المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاثنان



طارق شفيق حقي
22/06/2005, 07:29 PM
[align=center:72d09ca34e]الاثنان
[/align:72d09ca34e]


ـ الواقف على حافة الاتجاه والمحصور في شق اتجاهات ثلاثة , وكتل من الوقت تخبط رأسه متوالية وذئبان ينهشان لحمه وقيود تقيد جسده , ونيران تحرق نفسه , وسراب يشغل فكره , ويأس يحتل قلبه وموت ينتظره , وجهل يستعمر عقله , وجفاف أصاب عاطفته , وضياع التف على حاضره , خطيئة سادت ماضيه وهلاك تربع على مستقبله , وقيح وصديد ينبع من خلاياه , وطبول تقرع في أذنيه , وشعب كأنه مولاهم لكنهم أداروا ظهورهم , وعقم يلفه ويحيل كل رأي كل فكرة كل عاطفة إلى يباب , على صحراء قاحلة


عطش يمحق جوفه , صليل يسري في عظامه , وإرهاق أصاب أعصابه . عصر نفسه وركز فكرة أراد أن يتخيل فسحة يقبل فيها , وإذ به مرمي في بقعة صغيرة خالية , تفصد العرق من جبينه اختلى بأفكاره هل أنا بمأمن من وساوس تنخر فكره , ويظن بالله الظنون , وراح ينظر كالمرتقب الزبانية , لم يأت أحد لكنه ظل متوجاً أبصر نقطة سوداء أمامه اقتربت وبدأت تكبر وتظهر للعيان , إنه .. إنه , كان يمشي ببطء وقد أحنى ذيله للأمام , لون أسود تقشعر الأجساد منه , وتقسم جسده لأقسام كأنها دروع إنه عقرب أسود مخيف , ونال من الفزع كل منال , لكن فكره طمأنه بأن العقرب يقتل بضربة واحدة , الحمد لله , العقرب


يمشي ببطئ عاودته الوساوس وسلكت الشياطين كل منفذ إلى فكرة فقال في نفسه ماذا لو كانت له سرعة الصرصار وتحمله للضربات , ماذا لو كانت أرجله أطول وكان يقفز كالجرادة , ماذا لو كانت له أنياب أفعى وسمها , واقترب العقرب أكثر ونهض صاحبنا سريعاً رافعاً قدمه وكأنه يريد دهس حيوان كبير ,


استجمع قواه , سدد بصره وانهال بقدمه , فقفز العقرب كجرادة خفيفة , وانهال عليه بضربات عديدة لكن العقرب مشى بسرعة وأظهر أنياباً يسيل عليها سم زعاف فخاف خوفاً شديداً وفر فرار الفأر من الأسد وأختفى في البعيد وتناقلت الأجواء ضحكات مفعمة بالحيوية وأطل طفل صغير من بين الشجيرات وحمل عصا صغيرة وأخذ يلهو بالعقرب ويحمله بطرفها ثم ضربه على جسده ضربة صغيرة فقتله وراح يلعب في أرجاء الأرض الواسعة شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً .