المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العوالم المتوازية:



السيد مهدي
24/11/2007, 03:38 PM
العوالم المتوازية:

عالم الشئ، محيطه وجوه وكل الموجودات فيه، فعندمانتحدث عن عالم النبات، نعني به عالم الأشجار والأثماروالخضار، وكلمايتفرع ويعود لمايمكن أن نتعارف عليه نباتيا. ومثله عالم الحيوان، فهو إيضا عالم الأنسان العاقل، وعالم الحيوان الغريزي الغيرالعاقل. وكل من هذه العوالم تنقسم إلى عوالم ثانوية كثيرة متنوعة، فعالم الحياة يمكن أن يكون نباتيا، ويمكن أن يكون حيوانيا، وهكذا لكن بالنسبة لوعي الإنسان العاقل، يمكن تقسيم العوالم إلى قسمين رئيسيين:

1-عالم المحسوسات: وهوالعالم الذي نحتك به مباشرة أوبواسطة.

2- عالم غيرالمحسوسات: مثل عالم الجن والعوالم الروحانية الأخرى، وهي مانطلقه عليه عوالم مابعد الطبيعة.

يمكن تقسيم عالم المحسوسات إلى عالمين متميزين:

عالم المحسوس بدون واسطة: مثل العوالم التي نتحسسها بحواسناالخمسة.

عالم المحسوس بواسطة: مثل العوالم البعيدة جداوالتي تحتاج لواسطة تقريب، كالمراقيب(التليسكوبات) وسفن الفضاء.. والعوالم المتناهية في الصغر، والتي تحتاج لوسائط تقريب، كالمجاهر(الميكروسكوبات) أوتقنيات التضاؤل المرتقبة مستقبلا، والتي تحول الإنسان إلى كائن ضئيل الحجم، ليسافر بالواسطة إلى أبعد الإعماق المجهرية.(ممكن جدا ذلك في المستقبل، بعد أن نجح العلماء في إيقاف الضوء وتهشيمه كطاقة، وسوف لن يطول الزمن ليتحول الإنسان إلى طاقة ضوئية!!!!تعبرالمسافات الشاسعة بسرعة الضوء)

وتحت تلك التقسيمات يمكن إدراج ماشاء الله من العوالم:

عالم الحياة:

هوالعالم الذي نتحسس دبيب الحياة فيه، كعالم الحيوان والنبات.

عالم الجماد:

هوالعالم الذي لم نكتشف بعد أي دبيب للحياة فيه.

وهنا وقفة تأمل، نحن لانحس بحياة في الجماد، لكن الجمادالميت(كمافي مقاييسنا) من قال بإنه لايشعربنا؟؟ ومايدريناإن كان الجماد مستخف بنا، ولايعيرناأيةأهمية؟؟

فالجبل العالي الوعر، يشعرنابصعوبة تسلقه لنلعنه!! وهونفس الجبل الذي تحدانا بصعوده، تلاشى ودك دكا، حينما تجلى له الباري، كما في قصة موسى مع الله.

لذلك إن كان هناك من ينكشف له الحجاب، ويكرم بكرامات خاصة من الله، يستطيع أن يأمرالجبل بالأنزواء والخفاء، فهوإذن تمكن من العبورلعوالم متوازيه معه، قد لايستطيع التواصل معها حياتيا، إن لم يعبرلعالمها.

عالم الإنسان العاقل: وهوعالم واحد لكل بني البشر. بمعنى هناك قواسم مشتركة لكل بني البشر، بغض النظر عن العرق والدين والعنصر وألأثينية والمنطقة الجغرافية التي يتواجد فيهاالكائن البشري.

عالم الحيوان، وينقسم إلى العوالم المرئية والعوالم المجهرية.

وهكذا.

لوتفكرنا في فهم العالم الذي نعيشه، لقادناتفكيرناإلى إن حواسناالخمس، وهي حاسة البصروالسمع والذوق والشم واللمس، هي مصادرأوأبواب تحسسنا، ومن ثم بدايات تفهمنا في تصورالعالم الخارجي وإدراكه.

فنحن نتصورثمرة البرتقال من مشاهدتناالمتكررة التي طبعت في مخيلتنا، شكلهاالكروي، ولونها البرتقالي، وشمنالرائحتهاالمميزة، عن بقية الروائح.

وبنفس الطريقة نميزصوت الإنسان المتكلم، عن نباح الكلب. أوحلاوة السكر، عن ملوحة ماء البحر، وهكذا تمييزنا لسائرالأمورالخارجية عن وجودنا والتي نتحسسهاونتصورهاتبعا لحواسناالذاتية.

ولودرسنا بعمق، كل حاسة من هذه الحواس، وآلية تحسسهاللمؤثرات الخارجية، لحددنابالضبط كيفية عملها، ومدى عكسهالحقائق الأشياء، وبالتالي حدود عملها.

فمثلا لودرسناحاسة السمع، لعرفنابإن مانسمعه ونميزه من أصوات مختلفة، يحصل نتيجة تخلخل في طبقات الهواء المنتقل من مصدر الصوت، إلى الأذن الخارجية للأنسان، ثم الوسطى فتحريك غشاء طبلة الأذن، وبدورهاتحريك عظام المطرقة فالسندان فعظم الركاب، لتحريك في سوائل الأذن الداخلية، وإنتهاءا بالعصب السمعي المميزللصوت في دماغ الإنسان.

إذن بصورة عامة، هناك مؤثرات خارجية تحدث بصورة منفصلة وخارجة عن الإنسان، فينتقل أثرهاإلى حواس الأنسان عبرالمحيط الخارجي الفاصل لها عن الإنسان، ومن ثم يتحسس الإنسان تلك المؤثرات، لتبدأ بعدهاعملية الفرزفي تمييز وفهم تلك المؤثرات بظواهرها، وعمل الحواس لأيصال تأثيراتهاإلى الدماغ الذي يقوم بالتفكيرلينتزع أسسهاوقوانينها.

إذن عالم المحسوسات يتكون من عوالم المرئيات والمسموعات ونضيف المشمومات والملموسات والمذاقات.

وكل هذه العوالم( واحدة) لبني البشر الواعي المفكر والباحث عن حقيقة الكون ومايكتنف غوامضه وأسراره. ونعني بكلمة (واحدة) هي كونها تؤثرعلى المتحسس لها بنفس التأثير، فمثلا خاصية تذوق الطعم الحلو، والإلتذاذ به، وميل الإنسان للأصوات الشجية و...و...الخ، إذهي واحدة في تأثيرهاعلى الإنسان الطبيعي السوي!!

ومادامت حواسناالخمس، تمثل أبواباتفتح لنالنحس بالعالم الخارجي! إذن يجب دراسة كل حاسة بدقة، لنعرف كيفية وحدود عملها!!

ولنأخذ مثالا على ذلك الأذن البشرية، لنعرف بإن فسلجتهاتسمع ذبذبات الصوت في حدود 20 هيرتز إلى 20000 هيرتز(الهيرتزهي وحدة قياس للصوت تساوي ذبذبة في كل ثانية) بمعنى كل ذبذبة تقع ضمن هذاالمدى من الترددات تتحسه وتسمعه الأذن البشرية.

المدى الذي تسمعه الإذن البشرية، يتضمن الكلام المفهوم المميز، والذي تقع ذبذباته الصوتية بين 300 هيرتز إلى 3400 هيرتز، ولكن مادون هذاالمدى، أوفوقه(300 هيرتز----3.4 كيلوهيرتز)تسمعه الأذن البشرية، لكن لاتميزه، وأيضا يتضمن النغمات الموسيقية والتي تقع مدواتها بين
(20 هيرتز----20 كيلوهيرتز).

لكن بعض الحيوانات، تستطيع أن تسمع مافوق الأصوات المسموعة بشريا، مثل الخفاش والحوت والدولفين، وبعض أنواع القوارض، حيث تستعمل صغارهاتلك المدوات التي تقع خارج الأدراك الصوتي للبشر، للتواصل مع صغارها. كماأكتشف العلماء حديثا ضفدع صيني، يستطيع أن يتواصل بالموجات الفوق صوتية ultrasounds.

وأيضاكمثال آخر،على حاسة البصر، فالعين تتحسس وتميزالأشياء، من أنعكاس الضوء من الجسم الملاحظ والساقط على شبكية العين. وشدة الضوء هي التي تقررإن كانت العين ستحس بالشئ وبعض تفاصيله والتي عكست الضوء على شبكيتهاأم لا. فالضوء الخافت قد لايعكس كل التفاصيل الدقيقة للمعكوس، وعندها لانرى ونحس، ومن ثم ندرك كل تفاصيل الشئ. وقد أظهرت التجارب، بإن طول الموجة الضوئية التي تكون فيها العين حساسة ومميزة بوضوح للأشياء هي من 500 إلى 600 مليمايكرون (يعني 10 مرفوعة إلى الأس -7 من السنتيمتر) ويكون أقصى تحسسها في 550 ملي مايكرون.

هذاهوتحسس العين للون الضوء الأبيض والذي هومزيج من الألوان الرئسية الثلاث الأحمر، والأخضر، وألأزرق، بنسب متفاوتة.

المهم من ذكرهذه الأمثلة هوتبيان حدود عالمناالذي نتحسسه عن طريق حواسنا لنكون تصوراتناالخارجية عنه!!

لكن السؤال الذي يقفزإلى فكرالمتابع هو، وماذا عن عوالم خارج المحسوس بالنسبة لنا؟؟؟

حواسناالمعروفة، قدتكون محدودة بالنسبة لنا!! لكنهاأوسع بكثيرعند الحيوانات، فمثلا حساسة الشم عندالكلب أقوى بكثيرمنهاعند الإنسان، وحاسة البصر عند الجوارح مثل الصقروالعقاب أقوى بكثيرمنهاعن حاسة البصرعند الأنسان.

والشئ بالشئ يذكر، فالمراقبون لسلوك الحيوانات، أكتشفوا الأعاجيب من قابليات هائلة عند الحيوانات لا يمتلكهابني البشر، ولاحتى يعرفونها أويفهموهاكل الفهم.

وبإكتشاف العلم للقابليات المتوفرة في حواس الحيوانات، والتي تتفوق على تلك عندالإنسان، مكن العلماء من ترويض تلك الحيوانات للإستفادة من قدرات حواسهاعلى خدمة البشر، في كشف الكثيرمن الأمورالتي تفشل حواس الإنسان العادي في كشفها والفصح عنها.

