المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يغذي الغربُ منابع الإرهاب والتطرف؟!



علي طه النوباني
05/01/2008, 04:40 PM
لماذا يغذي الغربُ منابع الإرهاب والتطرف؟!

بقلم: علي طه النوباني
قبل عامين تقريبا كنت عائداً في سيارتي من إربد إلى جرش (مدينتان في شمال الأردن)، وأثناء مسيري أشار لي سائح أجنبي ، فتوقفت عارضاً المساعدة ، وبعد الترحيب التقليدي سألته: من أي البلاد هو ؟ فأجاب: من ألمانيا ، وبينما كانت الطريق تخترق غابة صغيرة قرب جرش، كان يستفسر مني عن موقف الحافلات التي يمكن أن تقله إلى العاصمة عمان .
كنت بين الفينة والأخرى أختلس النظر إلى عينيه الزرقاوين وقوامه الآري المشع، ولمع في ذهني ما عرفته عن الحربين العالميتين، وعن هتلر وحتى عما قيل ويقال عن الهولوكوست ، ولكني قطعت صمتي وأكدت له بأني سأقوم بتوصيله إلى موقف الحافلات، بل وعرضت عليه أن يحتسي الشاي في بيتي فاعتذر بلطف ذاكراً لي بأن برنامجه لا يحتمل .
وعندما خرجنا من الغابة الصغيرة التي تسمى " ثغرة عصفور" وأطلّت علينا العجوز القديمة جرش وهي جالسة في حضن الجبال الشاهقة ، صاح الألماني: "wonderful …Magnificent" فأصابني الذهول ليس من شيء سوى رغبتي في معرفة سبب دهشته، وقلت له : ما هو الرائع فيما ترى ... قال : منظر مدينتكم رائع جداً...
نظرت إلى المدينة بطريقة مختلفة : كانت جبال عجلون تهبط على جرش من العلياء وكأنما هي عالقة بأشعة الشمس ...قلت له : أيا كان الأمر ، فإن وراء هذه الجبال شيئاً مرعباً لا يسمح لنا بتذوق هذا الجمال الذي تتحدث عنه ، فسألني باستغراب : عمّ تتحدث؟؟ قلت له : وراء هذه الجبال دولة تسمى إسرائيل تمتلك مائتي رأس نووي والكثير الكثير من الأسلحة، وقد سبق لها أن ارتكبت الكثير من الفظائع والمذابح بحق الناس البسطاء .. وهي تشكل مصدر تهديد دائم لهذه المدن الوادعة !!
امتقع وجه الرجل وتمتم بكلام فهمت منه استنكاره لطرح مثل هذه الفكرة،بل وعدم رغبته في مناقشتها ... وكنا قد وصلنا إلى موقف الحافلات فتوادعنا مبتسمين .
لقد تذكرت هذه الحادثة ضمن محاولتي لفهم الخطوط العريضة لملف إيران النووي ، ففي الوقت الذي اكتفى فيه العرب بالنظر تحت أقدامهم طوال العقود السابقة أرادت إيران أن تنظر إلى الأمام قليلاً، وهي مسألة تحتاج إلى الجرأة أكثر مما تحتاج إلى الذكاء والعبقرية، فالطاقة هي أساس النمو والتحضر في عصرنا هذا، والنفط مصدر ناضب لا محالة، ما معناه أن سكان هذه المنطقة سيرجعون إلى عصور ما قبل التاريخ عند انتهاء عصر النفط إذا لم يعدّوا البديل من الآن، هذا إلى علمنا الأكيد بأن هذه المرحلة ليست بعيدة بل إنها قد بدأت بالفعل مع التصاعد الجنوني في أسعار النفط وتزايد الطلب عليه،وتضاؤل مخزونه العالمي.
إنها معادلة سهلة ومعروفة لكل ذي بصر .. فإذا كان العالم المتحضر معنياً بالتنمية في منطقتنا فلماذا لا يساعدنا في توفير مصادر الطاقة البديلة،ولا يسمح لنا بأن نطورها بأنفسنا ،وفي الوقت نفسه يغضّ الطرف عن إسرائيل التي تمتلك ما يزيد على مائتي رأس نووي عدا عن المفاعلات النووية .
جرى هذا على مستوى التنمية الاقتصادية تماماَ كما جرى على مستوى التنمية السياسية، حيث تعامل الغرب مع الدكتاتوريات العربية، ودعم استمرارها مع معرفته التامة بمدى تعطش الشعوب العربية للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،بل ورأى أصوات الخير والعدالة والسلام وهى تداس تحت أقدام الإرهاب والتسلط والسفالة ولم يحرك ساكناَ.
إن كل عاقل في منطقتنا وفي العالم يحلم بعالم خالٍ من السلاح النووي على أن يتم العمل على ذلك دون تمييز أو محاباة، ولكننا نحلم أيضا مثل غيرنا من الشعوب بأن نمتلك الطاقة الرخيصة التي تسمح لنا بأن نلحق ركب الحضارة وأن نعيش مثل غيرنا من البشر .
هل يعرف الغرب بأن هذا التمييز المكشوف لصالح إسرائيل يخلق حالة من التردي الثقافي في منطقتنا ، ويتيح الفرصة للقوى المتطرفة المسكونة بنرجسية الأحادية المغلقة وخرافات العداء الأزلي المقيتة للتغوّل على قوى السلام والتسامح ؟؟ بل ويجعل من قوى السلام والتسامح طرفاً ضعيفاً أمام قوى التطرف والعدوان تلك التي تحلم فعلاً بامتلاك كل أدوات الدمار بما فيها الأسلحة النووية ليس فقط لمحاربة من يرونهم أعداءً وإنما أيضا لمحاربة الحياة نفسها .
هل يعرف الغرب أن ملايين الأطفال في منطقتنا شربوا خرافات العداء الأبدي ليس فقط لإسرائيل وإنما للغرب بقضّه وقضيضه أيضاً بسبب حالة الرعب التي صنعتها إسرائيل في المنطقة ؟؟ وهل يحتمل عالم اليوم المثخن بالجراح والمآسي تخريج هذا العدد الهائل من المهووسين بالعنف والرغبة بالانتقام ؟؟
لقد رأيت في عيني الألماني حَرَجاً من الخوض في خطورة السلاح النووي الإسرائيلي، فالحضارة الغربية التي صنعت كل ما نعرفه من منجزات بُنيت كلّها على المنطق تنقلب إلى حالة دوغمائية عجيبة عندما نتحدث عن إسرائيل هذه الدولة المستثناة دائماً، والتي يحق لها ما لا يحق لغيرها .فهي تنعم بالطاقة الكهربائية الرخيصة من مفاعلاتها النووية ولا يستفيد جيرانها سوى مخاطر التسرب وربما دفن الفضلات النووية ، وهي تمارس أسوأ أنواع التمييز وتقدم نفسها كدولة دينية في زمن العلمانية والديمقراطية، ثمّ يتذرع الغرب بديمقراطيتها الفريدة ليتمادى في دعمها ويعيب على إيران النوع نفسه من الديمقراطية الدينية.
ويبقى السؤال قائماً : لماذا يغذي الغرب منابع الإرهاب والتطرف؟! وما هي مصلحته في تغوّل التطرف على الاعتدال، والعداء على التسامح، على الرغم من كل دعاوى مكافحة الإرهاب التي يرفعها،ألم يئن الوقت لكي يتنادى أحرار العالم ليعلنوا للغرب أن كفى تغذيةً وتحفيزاً للتطرف والإجرام وذبحاً لقوى الخير والمحبة، فإن عالمنا يعاني ما يكفيه من مرارة الكوارث والمجاعات والفقر ومخاطر الطبيعة التي صنعها جشع الإنسان وسوء إدارته.

