المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحصة الأخيرة " قصة قصيرة "



محمد عبده العباسي
09/01/2008, 12:39 PM
الحصة الأخيرة " قصة قصيرة "

استعاض الأستاذ عن التحديق في دفتر النشرات لينظر فــــي وجه الموظف الذي قدمه إليه ، رفض الأستاذ التوقيع بالعلم . إنها المرة الأولي في حياته العملية ، نيف وثلاثـــــون عاماً مضت من عمره الوظيفي وهو يرفض الانصيــــــاع لمثل هذا الأمر :
ــ سأعمل معلماً حتى آخر دقيقة من عمري ..
هز الموظف رأسه عجباً ، ثم عاد للمحاولة مرة أخري :
ــ أمرك يا أستاذ ، لكنها أوامر السيد مدير المدرسة ..
كاد أن يثور في وجهه ، لكنه تحكم في نفسه برباطة جأش ، راح يغمغم بينه وبين نفسه :
ــ ها قد حانت لحظة النهاية .. قالها في لهجة مسرحية ، ثم نظر إلي فناء المدرسة الذي يكتظ بالطلاب يمرحون ..

*** ***
ماراثون طويل امتد لأكثر من نصف عمره ، ثمــــــة علاقة حميمية بينه وبين طلابه ، لا يفصلهـــا سوي جرس المدرسة النحاسي الذي تغير مع الأيام إلي زر كهربي ..
ابتسم في مرارة وهو يجد اعتذاراً من مدير المدرسة :
" إدارة المدرسة تعتذر عن عدم إسناد جدول حصص لكم هذا العام لقرب إحالتكم إلي المعاش .."
ــ سبحان الله ..
قـال مدير المدرسة وهو ينظــــر في عجب مخاطباً الموظف العائد إليه بخفي حنين ، فأسرع بنفسه يستطلع الأمر :
ــ أظن أن الوقت قد حان للفارس أن يستريح ..
ــ من قال أني متعب ..أنا أعترض.. ــ أسبوع واحــد بعد بدء الدراسة وتحال إلي المعاش ، مـــــن الواجب عليّ الاهتمام بحفل يقام لتكريمكم ..
ــ لا ، أرجو أن تسجل اعتراضي ، ولك أن تتخذ ما تشـــاء من إجراءات ، لن أتراجع..
تأزم الموقف ، لم يجد المدير تفسيراً للأمر ، ليس أمامه إلا أن يستسلم ..
*** ***

علي مدي أعوام مضت ، تخرجت علي يديه أجيــــال وأجيال نهلت من معين عطائه ، لم يدخر وسعاً في أن يلقنــهم عشق مادته ، لم ينطق في خلال الحصص سوي بلغـة الضاد، فشــب طلابه علي عشقها كما لم يعشقوا أي مادة أخري ..
العديد منهم ارتقي أعلي المناصب بإمتداد مساحـة مصر والوطن العربي ، وعلي كافة الأصعدة ، يعـــــودونه بين وقت وآخر ، يتحلقون من حوله كالمريدين ليتذكـروا سـوالف الأيام في بهجة كلما اجتمعوا :
ــ الأستاذ قامة سامقة في حقل التعليم قلما يصل إليها أحد ...
قال الأستاذ عمران مدرس اللغة الفرنسية... بينما فاخر الأستاذ حسونة مدرس الفيزياء بقوله :
ــ كان الأستاذ زميلاً لي في أيام الجندية ، قبيل حــــرب أكتوبر المجيدة ، لم يترك فرداً واحداً من المجندين الأميين إلا وألحقه بفصول محو الأمية ..
ابتهج الأستاذ منصف مدرس التربية الرياضية قائلاً:
ــ عرفته شاعراًُ لا يشـــــق له غبار ، اسمه ورد ضمن معجـم عبد العزيز سعود البابطين للشعراء العرب..
تنهد الأستاذ وصفي مدرس الرياضيات :
ـــ هو من علامات العطاء علي مستوي المدينة..
قال الأستاذ علاء مدرس اللغة العربية الجديد:
ــ أذكر عند أول تعييني أن حذرني البعض منه ، قالوا عنـه سيبويه ، صحيح أنه عقد لي امتحاناً لولا تفوقي فيه لمـــــا كنت بينكم الآن..
الأستاذ رجائي أدلي بدلوه قبل أن يمضي ليلحق بحصته التي حان موعدها:
ـ رغم ذلك لم تتم إعارته إلي أي دولة عربية من دول النفط ، في الوقت الذي تكالب فيه من هم أقل منه للسعي إلي هناك..
تدخل موظف شئون العاملين الذي جاء يستدعي الأستاذ عبد الحفيظ ولم يجده:
ـ لازمه سوء الحظ مراراً ، قواعد الإعارة كانت تشترط الأكبـر سناً حيناً ، يجد نفسه الأصغر ، تشترط الأقدمية في التعييــــن فيكون هو الأحدث ،حتى إذا ما أن انطبقت عليه الشروط كمــا يقولون ، فغر الجميع أفواههم ، قال الموظف :
ـ الأعلي في التقارير السنوية..
تنهدت أسارير الأستاذ وصفي بعد أن بلغ به الصبر محله:
ـ أخيراً...
لكن الموظف عاد ليلقي بالمفاجأة :
ـ أعد الأستاذ العدة ، بارك له الجميع ، الكويت هي وجهته ، أوصاه البعض بالهدايا ، حجز مقعده بالطائرة ، ولم يسافر..
بكل الدهشة راحوا جميعاً ينظرون في تساؤل واستغراب ، قال:
ـ قوات صدام احتلت الكويت صباح الثاني من أغسطس ..
أسُقط في يد الجميــع ، ردد الأستـــــاذ علاء بيتاً من شعر إبراهيم ناجي:
هي الدنيا كما كانت وماذا ينفع الوعظ
فلا هانت ولا خانت ولكن خانك الحظ

