المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيءٌ ما يشبه القمر



محمد زين
24/12/2007, 01:30 AM
[لا شيء في الزنزانة، غير رائحة القلق، والعفونة التي تسري في أرجاء السجن برعونة وقسوة.
الزنزانة أشبه بفم ضبع، تفيض جيفة فتختلط برائحة العرق، والخوف والجبروت.
الشيخ عمر كعادته يتسلم قياد الحديث ، وقد تحلقوا حوله منصتين كأن الطير على رؤوسهم ، العيون مشرئبة ، تشخص إليه تنفر من محاجرها تتابع حركاته وساكناته...
أما هو فقد انفرد هناك ، وحيداً في زاوية الزنزانة ، يلتحم معها في عناق صامت ، وكأنه يخشى السقوط ، انتفت أحاسيسه ، كان رهين أحاديث الشيخ عمر ، أنصت في خشوع غريب .
يحفظ الحكاية عن ظهر قلب، بيد أنه يتلهف لسماعها، كأنه يسمعها لأول مرة، كل أحاديث الشيخ عمر عن القمر.
غريب...؟! حقاً غريب ؟! ثلاث سنوات بأيامها ولياليها وهو ينصت لذات الحديث، كثيراً ما راوده الشك.
أتراه يعرف هذا القمر...؟! هل ثمة قمر غير الذي يعرف ...؟! جهد في رسم صورة أو تصور للقمر . لم تسعفه الذاكرة، خانه الخيال، ظل هذا اللعين لغزاً مبهماً أسطورة ضاربة في الغموض.
ربما تغير كل شيء ... ولم لا ..؟
أصبحت وطأة الأيام شديدة عليه ، الأيام الثلاثة الباقية ، قد تعدل السنوات الثلاث الفائتة وعزاؤه الوحيد أنها ستمضي شاءت أو أبت.
كان مشتاقاً إلى حد الجنون، ولكنه ليس شوقاً للأولاد ولا لأمهم شعور مقيت بالغربة والعزلة، والاغتراب، لكنه شيء ما ربما.. القمر ولكن أي قمر.. أي قمر..؟!
اصطلى في بحر من الحيرة لا يشغله سوى القمر تساءل كثيراً ولم يجد جواباً.
الليالي الأخيرة مرت بتثاقل، وكأنها قطار يعبر فوق جسده لم يبق سوى ساعات وينبلج الصبح.
أخيراً أصبح لقاء القمر قريباً قاب قوسين أو أدنى..
وغداً عندما يصبح طليقاً وينعتق من المحبسين ، محبسه المقيت وأحاديث الشيخ عمر ،
سوف يشكو للقمر التياعه ولهفته، سيجالسه مطولاً. يشكو إليه عوزه وفاقته، أحس بخدر يسري في أعضائه، وقد تملكه النعاس فغط في نوم عميق. ثمة شيء ما ... قاس ... صلب ... يكاد ينغرس في أحشائه ، لم يأبه بادئ الأمر ، لكن الألم بدأ يزداد شيئاً فشيئاً فتح عينيه رغيماً.. صعق ، ارتعدت أوصاله سرت رجفة شديدة في جسده ، انتصب كرمح أشد ، ما أن أبصر العريف هتلر .. كان يعرف أنه لو تأخر ثانية، لهشم رأسه أو لحطم فكه.
هتلر ينتصب كتمثال من الحجر ارتدى ملابسه على عجل وهتلر يدندن نشيد الوداع والاستقبال :
يا جحش يا ابن الجحش...
اقتاده هتلر إلى غرف عديدة يسلم ويستلم ، يوقع ، يبصم حتى إذا بلغ المساعد قاسم الموسى أجبره على الرقص على أنغام النشيد وهم يضحكون بملء أفواههم .
كغزال ذبيح في لحظة النحر، رقص تمنى لو يستطيع نحر..نحر نفسه على الأقل .
انصاع لرغباتهم رغيماً، كل شيء يصبح في طور الممكن فقط ليضحك الحديد .. هتلر وإكراماً لعيني القمر ، طوبى له ، طوبى لمن يسكرون ، لمن يقتلون له ، طوبى له..
مرت اللحظات الأخيرة، كدهر من العفونة، واللزوجة، والقسوة، خطواته الأولى جاءت مختلة كطفل يخطو أولى خطواته.
ثم ما لبث أن أسرع بعيداً، وكأنه خشي أن يتبعه السجن إلى البيت، صور الأشياء نافرة، رعناء حتى أشعة الشمس كانت عدوانية، وكأنها موتورة تطلب منه ثأراً.