وللموضوع بقية:

ريمه عبد الإله الخاني
26/11/2007, 05:33 AM
مقال لافت
ونتابع معك

السيد مهدي
26/11/2007, 01:20 PM
نتابع الموضوع:

نعم بإساليب المراقبة والدراسة وإخضاع الحيوانات، تعرفناعلى كثيرمماعندها من قابليات، تفوق قابليات البشر، وسخرنا تلك القابليات لنفعنا ومصلحتنا، ولكن لانزال نحن خارجين عن عالم تلك الحيوانات، فنحن لانعيش عالمها، ولانتكلم لغتها، ولانتحسس هواجسها!! نحس بعالمهالأننا نراه ونلمسه، لكننا لانعيشه، بل نعيش بموازاته، فعالم الحيوان عالم موازلنا، وخذ مثلا عالم البحار والأسماك، وفيه من التنوع المدهش والألوان الزاهية والأشكال العجيبة مايأخذ بلب الإنسان وعقله، لكننا لانعيش ذلك العالم المدهش بألوانه وأنواعه، لنتفهم سرتنوعه وبهرجته، فهوعالم موازلعالمنا.

ومثله عالم النبات، نحسه ونراه ونتذوق بعض نتائجه ومفروزاته، لكننا لانعيش عالمه، ولانفهم سرتنوعه، فلون الزهرة نميزه إن كان أحمراأوأصفرأ أوإرجوانياأو...الخ لكننا لانعيش عالمه لنعرف ونتحسس سرتنوع ألوانه، فهوعالم موازلعالمنا.

فالإنسان العاقل يتفاعل مع تلك العوالم الموازية لعالمه (عالم الإنسان العاقل) بقد ماتستطيع حواسه أن تخبره، لتثيرفي عقله التفكيروالتدبر، ومن ثم المتابعة والدراسة، وبإستمرارية ذلك التفاعل، تثرى تجربتنا البشرية في فهم تلك العوالم، لتقل أخطاءنا في فهمها، وتثرى صحة معلوماتنا عن تلك العوالم. لكننا نبقى في الخارج عن عالمها، لأننا لانعيش تلك العوالم، رغم تحسسنا لها، ولما فيها من حياة متنوعة مدهشة.

في كل خطوة يخطوهاالإنسان، يقتل ملايين الأحياء المجهرية، سحقا بقدمه، ولو شاهد قطرة من الماء الذي يشربه ليرتوي، لشاهد عالم من الأحياء التي تسبح في ذلك الماء، ولعافت نفسه شرب ذلك الماء.

نعم إستطعنا، ومن خلال خبرتناالبشرية، وعلى مدى عمرالأنسان المفكر،أن نكتشف خمسة حواس معروفة، مقاسة الأثر والفهم، وماذا عن الحاسة السادسة التي تظهر لبعض الناس في الوعي بأمور خارج حدود الحواس الخمس؟؟ فمن يحمل كيسا ملآن بثمرالتفاح، نتحسس نوع الفاكهة من خلال معرفتنا وتمييزنا لرائحة ثمر التفاح الفواحة دون فتح الكيس للمشاهدة!! لكن هناك من الناس من يكون فاقدا لحاسة الشم، بسبب عائق أومرض عضوي في أنفه، ليشم رائحة التفاح ليميزه!! لكن الله حباه بحاسة سادسة بإمكانه تمييزالشئ بحدس متفوق عنده، لكننا لانعرف آلية فعل وحدود ذلك الحدس. يعني هناك عالم فاعل وبقوة عند بعض بني البشر، وهو عالم الحدس، الذي يظهرعندهم، لكننا لانعرفه جيداولانعرف الكثير عنه.

كل قابلية حدس صادقة في التمييز نسميها حاسة سادسة، ولكن لا نعرف حدودها وماهيتها، فقد تكون هناك أكثرمن حاسة وقد تصدق في بعض المجالات وقد لاتصدق في مجالات أخرى، فقد تكون هناك حاسة سابعة وثامنة وتاسعة و....و....قابلة لتمييزات أخرى غير مألوفة وغير معروفة.

والنتيجة من كل ذلك نحن بني البشرنعيش في عالم وبجانبنا تعيش عوالم متوازية لا نتحسسها، أوقد نتتحسس بعضها بوسائل مكتشفة، لكن حتما بإننا جهلة بالقياس لماهو كائن ومتوفر حوالينا.

وديننا يدعمنا في هذا المضمار:

فعندما يتكلم قرآننا الكريم، عن:

حيوانات تكذب، كما في قصة النبي سليمان(ع) وطائرالهدهد وعرش بلقيس.

راجعوا هذه الوصلة للمتألقة المؤمنة سحر البيان:

http://www.johod.net/hajrvb/showthread.php?t=402724967 (http://www.johod.net/hajrvb/showthread.php?t=402724967)

وحيوانات تخاف وتحذر بني عالمها، كما في قصة النملة والنبي سليمان(ع).

وحيوانات تتكلم بلغة خاصة بعالمها، ويعلمها الوحي للنبي سليمان(ع) الذي علم منطق الطير.

ويخطأ من يظن بإن الغريزة وحدها، هي التي تحرك الحيوان الأعجم، فمن يلاحظ عالم الأسود في غابات أفريقيا، فسيلاحظ كيف يختار الأسد أنثاه من بين اللبوات التي تعيش في كنف مملكته. وكيف يميز أشباله الذين من صلبه، فيحافظ عليهم من القتل، في حين يقتل الأشبال الذين من غيرصلبه في حالة هيجانه الجنسي لأنثاه، إستعجالا منه بتقريب وقت إحتياجها للذكر. !!!!!

يعني من يدرس عالم الحيوان وطرق ترويضه، يدهش من ضآلة معرفتنا بذلك العالم اللامتناهي. ومثله عالم الحيوانات المائية، ففي عالم البحارمن المدهشات ما يعجز حتى الخيال العلمي من تصورها وتنوع مفرداتها.

وأيضا من يدرس حياة الشعوب البدائية يلاحظ بإن تلك الشعوب، كانت تراقب بعض الحيوانات، لتعرف منها أسرارا وعجايبا مدهشة عن حدوث الكوارث الطبيعية، أومعرفة بعض أنواع الأمراض التي تصيب صغار تلك الحيوانات، وقيام الأمهات بجلب لجحورتلك الصغار، بعض ما يشفي تلك الصغارمن أمراضها.

وقد وجدت في ساحة الأثيرالملغاة هذاالموضوع عن:سلوك الحيوانات والكوارث

إن الإعتقاد بتوقع الحيوانات للكوارث الطبيعية قديم جداً.

في عام 353 قبل الميلاد - سجل المؤرخون تاريخياً أنه في ذلك العام، هاجرت الحيوانات المدينة اليونانية هيلايس Helice ومن ضمنها الجراذ والأفعي وابن عرس، قبل أيام فقط من حدوث زلزال دمر المكان.

التاريخ سجل العديد من الشواهد على تفاعل الحيوانات مع الظواهر الطبيعية.

ويبقى اللغز المحير للعلماء، ماذا يحس تلك الحيوانات بالضبط؟

البعض رحج أن تكون الحيوانات لها من المقدرة أن تحس الذبذبات الأرضية قبل البشر، وفريق أخر ذهب إلى أنه تحس بتغيرات الموجات الكهرمغناطيسة في الهواء.

الزلزال ظاهرة طبيعية تحدث بشكل مفأجئ، ولا يعرف المختصصين برصد الزلازل Seismologists متى يحدث الزلزل في المستقبل بدقة.
500,000 زلزال سنوياً، مائةألف يستطيع الإنسان أن يحس بهم، ومائة ألف يحدث أضرار سنوية.

اليابان أكثر بلد التي تتعرض للزلازل، وهي أكثر الدول المتضررة منها من حيث الخسائر البشرية والمادية.

فحاول الباحثون هناك دراسات الحيوانات ماذا يشعرون ويحسون قبل وقوع الزلزال كي يستخدمه الباحثون كأداة تنبأ.

أما باحثون أرصدة الزلازل في الولايات المتحدة الأمريكية شككوا بقدرة الحيوانات على الإحساس بأي توقعات مسبقة للزلزال قبل حدوثه، برغم من الحالات الموثقة لسلوك الحيوانات، إلا أنهم قالوا بعدم ترابط تلك السلوك وبين حدوث الكارثة.


ففي السبعينات قامت الأبحاث العلمية بدراسات سلوك الحيوانات وقدرتها على التنبوء لكنهم لم يصلوا إلى شئ فأحد علماءها في الفيزياء الجيولوجية ويدعي ميشيل قال [تصدر الحيوانات العديد من الإشارات المتنوعة،عندما تكون جائعة، تدافع عن أرضها، تمارس التزواج، تفترس فريستها- ومع هذه التنوعات في الإشارات يصبح من الصعب دراسات إشارات الحيوانات وعلاقتها بالتنبئ بحدوث الكارثةقبل وقوعها]

أما في الصين فلقد أثبتت ترقبها لتغير سلوك الحيوان كأداة لرصد الزلازل نجحاً، مثلما المثل الذي طرحته في أصل المقالة، حيث نجحت الصين بإخلاءمدينة كاملة بعد رصدها لتغير سلوك الحيوان وأنقذت الآلاف من أرواح البشر في عام 1975م.

أما الزلزال الأخير فبرغم تدمير العمائر لا الفيلة، الثعابين،التماسيح والغزلان يؤكد على وجود الحاسة السادسة لدى الحيوانات.

ويصبح تسجيل قلة الوفيات في الكارثة الأخيرة متوقعة وغير مفاجئة.

إنتهى مانقلناه من ساحة الأثيرالملغاة.

وحتى في النقوش الفرعونية التي تصوربعض آلهتهم على شكل بنات آوى أوالجعران أوالأفاعي أوالطيور الجارحة......الخ فتصوراتهم لأهمية الحيوانات، وما فيها وعندها من مدهشات، ليصفوها إلى جانب آلهتهم ومعبوداتهم لم تأت من فراغ، وهم من بنواالإهرامات العظيمة، وبرعوا بالتحنيط الذي لحد ألآن لم يتوصل العلم إلى كيفية حفظ موتاهم به!!!!

