق...من هذا الذي يجمعني به...كيف يعيدني إليك في صورتي الأولى,صافية كانبلاج الصبح...
أردت أن أتكلم فكانت يدها كمامة ناعمة على فمي " لا تتكلم في حضرة البحر" كانت هذه طريقتها الأذكى في الصفح عما بدر منى...
كان الشاطئ لنا وحدنا ,بدأ الضباب يلفنا,التصقت بي أكثر وخرج صوتها "لولا البحر يا أحمد لكنت غزلت من قصائدك ضفائر اشنق بها رغبتي واعبر بها صوب النسيان "
وتابعت بعد توقف...."هيا ندخل ...أشعر بالبرد".

Parfois, on découvre des secrets en marchant sur les pas des autres
J’ai découvert quelques secrets sur les pas de Bob Marley
des rêves,des douleurs, une vie

الحمري محمد
22/01/2008, 06:44 PM
Bob Marley
هو عنوان مرحلة عرفت عدة انكسارات على مستوى الوطن العربي.
المعتقلات السرية...تضييق الحريات...النكسة في وجه عدو تاريخى......
من هنا جاء ,بالاضافة الى عمق نصوصه وثرائها ,هذا التعاطف النادر حتى من اشخاص لم يستوعبوا البعد الحقيقي لصيحته.بل هناك من حرفها عن مسارها السليم.
انا مشيت على اثر الحبيبة رغم حضور المقولة.
جميل ان نستوعب الاخرين.
مودة قد السما ـ مودة بحجم السماء ـ

ماجدة2
23/01/2008, 05:40 AM
Bob Marley
هو عنوان مرحلة عرفت عدة انكسارات على مستوى الوطن العربي.
المعتقلات السرية...تضييق الحريات...النكسة في وجه عدو تاريخى......
من هنا جاء ,بالاضافة الى عمق نصوصه وثرائها ,هذا التعاطف النادر حتى من اشخاص لم يستوعبوا البعد الحقيقي لصيحته.بل هناك من حرفها عن مسارها السليم.
انا مشيت على اثر الحبيبة رغم حضور المقولة.
جميل ان نستوعب الاخرين.
مودة قد السما ـ مودة بحجم السماء ـ

رقيق منك أن تمشي على خطى الحبيبة
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

سافر في أعماق كلّ شيء، في أعماق السواد و البياض ، في أعماق كلّ الألوان
ستكتشف أسرارا في كلّ الأعماق ،
ستستوعب الكثير
و ستعطي الكثير و الكثير، فأدواتك جميلة و فِكرُك أجمل
http://img85.imageshack.us/img85/6169/samp56abfa28d1ebbee4ns9.jpg

الحمري محمد
24/01/2008, 10:49 AM
و الأرق هذا العبور النسيمي.
كتبت وصايا غالية بلغة رمزية تشي بأسرار عناد الأبيض/الأسود
شكرا لاستيعابك العميق.

ماجدة2
24/01/2008, 06:54 PM
و الأرق هذا العبور النسيمي.
كتبت وصايا غالية بلغة رمزية تشي بأسرار عناد الأبيض/الأسود
شكرا لاستيعابك العميق.


أحببتُ العودة و الإسترسال قليلا ،

لمست العناد... ، حقّا عِنادهُما لا يخفى و لا أخفي أني أحبه ، و قد يكون فيَّ بعضه
أحببتُ فيهما شيئا ثانيا : "الصدق"
الصدق حبيب أينما كان
الصدق جدا عميق و لو في كلمتين
الكلمات قد تصور "بصدق" مشهدا من مشاهد الحياة ، جميل جدا عندما ننجح في ذلك .
لكن في أحيان أخرى ، تخذلنا الكلمات و تفرّ منا كل المفردات
الصدق لا يخذل صاحبه أبدا ، الصدق يزين القلب ، يزين الأغنية ، يزين الرسمة ، يزين الكلمة، يزين كلّ أثر و لو كان بسيطا.
الصدق يزين الحياة و المواقف ،
الصدق حبيب أينما حلّ

