المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكاتب القاص إبراهيم النملة ل (ثقافة اليوم):النقاد السعوديون ما زالوا يلهثون خلف الرو



د.ألق الماضي
07/12/2007, 09:37 AM
http://www.alriyadh.com/2007/12/06/img/063010.jpg
أبها - مريم الجابر:
"نحاول أن نرسم على جدران الحياة كل ما يمكن ان يمنحنا فرصة أكبر لنثبت ذواتنا ونترك بصمة تبقى حتى حينما نرحل.. بين ايديكم حرف ينحني خجلا او ألماً.. فإن ارتوت أرواحكم منه فذلك بتوفيق من الله.. وان ارتأيتم ان ثمة فجوات وقنوات تسرب منها الخلل فذلك لأنه من صنع بشر ولا كمال الا لله، وهنا أنا حيث أكون.." هكذا يعبر ابراهيم النملة عن نفسه وعن كتاباته ومؤلفاته التي تجاوزت الخمسة مؤلفات عبارة عن مجموعات قصصية كان آخرها مؤلفه "عبث" الذي يتم الآن نسخ الطبعة الثانية منه.. لنقترب من النملة أكثر ونتعرف على بعض الخفايا عنه أجرت "الرياض" معه هذا الحوار:
@ من هو إبراهيم النملة بعيدا عن الأدب؟

- إبراهيم النملة إنسان بسيط عشق الأحرف منذ الصغر ونسي أن له لسانا يستطيع ان يتحدث فكان الحرف هو لساني، بعيدا عن الأدب حين أكون في عملي وقريباً من الأدب حين أكون حيثما شاء القدر ان أكون، استقطب من ذاكرتي الأحرف واكتبها، وحتى أكون فيما يحمله سؤالك مزقت العديد من الأوراق حين عرتني ذات يوم، حاولت ان أكون عالما خاصا بي فلم استطع.. أنا قارئ وكاتب وعاشق..

@ وما طبيعة العشق الذي تمارسه؟

- عشق الكتابة والحرف، فأنا عاشق منذ صغري، ملازمان لي في كل أوقات عمري، اعشق الحرف وكتابته واعشق الأفكار التي استمد منها مضامين نصوصي، ليس لي سوى قلم وورقة يكونان العشق.

@ تجهز حاليا للطبعة الثانية من مؤلفك "عبث" كيف وجدت قبول النقاد والجمهور لمؤلف يعنى بالرسائل الأدبية؟
- (عبث) صدر عام 2006عن دار الساقي ونفذ في أقل من سنة وطبعت ثلاثة آلاف نسخة ولله الحمد كان صداها جميلا ورائعا لم اتوقعه لانني غيرت اسلوبي في الطرح والتأليف الأمر الذي جعلني اقدم على طباعة ثلاثة آلاف نسخة كطبعة الثانية بثقة، وعبث عبارة عن رسائل عاشت بين كاتب وقارئ وانتهت الى ما انتهى اليه، حكيت فيها كل شيء عني لأني اكتب بصدق، عبث عاش قبل النور معي ثلاث سنوات والنصف حتى ظهر كما هو وسافر معي عدة بلدان عربية وغربية ليكون هذا العمل الأدبي، وكنت في زيارة لمدينة بيروت ووجدت ان الكتاب له سوق هناك بشكل كبير، والحمد لله الذي وفقني لأظهر بهذا العمل، اما النقاد فلم يكن تأثير نقدي مفيداً لهذا العمل سوى من الكتاب اللبنانيين اما السعوديون فلا زالوا يلهثون خلف الرواية السعودية لتقول شيئا كان في أنفسهم ووجدوا من يتحمل عنهم قول ذلك الشيء.
@ هل نعتبر عبث أقرب مؤلف لقلبك؟
- مؤلفي "عبث" عاش معي فترة طويلة وسافر معي بلدان عربية وغربية كتبت فيه عن حياتي بصفة عامة، وحين اجده أجد نفسي، هو بالفعل قريب مني حد الالتصاق لأنه يحكي سيرة حياتي، طفولتي وشبابي، ويجسد واقعا طالما حلمت ان اكتبه، وهذا لا يلغي مؤلفاتي الأربعة السابقة ولكن أجد ان مؤلفي عبث يخطو نحوي بشكل مكثف.