وللموضوع بقية:

ماجدة2
26/11/2007, 03:33 PM
سلام الله عليك أستاذ مهدي ،
مشكور جزيل الشكر على الموضوع
تابعتُ فيما مضى أشرطة تطرح مثل هذه المواضيع ، ربما طريقة طرحي ستكون نوعا ما بسيطة،
إحدى الأشرطة عرضت سلوك بعض الحيوانات:
مثلا فتاة تربي كلبا ، تتركه في البيت مع والديها و تذهب إلى مقر عملها الذي يبعد مسافة كبيرة عن البيت ، 20 أو 30 كم ، عندما تستقل الفتاة سيارتها لكي تعود إلى المنزل و رغم أنها لا تزال على مسافة بعيدة من البيت، فإن الكلب يتحرك من مكانه الذي كان جالسا فيه ، يتوجه إلى باب المنزل و ينتصب بطريقة محركا ذيله و كأنه يترقب وصولها.
بالمناسبة قطتي تقوم بنفس العمل ، أجدها قرب الباب تنتظرني دقائق قبل وصولي
مثال آخر لإمرأة تعاني من مرض القلب و كيف أن الكلب الذي تربيه يتنبأ في كل مرة قبل حدوث نوبتها القلبية ، حيث أنه يصبح كثير الحركة و نباحه يعلو ، و كيف أنه أنقذ حياتها ذات مرة ، إذ كانت وحيدة قرب الشاطئ ،و قبل حدوث نوبتها بدقائق أسرع الكلب إلى مجموعة من الشباب كانوا على مسافة بعيدة نوعا ما.
ذكروا كذلك أن القط أشد غموضا من الكلب ، ليس وفيا كالكلب ، و ليس شديد التعلق بصاحبه ، فمتى شبع قد يترك صاحبه و يتجول بعيدا، و لديه عدة سلوكات غير مفهومة، خاصة تصرفاته في الليل فأحيانا تتجمع مجموعة من القطط ليلا في مكان معين دون سبب واضح، أطلقوا على تلك الظاهرة اسم جمعية القطط السرية!!
كذلك التفاعل بين النبات و الإنسان ، أو ما يسمونها نظرية الإشعاعات rayonnement ، فحسب هذه النظرية هناك اشعاعات متبادلة بين الإنسان و النبات ، و أن النبات يشعر بالإنسان ، فمثلا إنسان يغرس شجرة و يعتني بها فترة من العمر ، عندما يموت ذلك الشخص فإن الشجرة تذبل و تموت و لو واصل غيره سقايتها...هناك من ذهب بعيدا في هذه النظرية ، حيث عرضوا لنا أحدى المختصات تتحدث مع نبتة و تحاول التواصل معها بتحريك يدها .
نظرية الأشعاع هذه لم تشمل فقط التفاعل انسان ـ نبات ، بل أيضا التفاعل انسان ـ انسان : فمثلا كيف أنك تنسجم مع انسان معين أو تنشرح له لأول لقاء من خلال رابط معين كالصوت أو تفهم طريقة تفكيره و تشعر بأنه يكمل شخصيتك ، في حين لا تنسجم بتاتا مع انسان آخر دون وجود سبب واضح ، و يكون صوته كالوقر في أذنك .
هناك موضوع آخر، كله غموض ، موضوع "الحلم" ، و كيف يمكن تفسير ظاهرة الحلم ؟؟؟؟!!!! و الفترة الإنتقالية بين حالة اليقظة و النوم ، فتحت عدة أبواب و نظريات في هذا المجال لكنها في الأخير تعود و تتلخص في تساؤلات دون إجابة

السيد مهدي
27/11/2007, 02:22 PM
شكرللأخت الكريم ماجدة على إلإضافة المثرية للموضوع.

وأسمحي لي يامكرمة بإن أنقل ماذكرتيه للموضوع الأساس، لإحتوائه على معلومات ضافية عن سلوك الحيوانات إثراءا للموضوع.

تابع الموضوع:

العوالم المحسوسة والتطورالعلمي:

يذكرتاريخ الفلسفة بإن الفليسوف اليوناني أرسطووالذي سماه الفلاسفة الأوائل المعلم الأول، حاول أن يعرف وزن الهواء، فأجرى تجربة، حيث نفخ بالونا، ثم وزن البالون المنفوخ فلم يلاحظ أي وزنا للبالون، ولجهله بقاعدة إرخميدس لطفوالإجسام فوق سطح المائعات، أستنتج بإن الهواء عديم الوزن!!

التجربة التي أتبعهاإرسطوللوصول إلى نتيجة وزن الهواء لم يكن منطقهامغلوطا، لكن كان ينقصه العلم الشامل بالعالم الخارجي ومؤثراته!! لذلك جاءت النتيجة الأستنتاجية، في كون الهواء عديم الوزن مغلوطة.

وأيضا، من يستنتج بإن الماء دائما يغلي في درجة حرارة مائة مئوية، يخونه إستنتاجه لوغلى ذلك الماء فوق قمة جبل شاهق!! أوغلاه في منجم عميق، والسبب في كل ذلك عند مستوى سطح البحرحيث الضغط واحد لايلاحظ المجرب أي فرق في نتائج التجربة، في أي بقعة غلى فيهاالماء.
عندها نستنتج عند ثبات الضغط ، دائما يغلي الماء في درجة معينة(مثلا عند سطح البحر هي 100 درجة مئوية) لكن لوتغيرالضغط إلى الواطي، كمافي حالة غليانه فوق جبل شاهق، غلى الماء عند درجة أقل من 100 درجة مئوية أوتغيرإلى العالي، كغليانه في منجم عميق، غلى الماء في درجة أعلى من 100درجة مئوية وهكذا.

إذن الفرق بين قمة الجبل وقعرالمنجم ومستوى سطح البحرهوالفرق في الضغط الجوي!! الذي يؤثرعلى الظواهرالطبيعية مثل درجة غليان الماء.

وهكذافإن التجربة الحياتية، والدراسات العلمية وتطورها، هي الوسائل التي توسع وتعمق خبرتنا في فهم الكون ومؤثراته. فكلمازادت دراساتنا للكون وللظواهرالطبيعية فيه كلما زاد فهمنا له، لنستغله في صالحنا ولمنفعتنا.

وحتى ماتوصلناله الآن من قوانين ونواميس تتحكم في الكون ومافيه، قد لاتكون هي الفيصل القاطع للوصول إلى الحقيقة المطلقة، ومن هذاظهرالمفهوم النسبي للحقائق.

وكمامر بنافي مثال غليان الماء في درجة مائة، عند مستوى سطح البحر، حيث ضغط الهواء واحد، وتغير درجة غليانه، في حالة غليانه فوق قمة جبل حيث الضغط متخلخل، أوغليانه في قعرمنجم عميق، حيث الضغط عالي.

لذلك نقول: نسبة إلى سطح البحردائما يغلي الماء في درجة مائة درجة مائوية. لكن نسبة إلى قمة جبل عالي، غليان الماء يحصل دون درجة مائة درجة مائوية، وغليانه نسبة إلى قعرمنجم عميق يحصل فوق مائة درجة مائوية.

لذلك حقيقة غليان الماء في مائة درجة مائوية، ليست مطلقة. بمعنى هي ليست دائماهكذابل هي نسبية بسبب الخلل في إبرازكل الحقيقة. وكل الحقيقة تكون هكذا: في حالة ثبوت ضغط الهواء عند سطح البحر، دائما يغلي الماء في مائة درجة مائوية.

هذاالقانون الذي إكتشفناه بالتجربة، والذي ينظم العلاقة بين الضغط ودرجة الحرارة والحجم بالنسبة للماء خاص بعالمناالإرضي، لكن ماذالوأجريناالتجربة على سطح القمر، حيث الجاذبية القمرية تساوي 1/9 من جاذبية الأرض؟؟

حتماالوضع سيتغير، وهكذا.

وبإمكانناإبرازكثيرمن حقائق العلم التي أضطرت العلماء إلى إعادة صياغتها، وفق نظريات جديدة لم تكن معروفة سابقا. بمعنى النظريات القديمة في تفسيرتلك الحقائق، فشلت على المستوى العملي. رغم قوة منطقها، ونجاحها في حقول التجربة، لكن تجارب أخرى أثبتت فشلها، فإضطرت العلماء لطرح نظريات جديدة.

فمثلا، كلنانعرف بإن الضوء شكل من أشكال الطاقة، لكن ماهي طبيعة الضوء؟؟

التصورالقديم لطبيعة الضوء، هوتموجات تنتقل عبرالأثيرمن المصدرالمشع، والذين درسواالطبيعة(علم الفيزياء) يعرفون تجربة حلقات نيوتن في إثبات نظرية الضوء الموجية.

لكن إختراع العمودالضوئي الكهربائي أفشل تلك النظرية.

فأضطرالعلماء إلى طرح نظرية الكم (كوانتم)، وهي النظرية التي تجمع في كون الضوء عبارة عن فوتونات تنتقل على شكل تموجات أكمام.

ثم جاءت نسبية آينشتاين لتلغي فكرة أفتراض الأُثيرالناقل للتموجات الضوئيةكلية.

المهم يعني النظريات في تفسيرالحقائق تطرح، وتظل صامدة لفترة، إلى أن يكتشف العلماء ماينقض أويكشف عيبافي تلك النظرية المفسرةللحقيقة، فيضطرالعلماء لأعادة صياغة النظرية، بإدخال عوامل جديدة لم يحسب لهاالحساب في تطبيقات النظرية الأولية.

وهذا كله يبين نسبية معرفتنا للحقائق الكونية. لأن العوامل المؤثرة في كل حقيقة غيرمعروفة لنا بالكامل!! لكن جزءا منهاهوالمعروف.

فعلى مستوى الواقع العملي المحسوس نعرف الكثير، لكننا لانعرف كل شئ!! وهناك الكثيرالكثير، والذي لايزال طي الكتمان، بإنتظارمن يكشفه ويظهرلناحقيقته.

والذين درسواميكانيك العين المجردة، وقوانين نيوتن في الحركة، يعرفون جيدا بإن تلك القوانين لاتنطبق على الأجرام السماوية البعيدة، والموغلة في البعد عنا.

يعني بالنسبة لمحيطناالأرضي، قانون القصورالذاتي للجسم الساكن أوالمتحرك، وقانون لفعل ورد الفعل، وقانون مقدارالقوة يساوي الكتلة مضروبا في تسارعها. هذه القوانين هي التي تنطبق على كل الإجسام المتحركة، ضمن المحيط الإرضي، وعلى أساسهاوفي ضوء فاعليتها، تم إختراع كثيرمن المخترعات التكنولوجية التي سهلت وطورت الحياة على سطح كوكبناالأرضي.

لكن هذه القوانين الثلاثة تختل وتضطرب، ولاتصلح لتفسيرحركة الإجسام البعيدة عناكالإجرام السماوية.

وحتى قانون السببية والعلية، والذي هوعام لكل الظروف، نراه يفشل على مستوى المايكروفيزياء، أي الأجسام المتناهية في الصغر، في تشخيص السبب والمسبب.

لذلك أستعاض العلم حالياعن قانون السببية، بقوانين حساب الإحتمالات أوعلاقات الإرتياب، التي تقرن الحوادث، بحالات مترافقة معها، لنكتشفهابعمليات إستقراء لتلك الحوادث وقريناتها.

لهذاإزداد وعينا، بإن العالم الذي نعيشه، ومهمافهمناه ووعيناه، قد لانعيه بشكل كامل، ويظل وعينا له نسبيا، لكن معرفتنابه تزداد إضطرادا، لتكثرحقائقه أمامنا، وتتراجع أخطاءنا في فهمه وسبرأغواره.

