المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بصمات...(قصص قصيرة)



هيثم سعد زيان
05/12/2007, 10:20 AM
بصمات


مجموعة بصمات متواترة من وحي الذاكرة تتربع على يوميات رجل من الألفية الثالثة و تأبى

إلا أن ترى النور على شاكلة ما كُـتـِبَ و رأى النور...

البصمة الأولى:



رجل إستثنائي


(...) بالكاد أسلم عينيه لمتعة نوم لم تتلذذه مقلتاه منذ ردح حتى إعتلى مخيلته نزيف من كوابيس شتـَّى ...؟!.....

"من...؟ متى...؟ مستحيل...؟!"

إمتدت يد مذعورة لتـُوقِـظـَهُ ...فاستفاق و تعـوّذ و حين سُـئِـلَ عما أذعـرَهُ خلال غفوته ، أجاب

برويـَّة :" ماذا ؟!...أنا لم أر شيئا على الإطلاق... !"


البصمة الثانية:



فكرة جريئة:


لم أكن أأبه بدقات قلبي المتحمسة و أنا أتعاطى الحياة برتابة...و لـمَّا توقف النبض أدركت بأنني

رجل مهـمٌّ جدا...؟!


البصمة الثالثة:



يحيا الرئيس:


" يحيا الرئيس...يحيا الرئيس" ، صدى جمهور محتشد على حافتي الشارع ، يلتقطه سمعها من الطابق العاشر و هي عاكفة على ترتيب نـُغـْبـَةِ حليب بيدها اليمنى ، بينما تـُسـنِـدُ إبنها الرضيع على يدها اليسرى...
في زحمة الفضول، تنطلق إلى الشرفة ...يصعد بصرها نحو الأسفل ...موكب الرئيس يمـرّ...

تنتابها هستيريا زغاريد و تصفيق...، فتصفـِّـقُ حـدّ الثمالة...و في لحظة الوعي تتيقــَّنُ بأنها
تـُربِّـتُ على يدها اليسرى....!!!

البصمة الرابعة:



الرقم المستحيل



...إعتاد أن يعبث بهاتفه النقــَّال ليلا ...يـُشَـكـِّـلُ أرقاما وهمية من وحي ذاكرته الطازجة حتَّى أدمن رقما سلبـَهُ المظهر و المخبر ...وفي اتصاله الألف بوجهته المعتادة ، يتلقى الآتي:" نعتذر عن عدم تلبية طلبك لأن الصوت المطلوب لم يعد على قيد الحياة!..."


البصمة الخامسة:


الطابور



تصطف الكلمات على قارعة الفكر ...تنتظر دورها كالمعتاد و ينطلق بعد آخر:

- صِياحُ الخُـبْـزِ عَـلـَّبَـكُـمْ أجـنـَّـتـِي... !

- أتـَزيـدونَ مَـغـْرفـَة َحـَديـدِ النـَّومِ...؟!

- خَـشَـبـًا! سَـأوقِـدُ المـُريـد...

يرتج الدماغ بفعل صاعقة كهربائية ، فيفقد الطابور عقله و يستريح...

بعد انقضاء الأجل المـُسمى، لوحـِظ َ هذا الأخير على قارعة المارة و هو يهذي:

- صباح الخيـر عليكم ، أحبـَّتي...!

- أتريدون معرفة َجـديد اليـوم...؟!

- حـَسَـنـًا ! سأوفـِدُ المـزيد...

البصمة السادسة:



و ماذا بـَعْـدُ...؟!



سـَألـتـْهُ فـانْحنـــــى ثـُمَّ ارتـَجَـفْ...و بحِجـرِ الأمِ نـاغـَى و اعْـتـرفْ

ذرفَ الوجْـدَ على الخـدِّ و نادى :" إنَّ بي يَا " أم ُ" ضُـرٌّ مُحْـتـَرِفْ

حَـاجـتي ليستْ طعــامًا أو شرابًا إنـَّمَـــــا للقلــبِ ســــــرٌّ مُختـلـِفْ

قـَدْ تـمَاهَـى في حنينٍ مِـنْ ضـــياءٍ....جَـثـَمَ الحُـســنُ عليهِ فـانْـكـَشَـفْ

حـينَ ظـَنَّ القـلـبُ أنَّ الوعْــدَ آتٍ ....كـَمَّـمَ الموتُ ِضيـَاهُ و انـْصَـرفْ




البصمة السابعة:




لعبة الحذر...!


