المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصــــــــة حب



مرجان الأطرش
09/11/2007, 03:54 PM
الشعر زاد تألقاً وجمالا= حين أمتدحت به الحبيب فطالا
قلمي أبى مدح سواه فعندما= وجّهته طفح المداد وسالا
والفكر جف عن المديح لغيره= ولأجله طرب الفؤاد وقالا
فتتابعت في مدحه أشعاره= وبحبّه صال القريض وجالا
روحي بعبد الله مذ عرفته= عَلِقَتْ فصرت بحبه مختالا
مذ كان يغدوا للمدارس طالباً= طاف الهوى في خاطري وجالا
في كل يوم كنت أرقبه به= يزداد في عيني صبا وجمالا
عاداته أخلاقه وحياؤه= نسجت له في خاطري سلسالا
إن مرّة عيني لعينه صدفة= نظرتْ يفجّرُ داخلي زلزالا
كم سهرت الليل أرقب ضوءَه= مهما تمادى الليل مني وطالا
يالائمي في حبّه أمسك فما= أرضى به لللائمين مقالا
كم لامني أهلي به كم عنّفوا= فالحب في شرع الجمال حلالا
أهلي جميعا أشبعوه محبة= قبلي وكم قد وجهوا لي سؤالا
خافوا عليّ من الهيام وفعله= فالجسم مني ريشة وخيالا
كم عنفوا إذ قد رأوني فجأة= في ليلة أترقب الأحوالا
مامرّة غمضت عيني قبله= فالنار زادت في الجوى إشعالا
كم مرة خفق الفؤاد لصوته= متكلّما أو قد يزيد سؤالا
خفق الفؤاد وطار كل صوابه= عرقي جرى في وجنتي شلاّلا
يالحظة فيها السعادة كلّها= حين انتبهت له يصيح تعالا
فأجبته وأتيته بتأدب= لبيك قل لي هل صرخت تعالا
كلماته قد فجرت في داخلي= حمما تثور وتبعث الأهوالا
جلست باستحياءَ قربَ سريره= والباب مفتوحا فقام وقالا
دقات قلبي أصبحتْ مسموعة= وبدا الضيا من وجهه يتلالا
أعطاني من يده النديةِ وردة= حمراء تحكي قصّته ومثالا
كاد الحياء يميتني ويميته= فكلانا في عرف الهوى أشبالا
فبوردةٍ بدأت مسيرة حبنا= إذ أصبحت مابيننا مرسالا
فله بها عند الصباح تحية= ويردّ لي عند المساء مثالا
ماكان يترك بيتنا لدوامهِ= حتى أطير أفتشُ الأحوالا
فأرتب الكتب اللتي بعثرت= وأهذب الأشياء له إجلالا
وأشم رائحة الحبيب بغرفةٍ= كم لأجلها طفح اللعاب وسالا
وأعطر الأجواء قبل مجيئهِ= حتى تكون لقلبه أستقبالا
كم مرة أحمي له حمّامه= وسعادتي كادت تفوق جبالا
كم مرة أكوي له قمصانه= فأشمّ عطراً فائحاً قتالا
كم مرة خصرت له شعره= والشكر منه دائما يتوالا
كم مرة رتبت فيها سريره= بطريقة كانت له مرسالا
وثيابه كم مرة غسّلتها= ودسست فيها عطري المنهالا
الأهل قد سبقوا إليه بحبّهم= كم أوسعوه عناية ودلالا
ليثير غيرتي اللتي أخفيتها= يأتي فعالاً قاصداً محتالا
أثور في نفسي وأسكب دمعتي= فالصبر من أجل الحبيب مآلا
ما مرة ترك الديار لشغلهِ= إلاّ ودمعي قد بكاه وسالا
لاصبر لي عنهُ خلال دوامهِ= فالحب أصبحَ هادراً قتّالا
فبنظرةٍ مني يروح مودّعاً= في البيت أنتظر الرجوعَ مآلا
لو غاب عن عيني أراه باقيا= في القلب ما للقلب عنه زوالا
ومن الشموس أغار حين تصيبه= ومن الرياح تلفه إقبالا
ومن الكتاب أغار بل من نفسه= إني أريده خالصاً حلالا
كَبُرتْ به روحي وزادت محنتي= وأظنه متعالياً مختالا
فحياؤه وهدوءه وصفاؤه= كتب في قلبي خشية وسؤالا
مضت شهور على الشعور ثقيلة= والقلب يحلم للحبيب نوالا
سبحان من حكمَ الوجودَ بأمرهِ= فله التجأتُ وقد سألتُ سؤالا
حتى استجاب الله صدق َ توسلي= فمحبتي كانت صفاً وزلالا
فأحبني طبعاً كما أحببته= والقلب فيه هائماً وميّالا
وقضى الإله زواجنا بمحبةٍ= بقيت تؤلف بيننا أجيالا
وبالزواج مضى سنونٌ طويلة= لازال حبّي ثائراً مازالا
الحبُّ يكبرُ والحياة تزيده= ألقاً فيغدو ساحراً قتالا
يارب واجمع بيننا في جنةٍ= زوجين صارا للوفاء مثالا
************