وللموضوع بقية:

ماجدة2
27/11/2007, 07:20 PM
أستاذي الكريم مهدي ،هل يمكنني أن أسألك ؟
فيما يخص الضوء ، هل يمكن أن نعتبره ظاهرة مستقلة عن الزمان و المكان ، أي ظاهرة مُطلقة لا تخضع
لقانون النسبية ؟

السيد مهدي
29/11/2007, 01:15 PM
أستاذي الكريم مهدي ،هل يمكنني أن أسألك ؟
فيما يخص الضوء ، هل يمكن أن نعتبره ظاهرة مستقلة عن الزمان و المكان ، أي ظاهرة مُطلقة لا تخضع
لقانون النسبية ؟

رزاق الجزائري
04/12/2007, 01:27 PM
شكرا على هذا الموضوع القيم والعميق و الثري استاذ ولا حرمنا منك هكذا مواضيع

ماجدة2
04/12/2007, 01:56 PM
و لكن أين أستاذنا الكريم مهدي ؟...........طال غيابه....إفتقدناه في مثل هذه المواضيع المتميزة ......
....و تساؤلاتي ظلت معلقة تنتظره........:confused:
ترى متى يعود إلينا ؟؟؟

السيد مهدي
23/02/2008, 08:24 PM
أهلا بأحبتي الكرام، وخاصة المكرمة العزيزة إبنتي الدكتورة أمجاد حياهالله.

المكرمة ماجدة كان لهاالفضل الكبيرعلى تشجيعي للعودة للساحة.

أعود إن شاء الله لإكمال الموضوع:

بالنسبة لتساؤل الدكتورة ماجدة:

المكرمة العزيزة ماجدة: حياك الله.

أعتقد يامكرمة أجبتك على تساؤلك السابق في ساحة أخرى لكن لابأس بإعادته لك مرة أخرى.

بالنسبة للضوء، نعم مولاتي مثل ماتفضلت، ولمس العلماء كيف إنهارت النظرية الموجية للضوء، والتي أثبتتهاتجربة حلقات نيوتن في المختبر، ليستعيضواعنهابنظرية الكم، فتصورالضوء عبارة عن فوتونات أطلقوا عليهاإسم كوانتم، لينشأ علماجديد بإسم ميكانيك كوانتم Quantum Mechanics ولحد الآن نظرية الكم أوالكوانتم مقبولة وموفيه للتجارب التي أجريت عليها، ولكن من لايضمن فشلهامستقبلا؟؟؟؟

ولأن أبوالنظرية النسبية، آنشتاين طرح فكرة ثبات سرعة الضوء، تحت كل الظروف،يكون بذلك قدأعتبرهاظاهرة مستقلة عن المكان والزمان.

علماء الغرب، لايريدون أن يخلدواللراحة والكسل، لأن الحياة والظواهرغيرثابتة بل متغيرة على طول، لذلك فهم دائما يبحثون عن البديل، وعن نفي الإثبات، في كل إثبات يحصلون عليه.

ومن هذه الحقيقة، إستبعدواالعامل الغيبي، في كشف حقائق الكون والعلم.

وحتى لناكمسلمين، عليناأن نكون حذرين جدافي التعامل مع حقائق العلم، وخاصة مقارنتهابماوردعندنا من أشارات علمية في كتاب الله.

وقد وضحت ذلك في موضوع(تفسيرالقرآن والحقيقة العلمية).

كوني بخيروبارك الله بك.

ماجدة2
23/02/2008, 08:39 PM
شكرا سيدي الكريم أستاذي الفاضل السيد مهدي على الإجابة الثرية و التي حملت شكل نظرة بانورامية إشتملت النظريات العلمية ، الغرب و العلم ، المسلمون و العلم ، ثم القرآن الكريم و العلم

أشير فقط إلى أن النظرية الموجية لم تسقط تماما بل كملت النظرية الكمية (الكوانتية)لينشأ بما يعرف بالإزدواجية : موجة / جُسيم حيث أن فوتونات الضوء تتصرف تارة كموجات مثلما يظهر ذلك في تجارب التداخل الضوئي أي التفاعل ضوء - ضوء
و تتصرف كجسيمات كوانتية (تخضع لنظريات الكم) عند التفاعل ضوء - مادة

خالص تحياتي و تقديري سيدي الكريم مهدي

السيد مهدي
26/02/2008, 02:41 PM
شكراللدكتورة المكرمة أمجاد على التصليح وبارك الله بك مولاتي، فمنك نتعلم.

نواصل الموضوع:

عالمناالذي نعيش فيه ونفكرفي إكتشاف خباياه وأسراره، لاينفي كون هناك عوالم أخرى قد تكون بعيدة عنا
فيزيائيا، وقد تكون قريبة جدا!! ولكن بوسائلناالعادية لم نتوصل لإكتشافها وتحسسها، وهكذاتوجه الفكر المعاصرليتكلم عن العوالم المتوازية.

ونقصد بالعوالم المتوازية، تلك العوالم الموجودة والتي هي فوق مستوى حواسنا، موجودة ولكن لانراها، ولانحس بها. لكن عرفناهاوتحسسناأثرها بالتجربة.

فقدلاحظ نيوتن عندتمريرشعاع الشمس من خلال منشورزجاجي، بمعنى عندماتغيرالوسط الذي يمرفيه ضوء الشمس من الهواء إلى الزجاج تكسرالضوء وتفرق إلى سبعة ألوان وهي ألوان قوس قزح، أومانسميه بألوان الطيف الشمسي.

وقد جمعهاالشاعربقوله:

بنفسجي ثم نيلي يلي..............وأزرق يليه ثم الأخضر
وأصفروبرتقالي كذا...............وفي ختام الكل يأتي الأحمر

وبإكتشاف كون الضوء نوع من أنواع الطاقة الكهرومغناطيسية، تحسس العلماء خواص حرارية للطاقة تحت الحمراء وهذاماأطلقوا عليه Infra red ولكنهم تحسسواخواص كيميائية للطاقة فوق البنفسجية وهذا مأأطلقوا عليه Ultra violet.

فنحن في الظروف العادية، نعيش عالم الضوء الأبيض،والذي إكتشفناه تجريبيا مكونا من سبعة ألوان، لكننا لانعيش عوالمه الأخرى، وقد بينت لناالتجربة بإنه متكون من عوالم متعددة، لانعيشهابل نتحسسها تجريبيا وعلى ضوء إكتشافاتنا، إستطعناإستخدام أثار بعض العوالم لتسخيرها لخدمتنا.

وهكذاأصبحت عندنا كثرة من العوالم المتوازية التي نتحسس بعضهادون أن نعيشها، مثل عالم مابعد المرئيات وعوالم مابعد المسموعات......الخ، ولحدألآن لم يخبرناالعلماء عن عوالم مابعد المشمومات ولاعوالم مابعد المذاقات ولاعوالم مابعد الملموسات!!! وقد لانتحسس البعض الاخرإلا مستقبلا، ومن خلال تقدمنافي فهم العالم ومافيه، بسبرأغواره وخباياه.

ومن أروع البحوث التي قرأتهافي ساحات الحوار، بحث للعلامة المنار. في موضوع خلق آدم.

حيث ناقش العلامة المنار، في شبكة هجر، نظرية الدكتورعبد الصبورشاهين، وفيهافند نظرية الدكتور، وعلق عليهاتعليقات شيقة جداوواعية، تجدونهاتحت الوصلة التالية:

http://www.johod.net/hajrvb/showthread.php?t=402742561

وللموضوع بقية

ماجدة2
26/02/2008, 03:25 PM
يعني ممكن وجود أمة بشرية على الأرض (البدائيين) قبل خلق سيدنا آدم ؟
طرح مثير....

كذلك المشمومات و المذاقات و ما بعد الملموسات كلها تثير التساؤل

مشكور سيدي

السيد مهدي
28/02/2008, 03:17 PM
شكراللمكرمة الدكتورة أمجاد على المتابعة.

نتابع الموضوع:

ومن جملة تعليقاته، رده على محاور، أفاد بشئ عن العوالم المتوازية.

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المنار

و في الخصال، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الله تعالى خلق اثني عشر ألف عالم كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات و سبع أرضين ما يرى عالم منهم أن الله عز و جل عالما غيرهم.

وكان تعليق المحاورأبوفاطمة:

عجبا ، كأن الرواية تشير إلى نظرية تعدد الأبعاد !

مفاد النظرية أن هناك عوالم كثير موجودة بشكل متوازٍ مع عالمنا ، كل عالم يمثل بعدا لا يتداخل مع غيره ! ولا يعلم كل عالم بوجود غيره.

هذا النظرية ألهبت خيال مؤلفي أفلام الخيال العلمي و لا تزال !!!

وهناجاء تعليق العلامة المنار:

الأخ أبوفاطمة المحترم

أعجبتني نباهتك في قراءة ما وراء النص .

إن نصوص أهل البيت فيها الكثير من الإشارات لنظريات عظيمة وعجيبة، قد (لم يصل) لها العلم وهي لا زالت بمستوى الخيال العلمي. ولكن وجود عوالم متداخلة أو منعزلة ، مسألة اصبح فرضها فرضا علميا رغم عدم تطور وسائل قياسها.

ونحن وإن أتينا بالرواية من أجل بيان وجود خلائق عاقلة قبل ومع وبعد الإنسان ، ولكن لا مانع من فهم الرواية على أسس أكثر شمولية.

أو التوسع في إشارة مهمة وهي الوجود الموازي ودراسة ما أمكن إثباته في ذلك ، فقبل 100 سنة كانت مسألة الثقوب السوداء غير واضحة وقد نسجت حولها الخيالات ، واليوم أصبحت اكثر رعبا لأن المعلومات والصور توضح ما هو اخطر بكثير مما كان يتصوره البشر ، فقد تبين إن هذه الكتلة المغناطيسية قادت على جذب الضوء نفسه، وهو ما يفسر كونها نقطة سوداء ولكن حين اكتشفوا كيف تسحب كتلة نجومية هائلة وكأنها تلتقطها بملقط سريع وتسحب هذه الكتلة بما هو أسرع من الضوء بحيث لا تعطي (صورة) لأي انفجار وغير ذلك، لأنها تبتلع نفس الصورة ونفس شكل الانفجار ، إنها آلة تبلع (الشيء) و (صورته). ( هذا ما فهمناه من مقالات علمية، ومن كان عنده معلومات تخصصية تصحيحية فحيهلا)

المشكلة الحقيقية إننا نواجه ما هو ابسط من هذا بكثير، حيث نواجه تجهيلا للذات، وفرارا من المعرفة البسيطة، إنه التسطيح والمعرفة الحسية البسيطة، وتناقض المعلومات. فهل تريد من التسطيحي أن يتنبّه لتعدد الأبعاد والكون الموازي.

