المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيئان لايعوظان ( قصة قصيرة )



العربي_العربي
29/11/2007, 10:56 PM
الى الاخوة المحترمين سلام اللة عليكم في قصتي القصيرة هذة اردت أن أبدء رحلتي مع حضراتكم كفاتحة لمشاركاتي إن آزرتموني ولكم كل الحب والتقدير________ العربي _ العربي


شيئان لا يعوضان
قامت الدنيا ولم تقعد في ليل ليس كأي ليل مر على عاصمتي وبلدي. زمجرت السماء، وأمطرت قنابل وهدير دبابات وصوت مدافع، نعلم بدايتها ولا نعلم متى تسكت.
دخلوا.. لم يدخلوا.. صاروا قربنا.. أنهم هناك.. رايتهم في الشارع الخلفي.. أنهم كذابين.. لم أرى أحدا إلى ألان.. لقد قتلوهم قبل أن يخطوا خطوة واحدة.. اعرنا مسامعنا إلى كل هؤلاء، نسمع شتى الحكايات المقطوعة التي لم يصدق بها حتى الذي رواها، في الدور، والشوارع، والباصات الصغيرة والكبيرة.. من على سطوح المنازل, في الليل والصباحات الباكرة, كثير منا لم يذهب إلى عمله خوفا وقلقا أن لا يعود, حتى سمعنا صوت الحقيقة بدا عاليا يصرخ, سنقاتلهم, سنقاومهم, لا تخافوا ولا ترتعبوا. جاءت الأصوات غير اعتيادية اصواتا في صدى رهيب, كانت الأصوات تأتي من عمق المناطق السكنية والأحياء الشعبية تنادي بعضها بعضا في شجن كبير لم تعتاده تلك الأحياء التي تحتضنها بغداد منذ عصور.. علت أصوات الشوارع تنادي بعضها, الناس في تلك المناطق وفي قلب بيوتها صدمت لسماع صوت الأحياء السكنية هذه المرة وليست الأصوات البشرية التي تسكنها.. سارت الأيام في احتلال قاتل ليس له تفسير ابدآ.. قتل في الشوارع.. سحب الجثث من البيوت بعد إعدامها على مرأى ومسمع بشر آخرون.. منهم من ليس له حول ولا قوة.. منهم من خاف ودخل بيته (ليس كما قال الرسول العظيم (ص): من دخل دار أبي سفيان فهو امن )منهم من غط رأسه في الرمال، ومنهم في الوحل.. منهم من جمع أولاده وعائلته بين أضلعه.. منهم من وضع السلاسل الحديدية على باب داره ضن انه امن منهم من جازف في الرحيل إلى الحدود وترك ما ترك وراءه, لم يكن هذا وقت الاختيار.. منهم من استلم ثمن ذلك وكان لا يحلم به.ولا زالت الشوارع والازقه والدرابين تتشاجن مع بعضها فيما حل بها, سواد دامس، حياة مضلمة في المساء والنهار, رعب في شوارع بناياتها تتمايل ليس رقصا هذه المرة، بل الطير يرقص مذبوحا من الألم.. بعض من بناياتها وبيوتها تسقط على رؤوس ساكنيها من شدة التمايل، وبعض منها تعود وتنتصب من جديد.. دَب الهلع من أول وهله عند السكان، تناوبت في الهجرةِ إلى أَيةِ حدود بدون تسميات، ولو يبقى في بغداد بل لم يبقى في العراق كله غير من قطع على نفسه عهدا إن يموت أو يحيى هنا، وبقي من ليس له قدرة ولا معرفة على خوض هذه التجربة الاذلاليه.. ومن رحل إلى غير سكن في حي أخر يضحك على ذقنه.. ومن بقي ينتضر الموت اليوم أو غداً.. ومرت على الذين وصلوا وتخطوا الحدود اشهراً وسنين وعاد من باع كل ما يملك هناك, دفعها بدلا للإيجار في مسكن الغربة ،دفعها ثمن رغيف خبز في انتظار الفرج.. وعاد من باع حتى ما ليس للبيع وعاد من علم في يومه التالي سيخرج للتسول.. وعاد من بالغ في داخل نفسه في تكبير صورة الأمان.. في بلد ليس فيه الشيئان اللذان لا يعوضان.. وصور أخرى في البقاء في البلد ،وصور في العودة بعد الغربة.. وبقي الذي رضي لنفسه إن يمد يده إلى بعض إخوانه أو أقاربه الذين هم أصلا في بلاد الخواجات كما يسميها إخواننا المصريين.. ومن رضي لنفسه إن يتعطف عليه هؤلاء الذين كان يعطيهم ويحسن إليهم في يوم مر وما أضنه بعائد.. حزمة رجال ونساء يجمعون له المئة دولار أو المئتان تحت اسم العائلة الواحدة بعد أن يتوسل أليهم بالهاتف والنت إلى أن يدفع أخر فلسا في جيبه، أهله الذين يتربعون ويتسكعون على مساطب الحدائق والبارات تحت اسم (اللجوء).. من هو اللاجئ ؟؟ ومن هو الملجوء؟؟ ومن هو المولج في دهاليزَ القتلِ والتعذيبِ في بلدٍ ليسَ بهِ الشيئانْ اللذانِ لا يعوضانْ ؟؟؟؟ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العربي ـــ العربي

مريم احمد
02/12/2007, 07:10 PM
مرحبا بك في المربد .