وصل إلى البيت ،كان البيت خاوياً ، لم تترك زوجته شيئاً ، أخذت الأولاد والأثاث لم تترك إلا العفونة النفاذة ورائحة القلق ، ولو استطاعت لاقتلعت الجدران ، سكت فساد صمت عميق غلف العالم الذي حوله ، غير أن أنيناً خافتاً انطلق من معدته الخاوية ، زاد من حدة شعوره بالجوع ، جعلته رائحة العفونة صعب الاحتمال ، لاشيء يسكت به الجوع ، تمنى لو يستطيع قضم الخشب .
سحب الباب بقوة، وهو يخرج، فارتجت أركان البيت كأن زلزالاً أصابها لاشيء يشغل باله غير القمر.. تذكر قول الشيخ عمر :
" القمر لا يأتي إلا في الليل .. لذا فضل الليل على النهار ..."
وكأن الشارع مسكون بالصمت ، حتى كاد يتخيل الناس أشباحاً ، توقف أمعن النظر فيه ، تسمر وهو يرقبه ، الشيب المختلط بالغبار أحال الشعر عن لونه ، تجاعيد الوجه كسبخ جاف،العينان غائرتان كأنهما تخشيان الفقء ، انحنى ليصبح في مواجهته ويسأله :
يا عم هل تعرف القمر ..؟! هل رأيته .. صفه لي أرجوك..
اختفت كل معالم الطيبة والبراءة من الوجه الوسخ ، خرج الصوت فظاً قاسياً لم يتناسب وهشاشة معالمه ، وهزالة الجسد:
مثل رغيف الخبز ، مثل الرغيف تماماً ، أتعرف الرغيف ؟؟
صفه لي أرجوك ...
أضحى مطلوباً بعد أن كان طلاباً، هز كتفيه لم يزده المتسول إلا حيرة وجهلاً، أدرك خطأه لذا سرعان ما انسل متجهاً إلى فتى في ريعان الصبا واستفسر بدماثة:
سيدي.. هلا أخبرتني ما تعرف عن القمر ...؟!
حدجه الشاب بنظرة أثارت فيه مشاعر شتى ، عيناه كعيني ثور هائج .. لم يتفوه الشاب بحرف ، ثم مضى غير مكترث أما هو فقد استدار والخيبة تملأه ، استطلع المكان بعينين خائبتين وتذكر الشيخ عمر،مرت صورة الشيخ أمام عينيه كطيف شبح،استعاد كلماته:
يا أبنائي مفتاح علم القمر في خزائن النساء لا تنسوا ذلك..
رائحة عطرها قوية نفاذة تغلغلت إلى أعماقه استوقفها، تلعثم.. تمتم وهو يضغط مخارج الحروف :
سيدتي بودي لو تحدثينني عن القمر أتوسل إليك، هل ستفعلين..؟! خرج صوتها مدوياً أجشاً:
ألا تراه . ؟! إنه أمامك.. أم أنت أعمى ..؟! بل بالتأكيد أعمى
دمدمت ببضع كلمات لم يتبين فحواها أي حظ عاثر ترميه إليه الأقدار ؟ طلاسم تفك طلاسم ، وكيف الفكاك من هذا العذاب ، قدماه لا تقويان على التحرك ثمة ما يشدهما شداً وثيقا
إلى القاع السحيق ، ما الذي يريده منه هذا الرجل المتجه إليه ، يقطر نعمة ، أناقته السابغة لا تتناسب وبدنه المترهل البض حتى إذا بادره الرجل قائلاً :
تريد أن تعرف القمر أليس كذلك..؟! انظر .. أتدري ما هذا ؟ ألا تعرفه ؟! إنه دينار ذهب .. تماماً كالقمر مدور، منير جذاب، جميل، الفرق أن هذا هو القمر الحقيقي أم ماخلا فباطل...