إن مشكلة خلق آدم وغيرها من المشكلات المماثلة تعتمد اعتمادا كليا على مسألة الإيمان بتدخل الله مباشرة في حياة بعض البشر.

إن من نحاورهم .. مرة لا يؤمنون أصلا بما وراء الحس وبما وراء التفكير البسيط، وحين يحرجون يتبين انهم يؤمنون ولكنهم لا يريدون أن يصدقوا، وحين يجبرون على التصديق لا يقبلون النتائج ولكن يقبلون خرافات الجان والسحرة وغيرها، فهم مستعدون لتصديق كل الخوارق ولكنهم على غير استعداد لتصديق ميزة لولي من أولياء الله.

وهذا في عقيدتي ليس عداءً من الخوارق ومصدرها، ولكنه تعبئة فكرية مسبقة ضد من تصيبهم نعمة الله وتتمثل فيهم هذه الخوارق، فنحن نرى بأم أعيننا عدم اعتبار خوارق الدجال والشيطان والسحرة والأولياء الفجرة من المشكلات.

ولكن نسبة أي أمر بسيط لأهل البيت عليهم السلام يعتبر غلو وجريمة وضحك على الذقون، وما شابه من تلك الأشباه من التهم.

فلو كانوا رفضوا الجميع، لقلنا بأن العقل الحسي مسيطر بشكل كلي، ولكنه عقل حسي ومنطق معرفي لا يعترف إلا بالظواهر العامة المكشوفة، أحادي الفكرة واعور النظر، ويطبق فقط على من يعادون ويكرهون (محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين) .

وحين يجابههم أحد بهذه الحقيقة نراهم يتعجبون ويقولون أنحن نكره محمدا وآل محمد؟؟
عجيب !!

نحن أحبابهم.

ولكنهم لا يعلمون بأن الخلفية لمثل هذه الاتجاه في الرد هي الكره لمحمد وآل محمد، ولهذا فإن النتيجة إفراز ثقافتهم لهذه النتائج المنبثقة عن الكره الشديد لمحمد وآل محمد ص من دون علم منهم في أغلب الحالات (الوهابية نموذجا).

وليس عجيبا أن نرى المزج عند بعض من يحاول محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، بين محبة النبي محمد وآله وبين فصلهم عن تراثهم وعدم التفكير بهذا، فلا يهمه أن يأخذ تراث النبي عن كذّاب مشهور، بينما يرفض وبكل قوة أخذ تراث النبي عن الصادق المصدق، بناء على تصديقه كذب الطريق المفتعل.

ويقبل ترهات من النقد لا تثبت بأي دليل كان.

فيقبل ترك الإمام الصادق بناء على ما ينسب لزرارة والهشامين وغيرهم مما لا يفهمونه ولا يثبت في واقعه.

فهذه سطحية وكسل في البحث العقلي الصحيح.

فهنا ينطلق عن خلفية كارهة للرسول بدون علم ومعرفة ولو احب الإنسان أحد لسعى إليه بما يحب، وهذا الحال في أحسن الناس حالا عند محاورينا. أما من يعلن العداء والتلون فحدث ولا حرج.

وقد جرى معي الكثير من الحوارات، بل قل لا يمضي أسبوع إلا وأنا في حوار كبير، وعند نهاية الحوار أقول لنفسي : ما هذه المصيبة أحاور من يكذب على نفسه، ويدّعي المعرفة ثم يتبيّن انه لا يعرف شيئا، ومتناقض ويريد أن يصحح العلم فيوجهه إلى الخطأ .

وأخيرا يخرج المحاور معترفا بأنه كان مشتبه، وكأن أوقاتنا هدر لنحاور من هو مشتبه، بشتى الطرق ليكتشف في نفسه أنه مجرد مشتبه.

وقد يخرج مني بلا إحساس، لعظيم ما طرحه على الفكر الإسلامي، وتدميره لبنية المفاهيم الإسلامية في عقله، وكأن ما قام به مجرد نزهة تستحق الابتسام.

واكتشافه لخطأه بسيط جدا كما يكتشف خطأه في معاملة زوجته أو أولاده وغير ذلك.

وقد حدث معي الكثير من المواقف التي ينبغي تسجيلها ولكن لكثرتها لا أستطيع تسجيلها ولعل بعضها مكرر بشكل ممل، وسأنقل قصة تكشف طبيعة التفكير لدى محاورينا الحسيين المتناقضين،
(نقل معنى وليس نص الحوار لأنني نسيت الكثير منه لقدمه) :

فلقد جاءني يوما أحد الأخوة من أهل السنة المتأثرين بالسلفية مع شيعي مؤمن بسيط ، وقال لي السني المتأثر بالسلفية بأن هذا الشيعي هو جاري وصديقي، وقد عجز عن إجابتي عن سؤال حول تفسيركم لمسألة الإمام المهدي عليه السلام.

وبعد أن طرح إشكالاته قلت له: قبل أن أجيب أسألك جملة أسئلة:

- هل تحاورني في الإمكان أم في الوقوع؟

- قال : كلاهما

- قلت : هل تشك في قدرة الله أم في المقدور؟

- قال: لا تحرجني ولكن أقول لم يثبت وقوع شيء مشابه

- قلت: هل أنت مطلع على الكون وعلى العوالم الخفية وأسرار التكوين ؟

- قال : لا ولكنني أدرك بعقلي الأمور الواضحة

- قلت له : هل تدرك إسرار الكيمياء والفيزياء التي تحرك الأشياء المحسوسة لك؟
-
قال: لم افهم كثيرا ما قلت، فمثّل لي.
-
قلت له: أنت تعرف مثلا أن الذرة مكونة من أجزاء صغيرة جدا مثل الإلكترون والبروتون والنيترون وغيرها مما اكتشف أخيرا، فهل هذه نفسها لها صفحة حسية مادية؟
-
قال: لا اعلم
-
قلت: إذن أنت لا تعلم أساس ما نفهمه من تكوين مادي الذي هو بحد نفسه بدء العالم المادي والذي لا نعرف بالحقيقة ممن يتكون هو؟ فمثلا هل الإلكترون يتكون من أجزاء أخرى أو هو جزء لا يتجزأ ؟ فإذا كان جزء له أجزاء فما هي طبيعة هذه الأجزاء، وإذا كان جزء لا يتجزأ فكيف يمكن تصويره؟ وممن منشأه فنحن نعرف الذرة وأواصرها التي تشكل الصورة المادية ، ولكن كيف نصور هذا الجزء من الذرة، وهل هو مادة أم طاقة وهل هناك علاقة حقيقية واضحة بينهما؟
-
فقال: لا ادري
-
فقلت له: جيد هل هذا الذي لا تدري ما هو، له تأثير في الكون ؟
-
قال: نعم ، فكل ما اعرف من تأثير ينسب له بحسب ما درست في تعليمي المتوسط والجامعي.
-
قلت: إذا كان هذا متحقق عندك وأنت تدري بتأثير ما لا تعرف، فكيف تنفي ما لا تعرف في أمور قد تكون ابسط بكثير من هذه الظواهر الغامضة ، وكأنك تتكلم بما تعلم ، بل تريد أن تقول بأنك مطلع على أسرار الكون والعوالم المتوازية وتنفي من موقع الاقتدار
-
قال : إنما استبعد بحسب ما يظهر لي من معرفة.
-
قلت: هذه لغة جديدة، ولكن هل استبعادك عن علم أو لأنك لا تعرف
-
قال: لأنني لا اعرف
-
قلت: إذن هل وجود الإمام المهدي وغيبته ممكن أم لا حتى نتحاور فيه
-
قال: بل ممكن ولكنه خلاف العادة، ولم نر مثله قط.
-
قلت له : هل كل ما تؤمن به موافق للعادة
-
قال: نعم
-
قلت له: أنت مخطئ
-
قال: كيف فأنا لا اعتقد إلا ما كان واضحا
-
قلت له: يا أخي أنت مسلم وتؤمن بنجاة إبراهيم من نار متأججة تبخر البشر، ونوح دعا 950 سنة وجهز سفينة واتى الطوفان الذي اخبر به، بل أنت تؤمن بشيء اعظم من هذه جميعها.
-
قال: ما هو؟
-
قلت: هو الخلق من الطين ، فعيسى حين أخذ من الطين كهيئة الطير ونفخ فيها فكانت طائرا (بإذن الله) ، هل تفهم معنى ذلك؟ إنه أخذ طين من الأرض ونحته بشكل طير من الطين، ثم نفخ فيه، فطار طائرا بريش وخلايا حيوانية وخلقة حيوانية كاملة. هل هذا معقول عندك؟ وهل عيسى الذي قام بفعل الله ذاته حين خلق آدم من طين، قد ارتفع إلى مرتبة مبهمة أم هو مفهوم عندك؟
-
قال : ولكن هذه نصوص قرآنية من جهة ولا علاقة لها من جهة ثانية بموضوع المهدي.
-
قلت له: بل لها علاقة وهو عدم كون إيمان المسلم بأمور حسية 100% و إنما هناك أمورا فيها تدخل الله أو منح الله لقوى خارقة للعادة، كالخلق لكائن حي، من الطين الأرضي، وقد غفلت عن الإشارة إلى إن من جملة ما هو في القرآن مسألة طول العمر والحياة المتخفية، فنوح عليه السلام عاش في قومه داعيا حوالي ألف سنة (950) وعاش بعدها قيل 1500سنة وقيل 2500سنة، والمهدي لم يبلغ هذه المرتبة من العمر بعد. فكيف تصدق بحياة نوح هذه المدة التي تقارب 2500 أو اكثر بألف سنة؟ ولا تقبل طول العمر لغيره؟ وكذا أحاديث المسلمين عن الخضر وحياته المتخفية وغير ذلك؟؟؟

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
29/02/2008, 08:38 PM
نتابع الموضوع:

