المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوعي العربي ..الصومال ...بين الأذيال والأفيال



علاء ابراهيم
04/01/2008, 03:06 PM
الصومــال ... بيــن الأذيـــال والأفيــال


إنطلاقاً من سياسة أمريكا وفشلها فى الحرب على العراق وأفغانستان ونظراً لحجم الخسائر البشرية والمادية والفوضى الخلاقة التي أحدثتها أمريكا فى العالم الأمر الذي جعلها تلجأ الي إعتماد الحرب بالوكالة فى الصومال( بلاد بونت) والتى كانت تعرف بهذا الأسم قديما. ومنذ الفتح الإسلامي ونحن نتعلم فى كتب التاريخ أهمية هذه الدولة على القارة السمراء إلا انه يبدو إننا لم نتعلم من كتب التاريخ أو من أحداث التاريخ شيئاً وهكذا الأحداث تعيد نفسها من جديد والعدو المتربص بنا واحد والسيناريو واحد والهدف المعلن واحد إذن ماذا ننتظر من عدو آفاق عربيد يقتل هنا ويسفك الدماء هناك يتدخل فى أدق تفاصيل حياتنا لماذا هذا الصمت العربي على هذه المؤامرة الجديدة لماذا نستيقظ كل يوم على خبر سقوط دولة عربية أو إسلامية وماذا فعلنا منذ سقوط بغداد وهى الدولة الأحدث بعد فلسطين . أن ما يجرى بهذا الشكل لايمس دولة أو دولا عربية بعينها بل يمس الأمن القومي العربي كله وأن ما يحدث فى السودان والصومال هو مجرد عينة لما يمكن أن يحدث فى كل الدول العربية وبخاصة الدول الإفريقية . ولقد رأينا كيف حرضت الإدارة الأمريكية وجناب الكومندا المهم بوش وعصابته بلاد الحبشة والتى تسمى بإثيوبيا على إحتلال الصومال وقامت بتدريب القوات الإثيوبية وإمدادها بالسلاح بل ودفعت أموالا طائلة لإثيوبيا تقدر بنحو500 مليون دولار وعقدت الصفقات مع أمراء الحرب الصوماليين مع تقديم دعم لوجستى وإستخباراتي لتسهيل عملية الغزو بالإضافة الى ماقامت به الولايات المتحدة الأمريكية ممثله فى وزيرة خارجيتها بالضغط على قادتنا العرب فى مؤتمر قمة الرياض الأخير بتجاهل الإعتداءات الإثيوبية على الصومال وقام الطيران الإثيوبي بقصف المباني والمدنيين العزل بحجة القضاء على عصابات التمرد بل وسعت الإدارة الأمريكية الى إصدار قرار من الأمم المتحدة يطلق يد إثيوبيا فى الصومال وبنشر قوات دولية بحجة حفظ السلام فى الصومال و رأينا كيف بدأ الإحتلال الإثيوبى وكيف دخلت قوات الغزو مقد يشيو وهى تحمل على دباباتها عناصر القوات الحكومية العميلة التي قامت بالتدخل وقتل ومطاردة عناصر المحاكم الإسلامية وذلك بطلب من الحكومة الصومالية الموقتة برئاسة عبد الله يوسف المدعم من قبل "ميلس زيناوى" حفيد ابرهه الحبشي صاحب الفيل.لقد استطاعت المحاكم الإسلامية بكسب وتعاطف وتأييد قطاع كبيير من الشعب الصومالي رأوا فيها المناهض الوحيد علي الساحة لأمراء الحرب الذين عاثوا في الأرض فساداً وفرض الهدوء على الساحة الصومالية بعد أكثر من عشرون عاما من الفتن الإقتتال بين أمراء الحرب المرتبطين بمصالح خارجية بتأييد ودعم أثيوبي وأمريكي ولكن هيهات للمتربصين من رعاة البقر الامريكي أن تفرض عناصر المحاكم الإسلامية الإستقرار والهدوء فى هذا البلد من منطلق وفكر إسلامى ومنذ عملية إعادة الأمل فى الصومال والتى قامت بها القوات الأمريكية فى مطلع التسعينات وانتهت بقتل وسحل عدد من الجنود الأمريكيين فى أكبر شوارع مقديشيووالتى على أثرها قام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بسحب قواته من الصومال تحت جنح الظلام و المؤامرات على أشدها لهذا البلد .لقد تحولت قوات المحاكم الإسلامية الى قوات مقاومة بفعل الإحتلال الإثيوبى واكتسبت عناصر المحاكم الإسلامية شعبية كبيرة عبرت عن نفسها فيما بعد فى إنضمام المئات من أبناء العاصمة مقديشيو الي المقاومة التي تقودها المحاكم وتشير الأيام الماضية والقادمة الي قدرة المقاومة الصومالية على الإستفادة جيداً من شقيقاتها فى العراق وأفغانستان ومع تصاعد عمليات المقاومة ضد الإحتلال الإثيوبى وهول ما ينتظرها من التورط فى مستنقع مجهول سيكلفها كثير من الخسائر البشرية والمعدات فجاء إعلان أثيوبيا بسحب ثلث قواتها كمرحلة أولي وستواصل إنسحابها فى المرحلتين القادمتين لتحل محلها قوات أفريقية والتى بدأت هي الأخرى فى الإنتشار والتى تتعامل معها المقاومة كقوات إحتلال .