*** ***

كعادته كل صباح يأتي إلي المدرسة مبكراً ،يتابع اللوحة الضخمة التي خطهــــــا بيمينه بخط الثُلث وتحمل اسم المدرسة ، وتلك الأبيات من الشعر التي كتبها علي الجدران بخط ما بين الرقعة والنسخ والديواني والكوفي والطغراء..
*** ***
صباح الســبت السابع والعشرين من سبتمبر تقدم الأستاذ تلاميذه كقائد نبيل ،اصطفوا من بعده كجنود طائعين ، أكثرهم خبرة قدم افتتاحية البرنامج الإذاعي لفصل 3/ 1 أدبي ..
طابور الطلاب في الفناء في حالة من الإنصات التام ، كـأن علي رؤوسهــــم الطير ، تقدم مدير المدرسة معقباً علي حسن الأداء ، شاكراً الأستاذ وتلاميذه ، منبهاً بأن المدرســة ستقيم في الحصة الأخيرة حفلاً لتكريم الأستاذ :
ـ سيحضر السكرتير العام نائباً عن اللواء المحــــافظ ، والسيد وكيل وزارة التربية والتعليم ونواب مجلسي الشعب الشوري الذين تتلمذوا علي يدي الأستاذ ، ووفد من نقابـة المعلمين التي حمل أمرها علي عاتقه ، وكافة مديري المدارس بالمحافظة ..

تواري الأستاذ في خجل وتواضع العلماء ،المدير افاض في الثناء عن دور الأستاذ في مهنة هي مهنة الأنبياء والرسل ..

*** ***

المرة الأولي التي كادت فيها قطعة الطباشير أن تسقط من يده كتب علي السبورة بخط النسخ " النثر في الأدب العربي".
فجأة ، ترنحت لوحات الإيضاح الورقية علي جدران الفصل، واضطربت النوافذ أمام جحافل رياح خريفية عاتية داهمتهــا ، ارتعدت فرائص الأستاذ للمرة الأولي و اصطكت أسنانه ،انعقد لسانــــــه ، تفصد من جبينه العرق ، ظل يقاوم مثل شجرة ثابتة لم تحـــن هامتها للرياح التي هبت من ناحية المتوسط الثائر ..
لم يفق الأستاذ من شـــــرح الدرس ، إلا والجرس الكهربي يصعق أذنيــه ينبئ عن مـــوعد الحصـــة الأخيرة معـــلناً عن نهايتها ، ويسدل الستار ...

*** ***
محمد عبده العباسي
بورسعيد / مصر

نهي رجب محمد
09/01/2008, 09:04 PM
قدمت القصة بترتيب منسق نموذج المعلم المخلص لعمله كأنه حياته كلها
تحية إجلال لكل معلم
مع الشكر
نهي رجب محمد
(ريشة المطر)

محمد عبده العباسي
10/01/2008, 12:53 PM
العزيزة نهي
شكراً لك علي القراءة
تحية لك ولكل معلم شريف يحمل علي كاهله عبء تربية الأجيال
ـــــــــــــــــــــــ
محمد عبده العباسي
بورسعيد / مصر

ابو مريم
10/01/2008, 01:26 PM
الحصة الأخيرة " قصة قصيرة "

استعاض الأستاذ عن التحديق في دفتر النشرات لينظر فــــي وجه الموظف الذي قدمه إليه ، رفض الأستاذ التوقيع بالعلم . إنها المرة الأولي في حياته العملية ، نيف وثلاثـــــون عاماً مضت من عمره الوظيفي وهو يرفض الانصيــــــاع لمثل هذا الأمر :
ــ سأعمل معلماً حتى آخر دقيقة من عمري ..
هز الموظف رأسه عجباً ، ثم عاد للمحاولة مرة أخري :
ــ أمرك يا أستاذ ، لكنها أوامر السيد مدير المدرسة ..
كاد أن يثور في وجهه ، لكنه تحكم في نفسه برباطة جأش ، راح يغمغم بينه وبين نفسه :
ــ ها قد حانت لحظة النهاية .. قالها في لهجة مسرحية ، ثم نظر إلي فناء المدرسة الذي يكتظ بالطلاب يمرحون ..