- قال : لم أفكر في هذا ، ولكن أنا مأمور بالطاعة للنص للقرآني. فنحن نصدق ما قاله ربنا حتى لو لم نعقل الأمر.
-
قلت له: هذا تحوّل جديد ، وقد سلّمت الآن بأن ليس كل النص الشرعي وليس كل ما تؤمن به إنما هو معقول وواضح كما كنت تدعي، بل أنت تقر الآن بأن في القرآن الكريم آيات لا تعقلها ولكنك تصدقها، وهذا اهتزاز في الفكر واضح، ولكن من قال لك أن المهدي عليه السلام ليس نصا يجب التصديق به؟ كما صدقت بقصة خلق عيسى للطير من طين أرضي.
-
قال: لو ثبت لي صحة المهدي أساسا لصدقت به. فأنا لا أؤمن بالمهدي فضلا عن وجوده وظهوره.
-
قلت: الآن اختلف الوضع، فأنت تدعي الآن: أنه لم يثبت لك النص، وهذا يعني أحد أمرين وهما إما إنك لم تطلع فادعيت الاطلاع كالعادة، أو اطلعت على ما هو خلاف مقياسك فادعيت عدم الصحة، وكلاهما باطل، لأن عدم اطلاعك ليس بدليل ، ولأن مقياسك لا يعول عليه في إثبات الصحة.
-
قال: كيف ترى إن مقياسي لا يعول عليه؟ وأنت لم تعرفه من جهة، وقد جازفت باعتبار مقياسك هو الصحيح فطرحت مقياسي بدون نظر.
-
فقلت له: لا هذا ولا ذاك وهذه عجلة منك، فإنما قلتُ إن مقياسك لا يعول عليه، إنما قصدت ما يلي: وهو إن طرح فكرة المهدي عليه السلام بروايات عن النبي مختلفة وتعد بالآلاف بما يفوق روايات الصوم والصلاة مجتمعة، ولم يظهر في الإسلام إلا مدعٍ من الخوارج في اليمن أنكر المهدي، لأن فكرة المهدي تدحر الفكر الخارجي، فهو نكران لغرض واضح، ولم يقبله أي مسلم واستنكروا عليه وحقروا فكرته بجميع طوائفهم بما فيهم الأمويين الكارهين لرسول الله ص، فمثل هذه القضية التي وصلت إلى تسليم جميع المسلمين وقبولهم لها، وعدم الاعتراض عليها، يدل دلالة أكيدة بأن مثل هذا الأمر فوق اعتبارات التصحيح، مثل كون صلاة العصر ثلاث ركعات. فهذا لا يحتاج إلى تصحيح. وكل معايير التصحيح خطأ فيها، وأهل العلم عندهم لا حاجة لتصحيح المنصوص على تواتره مع ثبوت هذا التصحيح فلا يطلب مسلم تصحيحا لرواية بل لا يطلب لها طريقا إذا ثبت كونها متواترة إلى حد التسالم الكلي، أو (ادعى) أحد التواتر ولم يرده أحد على اقل تقدير لأنه في مقام التحدي وظهور التحدي، فهذا يثبت التواتر، وبه لا نحتاج إلى سندٍ أصلا، لأن التواتر قد يصل إلى حد لا ينفع معه تثبيت السند لكثرته وعجز المتتبع عن الإحصاء، فيكون نقل التواتر عن الثقات أو التحدي بها مع عدم النكران يكفي في إثبات تواتر الحديث، مثل ما تحدا الشيعة على طول قرون بثبوت تواتر حديث (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما) واعتراف جميع الشيعة من زيدية وإسماعيلية وإمامية وسكوت أهل السنة وعدم رد التحدي لهؤلاء جميعا، دل على ثبوت تواتر هذا الحديث مما لا يحتاج إلى سند أبدا، فعدم المعارض لما يقوله جميع المسلمين يكشف عن كون الأمر ضرورة من ضرورات الإسلام، ولا يوجد من يستطيع رد هذا إلا بالجهل والكذب. فمعايير التصحيح لا تنطبق على هذه القضية التي بين أيدينا، فأنت حين لا يثبت لك النص على المهدي، إنما لأنك لا تعرف أين تقيس؟ ولا كيف تطبق المقياس؟ وأما أن مقياسي أصح أو غير ذلك، فلم اقل بأن مقياسي اصح وإنما مسألة التصحيح والتضعيف غير واردة.
-
قال : الحقيقة إن مسألة انتشار خبر المهدي، وعدم رده هذه حقيقة لا ينكرها إلا مفتر، وأنا لا أريد أن أكون كذلك، ولكن اختلف المسلمون فيمن هو وفي طبيعته ووجوده.

- قلت له : هذا لا يؤثر على ثبوت حقيقة المهدي سلام الله عليه. ولو دققت لوجدت إن من أنكر ولادته أو اسمه هو ممن يعادي خط المهدي ع ، وهذا يكشف طبيعة الدافع لهذه التحريفات. ثم إنك تقول بأن الروايات السنية التي هي عمدتك ضعيفة ، فلماذا تستخدم ضعفها في نكران حقيقة المهدي مع التسالم الإسلامي عليها، ولا تستخدم ضعفها في رد هذه الأقوال المخالفة في اسمه وفي ولادته؟؟ ثم أين الرواية التي تقول أنه يولد آخر الزمان وإنه لم يولد قبل ذلك؟ أليس أنه استنباط من كلمة سيظهر في آخر الزمان؟ فهل الظهور هو الولادة؟ أم انه العلن بعد الخفاء ؟ فكيف تفهمون الألفاظ؟

- قال: ليس بالضرورة الظهور هو العلن بعد الخفاء فقد يكون بالولادة أيضا ظهور.

- قلت : لنسلم بهذا، ولكن لا يمنع من ذاك، فحصركم للفهم ، وتدينكم على أن المهدي سيولد في آخر الزمان مبني على احتمال لو أردنا أن نكبّره فهو متساوٍ وهو عين الشك في علم المصطلح وهذا لا يقوم به دليل، فكيف تتدينون بما لا دليل فيه؟

- قال: لعل علمائنا لديهم أدلة خاصة على عدم ولادة المهدي وأنه سيولد في آخر الزمان.

- قلت: الآن دخلنا في دليل (لعّل)... يا أخي الكريم كم رأينا من (لعل) للتخلص من موقف خطير، ينبغي فيه ثبات الكلمة، وثبات الحق. فـ (لعل) عمر عرف ناسخا لمتعة الحج والنساء لم يعرفه الصحابة، و (لعل) عمر عرف أن النبي ما أراد أن يكتب الكتاب أو (لعله) أشفق عليه، و(لعل) طلحة والزبير رأوا العز الإسلامي في محاربة علي، و(لعل) عثمان أراد الخير فأعطى خراج المسلمين لبني أمية، و(لعل) معاوية لا يعرف حرمة الخروج على الإمام علي عليه السلام في فقه مدرسة الشيخين التي يدعي الانتساب إليها، ولعل ولعل ولعل وكلها احتمالات هروب لا قيمة لها. فنحن نواجه معكم مشكلة تصعيد الوهم من جهة، وخفض الدليل من جهة ثانية ، فأنتم لا تقبلون النص على علي بالخلافة والإمامة والولاية نصا باللفظ وتقولون أنها مؤولة، بينما تعتبرون حادثة مزعومة وهي التوكيل لإمامة الصلاة نص على الإمامة، وانتم تؤمنون أن الصلاة خلف البر والفاجر، فكيف لا تفهمون التقديم من قوله (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) وتشككون في هذه المنزلة الوزارية ثم تدّعون إنها لتطييب الخاطر، وكأن علي بن أبي طالب مكسور الخاطر دائما والنبي يطيّب خاطره كلما دعت الضرورة ، بينما ترون أن الصلاة خلف الفاجر جائزة ثم ترونها تعينا خفيا بالخلافة؟

فهل هناك خروج عن العقل اشد من هذا. وهنا نحن نواجه نفس القضية في المهدي عليه السلام.

وللموضوع بقية:

نتابع الموضوع:

- قال: نحن نمحص الدليل.

- قلت: وضح لنا تمحيصكم.

- قال : المهدي عندنا غير مولود وهذا ثابت، فكيف تدّعون الولادة؟

- قلت: طبعا عندكم المهدي غير مولود ، لأنكم لا تعرفون من هو؟ فمن لا تعرف عينه لا تعرف وجوده. وهذا بدهي. ولكننا نعرف عينه بروايات عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كرواية جابر وروايات أهل البيت عليهم السلام قبل ولادته بمئات السنين. فمن يعرف من هو ومن سيلده، يعرف فيما إذا ولد أم لا ؟ وأما من لا يعرف من هو؟ سوف لا يعرف هل ولد أم لا، ولكن أنبهك إلى عودتك إلى دليل (الجهل) بمعنى انك تنفي ما تجهل ، وهذا عين الجهل. فما تقوله من تأكدكم من عدم ولادته مبني على عدم معرفته، فجهلكم هو دليلكم، وهذا غير مقبول.

- قال : طيب انتم ما دليلكم على ولادته؟

- قلت له : نحن دليلنا مرتب منهجيا ومن لا يرتب الأفكار منهجيا لا يستطيع أن يتعقل الدليل.

- قال : بيّن لي.

- قلت: 1- النصوص متضافرة متواترة على حقيقة المهدي، 2- والنصوص عندنا متواترة على تسميته وتسمية آباءه فردا فردا، 3- وقد وقع بالفعل كل تلك المسميات بالتسلسل، 4- وقد اُخبرنا بأن ولادته غير طبيعية وغامضة، لأن والده وجده ووالد جده وجد جده كانوا تحت الإقامة الجبرية في القصور العباسية وكانوا تحت المراقبة بحساسية ظهور المهدي ، وقد عمد العباسيون لتسمية أحد أولادهم (بالمهدي) فخيّب ظنهم لأنه تبيّن انه من الراقصين والحمقى، فترصدُ المهدي في هذا البطن من هاشم، لم يكن تربص الشيعة وحدهم، بل تربص أعداءهم أيضا للقضاء عليه، ولكن شاء الله أن يظهر نوره، ولو بشكل معجز وخفي، ولهذا شابت حالته الكثير من التناقضات المتعمدة، كإخفاء وإظهار في نفس الوقت، وقد قيل إن الإمام الحسن العسكري نفى وجود ولد له (لو صح الحديث) وفي نفس الوقت يبعث على رؤساء الشيعة يريهم إمامهم، وهو طفل يكلمهم بأرقى ما يتكلم به رجل. والإمام الحسن العسكري لا يتزوج و إنما يتخذ لنفسه أمَة وهي تكون أم المهدي، ليقال هو غير متزوج، فمن أين له الولد؟ فهذا كله نوع من أنواع وضع المشوشات العقلية أمام الأعداء من أجل حفظ هذا الإمام العظيم، وهي أمور جرت بأمر الله وتوفيقه، ونجاحها كان معجزة بحد ذاته، فلو فكرنا جيدا، لوجدنا إن من الصعب تضييع مثل هذه الحقيقة على جند يقومون بحراسة إمام تحت الإقامة الجبرية في بيت الخليفة يسير مع الخليفة أينما سار، ولهذا فإن الجند هم من اختلق قضية السرداب، التي لا يعرفها الشيعة القدماء و إنما حَرسُ الخليفة هم من أثارها، حين تأكدوا من الاستخبارات وجود ولد للإمام، فأرادوا القبض عليه، فهجموا على دار الإمام، فلم يجدوا إلا أن طفلا نزل سردابا فنزلوا خلفه فلم يجدوا شيئا وهم من أشاع هذا، وجاء من لا يفهم بعد ذلك وأدعى إن هذه هي الغيبة!! بينما هي حاثة في بداية حياة المهدي عليه السلام، وهذا هو نتيجة الإشاعات والتشويش الذهني الذي قام به نفس من يشيع هذه الترهات وساعد عليها الشيعة لسلامة إمامهم كما فعل الإمام الحسن العسكري نفسه سلام الله عليه. المهم أن المهدي عليه السلام تم الإخبار عن ولادته من قبل أبيه الحسن العسكري ومن اغلب الأئمة قبله ومن النبي، 5- وتم الإخبار عن ولادته بشهادة أبيه والقابلة (عمة أبيه) ، 6- وتم مشاهدته واللقاء به، 7- وتم تواصل الشيعة به بطرق ملتوية، 8- ومن ثم اخبر بالغيبة الكبرى التي لا يعلمها إلا الله. فهذه أدلة لم تحصل لثبوت أي واحد منا، لا أنت ولا أنا، وقد ثبت لنا وجودنا تاريخيا، فكيف تريد أن ننكر هذه الأدلة؟ التي يثبت بأقل منها وجود شخص تاريخيا، فالشهادة على الولادة واللقاء به وثبوت آثاره، من فقه ودعاء وعقيدة، تعتبر إثبات وجود لا ينكرها إلا منكر للعقل ونتائجه. على انك للأسف خرجت من تسننك برفض فكرة المهدي وملت إلى الوهابية في تفكيرك، ولكنك خالفتهم بإيمانهم بضرورة الإيمان بالمهدي.

