المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زغاريد الحنان المفقود.



فضيلة زياية الخنساء
03/12/2007, 02:22 PM
زغاريد الحنان المفقود.



فـؤادي ملّ حـزنه، والشّهيـقا **** فهيهات المـلوّع أن يفيقـا!
أرى بين الضّلـوع.. وميض نـار **** وقلب الصّبّ يقذف منجنيـقا
وربّ مصيبة .. صنعـت يراعـا **** من الظّلـمات ينتشل البروقـا
وليل شـاب فـوداه. اضطـراما **** ويشكو القلب آلاما.. و ضيقـا
مجاهل سكّتي الكـأداء.. جـرح **** تنفّس صبحه الحـزن العمـيقا
أنين جنازتي..و صـرير نعشـي **** غراب البين.. يحـترف النّعيقـا
وذي الأيّام.. قد سرقت قصيدي **** وآهـي ضوّعت مسكا عبوقـا
ركبت البحـر.. في عيني مـلاك **** همى مطر الجـوى بهما دفوقـا
وقرب البحر.. صاح رهيف حسّ **** "وشعرك يا "خناس" بدا رقيـقا!"
توسّـد جسـم قافيتـي حيـاء **** وبلسم برئه.. سـكن الحلوقـا
فيا وجعـا تسطّـره جراحـي **** حروف دم.. جرى ليبلّ ريـقا
صقيـع الآه.. في وهج المـآسي **** يجلبب صمتـه الخدّ المشـوقا
قدوره... بالتّـوابل نافحـات **** و بخل مـارد.. أن لا أذوقـا!
أيحـرمني أفـاويقي صبوحـا **** ليشربنـي عذاباتـي غبوقـا!
"فضيلة".. ها..تسعّرت القـوافي **** تعالي.. فاطفئـي ذاك الحـريقا
بحور الشّعر.. ملـح من أجـاج **** يعالج حلق من ألـف الشّهيـقا
نحيبي حنظـليّات .. و دمعـي **** دم المظلـوم.. من قلبي أريـقا
لماذا تضحك النّكبـات منّـي **** وحبّ مدينتي قـطع العروقـا؟
أوار الشّـوق.. يخترق الحنايـا **** تدرّ عيـونه القـلب الخفوقـا
ونيل المكـرمات.. بغير كـد **** كـهيئة أبلق.. طلـب العقـوقا
ربيعك -أمّتي- أضحى شتـاء **** ونحل الحقل .. ما صنع الرّحيـقا
وجرحك -أمّتي- دوّى انتقاما **** ليعبر مـن حناجـرنا المضيـقا
عجيب.. يسلب الوجه ابتساما **** و يفتقـد الزّمـرّد.. و العقيـقا!
و نحن أحقّ من ركـب الثّنايـا **** غـريب أمـرنا أن لا نطـيقا!
فهيهـات البلـوغ..إلى المعـال **** وشيـخ يعيد المـيس الـرّشيقا
وشعبي..قد هوى.. من برج عاج **** لتسلك رجله الـدّرب الـزّلوقا
أطايب أمّتـي.. قانون غـاب **** يسـنّ لها التّمـرّد..و العقوقـا
كؤوس الشّرق.. غصّات.. وهذا **** حمار الغـرب.. يخترع النّهيقـا
طغى زبد..على البحـر اختيال **** ورأس الحـرّ للإعدام سيـقا

متى استعبدت –يا جلاّد- حقل **** و كان هـزاره حرّا.. طـليقا؟
يراع الحقّ .. في دنياك لـص **** ليقتـرف الجـرائم.. و المـروقا
ألست بمنصـف .. إلاّ إذا ما **** أخذت مع الخنى عهدا وثيـقا؟
غد الأبطال.. سفر من خـلود **** يخال مباسم الأمـل الشّـروقا
سماء طمـوحه .. تحصيل عـزّ **** يكون بنـيله قمنا.. خليـقا
فورد.. قد يبثّ العـطر سمـّا **** وشـوك شيّـد المجد العريقـا
وكم من شاعر .. خاض المآسي **** لـيقـدح في مجاهلنا البريـقا
ويجـترّ المغـايظ .. و المنايـا **** ليخرج منهما الشّعر الأنيـقا
ألا يا "أشقري".. هذي جراحي **** حجيج طافـت البيت العتيـقا
أتقتلني .. و أنت طبيب نفسي **** وكنت جعلت من حزني صديقا؟
تركت لك الخيار.. و أنت حرّ **** لتجري إن أردت بي اللّحوقـا
فإمّا كنت لي خصـما عنيـدا **** إذن..فلتتّخـذ جرحي رفيـقا
و إمّا كنت لي صـدرا حنونـا **** فمهّد في فـؤادك لي الطّريقـا
سألت قصيدتي فـرحا فقـالت **** غدا قلمي..لدى ألمي غـ..ريقا!.

قسنطينة، في: يوم 28 أيار (ماي) 1998م.