@ الاسلوب الرمزي، هل تعتقد ان القارئ يميل اليه ويسعى برحلة بوليسية لفك طلسم الرمز؟

- الاسلوب الرمزي هو الانطلاقة الحقيقية للكاتب والاسلوب الرمزي عملت فيه في البدايات وأحببته ولكن القارىء لا يعشق الترميز والذهاب به الى أمكنة لم تطأها قدمه من قبل لذا فهو يفضل النص الواقعي الذي يستمد منه المعرفة دون عناء ونحن في وقت السرعة لذا نجد النص الشعري لا يلاقي اقبالا كثيرا لأن الشعر يحلق بالقارىء الى مدى بعيد والقارىء يريد أن يظل في مداه ويأتيه النص واضح، وهناك من ينعته بعدم قدرة المبدع على التوضيح لأسباب معينة او لا يريد المبدع ان يكشف وجهه امام القراء وبالطبع لابد أن يكون الكاتب سلسا يتكلم بوضوح خاصة في هذا التضخم أو الورم الأدبي الذي يعيشه القارىء.

@ تهتم كثيرا بالحالة النفسية للشخصية التي تكتب عنها، فلِم الاهتمام بالبحث في كوامن النفس؟

- بالطبع اهتم كثيرا بالحالة النفسية لبطل نصوصي حتى يظهر بالشكل المطلوب ويعذر في أفعاله التي تكونت من خلال ما تمليه عليه تقلباته النفسية لذا أحرص ان يكون البطل موجودا بكافة اشكاله، وفي بدايتي الأدبية قرأت كثيرا في علم النفس الذي افادني في اظهار صورة البطل أو همساته المترتبة على تقلبات الحياة والنفس، ويكون النص مكتملا لا يأتي بالغريب للقارىء الذي يشكل نفسه دائما بشخصية البطل ليحاكي ظروفه ومضمون النص، واعتبر الاهتمام بالحالة النفسية للبطل من أهم آليات النص القصي او الروائي لتكتمل الصورة لدى المتلقي الكريم.
@ معروف ابراهيم النملة بالسكوت، ولكن قلمه دائم الحديث؟ هل هذا باعتقادك عارض صحي طبيعي أم مرضي؟

- انا متهم بالصمت وهذه التهمة لا أنفيها بتاتا ولكني اكتب كثيرا واعتبرها حالة وليس عارضا صحيا لازمتني من الصغر، ولله الحمد تفوق حرفي على قول لساني لأكون انا بعيدا عن التبرير والاعتذار لما اتوجسه نطقا في حياتي، احول دائما ردة فعلي على أي موقف يحصل امامي او يحصل لي على صفحات الأوراق لذا تجدين اغلب نصوصي تتحدث عن بطل ما لقضية ما وذلك البطل او تلك القضية تحمل شيئا من ابراهيم.. وهنا لابد ان احمل جميلا لا يمكن ان ينعتق من حياتي يتمثل في الاستاذ والشاعر القدير سعد الحميدين الذي أنار لي طريقي ووقف بجانبي وقفة صادقة.

@ كيف هو تقبلك لآراء النقاد بعد كل مؤلف تطرحه؟

- الاستفادة فقط، اذا كان النقد بهدف البناء فأنا اتقبل هذا النقد لاطور من نفسي اما اذا كان النقد الهدف من الهدم وهذا ما حصل كثيرا وخاصة وللأسف من زملائي واصدقائي في مهنة الأدب، فلا اهتم به واجعله يتحدث أو يكتب عن نصي ويكفيني من هذا انه قرأ نصي فقط، وهنا نقطة أحب ان اوضحها ان النقد لدينا مريض جسديا ونفسيا ولا يحاكي ما يقدم من ابداع مع العلم ان هناك اقلام كثيرة تكتب بصدق وبياض والنقد لا يزال يرقص على أنغام نقيع الضفادع في ليلة كالحة السواد، فلا نقد موثوق لدينا نحن نجمع مؤلفاتنا ونطبعها في الخارج لنكسب التوزيع والنقد، ونأخذ من النقاد المحليين الصمت المطبق وكأنهم يطيرون عكس السرب.

@ ألم ترد على أي انتقاد وجه لك؟ أم انك كما قلت تستفيد منه فقط؟
- لم أرد، بل قرأت ما كتب عني، واستقبلته بحفاوة فلابد من احترام الرأي الآخر إن كان الطرف الآخر لا يبحث سوى عن النقد المباح وليس التجريح والتشهير ومحاولة لصق التهم على المبدع.

@ المتأمل لقصصك يلاحظ توغل الحزن العميق بنفسك حيث يسحب البساط من تحت اقدام الفرح، فأين مكان الفرح من حياتك؟

- للفرح في حياتي الخاصة نصيب الأسد اما الحزن فيشعل قلمي على الكتابة والابداع ويستمتع القارئ به كثيرا ليجد للنص صدى قوياً، فالحزن كالوشم في الجسد والفرح كحروف كتبت على جبال شط البحر.

