المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصف جسد



ماجدة2
29/11/2007, 10:56 AM
يحِلُ الخريف فيُحَبِبُ إليَّ العودة إلى البيت سيرًا على الأقدام. ألتَقِي به من حين لآخر في طريق العودة . يَنْقَطِعُ حبل أفكاري، و كذلك شرودي ، كلما رأيته ، و شَرْخٌ يُمَزِقُ قلبي تألما لحاله. "نصْفُ جسد" يَرْتَكِزُ على يديه و يتنقل بسرعة مخافة أن تصدمه سيارة أو يُعَرْقِلَ سَيْرَ المارَّة. أتتبَعُهُ بنظراتي لكنه سرعان ما يختفي بين المارَّة.
أتابع بقية طريقي و الانكسار يملأ قلبي: يا لغفلتي و جحودي.....إنه يظهر في كل مرةٍ أسْتَسْلِمُ فيها للبؤس و التعاسة، يذكرني كيف أني في كل مرة أحْرِمُ نفسي من رؤية النعمة و تذوق النعمة و شكر النعمة. أي هموم هذه التي تَسْلُبُنِي و تُعْمِينِي ؟ و نِعَمُ ربي تغمرني، نعمة البصر و السمع و الجسد و الصحة...و........فلتَرْحَلِ الهموم بعيدا بعيدا......بعيدا.
وصلت إلى البيت و انقضى اليوم. مرت بضع أسابيع لم أره، افتقدته بعض الشيء، قلِقْتُ قليلا، ثم مر الوقت و خَفَّ القلق و انغَمَسْتُ في دوامة الحياة.
في يوم من الأيام، قادتني الخطوات إلى أحد المراكز التجارية، حديثة المنشأ، فَرُحْتُ أتجَوَلُ في أرجائها، إشباعا لفضولي ، وبينما أنا كذلك إذا بي ألْمَحُهُ من جديد. لم يكن على مسافة بعيدة، و لكن ماذا يفعل هناك؟ ...تقدَمْتُ بِضْعَ خطوات لأرى لكنني لم أزد بعدها خطوة تالية، تَصَلَّبْتُ في مكاني لِمَا رأيتُ....كان ينظف أرضية المتجر بنشاط و حيوية عجيبين، غَيْرَ آبهٍ بالزبائن الذين يتحركون يمينا و يسارا ، ذهابا و إيابا. منهم من يتأثر بالمشهد فيحاول تجنب المساحة التي ينظفها، منهم من يعطيه بعض النقود و منهم من يمر كالثور لا يلاحظ شيئا. دون تفكير وجدت نفسي أقترب منه و أعطِيهِ نقودا. شكرني بحرارة.
سِرْتُ بضع خطوات إلى الأمام لكنني سرعان ما عُدْتُ إليه، سألته: هل يمكنني التقرُّبُ منكَ و محادثتك ؟ أجابني و الدهشة ترتسم على محياه: يمكنك ذلك يا سيدي .ـ أين يمكنني أن أجِدَكَ؟ ـ ستجدني إن شاء الله مساء كل يوم أربعاء في المتنزه العمومي حيث بِرْكَةُ البطِّ.
كانت البداية لصداقة دامت 10 سنوات ، ثم كان بعدها الفراق الذي لا لقاء بعده في الدنيا. لكن روحَهُ ظلَّتْ تزورُنِي في منامي، من حين لآخر ، و تحدثني عن الجنة.

عاشت بلادي
16/01/2008, 10:14 AM
أشعر بوخز الحزن في هذه القصة الرائعة
الفاضلة / ماجدة2
وفقكِ الله
وتمنياتي لكِ بالتقدم المستمر في كل شئ تبدعي فيه

ماجدة2
17/01/2008, 01:39 PM
أشعر بوخز الحزن في هذه القصة الرائعة
الفاضلة / ماجدة2
وفقكِ الله
وتمنياتي لكِ بالتقدم المستمر في كل شئ تبدعي فيه

شكرا جزيلا لمرورك العبق ، أختي الكريمة مثل نحلة خفيفة الروح تزهر كل مكان تحط به
دمتِ نشيطة متألقة

ابو يونس الطيب
18/02/2008, 07:34 PM
طريقة السرد لطيفة ... جسدت إرادة نصف جسد وتفوقه ليصير جسدا كاملا .
وفقت في حياكة النهاية .....بوركت

ماجدة2
18/02/2008, 08:54 PM
شكرا أستاذي الكريم الفاضل، أبو يونس ، على هذه الإشراقة البهية من طرفك
و هذا الرهف الندي من حِسِك

بارك الله فيك
كامل تقديري و تحياتي

احمد خميس
13/04/2008, 05:11 AM
http://www.islamonaa.com/vb/uploaded/449234966b.gif

علي عبدالرحمن
16/04/2008, 11:20 AM
الأخت الكريمة / ماجدة
تحياتي لك
سعدتُ كثير لما وجدتكِ في صفحة القصة القصيرة ولم أُدهش لأنك مبدعة في كل شئ حقيقي قصتك غنية وتعكس رقة مشاعرك وطيب قلبك
وسردك غاية الروعة كل التهاني لك أختِ الكريمة
ومزيد من التألق والإبداع في جميع نواحي الأدب
تقبلي تقديري وإعجابي:-x

ماجدة2
16/04/2008, 09:04 PM
شكرا أخي الكريم أحمد خميس

شكرا أخي الكريم عليّ

نورتما صفحتي المتواضعة

تحياتي لكما

احمد خميس
17/04/2008, 02:57 PM
http://www.falntyna.com/img/data/media/11/ewewe.gif

الحمري محمد
17/04/2008, 11:06 PM
الفاضلة ماجدة
قرأت النص كم مرة...
شدني البعد الانسانى للسارد.
ولاننى بت اعرفك اكاد أقول :شدنى حسك المرهف الذى لبسه النص.
فائق التقدير ايتها الفاضلة.

ماجدة2
17/04/2008, 11:52 PM
الفاضلة ماجدة
قرأت النص كم مرة...
شدني البعد الانسانى للسارد.
ولاننى بت اعرفك اكاد أقول :شدنى حسك المرهف الذى لبسه النص.
فائق التقدير ايتها الفاضلة.

شكرا لمرورك الكريم أستاذي الفاضل محمد
سعدت بحضورك كثيرافنسيتُ أمر قصتي ...المتواضعة جدا

خالص التحية و التقدير هي لك سيدي الكريم

maroinedes
01/05/2008, 11:51 AM
في القصة فيوضات من الحب والحقيقة .. تصوير صادق تجودين به دائما .. تحياتي