قال الرجل كلماته وتوارى خلف الزحام أما هو فقد أخذته الحيرة والدهشة ولسان حاله يقول:هه لقد فسر الماء بعد الجهد بالماء .. أهي أحجية يصعب فك طلاسمها؟. لغز مغرق في الغموض ! يضاف إلى رصيده المفعم بالمجاهيل ..!؟ زفر زفرة قوية في محاولة يائسة لطرد الهموم المتشبثة بصدره ، استنشق الهواء بعمق فامتلأت رئتاه برائحة .. رائحة ما ، شهية ، غريبة ، مثيرة ، تملكته ، أثارت فيه نهماً شديداً تغلغلت حتى أخمصي قدميه فلم يملك نفسه وراح يتبعها دون أن يدري حتى وجد نفسه أمام مخبز صغير وأمامه طاولة متهرئة يأكلها الصدأ وعليها بضعة أرغفة طازجة يفوح أريجها ، فأقترب امتدت يده المرتجفة ببطء ، كادت أنامله تلمسها ، تعانقها تتبارك بها ، حاول أن يلمس الرغيف لم يستطع ، عبثا حاول وكأن شيئا يحول دون رغبته، ذهبت محاولاته سدىً ، عندئذ حاول دفع كامل جسده ولم يقدر ثمة قوة جبارة تمسك بتلابيبه ، فاستكان استدار ببطء فالتقت عيناهما ..
خفض رأسه في حياء ووجل وقال :
سيدي العريف هتلر ..؟!
هل هذا المدور البارد الذي يطوق معصمي .. هو القمر ...؟!

ماجدة2
25/12/2007, 06:58 AM
[لا شيء في الزنزانة، غير رائحة القلق، والعفونة التي تسري في أرجاء السجن برعونة وقسوة.
الزنزانة أشبه بفم ضبع، تفيض جيفة فتختلط برائحة العرق، والخوف والجبروت.
الشيخ عمر كعادته يتسلم قياد الحديث ، وقد تحلقوا حوله منصتين كأن الطير على رؤوسهم ، العيون مشرئبة ، تشخص إليه تنفر من محاجرها تتابع حركاته وساكناته...
أما هو فقد انفرد هناك ، وحيداً في زاوية الزنزانة ، يلتحم معها في عناق صامت ، وكأنه يخشى السقوط ، انتفت أحاسيسه ، كان رهين أحاديث الشيخ عمر ، أنصت في خشوع غريب .
يحفظ الحكاية عن ظهر قلب، بيد أنه يتلهف لسماعها، كأنه يسمعها لأول مرة، كل أحاديث الشيخ عمر عن القمر.
غريب...؟! حقاً غريب ؟! ثلاث سنوات بأيامها ولياليها وهو ينصت لذات الحديث، كثيراً ما راوده الشك.
أتراه يعرف هذا القمر...؟! هل ثمة قمر غير الذي يعرف ...؟! جهد في رسم صورة أو تصور للقمر . لم تسعفه الذاكرة، خانه الخيال، ظل هذا اللعين لغزاً مبهماً أسطورة ضاربة في الغموض.
ربما تغير كل شيء ... ولم لا ..؟
أصبحت وطأة الأيام شديدة عليه ، الأيام الثلاثة الباقية ، قد تعدل السنوات الثلاث الفائتة وعزاؤه الوحيد أنها ستمضي شاءت أو أبت.
كان مشتاقاً إلى حد الجنون، ولكنه ليس شوقاً للأولاد ولا لأمهم شعور مقيت بالغربة والعزلة، والاغتراب، لكنه شيء ما ربما.. القمر ولكن أي قمر.. أي قمر..؟!
اصطلى في بحر من الحيرة لا يشغله سوى القمر تساءل كثيراً ولم يجد جواباً.
الليالي الأخيرة مرت بتثاقل، وكأنها قطار يعبر فوق جسده لم يبق سوى ساعات وينبلج الصبح.
أخيراً أصبح لقاء القمر قريباً قاب قوسين أو أدنى..
وغداً عندما يصبح طليقاً وينعتق من المحبسين ، محبسه المقيت وأحاديث الشيخ عمر ،
سوف يشكو للقمر التياعه ولهفته، سيجالسه مطولاً. يشكو إليه عوزه وفاقته، أحس بخدر يسري في أعضائه، وقد تملكه النعاس فغط في نوم عميق. ثمة شيء ما ... قاس ... صلب ... يكاد ينغرس في أحشائه ، لم يأبه بادئ الأمر ، لكن الألم بدأ يزداد شيئاً فشيئاً فتح عينيه رغيماً.. صعق ، ارتعدت أوصاله سرت رجفة شديدة في جسده ، انتصب كرمح أشد ، ما أن أبصر العريف هتلر .. كان يعرف أنه لو تأخر ثانية، لهشم رأسه أو لحطم فكه.
هتلر ينتصب كتمثال من الحجر ارتدى ملابسه على عجل وهتلر يدندن نشيد الوداع والاستقبال :
يا جحش يا ابن الجحش...
