المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهاية ... قصة قصيرة



حمادة زيدان
12/12/2007, 07:41 AM
النهاية
قصة قصيرة
قلم
حمادة زيدان
الأمواج تتلاطم من حولي .... السماء تمطر .... أحلامي تتبدد أمامي .... صوت أمي يناديني "لا تذهب يا ولدي" .... أشعر بالأختناق وسط الجو البارد .... دموعي أتركها لتأخذ طريقها علي وجهي .... جسدي يرتجف .... صوت أصدقائي في مقهي القرية ونحن نتحدث عن مستقبلنا وأحلامنا التي لم تحقق أسمعه بوضوح كما لو كنا في المقهى .... الرعب يسيطر على الركاب أراهم يهرولون هنا وهناك أرى النساء تمسك بأطفالهن وتصرخ من شدة الرعب .... طفولتي أشعر بها الآن أري نفسي بجلبابي القصير أنا واصدقائي ونلعب سوياً في الحقل , أبتسامة وجدتها على وجهي عندما تذكرت صديقي وهو يخطف من يدي تفاحة ليعطيها لتلك الفتاة الجميلة التي كنا دائماً نتشاجر من أجلها.... صوت كابتن الباخرة ينادي "الباخرة تغرق" .... كان أول لقاء بيني وبينها , كانت جميلة حقاً , رقيقة حقاً , كنت أشعر معها كما لو كانت هي أمي من شدة حبها لي , كنت وقتها في الثانوية العامة وكان المستقبل يناديني فقد كنت متفوقاً في دراستي وكان والدي مازال بصحته لذلك وعدتها بأن أكون فارسها الذي سينتشلها من فقرها ويجعلها أميرة تفوق سحراً عن أجمل أميرات الأرض .... تحركوا الباخرة تغرق .... يوم تخرجي من الثانوية العامة كان يوماً سعيداً شعرت معه بأنني حققت ما أتمني فقد كان مجموعي يؤهلني لدخول كلية الطب التي تمنيتها كثيراً , باع والدي وقتها قيراط الأرض الذي كان يمتلكه لكي أكمل به تعليمي .... صديقي ينتشلني من مجلسي , بدأت الباخرة في السقوط في الماء , أطفال يغرقون أمام عيني , نساء يصرخن على أولادهن , رجال كانوا محملين بالهدايا التي أصبحت طعاماً للأسماك الجائعة .... خرج الطبيب من غرفة والدي ووجه مقفهر , وبقسوة طيبة وجدته يخبرنا أن والدي أصيب بمرض خبيث ويجب نقله إلي المستشفي حالاً , وقتها نفذ ما نمتلك من أموال , وتركت الكلية لكي أنفق عليه .... دموعاً تحجرت علي وجهي من قسوة البرد , صديقي يحاول أن يدفعني أمامه بعدما تحجر جسدي وأصبحت غير قادر على دفعه .... صوت الموسيقي في فرح حبيبتي يكاد أن يخرق أذني حتى انه تفوق على صوت ما أمر به من كارثة .... صوت أمي تناديني "لا تتركني يا ولدي .... لا تتركني يا ولدي" .... تفوقت دموعي على تجلد المكان وانهمرت كالسيل من وجهي .... أحاول النظر إلي صديقي .... أشعر بأن جسدي يتوقف عن الحركة .... أمي تناديني "لا تتركني يا ولدي" .... جمعت ما جمعت من أموال , قررت الرحيل بعدما مللت من البحث عن عمل , قررت الهجرة إلي إي بلد خارج مصر .... صورة والدي بعدما تم طردة من المستشفي لعدم دفع مصروفات علاجه تكاد تقطع جسدي .... أمي تتوسل إلي تكاد أن تقبل يدي , صوتها الباكي يناشدني بألا أتركها .... صديقي يحاول دفعي .... حاولت الشهادة .... أعذريني يا أماه .... رأيت أبي يأخذ بيدي .... صوت أمي يناديني لا تتركني يا ولدي .... أبي يقترب مني وهو مبتسم .... صوت الباخرة وأصدقائي يودعونني .... صديقي يشعر بالأرهاق ويتشبث بقطعة من الخشب .... والدي يأخذني في حضنه .... صديقي يراني أغرق حاول الأمساك بي ولكنه تعب فتركني ودموعه تنهال من عينيه .... أستطاع لساني أن ينطق بالشهادة , وبصوتاً مسموعاً قلت "سامحيني يا أماه"...
تمت
حمادة زيدان

ريمه عبد الإله الخاني
12/12/2007, 10:18 AM
سلم قلمك الرقيق النظيف
وربما باسلوب اقوى يظهر النص بصورة ابهى
ابداع
تقديري