المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في البناء للوصول (2)



رضوان حمدان
12/01/2008, 08:22 AM
في البناء للوصول

(2) إصلاح النظام التربوي

إن التغيير المنشود لا ينبثق فى لحظة فجائية بل عبر سلسلة من الإصلاحات يأتي على قمتها إصلاح النظام التربوي ، والأمة الإسلامية اليوم بحاجة ماسة فى هذه الظروف الحرجة إلى إعداد ناشئة قوية سوية ترضع لبان الإيمان ، وتتضلع من العلم والمعرفة وتتحلى بالحكمة والشجاعة معاً ، وتأخذ بأسباب القوة المعنوية والمادية ، وتتخلص من شوائب الفرقة والشذوذ ، وتجتمع على البر والتقوى ، وإقامة الدين ، ولزوم جماعة المسلمين .

والناظر إلى أحوال المنظومات التربوية فى البلدان الإسلامية يجد أنها تخلفت عن مواكبة التطور ، لأنها فقدت هويتها يوم أن تخلت عن الإسلام كمنهج للحياة ، ولولا التدين الفطري الذي يستقر فى نفوس المسلمين بالإضافة إلى حبهم الفطري للإسلام لصارت المجتمعات الإسلامية إلى ما صارت إليه نظيرتها في الغرب من شقاء وبؤس .

والفكر العلماني اللادينى ـ كمعوق للنهضة ـ يتحمل وزر ما ارتكب ـ ويرتكب ـ فى حق الناشئة من عدم وجود مذهب تربوي محدد المعالم ، واضح القسمات ، نافذ التطبيق ، مرتكز على أسس وثوابت عقيدة الأمة ودينها القويم ، وذلك بدعوته إلى إقامة نظم تربوية تعتمد على العقل ، ولا علاقة لها بالدين ، زعماً منه أن هذا هو السبيل الذي سلكته أوروبا من أجل تحقيق نهضتها وهو ذات القياس الفاسد الذي يجرنا فى كل مرة إلى نتائج مدمرة ، ونسى هؤلاء أمراً فى غاية الخطورة وهو أن الأمة الإسلامية أمة قائمة مفاهيمها وقيمها كلها على الدين فإذا حذفت منها الدين لم يبق للأمة الإسلامية شيء ، بل إن البيئة الأوروبية على ما انتابها من الانحلال والميوعة والتسامح ما زالت تنضح بالنصرانية على اختلاف مذاهبها.

إن هذا الإصلاح المنشود والمأمول يجب أن يرتكز على عدة أسس وهى :

1 ــ القرآن العظيم كعمدة للتربية الإسلامية .. لفظاً ... ومضموناً...

{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } 9الإسراء

{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا } 87النساء

والعمل على استيعاب مقاصد القرآن ومراميه ، ومضامينه بدون تجزئة أو انتقاء .

2ــ إبراز شخص النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى موضع الأسوة والقدوة فهو النموذج الكامل ، والتطبيق الأسمى للإسلام وتعاليمه

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }21الأحزاب

فهو وحده صلى الله عليه وسلم الذي يظل أسوة فى كل مسالك الحياة الإنسانية ودروبها المتشعبة.

3ـ مراعاة إحداث التوازن فى الإنسان بتلبية حاجاته المادية والروحية فالإنسان قبضة من طين ، ونفخة علوية { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي }29الحجر والنظم التربوية التى ترتكز على جانب دون آخر تعمل من حيث لا تدري على إحداث خلل فى داخل الإنسان يشعر معه بالقلق والشقاء.

4ــ الاستفادة من جهود السابقين والبناء عليها وعدم التوقف عندها، فلقد كانت تلك الجهود تلبى حاجات عصرها ووقتها، والأزمان تتغير والعصور تتبدل، زد على ذلك أن مطالب الحضارة تنمو باستمرار وتتعقد وعمر الإنسان مهما طال قصير ، والعوائق كثيرة ، ونوائب الدهر لا يخلو منها عصر ولا يبخل منها دهر ، منها ما أمكن للأجداد التغلب عليه ومنها ما لم يمكنهم تجاوزه أو تحقيقه من الآمال ، فينبغي للخلف استكمال واستدراك ما فات السلف لأن الإنتاج الحضاري ليس وقفاً على جيل دون جيل ، وليس احتكاراً لعصر دون عصر.

العملية التربوية عملية متعددة الأطراف ما بين مربٍّ ، ومتلقٍ ، ومنهج للتربية ، وهى الأطراف التى تحتاج إلى عناية دائمة ومتجددة من واضعي النظم التربوية للوصول إلى الهدف المنشود وهو إخراج الإنسان الصالح.

د.ألق الماضي
12/01/2008, 11:09 PM
حياك الله في المربد...
موضوع غاية في الأهمية...
ينقل إلى بيت الحكمة ...
و
يثبت...