اقتاده هتلر إلى غرف عديدة يسلم ويستلم ، يوقع ، يبصم حتى إذا بلغ المساعد قاسم الموسى أجبره على الرقص على أنغام النشيد وهم يضحكون بملء أفواههم .
كغزال ذبيح في لحظة النحر، رقص تمنى لو يستطيع نحر..نحر نفسه على الأقل .
انصاع لرغباتهم رغيماً، كل شيء يصبح في طور الممكن فقط ليضحك الحديد .. هتلر وإكراماً لعيني القمر ، طوبى له ، طوبى لمن يسكرون ، لمن يقتلون له ، طوبى له..
مرت اللحظات الأخيرة، كدهر من العفونة، واللزوجة، والقسوة، خطواته الأولى جاءت مختلة كطفل يخطو أولى خطواته.
ثم ما لبث أن أسرع بعيداً، وكأنه خشي أن يتبعه السجن إلى البيت، صور الأشياء نافرة، رعناء حتى أشعة الشمس كانت عدوانية، وكأنها موتورة تطلب منه ثأراً.
وصل إلى البيت ،كان البيت خاوياً ، لم تترك زوجته شيئاً ، أخذت الأولاد والأثاث لم تترك إلا العفونة النفاذة ورائحة القلق ، ولو استطاعت لاقتلعت الجدران ، سكت فساد صمت عميق غلف العالم الذي حوله ، غير أن أنيناً خافتاً انطلق من معدته الخاوية ، زاد من حدة شعوره بالجوع ، جعلته رائحة العفونة صعب الاحتمال ، لاشيء يسكت به الجوع ، تمنى لو يستطيع قضم الخشب .
سحب الباب بقوة، وهو يخرج، فارتجت أركان البيت كأن زلزالاً أصابها لاشيء يشغل باله غير القمر.. تذكر قول الشيخ عمر :
" القمر لا يأتي إلا في الليل .. لذا فضل الليل على النهار ..."
وكأن الشارع مسكون بالصمت ، حتى كاد يتخيل الناس أشباحاً ، توقف أمعن النظر فيه ، تسمر وهو يرقبه ، الشيب المختلط بالغبار أحال الشعر عن لونه ، تجاعيد الوجه كسبخ جاف،العينان غائرتان كأنهما تخشيان الفقء ، انحنى ليصبح في مواجهته ويسأله :
يا عم هل تعرف القمر ..؟! هل رأيته .. صفه لي أرجوك..
اختفت كل معالم الطيبة والبراءة من الوجه الوسخ ، خرج الصوت فظاً قاسياً لم يتناسب وهشاشة معالمه ، وهزالة الجسد:
مثل رغيف الخبز ، مثل الرغيف تماماً ، أتعرف الرغيف ؟؟
صفه لي أرجوك ...
أضحى مطلوباً بعد أن كان طلاباً، هز كتفيه لم يزده المتسول إلا حيرة وجهلاً، أدرك خطأه لذا سرعان ما انسل متجهاً إلى فتى في ريعان الصبا واستفسر بدماثة:
سيدي.. هلا أخبرتني ما تعرف عن القمر ...؟!
حدجه الشاب بنظرة أثارت فيه مشاعر شتى ، عيناه كعيني ثور هائج .. لم يتفوه الشاب بحرف ، ثم مضى غير مكترث أما هو فقد استدار والخيبة تملأه ، استطلع المكان بعينين خائبتين وتذكر الشيخ عمر،مرت صورة الشيخ أمام عينيه كطيف شبح،استعاد كلماته:
يا أبنائي مفتاح علم القمر في خزائن النساء لا تنسوا ذلك..
رائحة عطرها قوية نفاذة تغلغلت إلى أعماقه استوقفها، تلعثم.. تمتم وهو يضغط مخارج الحروف :
سيدتي بودي لو تحدثينني عن القمر أتوسل إليك، هل ستفعلين..؟! خرج صوتها مدوياً أجشاً:
ألا تراه . ؟! إنه أمامك.. أم أنت أعمى ..؟! بل بالتأكيد أعمى
دمدمت ببضع كلمات لم يتبين فحواها أي حظ عاثر ترميه إليه الأقدار ؟ طلاسم تفك طلاسم ، وكيف الفكاك من هذا العذاب ، قدماه لا تقويان على التحرك ثمة ما يشدهما شداً وثيقا
إلى القاع السحيق ، ما الذي يريده منه هذا الرجل المتجه إليه ، يقطر نعمة ، أناقته السابغة لا تتناسب وبدنه المترهل البض حتى إذا بادره الرجل قائلاً :
تريد أن تعرف القمر أليس كذلك..؟! انظر .. أتدري ما هذا ؟ ألا تعرفه ؟! إنه دينار ذهب .. تماماً كالقمر مدور، منير جذاب، جميل، الفرق أن هذا هو القمر الحقيقي أم ماخلا فباطل...