@ وهل دائما الحزن متعلق بالأنثى؟ خاصة واننا نرى هذا الحزن العميق بكتاباتك عندما تكتب عن والدتك رحمها الله؟

- الحزن يأتي برداء امرأة، فكما هو الحب يأتي منها كذلك الحزن، وللحزن وقع قوي على نفس المتلقي، وحين كتبت عن امي رحمها الله فانا الآن اعترف انني لم اكتب عن امي فهي تستحق الكثير وتعجز أحرفي ان تكتب عنها، فرحيل امي كان مفاجأة من العيار الثقيل، أصابني بالصمت لأني بجد فقدت الحنان والطريق حتى الدمعة لم تتحول الى حرف يكتب..

@ كل عام تقريبا يصدر لك مؤلف جديد ما الدافع لذلك؟ وهل كثافة الإنتاج تعني التشابه بالطرح أم الاختلاف؟

- ليس تشابهاً وجميع مؤلفاتي الخمسة مختلفة كل مؤلف عن الآخر ولكني أحب الكتابة والتعبير ولا ضير ان اصدر كل سنة مؤلفا والسنة القادمة سيصدر لي اكثر من مؤلف، فاذا كنت استطيع ان اكتب بوهج فلماذا اركن التوهج للانطفاء، والله سبحانه وتعالى ألهمني بالكتابة لأجد نفسي أكتب شبه يومي وفي هذا السياق احب ان اذكر حدثاً معيناً صار بيني وبين صديقي الروائي عبده خال حين كلمته في نفس هذا الموضوع وقال لي ان كنت قادرا فاكتب فليس عيبا ان تصدر كل سنة مؤلفا ولكن العيب ان لا تستطيع ان تؤلف او ان يظهر مؤلفك عكس ما يتوقعه الآخرون منك، ولله الحمد أجد مؤلفاتي لها صدى كبيراً ولم تؤثر هذه في حياتي الأدبية، فأنا لا اريد ان اغيب عن القارئ.

@ ألست نادما على تمزيق مؤلفك الأول؟ أم أن تمزيقه كان البداية لهذا الوهج؟

- لست نادما ونسيته نهائيا حتى انني لا احتفظ بنسخة منه، مؤلفي الأول قتل حين طبعته في الداخل، ولم افق من ألمه الا حينما طبعت مؤلفاتي "تفاصيل" و"سيرة عمر اجهضه الصمت"، و"عائلة تحمل اسمي" و"بكاءعمي" طباعة خارجية ووجدتها في كل مكان تخطر في البال، ومن هنا انطلقت ولو كان مؤلفي الاول موجوداً لا اعتقد انني سوف استمر في الكتابة لذا مزقته غير نادم على تمزيقه.

@ لو انتقلنا للطباعة بالخارج ودور النشر، هل بالفعل الطباعة بالخارج تخدم الكاتب السعودي اكثر من الطباعة بالداخل وماذا ينقصنا كي نرتقي بطباعتنا؟ ودور "دار الساقي" في انتشار ابراهيم النملة؟

- بكل تأكيد، الطباعة الخارجية تخدم الكاتب السعودي بشكل كبير اما الطباعة الداخلية فهي شبه ميتة ويكفي ان تطبع المستندات وقائمة المطاعم. نحتاج الى الكثير لنرتقي بالطباعة المحلية إن وجدت وأهم نقطة هنا هي التوزيع والتوزيع فقط لأن الباقي لنا القدرة على تفاديه، اما دار الساقي فلي معهم علاقة طيبة ويأخذون ما اكتب ويسألوني دائما عن الجديد، فعلاقتي معهم طيبة الى أبعد الحدود وهي دار تتصدر الدور العربية كافة في كل المجالات.
@ القصة لها نصيب الأسد من حياتك الأدبية، ماذا عن الفنون الأخرى؟

- انا قاص قبل كل شيء، كتبت الشعر ولم أجد نفسي فيه، والآن حريص على كتابة الرسائل التي تدخل فيها آليات القصة لذا تجديني اكتب الرسالة بحس القاص، وان كان سؤالك عن الرواية بطريقة او أخرى فهناك روايتان اعمل بهما وستصدران عن قريب.

@ الذي اعرفه ان الراوي عندما يكتب رواية يحتاج للكثير من الوقت حتى ينتهي منها وأنت تقول: بأنك تكتب روايتين ألا تخشى من التقصير في احد جوانب هاتين الروايتين؟

- روايتي الأولى اوشكت على الإنتهاء منها والرواية الثانية اكاد ان انتهي منها وقد وعدت دار الساقي ان اقدم لهم روايتي الأولى خلال العام الميلادي المقبل، وطبعاً لكل رواية عالمها الخاصة، وذلك لا يحتاج سوى شيء من التفكير والابداع.