يقول لي صديقي كلما اشتاق إلى عناق ضجري.:
"اِحْـذرْ أن تـُرَسِّـمَ حدود جسمك أو أن تـَعُـدَّ محطات عمرك...!
...أنت ممنوع، اليوم ، من الاغتسال ...
...عليك بالتيمم على جبهة قـَنـَّاصِـكَ...
...والصلاةِ على قبرك صلاة َمُـرْتـَـدٍّ في كنف النهار...
...اِحذرْ أن تـَدَّعي بأنك بريء من كتابة اسمك بخط لذيذ يسر الناظرين ...!
...وأنك تنبأت بعبقرية نسلك رغم نحافة عقلك...!
يا صديقي:
" لا تـُجـازفْ بعدم استعابك لألوان الزيف...!
...إنك إن فعلت ،حرّضت الشذوذ على أمسيات الشعراء...
...فيصير الشعر فرقعة في وجوه النبلاء...وتـَنْـهَـدُّ دار الحكمة على الورَّاقـين...
...ويضيع الأثر...؟!
...اِحذرْ جنون خيالك ...فلا تتمرد على صورة جنسك...!
...وإذا فرغتَ من قـُـدَّاسك ،تـَسَـمَّـرْ زمَانـَكَ ...
...حتى يأذن من تلا الترابَ على نعشكَ بالاعتراف...!
أنا أعلم أن جسمك مشاكس وأن لحمك مرغوب على موائد من لا ذنب لهم يـُدْرَكُ...
...فلا تـتـعـجَّـلْ المقايضة و احْـفـَـظْ ماء كفنك...
...اِحـْذرْ أن تـُمَـيِّـزَ بينك وبين مواطن فكرك ...و استسلمْ لنواميس الرتابة...!
يا صديقي:
مفارقة رخيصة أن يروك تحيا مرتين:
...مرة عندما لامس وحيك الحقيقة...
...ومرة لمَّا توارث فكرك بردة الأنبياء...؟!


البيرين في : 30/11/2007

مريم احمد
11/12/2007, 06:08 PM
شذرات قصصية نجحت في التقاط الذاتي و الموضوعي بعيدا عن معطف الحكاية التقليدية المتعارف بقلم متمرس أرجو ألا يبخلنا علينا الأديب هيثم سعد زيان بجديده.

هيثم سعد زيان
14/12/2007, 09:43 AM
الأستاذة الفاضلة " مريم..."...

لي الشرف العظيم أن باحثة متمرسة مثلك تمر مرور المحترفين على ما جادت به قريحتي من بوح متواضع...

تقبلي مودتي و امتناني...

نهي رجب محمد
14/12/2007, 06:32 PM
هل هذه قصة قصيرة؟
المقاطع شعرية والأخري جملا حكمية جميلة وهناك مقاطع تحمل تداعيات تأملية غامضة لم استطع الفهم عذرا
القصة الوحيدة التي التقطت صوتها السردي هي قصة الرئيس وقضية التصفيق ومعية الفرد وانقياده للجماعة وانغماسه في هذا الحماس إلي درجة نسيان نفسه(سقوط ولدها من علي يدها أثناء التصفيق)
التسلسل السردي في هذه القصة محكم والمفاجأة (اكتشافها أخيرا سقوط ابنها وأنها تربت علي يدها اليسرى) أقفلت الحكي ببراعة
قد يدفعنا التجديد للتغيير واختيار أنماط مغايرة أثناء الحكي ولكن علينا أن نحدد مسميات جديدة لهذه الأنماط حتي لا يلتبس الأمر علي المتلقي.
شكرا
نهي رجب محمد
(سهيلة)

هيثم سعد زيان
15/12/2007, 11:56 AM
شكرا سيدتي * سهيلة * على ملاحظاتك و تقييمك لبوحي المتواضع...

دمت ...كل عام و أنت بخير...

فيصل محمد الزوايدي
21/12/2007, 10:44 AM
أخي هيثم و بصماتك البهية .. مازالت البصمة الثالثة تثير اعجابي بسبب قدرتها على خلق الدهشة لدى المتلقي
دمت متالقا

هيثم سعد زيان
23/12/2007, 04:12 PM
شكرا أخي "محمد " على تميزك في اختيار ما يثير دهشتك و قريحتك...

كل عام وأنت بخير..

فيصل محمد الزوايدي
23/12/2007, 07:41 PM
شكرا أخي "محمد " على تميزك في اختيار ما يثير دهشتك و قريحتك...

كل عام وأنت بخير..

أخي هيثم .. و هل يخطئ الاخ في اسم أخيه ؟؟
فيصل محمد الزوايدي
كل عام و انت بخير
دمت في خير

هيثم سعد زيان
25/12/2007, 10:16 AM
دمت على المودة أخي " محمد " ....لنا لقاءات مستميتة و ثرية في سماء البوح إن شاء الله....