*** ***
ماراثون طويل امتد لأكثر من نصف عمره ، ثمــــــة علاقة حميمية بينه وبين طلابه ، لا يفصلهـــا سوي جرس المدرسة النحاسي الذي تغير مع الأيام إلي زر كهربي ..
ابتسم في مرارة وهو يجد اعتذاراً من مدير المدرسة :
" إدارة المدرسة تعتذر عن عدم إسناد جدول حصص لكم هذا العام لقرب إحالتكم إلي المعاش .."
ــ سبحان الله ..
قـال مدير المدرسة وهو ينظــــر في عجب مخاطباً الموظف العائد إليه بخفي حنين ، فأسرع بنفسه يستطلع الأمر :
ــ أظن أن الوقت قد حان للفارس أن يستريح ..
ــ من قال أني متعب ..أنا أعترض.. ــ أسبوع واحــد بعد بدء الدراسة وتحال إلي المعاش ، مـــــن الواجب عليّ الاهتمام بحفل يقام لتكريمكم ..
ــ لا ، أرجو أن تسجل اعتراضي ، ولك أن تتخذ ما تشـــاء من إجراءات ، لن أتراجع..
تأزم الموقف ، لم يجد المدير تفسيراً للأمر ، ليس أمامه إلا أن يستسلم ..
*** ***

علي مدي أعوام مضت ، تخرجت علي يديه أجيــــال وأجيال نهلت من معين عطائه ، لم يدخر وسعاً في أن يلقنــهم عشق مادته ، لم ينطق في خلال الحصص سوي بلغـة الضاد، فشــب طلابه علي عشقها كما لم يعشقوا أي مادة أخري ..
العديد منهم ارتقي أعلي المناصب بإمتداد مساحـة مصر والوطن العربي ، وعلي كافة الأصعدة ، يعـــــودونه بين وقت وآخر ، يتحلقون من حوله كالمريدين ليتذكـروا سـوالف الأيام في بهجة كلما اجتمعوا :
ــ الأستاذ قامة سامقة في حقل التعليم قلما يصل إليها أحد ...
قال الأستاذ عمران مدرس اللغة الفرنسية... بينما فاخر الأستاذ حسونة مدرس الفيزياء بقوله :
ــ كان الأستاذ زميلاً لي في أيام الجندية ، قبيل حــــرب أكتوبر المجيدة ، لم يترك فرداً واحداً من المجندين الأميين إلا وألحقه بفصول محو الأمية ..
ابتهج الأستاذ منصف مدرس التربية الرياضية قائلاً:
ــ عرفته شاعراًُ لا يشـــــق له غبار ، اسمه ورد ضمن معجـم عبد العزيز سعود البابطين للشعراء العرب..
تنهد الأستاذ وصفي مدرس الرياضيات :
ـــ هو من علامات العطاء علي مستوي المدينة..
قال الأستاذ علاء مدرس اللغة العربية الجديد:
ــ أذكر عند أول تعييني أن حذرني البعض منه ، قالوا عنـه سيبويه ، صحيح أنه عقد لي امتحاناً لولا تفوقي فيه لمـــــا كنت بينكم الآن..
الأستاذ رجائي أدلي بدلوه قبل أن يمضي ليلحق بحصته التي حان موعدها:
ـ رغم ذلك لم تتم إعارته إلي أي دولة عربية من دول النفط ، في الوقت الذي تكالب فيه من هم أقل منه للسعي إلي هناك..
تدخل موظف شئون العاملين الذي جاء يستدعي الأستاذ عبد الحفيظ ولم يجده:
ـ لازمه سوء الحظ مراراً ، قواعد الإعارة كانت تشترط الأكبـر سناً حيناً ، يجد نفسه الأصغر ، تشترط الأقدمية في التعييــــن فيكون هو الأحدث ،حتى إذا ما أن انطبقت عليه الشروط كمــا يقولون ، فغر الجميع أفواههم ، قال الموظف :
ـ الأعلي في التقارير السنوية..
تنهدت أسارير الأستاذ وصفي بعد أن بلغ به الصبر محله:
ـ أخيراً...
لكن الموظف عاد ليلقي بالمفاجأة :
ـ أعد الأستاذ العدة ، بارك له الجميع ، الكويت هي وجهته ، أوصاه البعض بالهدايا ، حجز مقعده بالطائرة ، ولم يسافر..
بكل الدهشة راحوا جميعاً ينظرون في تساؤل واستغراب ، قال:
ـ قوات صدام احتلت الكويت صباح الثاني من أغسطس ..
أسُقط في يد الجميــع ، ردد الأستـــــاذ علاء بيتاً من شعر إبراهيم ناجي:
هي الدنيا كما كانت وماذا ينفع الوعظ
فلا هانت ولا خانت ولكن خانك الحظ