عاشت بلادي
05/01/2008, 05:47 PM
لماذا يغذي الغربُ منابع الإرهاب والتطرف؟




أنت اليوم فتحت لنا موضوع في غاية الأهمية
سيدي الفاضل ان من يغدي منابع الارهاب والتطرف وهو الأعلام الغربي
لقد ادرك اليهود مدي خطورة الأعلام وأستخدموه ووظفوه فى خدمة قضيتهم
فأستغلوا ما حدث لهم علي أيدي النازية هذا ان حدثت فعلا
في أظهار أنفسهم بأنهم أضطهدوا وتعرضوا للأبادة
وذلك لأستدرار تعاطف الغرب ولأبتزازهم مادياً لمصلحتهم
واستغلوه أيضاً لتشويه صورة المسلمين وأظهار الدين الأسلامي
بأنه دين يدعو للعنف والتطرف ويشكل خطورة علي عالمهم المتحضر
وبأن المسلمين يشكلون خطورة علي الغرب وما إلي ذلك من أكاذيب
أستطاعوا ترسيخها وترويجها عند المشاهد الغربي
أما نحن العرب كدول وحكام مع معرفتنا بمدي أهمية الأعلام
ألا أننا للأسف لم نحاول توظيفه لخدمة قضايانا
وابسط مثال علي ذلك
هو ما حدث مع المخرج الراحل مصطفي العقاد رحمه الله
فقد أستطاع هذا المخرج أن يدخل هوليوود وأن يثبت وجوده فيها وقام بأنتاج افلام كالرسالة
أستطاعت أن تظهر حقيقة الرسالة وحقيقة الأسلام والعرب
وكان في جعبته الكثير
ولكن كان ينقصه الدعم المالي
وكان للأسف يقف علي أبواب الحكام العرب ليقوموا بدعم افلامه مادياً ولكن بلا جدوي
وقبل مماته كان يحاول أن يجد من يدعمه لأنتاج فيلم عن صلاح الدين الأيوبي
ولكن قدر الله وما شاء فعل
أن اغلب ما يحدث سببه أنعدام النظرة للمستقبل
عدم وجود اهداف ومشاريع تخدم المسلمين علي المدي البعيد
فالمستقبل يبداء بخطوة وبعد ذلك تتوالي الخطوات
ولكن ما يحدث عندنا هو
( أحييني اليوم وموتني بكرة )


عاشت بلادي