- قال: الحقيقة أحرجتني ولكن عندي بعض الأسئلة.

- قلت : سلها

- قال: سلمت بأن الحسن العسكري له ولد، وبعد ثبوت مثل هذه المنهج في الدليل، فلا يحق نكران الولادة، وانتم معذورون فيما ذهبتم إليه، ولكن من أخبركم أن هذا هو المهدي المنتظر؟؟؟ فلعله مهدي من المهديين؟

- قلت: كأنك لم تفهم ما قلته لك فقد قلت لك قبل إثبات ولادته هناك سلسة منهجية للدليل وهي التسليم بالمهدي والتأكيد بالنصوص بأنه سيكون ابن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وعلى اقل تقدير فإن روايات الإمام الصادق والإمام الرضا بالخصوص في هذه التسمية شديدة الوضوح والبرهان وهي سابقة على وجوده بأكثر من 60 سنة – 100 سنة. فالربط بين هذا المهدي وبين المهدي المنتظر ليس من البدع بل خلافه خلاف المنطق والدليل. ( وقد نقلت له روايات كانت تحت يدي بسندها وطريقة تصحيحها).

- قال : لا أستطيع نكران حجتك ولكن ما فائدة غيبته؟

- قلت : لقد انقلبنا إلى موضوع ثان تماما ، فبعد أن كنا في الحوار حول المهدي تحوّلنا إلى إثبات كونه سيولد ثم تحولنا إلى الحديث عن ولادته وسلمنا بهذا فالآن نتحدث في الفائدة من غيبته وهذا يعني أنك أما أن تثبت الغيبة وتشكل أو انك تريد أن تنفي الغيبة بالتساؤل عن عدم منفعتها، (وأمدح لك عدم تعرضك لما احتمله بعض الكتاب بأن المهدي عليه السلام ولد ولكنه مات وهذا ما يروج له الكثيرون، ليفصلوا بين المهدي عليه السلام وبين انتظار المهدي. من اجل الطعن بالشيعة قبل الطعن بالمهدي عليه السلام) وكل هذا بناء على عدم معقولية بقاء الإنسان لهذه المدة، والعياذ بالله من الخذلان في التفكير، والآن أقول لك باختصار، إذا كانت الغيبة من الله فلن نستطيع معرفة حقيقة السر والحكمة والفائدة، وإذا كانت من نفس الإمام فلن نسلم أن له القدرة من نفسه على هذا العمر والغيبة، فماذا تختار أنت ؟ هل الغيبة من الله أم من الإمام؟

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
01/03/2008, 12:38 PM
نتابع الموضوع:

فقال: بل من الله وهذا مقتضى المسيرة التي نتكلم بها.

- قلت: إذن سؤالك خطأ من أساسه!

- قال : أريد أن أصحح سؤالي ، فأنا أريد هذا : بما أنكم تقولون بوجوب وجود الإمام وأن وجوده لطف ، فهذا منفي في حال الغيبة فبطل دليلكم.

- قلت: هذا السؤال كله خطأ، فلا نحن نقول بوجوب وجود الإمام بل نقول بوجوب الإمامة، وأن الأمة لا تخلو من إمامة، وهذا أمر لا يختلف مسلم معنا فيه ، غير أننا نقول أن الوجوب عقلي، بمعنى لا ينبغي أن يكون بدونه، ويختلف معنا قسم ممن لا يفهم الإسلام فيقول بأن الدليل شرعي وليس عقليا ، ودليل اللطف هو جوابنا على المعتزلة القائلين به، والذي هو دليل صحيح، ولكنه لا يمثل رأينا بالكامل، فليس فيما طرح أهل البيت أي إشارة إلى اللطف، و إنما هو من باب إلزام الخصم بما التزم به. وقد بحثه علماء الشيعة فوسعوا في تحديد هذا الدليل وتصحيح طرقه بموجب قاعدة الحسن والقبح والعقليين وهو عندنا فرع لدليل ( قبح العقاب بلا بيان) المنبثق من تلك القاعدة التي تؤسس للعدل والتي نتفق فيها مع المعتزلة بتطابق تام. ثم إننا لا نرى مطلقا عدم حصول اللطف بالغيبة ، لأننا نؤمن إيمانين مهمين الأول هو حصول التوفيق الخفي بواسطة الإمام نفسه وهذا بحث خارج موضوعنا ، والثاني وهو المهم فكريا ، وهو إن المدار على الحجة المجعولة شرعا وهي حاصلة قطعا بالنص الصريح، بخلافها عند غيرنا وهذا بفضل الإمام نفسه، حيث تم تكليف المؤمن بالعمل وفق القواعد المؤسسة، سواء بجعل أو بكاشفية الصحة من النص ، والصيرورة إلى جعل (صحة الحكم الظاهري) ، وقد حُرم الناس وليس نحن فقط من الحكم الواقعي، الذي ننتظر حصوله بلهفة بظهور مولانا المهدي صلوات ربي عليه، وهنا أبين لك الفرق بين السنة والشيعة في مقام الجعل والحكم، ببيان بسيط جدا، وهو أن فترة البيان عندنا بحدود 345 سنة من البعثة إلى الغيبة، بينما فترة البيان عند السنة من البعثة إلى وفاة الرسول نظريا، وعمليا من السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة إلى وفاة الرسول، ثم انقلب مصدر التشريع عندهم في تذبذب بين اتباع طريق الصحابة الذي لا دليل على اتباعه إلى أدلة عقلية قاصرة عن الوصول للحجة المبرأة للذمة ، فالفرق هو طول فترة البيان الحجة عندنا بما لم يدع شيئا إلا ذكر، وقد تنكر علينا بالإرسال عن رسول الله ، وبوجود التعارض، جوابه: إن رواية إرسال أئمتنا غير ضار أبدا وهذا يعرفه أهل الحقيقة، ولهذا حين يروي عنهم سني يؤكد بأنه رواية متسلسلة إلى الرسول لأنه لا يفهم القضية حقيقة، كما هو حال السكوني القاضي السني الراوي عن أئمتنا والموثق عندنا، فلو تمعنت في روايته عن الإمام الصادق عليه السلام، لوجدت اغلبها منصوص على انه رواية عن الرسول، و أما التعارض فهذا حاصل وهو غير مضر لأنه محلول بشتى الطرق ، ولم يكن التعارض في يوم من الأيام مصدر نفي لأصل الحديث وإلا لبطل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فملخص ما أريد قوله بأن الفترة التي قدرها الله للبيان هي فترة كبيرة، وقد عرفنا فيها جل القواعد مما لا يخفى على الفقيه الشيعي حل اصعب وأعقد المسائل الفقهية بواسطة قوانين أسسها أئمتنا عليهم السلام بحجة عندنا ، وهي نفسها لو عمل بها غيرنا لا تخرج من كونها ضلالا مبينا لهم، لأنها بدون حجةٍ من حجةٍ عندهم، وما هي إلا سرقات واحتمالات ظنية مجردة لأنهم لا يؤمنون بحجة الأئمة واقعا، وهذا لا يقوم به حق وبراءة ذمة، ولكن على قول من يقول بسقوط التكليف بموافقة الحجة في العمل حتى بدون إرادتها فيكون من يتبع هذه القواعد ناجٍ وهذا قولُ يقول به بعض فقهائنا ومن المتأخرين السيد محمد الروحاني، فما تعتقدونه من التعارض بين دليل الإمامة عندنا ومن معارضته بالغيبة ما هو إلا عدم توفيق في إصابتكم الحقيقة، وعدم فهم كبير فيما نقول، وفي مقولاتنا العقائدية والفقهية وفي تاريخنا الإسلامي الناصع.

- فقال: كيف لي أن أثق بأن كلامك صحيح وإن ما تقوله هو التشيع فقد تخفي عني معارف بحكم التقية ، ومن أين اعرف هذا.

- قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، يا أخي الكريم لو كنت تعلم ما تقول لما قلت قولك هذا، وعلى كل حال، فإن جميع ما قلتُه لك ميسر ومبسط، وهو لا شيء تجاه ما هو مكتوب في كتاب الشافي للسيد المرتضى فارجع إليه ستجد ما أقول وزيادة، بل ستجد كل إشكال يطرأ على بال أحد، قد عرض في ذلك الكتاب وقد رد عليه ، وهو بالأساس كتاب رد على الفكر المعتزلي الذي هو خصمنا الفكري الكفء، و أما التسنن بشكله المفهوم فهو ليس خصمنا الفكري، لأنه فكر هلامي لا يستطيع الثبات وليس له قواعد عقلية حقيقية، وأما الفكر السلفي فهو مجرد مشاغب لا قيمة له حتى في الفكر السني وهو ليس خصما كفءً له. بل لو قسنا الفكر السني للسلفي، لكان قياس الإسلام لليهودية والنصرانية، فالسلفية أقل اعتبارا في التحقيق من طرق اليهود والنصارى. وما هم إلا صحفيين حزبيين لا قيمة لأفكارهم التي تحمل المتناقضات وتنشر البغض والكراهية وتسوق للإرهاب الفكري والاجتماعي والسياسي، وتروج لثقافة القتل والذبح، في مجتمع مدني متطوّر، مثل المجتمع الإسلامي المحب للسلام، لغرضين مهمين وهما
1- ضمان تخلف المسلمين
2- ولتشويه صورتهم الجميلة في نظر شعوب العالم . واراك بكل أسف تميل إليهم في كلامك وكأنك تريد ترك الإسلام والتمسك باليهودية المطبوعة بطابع أموي كاذب.

