المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكرى الشهيد الخالد محمد باقر الصدر



عادل الكاظمي
18/12/2007, 08:55 PM
غالى ولم يبلغْ قصيـدي ** معناك يا لغـةَ الخلـود


يا بِكْرَ يائسـةِ الدهـورِ ** أمضَّهـــــا فقـدُ الولـيـد


ولدتكَ لم تحفلْ بأعبـاءٍ ** ولا جـهــــدٍ جـهـيـد


وترسَّمت فيـك الحيـاةَ ** وطلعةَ الأمــــلِ الرّغيـد


يفترّ عن ثغـرٍ كلطـفِ ** الشمسِ في دنيا الوجود


ينجابُ عن فجـرٍ مـن ** الكلماتِ في قولٍ سديـد


المسمعات الصـمّ أروعَ ** ما يُصاغ مـن القصيـد


والمنجيات الجيـلَ مـن ** طغيـانِ قارعـةٍ وَئـود


والهاتفات بأنّ مَهْـرَ ال ** خلدِ فيـضُ دمِ الشهيـد


****


يا عنفـوانَ الفكـرِ يـا ** فضلاً يطوِّقُ كـلَّ جيـد


يا مجلـيَ اللَزَبـاتِ يـا ** رمـزاً لكـلِّ دمٍ حَريـدِ


يا حتفَ طاغـوتٍ ويـا ** كابـوسَ جبـارٍ عنيـدِ


ما كـان حَيْنُـكَ حيـن ** ألحفَكَ الرّدى ظَُلَمَ اللحودِ


إلا ولادةَ أمّــــــةٍ ** عاشت حياتك من جديـد


عاشتـك مقدامـاً يليـن ** لعزمِـهِ بـأسُ الحديـدِ


عاشتـك وحيـاً يمحـقُ ** الظلماتِ بالفكرِ الرشيـدِ


وتلمّسَتكَ يـداً أشاجعُهـا ** تُلَـفُّ علـى البـنـود


سمراءَ تنبيء أنّ هـذي ** الارضَ من أُهُبِ الجدودِ


الواهبـيـنَ لـرِفـدهـا ** فيضاً يضجُّ من الوريـد


والمطعميـنَ سغوبَـهـا ** مُهَجاً تجود بـلا حـدود


حيث الكرامـةُ منـزلاً ** فالذلّ من شِيَـمِ العبيـد


****


يـا عنفـوانَ الفكــــــرِ إنّ ** يداً تُمَـدُّ إلـى القيـود


طوعَ الخنوعِ مخافةَ ال ** وعدِ المخادعِ والوعيـدِ


حملتك سيفاً يستـدرُّ ال ** موتَ مـن هـامٍ وجيـد


يهب المنـونَ جموعَهـا ** ومطالباً هل من مَزيـدِ؟


وإذا دعاه مـن العـدى ** داعٍ سقاهُ مـن الوريـد


حملتك نبراسـاً يُجلّـي ** رحـبَ آفـاقِ الوجود


ويعيـد للأجيـــــال مــا ** فقدت من العز المشيـد


ورصيدُها ممـا تركـتَ ** لفاقـةٍ أغلـى رصيـد


يا عنفـوان الفكـر مـا ** لا قيتَ من طاغ عنـود


مجداً يُزَفُّ لمجـدكَ الـ ** مـوّارِ والألِـقِ الفريـد


إنّ الجراحَ إذا هَـمَـتْ ** ضحكتْ لها عينُ الخلود


وتُصـاغ عِقْـدَ عقيـدةٍ ** غـرّاء تهـزأ بالعقـود


لا التبـرُ يغريـهـا ولا ** عقدٌ من الـدرّ النضيـد


الا دمــاءٌ حـــــــــرّة ٌ ** جادت بها كفُّ الشهيـد


عادل الكاظمي
السويد