المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكرى الجواهري



عادل الكاظمي
14/12/2007, 05:12 AM
السلام عليكم جميعاً
هذه أول مشاركة لي هنا فأرجو أن تنال رضاكم
ودمتم



طويتَ من الأعمار أثقلَها مَسْرى = فنلتَ من الآمال أرفعَها ذكرا


وكنت لساناً أخرس الدهرَ نطقُهُ = وأعيى بليغَ القولِ مُعجزُهُ سحرا


أضاء دجنَّ الليلِ طرسٌ نشرتَهُ = فللأرض شعرٌ والسماءُ لها الشعرى


على أنّ ما أمليتَ من وحيِ ملهَمِ = كفيلٌ بما خطَّ الخلودُ وما أطرى


ونحن على ما صغتَ من ذَوْبِ مهجةٍ = عيالٌ فكم أسديتَ من مِنَنٍ كبرى!


سقيتَ فأسكرتَ الطروسَ فأسكرتْ = نفوساً ترى في الخمر أثقلَها وزرا


تنفَّسُ عن همّ وعسرٍ وغربةٍ = وظلمٍ وتشريدٍ شُغلتَ بها دهرا


وما كنت بالجافي إذا الوصلُ دونه = شِعابٌ تهابُ الجانُ مسلكَها الوعرا


خليلاك في سود الليالي وبيضِها = يراعٌ يُحيل الداجياتِ رؤىً زهرا


وطرسٌ يحارُ الفكرُ من بعض ما به = حروفٌ متى ما شئتَ تقذفها جمرا


على كلّ مَشّاءٍ بما يُخجل الخطى = زنيمٍ يرى عهرَ النِّجارِ له فخرا


تردّى ثياباً أحكم الظلمُ نسجَها = على هيكلٍ للسوءِ آيتُهُ الكبرى


ثيابٌ تُريك الشرَّ في شرِّ صورةٍ = وتكسو من الأدواءِ أفتكَها طرّا


وإن شئتَ تُجريها مع الفجر نشوةً = نؤاسيةً من كلّ فاتنةٍ أغرى


ترينا ليالي شهرزادَ وما بها = من السحرِ من ألفٍ معتَّقةٍ حمرا


تتيه على الابداع في وصفِ عالمٍ = تغيب عن الأوهام روعتُهُ الغرا


بحيث عيونُ الشعر أروعُ فتنةً = من الأعين النجلاء ناعسةً سكرى


تبارك ذاك الطرسُ ما أكرمَ الذي = أفاض وما أجدى بمجدبةٍ وفرا!


سئمتَ حياةَ الناسِ لا البرَّ ترتجي = لديهم ولا للدهرِ تحملُهم ذخرا


وكنت على الحالين من غير صاحبٍ = سوى صاحبٍ يُبكيك من جَذَلٍ فخرا


وطفتَ بلادَ العًرْبِ لا أرضَ غاشمٍ = أقمتَ بها حتى رحلتَ إلى أخرى


بلادٌ تفيض الخيرَ في كل وُجهةٍ = على أنّ أهليها قد افتقدوا الخيرا


يرودون أصقاعاً وهم موئلُ الغنى = ويرجون أنواءً وهم ملكوا البحرا


قصارى أمانيهم فراقٌ وغربةٌ = وعيشٌ يُريكَ الموتَ أمنيةً كبرى


وكنتَ نديمَ الشامِ والشعرُ خمرةٌ = بكأس القوافي الغرِّ تُطربُها سُكْرا


فما الشامُ في عينيكَ إلا صبابةٌ = وآهاتُ مشتاقٍ تؤرّقُهُ الذكرى


وما الشام في عينيك إلا كرائمٌ = تفيض على اللاجين من كرمٍ بحرا


شأت فاستظلّ الدهرُ في ظلّ عطفها = فكم برأتْ جُرحاً وكم كشفتْ ضرا!


فيا جيرةً في الشام سقياً لأرضكم = ورعياً لمن غنّى لمشرقها عمرا


ودمتم

طارق شفيق حقي
14/12/2007, 09:44 PM
سلام الله عليك

وأهلا وسهلا بك في المربد

يحيرني هذا الادهاش
ولا أعرف كم من قصيدة سنثبت في قسم الشعر

تألق وجمال

حياك الله

عادل الكاظمي
15/12/2007, 08:47 PM
شكراً أخي طارق على سمح لطفك


بكلمات هي الاحلى بين الكلمات


تحياتي العطرة

كريم محسن
18/12/2007, 03:41 PM
قصيدة رائعة تقطر فناً وجمالاً

سلمت يداك