هيا الشريف
20/11/2007, 11:07 PM
صغار أذكياء..كبار أغبياء...
أصبح من المعتاد أن تجد لنجاحك أعداء ... بل هذه ظاهرة صحية في كل مجتمع ... ولكن ما يثير دهشتك ويعقد لسانك .. ويصل بك لمرحلة أن تصدق أو لا تصدق... أن تكون مكان كالمدرسة أو الجامعة مقبرة للإبداع وألد أعداء النجاح...
والتهم التي أسوقها هنا واقعية جدا ... نحن لا نفترضها بل هي من فرضت نفسها علينا حتى أصبحت سياجا منيعا حول عقولنا التي تتوق للتفوق..
*هذه قصة حقيقة لشخصية حقيقة تعيش بيننا اليوم ... كل الذنب الذي اقترفته هي أنها مبدعة .. وأن لنزف قلمها الأدبي أصداء عند كثير من الكتاّب..
هذا الإبداع الذي دفع أحدهم بالتنبؤ لمستقبلها ككاتبة واعدة ينتظرها الوطن بشغف... وتماشيا مع هذا الجو الاحتفالي المشجع لحبرها الواعد حملت ذات يوم دفة إبداعها لمنارة العلم والعلماء وهي تظن أنها ستنال التقدير الذي تستحقه... لكن ... وكما عبر لسانها عن هذه المأساة :"لقد تناثرت أشلاء إبداعي بين سلال المهملات..."
" فما أكثر ألم الحكيم وهو يرى الحمقى يقيمون أعماله"...!!
في أقل من نصف دقيقة من سردها المتباكي ... لاحت في أفق ذاكرتي وتاريخ ذكرياتي القصص الملهمة لبعض الشخصيات العظيمة التي كان إبداعها محل نقمة المجتمع لعقود طويلة...
في أقل من نصف دقيقة قفزت أمام مخيلتي أسماء عديدة..لمن كانت كلمة الحق التي نطقوا بها بداية لطريق الألم والجراح والمعاناة.. هز مسامعي صراخ الأمام أحمد بن حنبل تحت سياط الظلم وخنقتني رائحة الدخان المنبعث من كتب ابن رشد المحترقة استشهادا أمام عيناه واحزني منظر الموت المنتصر للشهيد سيد قطب...وأجبرتني الآه على نطقها أسفا حينما ُطرد نيوتن من مدرسته وُنعت بالغباء المطلق..!!
وفي نصف الدقيقة ذاتها ... تذكرت أيضا كيف شرح برنارد شو هذه المسألة بفلسفة جديرة بالاحترام والإشادة حين قال:"كنا أطفال أذكياء ... أخذتنا المدارس والجامعات وصنعت منا كبارا أغبياء.."
حقا !
من لا يملك شيئا قيما ... لا يعاديه أحد.............!
H. الشريف
أصبح من المعتاد أن تجد لنجاحك أعداء ... بل هذه ظاهرة صحية في كل مجتمع ... ولكن ما يثير دهشتك ويعقد لسانك .. ويصل بك لمرحلة أن تصدق أو لا تصدق... أن تكون مكان كالمدرسة أو الجامعة مقبرة للإبداع وألد أعداء النجاح...
والتهم التي أسوقها هنا واقعية جدا ... نحن لا نفترضها بل هي من فرضت نفسها علينا حتى أصبحت سياجا منيعا حول عقولنا التي تتوق للتفوق..
*هذه قصة حقيقة لشخصية حقيقة تعيش بيننا اليوم ... كل الذنب الذي اقترفته هي أنها مبدعة .. وأن لنزف قلمها الأدبي أصداء عند كثير من الكتاّب..
هذا الإبداع الذي دفع أحدهم بالتنبؤ لمستقبلها ككاتبة واعدة ينتظرها الوطن بشغف... وتماشيا مع هذا الجو الاحتفالي المشجع لحبرها الواعد حملت ذات يوم دفة إبداعها لمنارة العلم والعلماء وهي تظن أنها ستنال التقدير الذي تستحقه... لكن ... وكما عبر لسانها عن هذه المأساة :"لقد تناثرت أشلاء إبداعي بين سلال المهملات..."
" فما أكثر ألم الحكيم وهو يرى الحمقى يقيمون أعماله"...!!
في أقل من نصف دقيقة من سردها المتباكي ... لاحت في أفق ذاكرتي وتاريخ ذكرياتي القصص الملهمة لبعض الشخصيات العظيمة التي كان إبداعها محل نقمة المجتمع لعقود طويلة...
في أقل من نصف دقيقة قفزت أمام مخيلتي أسماء عديدة..لمن كانت كلمة الحق التي نطقوا بها بداية لطريق الألم والجراح والمعاناة.. هز مسامعي صراخ الأمام أحمد بن حنبل تحت سياط الظلم وخنقتني رائحة الدخان المنبعث من كتب ابن رشد المحترقة استشهادا أمام عيناه واحزني منظر الموت المنتصر للشهيد سيد قطب...وأجبرتني الآه على نطقها أسفا حينما ُطرد نيوتن من مدرسته وُنعت بالغباء المطلق..!!
وفي نصف الدقيقة ذاتها ... تذكرت أيضا كيف شرح برنارد شو هذه المسألة بفلسفة جديرة بالاحترام والإشادة حين قال:"كنا أطفال أذكياء ... أخذتنا المدارس والجامعات وصنعت منا كبارا أغبياء.."
حقا !
من لا يملك شيئا قيما ... لا يعاديه أحد.............!
H. الشريف