المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عند الحاجز العسكري



عبدالله الطليان
26/12/2007, 07:17 PM
كانت الشمس ترسل أشعتها الحارقة وهو يسير بخطوات بطيئة بفعل الإنهاك والتعب الذي أصاب جسده , تقدم إلى الحاجز العسكري الذي انتصب منذ عشرين سنة ,تقف عنده تلك الوجوه القبيحة من ( اشكناز وسفارد ) التي لوثت أرضه, كانوا مشردين في العالم بعضهم يلبس اليرملك والقلنسوة ,تزداد صورهم الكريهة في خطف بصره عندما يجتاز هذا الحاجز , الذي فقد عنده كرامته عندما ضاعت الأرض ولا زال حتى الآن يتجرع الذل والإهانة .
يأتي دوره فيصرخ في وجهه الجندي الوقح تقدم بسرعة ,
ــ لماذا عدت ؟
ــ إنني أعود لوطني .
ــ وطنك .... يضحك ويقهقق .... هذا (يهودا والسامرا) ,
ــ كيف تسميها وطنك ؟
بلع ريقه والعرق ينزف من وجهه وراحت الذاكرة تشتعل في رأسه , رحمك
الله يا أبي .
سوف أتذكر كلماتك وأنت تلفظ أنفاسك الأخيرة .
ــ لقد تشوه التاريخ يا ابني عندما استوطن هؤلاء أرضنا , ولن نعيش في عزة
وكرامة حتي يأتي من يكنسهم منها ,فغرقت في التمني , ورحت أقول عسى ان يكون هذا قريبا يا أبي ,
ــ احضر أمتعتك هنا , أخذ الجندي القذر يبعثر أمتعته هنا وهناك وهو يقول
ــ ماذا أحضرت هذه المرة ؟
ــ ما هذه الألعاب ؟ أنها لأطفالي ,
أخذ الجندي هذه الألعاب وأخذ يجرب بعض منها وهي عبارة مسدسات صغيرة
انك تدرب أطفالك على قتالنا . رمى اثنين منها في الأرض بقوة وداس عليها حتى تكسرت و تهشمت نظر إليهما بحسرة , وأخذ يردد في داخله ,كم انتم جبناء ؟
جمع أمتعته والجندي الوقح ينظر إليه وهو يضحك ويقول
ــ في المرة القادمة عليك أن تحضر لأطفالك ألعاب أخرى ,
سار مع الجميع حتى اجتاز الحاجز , ونظر حوله فوقع بصره على ذلك الشيخ الكبير الذي أنهكه التعب من السير والانتظار . فتقدم إليه كي يساعده لكنه رفض
ــ وقال له : مازلت قوياً , يجب علينا عدم الخنوع أو الخضوع يا ابني مهما طال الزمن . احتضر اليأس في نفسه وواصل السير .

ابو مريم
06/01/2008, 10:13 AM
كانت الشمس ترسل أشعتها الحارقة وهو يسير بخطوات بطيئة بفعل الإنهاك والتعب الذي أصاب جسده , تقدم إلى الحاجز العسكري الذي انتصب منذ عشرين سنة ,تقف عنده تلك الوجوه القبيحة من ( اشكناز وسفارد ) التي لوثت أرضه, كانوا مشردين في العالم بعضهم يلبس اليرملك والقلنسوة ,تزداد صورهم الكريهة في خطف بصره عندما يجتاز هذا الحاجز , الذي فقد عنده كرامته عندما ضاعت الأرض ولا زال حتى الآن يتجرع الذل والإهانة .
يأتي دوره فيصرخ في وجهه الجندي الوقح تقدم بسرعة ,
ــ لماذا عدت ؟
ــ إنني أعود لوطني .
ــ وطنك .... يضحك ويقهقق .... هذا (يهودا والسامرا) ,
ــ كيف تسميها وطنك ؟
بلع ريقه والعرق ينزف من وجهه وراحت الذاكرة تشتعل في رأسه , رحمك
الله يا أبي .
سوف أتذكر كلماتك وأنت تلفظ أنفاسك الأخيرة .
ــ لقد تشوه التاريخ يا ابني عندما استوطن هؤلاء أرضنا , ولن نعيش في عزة
وكرامة حتي يأتي من يكنسهم منها ,فغرقت في التمني , ورحت أقول عسى ان يكون هذا قريبا يا أبي ,
ــ احضر أمتعتك هنا , أخذ الجندي القذر يبعثر أمتعته هنا وهناك وهو يقول
ــ ماذا أحضرت هذه المرة ؟
ــ ما هذه الألعاب ؟ أنها لأطفالي ,
أخذ الجندي هذه الألعاب وأخذ يجرب بعض منها وهي عبارة مسدسات صغيرة
انك تدرب أطفالك على قتالنا . رمى اثنين منها في الأرض بقوة وداس عليها حتى تكسرت و تهشمت نظر إليهما بحسرة , وأخذ يردد في داخله ,كم انتم جبناء ؟
جمع أمتعته والجندي الوقح ينظر إليه وهو يضحك ويقول
ــ في المرة القادمة عليك أن تحضر لأطفالك ألعاب أخرى ,
سار مع الجميع حتى اجتاز الحاجز , ونظر حوله فوقع بصره على ذلك الشيخ الكبير الذي أنهكه التعب من السير والانتظار . فتقدم إليه كي يساعده لكنه رفض
ــ وقال له : مازلت قوياً , يجب علينا عدم الخنوع أو الخضوع يا ابني مهما طال الزمن . احتضر اليأس في نفسه وواصل السير .

إنها محنة الفلسطيني وصراعه مع اليهود الذي طالت مدته ....
وسيظل الشيخ الكبير صوت الحق الذي يجلجل في غزة وكرامة وجميع المدن الفلسطينية ...إنه الشموخ والأمل والفتح القريب...
بوركت أخي تحياتي.....
أبو مريم..

عبدالله الطليان
07/01/2008, 06:27 PM
اخي ابو مريم

اشكرك على مرورك
تقبل تحياتي

عاشت بلادي
29/01/2008, 06:33 PM
جزاك الله خيراً
وتحياتي لك ولما كتبت
أثمّن عالياً مقدرتك الأدبية

عبدالله الطليان
29/01/2008, 07:52 PM
اخي عاشت بلادي
اشكرك على مشاعرك
دمت في صحه وعافيه

ابو يونس الطيب
06/02/2008, 05:38 PM
هي قصة تجسد المعاناة اليومية للانسان الفلسطيني ... ولكن في نفس الوقت تظهر بوضوح الاصرار على البقاء في المرابضة الى ان يفتح الله بفتحه المبين ... اتخذت القصة مسلكا جميلا وهي تتحدث عن خوف الجندي الاسرائلي المدجج بالسلاح من مجرد لعبة اطفال ... شكرا لك اخي ابو مريم

عبدالله الطليان
13/02/2008, 03:23 AM
اخي ابويونس
القصة ليست للاخ ابومريم
ارجو يتضح لك الامر

اشكرك على مرورك

عبد الله الطليان

ابو يونس الطيب
13/02/2008, 04:11 PM
سلام وبعد
اخي الفاضل عبد الله ...كلي اعتذرا على الالتباس الذي وقعت فيه ....وعلى كل كنت قد ابديت رأيي في القصة الجميلة .. حرفك اخي ابدع في تصوير المعاناة اليومية الممزوجة بالاصرار الفلسطيني على المقاومة بكل شيئ... صورة الجندي الخائف من لعبة الطفل اضفت على القصة ابداعا ... تقبل تحياتي