*** ***

كعادته كل صباح يأتي إلي المدرسة مبكراً ،يتابع اللوحة الضخمة التي خطهــــــا بيمينه بخط الثُلث وتحمل اسم المدرسة ، وتلك الأبيات من الشعر التي كتبها علي الجدران بخط ما بين الرقعة والنسخ والديواني والكوفي والطغراء..
*** ***
صباح الســبت السابع والعشرين من سبتمبر تقدم الأستاذ تلاميذه كقائد نبيل ،اصطفوا من بعده كجنود طائعين ، أكثرهم خبرة قدم افتتاحية البرنامج الإذاعي لفصل 3/ 1 أدبي ..
طابور الطلاب في الفناء في حالة من الإنصات التام ، كـأن علي رؤوسهــــم الطير ، تقدم مدير المدرسة معقباً علي حسن الأداء ، شاكراً الأستاذ وتلاميذه ، منبهاً بأن المدرســة ستقيم في الحصة الأخيرة حفلاً لتكريم الأستاذ :
ـ سيحضر السكرتير العام نائباً عن اللواء المحــــافظ ، والسيد وكيل وزارة التربية والتعليم ونواب مجلسي الشعب الشوري الذين تتلمذوا علي يدي الأستاذ ، ووفد من نقابـة المعلمين التي حمل أمرها علي عاتقه ، وكافة مديري المدارس بالمحافظة ..

تواري الأستاذ في خجل وتواضع العلماء ،المدير افاض في الثناء عن دور الأستاذ في مهنة هي مهنة الأنبياء والرسل ..

*** ***

المرة الأولي التي كادت فيها قطعة الطباشير أن تسقط من يده كتب علي السبورة بخط النسخ " النثر في الأدب العربي".
فجأة ، ترنحت لوحات الإيضاح الورقية علي جدران الفصل، واضطربت النوافذ أمام جحافل رياح خريفية عاتية داهمتهــا ، ارتعدت فرائص الأستاذ للمرة الأولي و اصطكت أسنانه ،انعقد لسانــــــه ، تفصد من جبينه العرق ، ظل يقاوم مثل شجرة ثابتة لم تحـــن هامتها للرياح التي هبت من ناحية المتوسط الثائر ..
لم يفق الأستاذ من شـــــرح الدرس ، إلا والجرس الكهربي يصعق أذنيــه ينبئ عن مـــوعد الحصـــة الأخيرة معـــلناً عن نهايتها ، ويسدل الستار ...

*** ***
محمد عبده العباسي
بورسعيد / مصر


قم للمعلم وفيه التبجيلا.......كاد المعلم أن يكون رسولا
رحم الله شاعرنا أحمد شوقي....
أشكرك أخي محمد عبده العباسي على هذه القصة ، والتى لايحس بخلفياتها إلا كل من عاش ردحا من
الزمن مع المتعلمين ،وبادلهم الشعور وأجزل لهم العطاء من التربية والتعليم...
بصدق قل مثل هؤلاء الرجال العظماء ، وسار معظمهم وراء الربح السريع وإرهاق المتعلم
بتكاليف المراجعة ....ها القيم تتلاشى والمستوى التعليمي يتدنى بشكل مهول...
والنوابغ ترحل أوتحال على التقاعد ...وقد أحدثت المغادرة الطوعية فراغا في الساحة التعليمية..
مرة أخرى أحييك أخي على قصتك ونتظر منك الجديد تحياتي...
أبومريم..

محمد عبده العباسي
15/01/2008, 08:32 AM
صديقي أبو مريم
تلك القصة لا يشعرها إلا من عاش حياة المعلم ، وقد عشت بعض من فقراتها علي مدي أكثر من ثلاثين عاماً ، معلماً ..
إنها مهنة الأنبياء ، الذين تبقي رسالاتهم ، وتبقي سيرة المعلم راية سامقة يشار عليها بالبنان..
تحياتي لك " أبو مريم " وشكراً علي التواصل وبيت شوقي هو :
قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً
وهذا للتصحيح ليس إلا ، ولك خالص ودي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عبده العباسي
بورسعيد / مصر
بوركت أخي محمد وأطال الله في عمرك ودمت مشعلا متوهجا ينير صرح المربد....
تحياتي.