وبعد هذا الكلام جرى كلام عن طبيعة الخلاف بين السلفية والتسنن وانتهى الحوار بأن طلب مني عنوان كتاب الشافي وكيف يحصل عليه في مكتبات بيروت، وما إلى ذلك .
وقد كان يتخلل الحوار العديد من الاستشهادات والأفكار والأسئلة الجانبية التي أغفلت بعضها عمدا ونسيت بعضها لأنه من سنوات.

فهذه إحدى الحوارات الكثيرة جدا، الكاشفة عن طريقة التفكير عند المسلم العادي، مثل هذا الرجل السني السلفي الخفيف السلفية ، وقد وضّح لنا كيفية السطحية والقفز الفكري من أجل عدم الدخول بالتفكير الجاد لصلب الموضوع بطريقة ذاتية، و إنما يحتاج إلى إدخال قسري للفكرة الواقعية وعليه تحمّل آلامها ، فهي مؤلمة حقا لمن يريد أن يهرب بطريقة الدفاع النفسي عن المرتكزات الفكرية عنده. ( وقد ذكرني هذا الحوار قولك يا أخي أبا فاطمة فيما يتعلق بالعالم المادي الموازي، فقد استشهدت به عليه في هذا الحوار، كعالَم أثبته العلماء حقيقة ولكنه غير مدرك بل لم يعرف العلماء الوصول إلى كيفية تخيله)

فما نواجهه من عدم القدرة على التخيّل لخلق آدم من طين وعدم علاقته بمخلوقات شبيهة قديمة، هو بسبب طبيعة المنهج الفكري ، ولهذا نواجه الكثير من المشكلات المفتعلة، بسبب هذا المنهج الفاشل في تناول المعارف.

ولو فكر المسلم بطريقة إسلامية بعيدا عن العلل الطبيعية والعلوم الحديثة ومشكلات علم الأنثروبولوجي ، في موضوع خلق عيسى لطير طائر، فيه روح الطائر، من طين الأرض، فهذه اكثر إشكالية من خلق آدم نفسه ، فآدم خلقه الله بـ (كن فيكون) والطائر خلقه عيسى وهو مخلوق بسيط أعطاه الله القدرة، وهذا لا يتناسب مع فكرة انحصار القدرة بالله حتى لو قلنا بأن الفاعل هو الله سبحانه، ففي هذه الحال أيضا هناك مشكل، لأنه لا يختلف عن الأوضاع الأخرى، ولكن لا يُنكر النسبة لعيسى عليه السلام وهذا هو مصدر الصعوبة في هذه الفكرة.

فنحن لا نعيش بما هو واضح تماما ولا بما هو معروف ومكشوف دائما، حتى نشكل إشكالات بناءً على هذه المعرفة، فكل ما لدينا أننا نجهل حقائق تسيرنا فضلا عن حقائق لا صلة لها بنا. فرفع إدريس وعيسى وبقائهم بأجسامهم (ولعل موسى أيضا رفع)، وطول عمر نوح وغيره من البشر المذكورين في المعمرين ،وغيبة الخضر والمهدي وقيل غيبة نوح في آخر عمره ، تعتبر مشكلات حقيقية للمتدين إذا أراد أن يعتمد علما حسيا ويحاول تصديق النص، فإن دعواه هذا العلم يخالف إيمانه بالنص، ولهذا عليه أن يكتشف إن هذه حقائق لم يكشف العلم عن كنهها لحد الآن، وهذا الاعتراف العلمي هو ما يفسر صحة الإيمان بهذه الظواهر، ولا يوقف المؤمن من السعي لكشف هذه الأسرار وتحديد الظاهرة علميا.

فلو ثبت إمكانية الرفع من العالم المادي الحالي إلى العالم الموازي والتنقل بينه، فهل يمكن أن ندّعي بأن قوانين العالم الموازي في تصنيع خلايا الكائن الحي هي نفسها هنا؟
طبعا لا نفرض هذا الفرض قسرا، ونقول أنه عين الحقيقة، ولكننا نبدأ بتساؤل، قد يكون الآن بعيدا وغريبا ، ويسخر منه الجّهال، ولكن سيأتي يوم يكون الجواب على السؤال أمر ملح، وقد يكون جوابا إيجابا وقد يكون سلبا. ولكنه سيكون بعلم.

وهذا لا نستطيع تحديده ما لم تتطور العلوم بهذه الإتجاهات، وهي من سيحدد الصورة بشكل افضل أو قد تصحح السؤال أو تولد سؤالا آخر.

ولكن لو ثبت صحة الانتقال وان قوانين الحياة هناك تختلف عن القوانين هنا والأعمار هناك تختلف عنها هنا.

فما المانع أن ينزل عيسى من العالم الموازي بلحمه وعظمه ليقول كلمته الفصل للمؤمنين ، وما المانع أن يكون المهدي في عالم موازٍ سهل التنقل بين العالمين؟ وهذا العالم لنسميه السماء أو لنسميه المادة السالبة أو أي تسمية؟

لقد اصبح العلم يقترب من تصديق وجود التلباثي ومن القدرات الخارقة ، حتى إن التلفزيون السوفيتي في زمن الشيوعية كان يعلن على الشاشة صور عملية لكيفية ثني الملاعق بواسطة فتاة صغيرة تستعمل التركيز الذهني لثني الحديد، إن مثل هذه الظواهر لم تستقر فيها النظريات الفيزيائية، فقسم يقول إنها خارجة عن الفيزياء وقسم يقول إنها في نطاق طاقة فيزيائية غير محددة علميا ، وقسم يحاول أن يجد حلها في العالم المتوازي وإمكانية التواصل به إنسانيا.
فلو فرضا (وفرضه ليس بالمستحيل) ثبوت إمكانية التواصل، فما يمنع أن يكون الإمام هو سيد هذا التواصل؟ طبعا مع ثبوت الإمكانية لا يثبت الوقوع، ولكن الوقوع لا يكون إلا بعد الإمكان. وبثبوت الإمكان، تتقوى صورة من صور الخفاء فيما نجهل من قضية الغيبة.

أن ما ثبت لدي من قصص اللقاء بالإمام سلام الله عليه، لا يستبعد فيها تداخل عالمين ماديين حسيين منفصلين، ويكون التنقل بينهما بانسيابية هائلة ولا يمكن إيجاد الفاصل بينهما، بعد استبعاد كل القصص التي يشوبها شائبة الشك بالوهم والتخيّل، فإن ما اعتمدته من حوادث منقولة لي بسند لا احتمل فيه الكذب تدل دلالة أكيدة على العالمين، والبرزخية بينهما، بشكل حسي عالي المستوى بحيث تتوقف قوانين الفيزياء التي نعرفها، وهذه تختلف عن المنامات وشبهة التوهم و التكشف بعد اللقاء وما شابه ذلك.

فاعتمادي على حوادث خاضعة للبحث العلمي بمعيارية علمية، ولو استطاع العلماء إثبات القدرة على التحسس أو التنقل بين عالمين متوازيين، لأصبح البوح بمثل هذه الحوادث لا يثير أي مشكلة ولكن الآن بمثل هذه الظروف التي يسيطر فيها الجهل والاستخفاف بالعلم لا يمكن بحثها ، خصوصا عند من لا يمتلك الجرأة، وحتى من يمتلك الجرأة، فأنا مثلا لا أخشى من بحث علم يسخر به الناس، وهو علم حقيقي، ولكنني أرى بكل تأكيد أن بحث العلم - بين من هم ليسو أهلا- إهانة للعلم.

وبكل تأكيد فإن دليل - من يستبعد أي شيء يتعلق بالإمام المهدي- إنما يستند إلى فقد الدليل أولا ، وإلى خلاف العادة ثانيا، وكلاهما مخروم فلا فقد الدليل دليل، و قضية المهدي من أساسها خلاف العادة (أي من حين بشر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء السابقين) فالاستدلال بأنها خلاف العادة هو إعادة لنفس الفرض الذي في القضية.

فالفرض هو أنها قضية خلاف العادة.
فما الجديد في النقد؟
وهل يريد الناقد إن يقول إن خلاف العادة ممنوع؟ فهذا قد قدمت فيه الكلام، وهو قول السطحيين.

إن مسألة آدم فيها قضية مهمة للباحث المسلم قد تفسر وجود عالم مواز وهي تسير بنفس قضية الإمام المهدي.

وهي مسألة (الجنة) التي كان فيها آدم فهذه قضية مهمة جدا، يجب على الباحثين المسلمين أن يبحثوها بحثا علميا، وأن يجدوا لها تفسيرا علميا، واعتقد إن خير تفسير الآن هو العالم الموازي أو العالم المتداخل.

جنة آدم أرضية مادية.

جنة آدم فيها صفات بكل تأكيد غير مادية ( مقابلة الشيطان، الحديث مع الملائكة مشافهة، فيها البقاء والأبدية والخروج منها هو القابلية للفناء) .

وهنا يجب أن نفكر بأن الجمع بين القضيتين لا يصح علميا فإما أن تكون الجنة أرضية وهي حديقة جميلة (غابة مثلا) فهذه لا يمكن أن تتصف بتلك الصفات. وإما أن تتصف بتلك الصفات ولا تكون أرضية.

فيبقى هناك احتمال مهم يجمع بين الصورتين وهو كون أدم ابتدأ خلقه في العالم الموازي ثم انتقل إلى هذا العالم.

وهذا حل خطير لمشكلة خطيرة ، تبعد الفكر الإسلامي عن تهمة الخرافة. فقد تصور حتى بعض المسلمين بأن قصة جنة آدم رمزية من أجل أن يبتعد عن الخرافة، كما أشيع عن الدكتور طه حسين مستنبطين ذلك من كتابه في الشعر الجاهلي (ولعلي أحس بأن الدكتور عبد الصبور شاهين يميل لذلك ولكنه ليس صريحا)

والحقيقة إنني أرى بأن ذكر قصة آدم في القرآن لم تكن لمجرد بيان أصل الإنسان أو لمجرد التاريخ والعبرة، بل هو موضوع مثير لقضايا خطيرة تتعلق بتفسير ظاهرة الوحي بشكل أساسي وبمشاكل أخرى.

وللموضوع بقية:

ماجدة2
22/12/2012, 07:19 PM
http://www.youtube.com/watch?v=ALK0RlmnfOQ&feature=share

ماجدة2
22/12/2012, 07:22 PM
http://www.youtube.com/watch?v=aXBYaBC8t3c&feature=share

ماجدة2
22/12/2012, 07:31 PM
http://www.youtube.com/watch?v=_QKR34KI5ic&feature=share

ماجدة2
22/12/2012, 07:35 PM
http://www.youtube.com/watch?v=UGcO7qmyvFA