ومن المتوقع أن تقوم الحكومة العميلة برئاسة عبدا لله يوسف كما فى العراق بمحاولة إستمالة عناصر من المحاكم فى إطار ما يعرف هذه الأيام باسم مشروع المصالحة الوطنية والغريب في الأمر أن الحكومة الصومالية الإنتقالية وقعت إتفاقا للمصالحة مع بعض قادة المعارضة من القبائل الصومالية بدون دعوة الخصم الأساسي وهي المحاكم الإسلامية وكان هذا المؤتمر في جدة بالعربية السعودية في شهر سبتمبر الماضي مما يضع علامة تعجب كبيرة علي معني عبارة مصالحة وطنية التي إنعقد المؤتمر تحت لوائها وقد أعلن فيها الرئيس الصومالي المؤقت عبد الله يوسف والمدعوم من الحكومة الإثيوبية تجديد الدعوة الي نشر قوات عربية وافريفية في البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة لتحل محل القوات الإثيوبية هناك وهو ما يلقي معارضة من المحاكم التي تري أن وجود القوات الأثيوبية والأفريقية يعتبر كلاهما إحتلالا للبلاد ولم يكتف الرئيس الصومالي بعدم إشراك المحاكم الصومالية في إتفاقية المصالحة فوصف المحاكم بالخوارج محذراً من خطر وجودهم قائلا أنهم لو استولوا علي الصومال وتمكنوا من وأد الحكومة الوليدة فسيكون هذا الأمر وبالا علي الأمة الإسلامية والعربية والأفريقية والمجتمع الدولي غير أن المقاومة الصومالية قد أكدت على عدم إمكانية التنازل عن شرط إنسحاب الإحتلال قبل الإنخراط فى اى عملية سياسية إذن فتجربة المقاومة العراقية تستنسخ حاليا في الصومال وقد دخلت بالفعل حيز التنفيذ وها اليوم نشاهد براكين الغضب التي إندلعت في الشارع الصومالي بعد إتساع الفوضى الي شوارع العاصمة ومظاهر السلب والنهب التي تعم مقديشيو وعمليات والإغتصاب وإنتشار تجارة القات بين المدمنين وغيرها من الظواهر التي أختفت أثناء تولي حكومة المحاكم واتفق فيها الشعب مع أبناء المقاومة الصومالية وأجبروا رئيس الحكومة المعين من قبل الرئيس الصومالي العميل علي تقديم إستقالته من رئاسة الحكومة تحت ضغط من الشارع الصومالي الرافض لكل أوجه الإحتلال ولكم في العراق أسوة حسنة يا أهل الصومال مما يؤكد أن الفترة القادمة ستشهد تصعيداً فى عمل المقاومة الصومالية كماً ونوعاً .أما الشئ الذي يدعو الي العار والأسف هذه البلادة والبلاهة والحماقة التي يتعامل فيها المجتمع الدولي مع قضايانا وبالإحري فلنقل الموقف العربي الرسمي فلم نسمع للجامعة العربية صوتاً كما حدث في العراق اللهم سوي بعض التعليقات التي لاترقي الي مستوي الحدث فإدانة وشجب وإستنكار ثم صمت القبور علي الرغم من عضوية الصومال الي جامعة الدول العربية الشكلية التي أصابها الموت الإكلينيكي والأدهى من ذلك ما أبداه بعض زعماء الدول العربية الكبرى من تفهم لأسباب التدخل الأثيوبي في الصومال وهذا يرجع الي عدم قدرة أي حاكم عربي علي الوقوف في وجه طموحات أمريكا ومشروعها وهذا ما يحدث أيضا في العراق علي الرغم من إفصاح المحتلين والغزاة وأذنابهم علي مشروع تقسيم العراق الكبير الي كانتونات صغيرة هشة وضعيفة الا أن الموقف العربي الرسمي أصبح عاجزا عن مجرد التعبير بالرفض أو الشجب وأن العواصم العربية أصبحت تسقط في أيدي القوي الإستعمارية الدولية والإقليمية ولا احد يتحرك فالأمن القومي العربي يُضرب في الصميم ولا نسمع صوتاً و الأنظمة العربية تتآكل وكأن علي رؤوسها الطير فالأنظمة العربية ليست لديها الرغبة في أي شئ سوي البقاء علي كراسي الحكم لأطول فترة ممكنة . أما ما يثير الدهشة تلك المقارنة بين ما يجري من قتل علي الهوية في العراق تحت بصر وسمع حكومة المالكي العميل وبين تأييد عبدالله يوسف للمذابح التي تجري علي قدم وثاق في جنوب الصومال علي أيدي القوات الإثيوبية والأمريكية معا فتلك هي المفارقة والأمل إذن في المقاومة الشعبية والوطنية لكل من العراق والصومال وكل المشاريع الرافضة للهيمنة والسيطرة علي مقدرات الشعوب.
الوعي العربي

************************** (http://www.ALARABI2000.BLOGSPOT.COM)

عاشت بلادي
06/01/2008, 03:08 PM
في الحقيقة ما ذكرته أخي الفاضل
ليس أول ولا آخر مثال
على سياسة القوى الامبريالية الخبيثة
فنحن نعايش هذا الواقع يوميا حتى أصبح روتين
ونستغرب إن حصل ما يخالفه

ما يحدثت هو الدعم الأمريكي
للاحتلال الأثيوبي للصومال
الخطوة الأثيوبية تمثل مخالفة صريحة لبنود القانون الدولي
وامريكا تدعم هذه المخالفة

يعود هذا الموقف بذاكرتنا إلى الوراء
عندما احتل العراق الكويت جاءت أمريكا تهرع إلى المنطقة
ردت صدام إلى بغداد
هذه هي سياسة الدول العظمى
امريكا يا سيدي
هي من يحكم الان
فهل نهتف لها