قال الرجل كلماته وتوارى خلف الزحام أما هو فقد أخذته الحيرة والدهشة ولسان حاله يقول:هه لقد فسر الماء بعد الجهد بالماء .. أهي أحجية يصعب فك طلاسمها؟. لغز مغرق في الغموض ! يضاف إلى رصيده المفعم بالمجاهيل ..!؟ زفر زفرة قوية في محاولة يائسة لطرد الهموم المتشبثة بصدره ، استنشق الهواء بعمق فامتلأت رئتاه برائحة .. رائحة ما ، شهية ، غريبة ، مثيرة ، تملكته ، أثارت فيه نهماً شديداً تغلغلت حتى أخمصي قدميه فلم يملك نفسه وراح يتبعها دون أن يدري حتى وجد نفسه أمام مخبز صغير وأمامه طاولة متهرئة يأكلها الصدأ وعليها بضعة أرغفة طازجة يفوح أريجها ، فأقترب امتدت يده المرتجفة ببطء ، كادت أنامله تلمسها ، تعانقها تتبارك بها ، حاول أن يلمس الرغيف لم يستطع ، عبثا حاول وكأن شيئا يحول دون رغبته، ذهبت محاولاته سدىً ، عندئذ حاول دفع كامل جسده ولم يقدر ثمة قوة جبارة تمسك بتلابيبه ، فاستكان استدار ببطء فالتقت عيناهما ..
خفض رأسه في حياء ووجل وقال :
سيدي العريف هتلر ..؟!
هل هذا المدور البارد الذي يطوق معصمي .. هو القمر ...؟!


حظوظ سيئة تدخله السجن من جديد، يا لها من نهاية مأساوية ، ليته رأى القمر قبل الإعتقال
تذكرني القصة بأغنية للراحل بوب مارلي يقول فيها :
No sun will shine in my day today
لا شمس ستشرق في يومي ، اليوم
The high yellow moon wont come out to play
أيها القمر العالي الأصفر هلا أتيت لللعب
I said (darkness) darkness has covered my light,
الظلام غطى نورى
(and the stage) and the stage my day into night
حول يومي إلى ليل
Where is the love to be found?
أين يمكن أن نجد الحب
Wont someone tell me?
هل لأحد أن يخبرني
cause my (sweet life) life must be somewhere to be found
لأن حياتي الحلوة لا بد أن تكون في مكان ما
Instead of concrete jungle ,
Where the living is harder
بدل غاب حقيقي أين تصعب الحياة
No chains around my feet,
But Im not free, oh-ooh!
لا أغلال حول قدمي لكن لست حرا
I know I am bound here in captivity;
أعلم، إني مقيد هنا في زنزانة
Gyeah, now - (never, never) Ive never known happiness
لم أعرف السعادة
(never, never) Ive never known what sweet caress is -
Still, Ill be always laughing like a clown;
لم أعرف ما هو الحنان
زيادة على ذلك، كنتُ أضحك دوما كالمهرج
Wont someone help me? cause I (sweet life) -
هلا ساعدني أحد
لأن الحياة الحلوة لا بد أن تكون في مكان ما
بدل الغاب الحقيقي أين تصعب الحياة

هي بضع كلمات من الأغنية مع إجتهاد متواضع مني لترجمتها
بوركت أخي محمد ، قصتك رائعة جدا ، تتضمن الكثير من المعاني

محمد زين
25/12/2007, 10:01 PM
الاخت ماجدة (الماجدة)
انا ليس لي في الطرب الغربي
ولا اتقن الا بعض العربية لمثدار نا استطيع ات اعبر عن اجزاء مما يعتمل بخاطري
وافاجأ بقولك ترجمة متواضعة لكني اغبطك عليها
واشكرك على ما كتبت اعتز برأيك
واقدر مرورك
واثمن ما قلت

شواخ البورسان
29/12/2007, 03:41 PM
الاخ محمد زين وصلتني دعوتك
اود ان اشكرك على هذه الدعوة انا الان اتصفح الموقع
الى الملتقى

محمد زين
18/01/2008, 12:44 AM
شكرا لاستجابتك شكرالمرورك
اعتذر عن تأخري لم ادخل الموقع منذ زمن
اراك قريبا
مع فائق الود والمحبة