@ الرواية بالمملكة هل اقتصرت برأيك على الإثارة بغض النظر عن القضايا المطروحة ام ان هناك توازناً بين الاثنين؟ ولمن تقرأ من الروائيين؟

- في البدء الإثارة ومن ثم القضية، ولكن قرأت بعض الروايات وكانت بالنسبة لي جميلة جداً بغض النظر عن قبولي للفكرة او المضمون ولكني اتوقع ان تكون الرواية لها شأن كبير وكذلك الشعر ولا انسى القصة القصيرة، والشاعرة زينب عساف قالت لي ذات لقاء كان ان الأدب الخليجي والعربي سيتوهج من ارض المملكة وأصدقها انا القول، اما من أقرأ فأقرأ للأديب الكبير عبده خال والدكتور غازي القصيبي وأقرأ روايات عدة ولكن يظل عبده خال والدكتور غازي القصيبي هما على رأس القمة اما الباقون فمع احترامي الشديد لهم ولا احرص على القراءة لهم، فلو اتت رواية لعبده او لغازي لقرأتها بشغف شديد.

@ نعتبر هذا تقصيراً منك، لأنك لا تبحث عن قراءة الآخرين عبر ما يكتبون؟

- قرأت اعمالاً كثيرة لا انكر ذلك، ندمت على قراءة بعضها لأنها اخذت مني الوقت وصفقت لبعضها، ولكن من يفرض نفسه وهو بعيد عن العمل الأدبي ويظهر نفسه في وسائل الإعلام فذلك لم يقدم شيء سوى انتظار ما يكتب عنه، الرواية لدينا بخير وهذا لا يمنع ان نهجر كل شيئاً لأجل خاطر عيون الرواية كما فعل الكثيرون، ولكني هنا افضل روايات الدكتور غازي وعبده كروايات معاشة اما عن قراءتي فقد قرأت اعمالاً كثيرة وأنا اتحدث هنا عن الروائيين السعوديين الموجودين في الساحة.

@ قلت بأحد حواراتك "أنك لا تستطيع المراهنة على ما تنتجه المرأة السعودية ادبيا وخاصة القصة،" هل مازالت هذه المراهنة قائمة؟

- ولاتزال، وأقول هنا ستخسر المراهنة بطبيعة الحال قبل ان تبدأ وهنا اتكلم عن النص القصصي ولكن لي امل ببعض الأدبيات القادمة لعلهن يكسرن مراهنتي تلك، لكن حتى الآن لم اجد نصاً قصصياً للأديبة السعودية يبهرني في الطرح والمضمون.

@ هل يعني هذا ان جميع القاصات اللاتي على الساحة الأدبية غير جديرات بالوقوف على خشبة القصة؟

- لدينا قاصات متميزات لكن عطاءهن قليل، الأمر الذي يستوجب عدم المراهنة على ما يقدمن من اعمال، ولو جمعن على خشبة مسرح القصة لخسرنا الكثير فنادراً ما نجد قاصة تمتلك ادوات وأليات القصة القصيرة.

@ المواقع الشخصية هل ساهمت بانتشار الأديب فيما عجزت عن ذلك المؤلفات المكتوبة؟

- لا اعتقد ان المواقع الشخصية ستخدم الأديب فالنشر في الصحف اقوى والتأليف اقوى اما المواقع الشخصية فهي فقط بطاقة تعريف عن الأديب.

@ ولكن لا ننكر ان الموقع الشخصي قد يقدمك لشريحة اكبر من المتلقين بخلاف ما ينشر عبر الصحف او المؤلفات؟ خاصة لو اخذنا بعين الاعتبار انتشار الإنترنت وعدم وجود من يقرأ كالسابق؟

- الموقع الشخصي كبطاقة تعريف، وعلى المبدع ان يقدم نفسه أولاً في الساحة الأدبية حتى يبحث عنه القراء من خلال النت، فإذا لجأ للأنترنت فقط سيموت، لذا موقعي تفاصيل كان كبطاقة تعريف ونشر ما منع من نشره في الصحف فقط.

@ ما جديدك الحالي؟
- الطبعة الثانية من عبث عن دار الساقي ومؤلف جديد سيظهر مع بدايات عام 2008بعنوان "سكوت نفسي - الجزء الأول - والعنوان مبدئي وهناك مؤلف جديد سيصدر عن الساقي منتصف العام الميلادي القادم وكذلك روايتان لازلت اعمل بهما.

@ سؤال لم يسأل؟ وماذا ستحمل اجابته؟

- السؤال هو: لماذا أنت هنا.

- والجواب: لا اعرف.
المصدر (http://www.alriyadh.com/2007/12/06/article299390.html)