المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موشحة في ذكرى ميلاد الحسن سيد شباب أهل الجنة



عادل الكاظمي
19/12/2007, 09:15 PM
ولدَتْ بدرَ الدُّجى شمسُ الضحى ** فنضا الكونُ ثيابَ الغَسَقِ
بدرُ تمٍّ بالدَّراري اتَّشَحا ** فأعيذوهُ بربِّ الفلقِ
*****


بوركتْ فاطمةٌ بنتُ النبي ** ولدت بدراً أماطَ الحُجُبا
قد تسامى حسباً في نسب ** واعتلى فوق المعالي رُتَبا
من يُباريهِ بامٍّ وأبِ؟ ** أو يُجاريهِ فداءً وإبا؟


إنّه البدرُ إذا الليلُ صحا ** بسوى بارقِهِ لم يُمحَقِ
وهو الغوثُ إذا صيح الوَحا ** عصمةُ اللاجي وأمنُ الفَرِقِ


*****


حبُّهُ في القلبِ كالبحرِ عتا ** يقذف الدرَّ مديحاً من فمي
حبُّهُ فرضٌ من الله أتى ** فسـألِ القرآن إن لم تعلمِِِ
آية القربى روت عن هل أتى ** خبراً في محكَمٍ عن محكمِِِ


إنّه الأمنُ ـ إذا الحقُّ انمحى ** في غياباتِ البلا ـ من غـرقِ
لا يزيد العدلَ ألا وَضَحا ** إن عدا الظلمُ بطيش النَّزِقِ
*****
كيف ترجو نيلَ أسـرارِ الالهْ ** جُمعت في هيكلٍ من جوهرِ
كلما يممَّه الفكر طواهْ ** غامضٌ من غيبه المستأثر
وإذا حلّق يستجـلي ذراهْ ** تاهَ في رَحْبِ النجوم الزُهُـرِ


فخيالُ الفكرِ مهما سرّحا ** لم يُحِطْ خُبْراً بما في الأفقِ
من معانٍ وصفها ما بَرِحا ** حَيْرَةَ اللبِّ وعجزَ النُّطُقِ


*****


ما ترى فيمن حباه المصطفى ** خُلْقَهُ أكرِمْ بذي الخلق الكريم
خصَّهُ القرآنُ مَدْحاً وكفى ** بكتاب الله والذكر الحكيم
عن مديحِ الناس لكنَّ الوفا ** قد دعاني إنه الفوز العظيم


قلتُ لبَّيك وجاءت مِدَحا ** قاصراتٍ عن مَنال السَّـبَقِ
دونها الشَّـوطُ بعيد المُنتَـحى ** فهي عمّا ترتجي في مَلَقِ
*****


حَسَنٌ والحُسْنُ من أوصـافهِ ** نال طرفاً فازدهت فيه الخصال
نَبْعُها الناهلُ من ألطافهِ ** رشفة الصّـادي إذا عزّ النوال
والمعالي الغرّ من ألاّفهِ ** قاصراتُ الطرفِ حوراً في الحجال


لا يُبارحنَ فتىً قد فضحـا ** بسنا بارقِهِ المؤتلقِ
مطلعَ الشمسِ فلاحتْ شَبَحا ** أو كَوَجْهِ البؤسِ عند المُملِقِ
*****


هاشميٌّ ورثَ الهـادي الأمين ** رفعةَ الحلم وزهوَ السؤددِ
علويٌّ عند ذي العرشِ َمكين ** وبهِ الحقُّ مناراً يقتدي
شاءه الله هدىً للعالمين ** وضـياءَ الفكرِ والمعتقدِ


حـلمُهُ من أحمدٍ ما طَمَحـا ** مأْمَناً من هوّةِ المنزَلَـق
رضي الصـلحَ ليُنْجي الصُّلَحا ** من حُبالاتِ طـليقٍ مَذِقِ


*****


مثلُهُ وهو الامامُ المدّخر ** ليقيمَ العدلَ إن ضـلَّ الأنام
لا يداجي ظالماً طاغٍ أشِر ** مستخفّاً بحلال وحرام
إنما شـاء بيانَ المستَتَر ** من دهاءٍ بات مخفورَ الذمام


فابن هندٍ غـدرُهُ قد طَفَحـا ** مذ غــدا من صلحهِ في مأزِقِ
وتبدّّى فسـقُهُ واتضحا ** بعدما كان مثالَ المتقي


*****


ورأى الناسُ من الطاغي الخبيث ** كلَّ ألوان البلايا والمِحَن
فسرى الذلُّ بها السّيرَ الحثيث ** واقتفى آثارَهُ رَكْبُ الفتن
ولكَمْ نادت وهل يُرجى مغيث؟ ** ولهيبُ السمِّ في قلب الحسـن


سار في الأحشـاء سيراً سُجُحا ** ثم لم يُبْقِ لهـا من مـزَقِ
يا لخطبٍ للورى قد أوضحـا ** في الدياجيرِ مسارَ الألق


عادل الكاظمي
السويد