////////////////////////////
إيماني بالله قوي بأنه سبحانه و تعالى لن يتخلى عن القلب الصادق أبدا.
هو الذي خلق كل هذا الصدق ،
لستُ أدري هل من حقي أم لا التفكير بهذه الطريقة
لكني أؤمن بقوة ، أن الصادقين الذين لم يحظوا بمعرفة الله سبحانه و تعالى في الدنيا ، فإن ربي لن يتخلى عنهم أبدا في الحياة الأخرى.
///////////////////////////

و على ذكر البحر ، أهديك أخي الكريم سُطور ا أثّرت فيّ كثيرا ، هي ليست لي ،
هي لأخت كريمة تُدعى "بدرية" ، كتبت تقول:
"في مكان ما .. نساء يرقبن زرقة البحر
في مكان ما .. نساء يبكين مراكب صيد غائبة
في مكان ما .. نساء تعبن من حكايا العذاب
في مكان ما .. يوجد بعض الأسرى
في مكان ما .. تنتهك قوانين كثيرة و تمزق أوراق كثيرة
في مكان ما .. يركض حصان أبيض شعره يتطاير عبر حقل مسيج بالأشواك
في مكان ما .. رجال يفتتون الحجارة ... و يحزمون القش في أكوام"

//////////////////////////

أشكرك أخي الكريم "محمد"
سُررتُ جدا بهذا الحوار الجميل معك
دمتَ متألقا
و كان الله معك

الحمري محمد
24/01/2008, 09:33 PM
لسلام عليكم ورحمة الله
الأخت المبدعة أمجاد مفتاح
قال تعالى"رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"صدق الله العظيم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال "أربع من كن فيه فقد ربح ( الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر).
هويتنا الدينية أساسها الصدق.
وفي النقد القديم مع عبد القاهر الجرجانى وحازم القرطجنى كان الصدق في الادب كمعيار نقدي.
وفي ملاحظتك الجليلة أجملت الصدق في الاقوال والاعمال والاحوال يعنى الحياة.
صدقت ايتها الجليلة بالصدقتستمر المودة والرحمة بين الزوجين.
بالصدق ينبت الاطفال نباتا حسنا ـ سألتني ابنتى أبي لماذا ماجدة2
ولأن كلماتك لباسها صدق فقد أثرت في نفسي.
أسأل الله أن يعينك.
كل المودة.

ماجدة2
25/01/2008, 01:46 PM
هم في البيت بنادوني ماجدة ، فتعودت عليه
يعني لستُ أديبة ، مجرد فيزيائية تحب الأدب
On est tout petit devant les grands
شكرا
تحياتي

ماجدة2
14/02/2008, 07:04 AM
لا تتكلم في حضرة البحر




كانت أشعة الشمس ترتق آخر ثقب في الأفق,وكان لامتزاج اللون هناك,في تلك العين الحمئة,أثر السحر...
صوت النوارس يعلو خلف قارب صغير يزحف نحو المرفأ,حيث بيوت الصيادين القصبية, ذات الأبواب الصدئة, تقبع وراء كثبان رملية كستها نباتات شوكية...
كنا نمشي كعادتنا.يطول مشينا وكثيرا ما يطول صمتنا........
تأخرت في اللحاق بها لأنزع حذائي حين أغوتني قدماها الحافيتان بالمشي على أثرهما.تذكرت قولة فرنسية شهيرة
Il ne faut jamais marcher sur les pas des autres
وقلت هي ليست هذا الآخر بل هي قطعة مني تخبئ أسرار عشقي ...ثم وضعت قدمي اليمنى على أثر قدمها وقرأت دعاء ولوج الروح...
التفتت تعيرني بالهرم ,والحقيقة...أتعبني المشي خلفها على رمال نصف مبللة...
مدت يدها,جذبتني...كنا وحيدين والماء...نرقب النوارس التي خبا صوتها وتراصت على حافة بقايا سفينة ناتئة وسط الزرقة...
غابت الشمس,لكن الاحمرار لازال يزفها ببطء...
" للأزرق يا أحمد سحر خاص.كنت كلما اختلفنا أتيته منكسرة...كنت أكتب على هذا الرمل,كما نفعل الآن على حواسبنا وهواتفنا النقالة,رسائل قصيرة وكانت ألسنة المويجات الكسيرة تمسح بعض الكلمات أو بعض الأحرف فتتراجع تاركة لي مساحة التأويل إلى أن استرد صفاء ما جمعنا...."
فأعود إليك,لأجد وجهك قطعة من الليل,منكبا تكتب حزنا أسميته فيما بعد" قصائد بلون الماء" أمرر كفي المرتعشة على خصلات شعرك بلمسة حانية تفتت الحجر ـ كما كنت تصف لمسات أمك التي رحلت مبكرا ـ فتشرع في قراءة مقاطعك الشعرية الجديدة...دون التردد الذي الفته فيك,كنت توافق على أول تصويب يصدر مني كطريقة ذكية لمصالحتي...
أو كنت ,عندما يأخذني حديث الموج,وأفشل في استعادة صفاء الروح ,كنت تلحق بي حاملا معطفي والكوفية الفلسطينية التي أهديتني ونحن بساحة الجامعة نخلد يوم الأرض...الأرض التي تنأى الآن في طرق وخرائط...
تعانقني دون أن نتكلم..........
نمشي كما نمشي الآن.........
نستلذ دفئ أجسادنا,دفئ الشمس أو غروبها,صوت النوارس أو سكونهاعلى بقايا تلك الباخرة الراسية إلى الأبد...
كنت أدرك غيرتك من هذا الأزرق...من هذا الذي يجمعني به...كيف يعيدني إليك في صورتي الأولى,صافية كانبلاج الصبح...
أردت أن أتكلم فكانت يدها كمامة ناعمة على فمي " لا تتكلم في حضرة البحر" كانت هذه طريقتها الأذكى في الصفح عما بدر منى...
كان الشاطئ لنا وحدنا ,بدأ الضباب يلفنا,التصقت بي أكثر وخرج صوتها "لولا البحر يا أحمد لكنت غزلت من قصائدك ضفائر اشنق بها رغبتي واعبر بها صوب النسيان "
وتابعت بعد توقف...."هيا ندخل ...أشعر بالبرد".



أستاذي الكريم
تبدو من خلال كتاباتك ، مثل الفنان الذي يصنع العيِّنة ، أو يرسم اللوحة ، و في خلال رسمه لها ينسج تدريجيا أحداث القصة التي تأتي ملونة بألوان اللوحة،
أو كمخرج ســنــيمائي يعمل نفس العمل مع ما ينتج من أفلام
فيكون الفيلم في الأخير غير مرتكز على كمية الأحداث و الإثارة
بقدر ما يرتكز على عمق ما يضع من معاني قد تتخللها لحظات صمت
أو بضع كلام ،
و تكون الجملة في الأخير كلام و مشَاهد عميقة
و قد يحب المنتج ترك تلك المعاني واضحة
كما يحب حينا آخر إخفاء بعضها بالترميز ،
أو بعنصر التشغيل فيُدخل مشاهد مُعينة تشغل الفكر لبعض الوقت.
لا أدري إن كنتُ محقة أم لا لكن هذا النوع من الإنتاج لاحظتُه عموما في الأفلام الأوروبية مثل إيطاليا ، ألمانيا ، و روسيا و كذلك الأفريقية و أمريكا الجنوبية. يكون النتاج مثل أو قريب جدا من واقع الحياة الحقيقية التي قد تكون عادية جدا.
في حين ، المنتجات الأمريكية مثلا ، كثيرا ما تزخر و تعتمد على الإثارة . حتى من أفلامها ذات الطابع الاجتماعي لا تخلو من ميزات تلك الإثارة الأمريكية و لو كان حضورها مخففا بعض الشيء . على كل ربما حياة مجتمعهم الحقيقي تتضمن تلك الإثارة.

بأي حال ، أتمنى لك أستاذي الكريم كل التألق و النجاح في كل أعمالك.