المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللبرالية، واللبرالي العربي



السيد مهدي
08/11/2007, 11:17 AM
اللبرالية، واللبرالي العربي:

الحرية كلمة جميلة، وخصلة أصيلة عند الكائن الحي. لذلك عندما يهاجم الضعيف من قبل القوي، نرى الضعيف يهرب، لكي لايخسر حريته ليقع إسيرا في قبضة القوي. والطيور تهاجرا جنوبا في فصل الشتاء، هربا من البرودة، ثم تعود لتهاجر شمالا هربا من حرارة الصيف وهكذا.

وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على الأنسان والحيوان، بل حتى النبات حينما ينمو، ويقف في طريقه نموه عائق، نرى النبتة وقد غيرت مجال إمتدادها، لكي لاتصطدم بذلك العائق.

إذن مادامت الحرية صفة وخصلة إصيلة عند الكائن الحي، أصبحت عزيزة لديه، وأملا يطمح للحصول عليه، كلما شعر بإن هناك ظرفا يحد من حريته ويمنعها.

فإلإرهاب المستشري ألآن في العراق، يحد من حرية العيش بإمان للعراقي، فيضطره للهرب إلى ملاذ آمن خارج العراق.

وقساوة الغربة على العراقي، وحنينه لمسقط رأسه، تضطره للعودة إلى بلده العراق. وهكذا التجاذبات لصالح الحرية، والهروب من قيود الأسر،تعمل عملها بين مد وجزر في هذاالإتجاه أوذاك.

ومن أشكال الحرية التي يتوق لها الإنسان، هوإبتعاده عما يصادر له تطلعاته لأشباع نهمه، من كل جديد يصادفه.

فعندما ظهرت السيارة تمنى الجميع ركوبهما، لتصبح السيارة فيما بعد من المقتنيات الضرورية الحياتية لكل عائلة.

ومثلها التليفون والراديو والتلفيزيون، والثلاجة....الخ وهكذا أصبح الجديد الموضة التي يفضل كل مقتدرعلى إقتنائها.

ولم يتوقف التطلع للجديد،على المخترعات والتسهيلات، التي ترفع من وسائل التعامل مع الحياة العصرية ومتطلباتها، بل تعداه إلى مجال العادات والأفكار والقيم، مماأوجد حالات من التمرد والعصيان! على نمط التفكير السائد بين المجتمع، لتميزه إلى مجتمع محافظ، يتشبث بالقديم والعتيد، من الإفكار والعادات، ومنفتح على كل جديد من الأفكار، ومايجلبه التجار، ومما أستجد فيما وراء البحار!!

وهؤلاء التواقين للحرية والتحرر من قيود الماضي والتراث، وربما الدين!! هم من نسميهم باللبراليين أو المتحررين.

المتحررة والمتحرر العربي، عنوان جذاب، وخاصة في ضوء التقدم الهائل والحاصل، في ثورة تجهيز المعلومات ونقلها.

ففي الوقت الذي كانت فيه المعلومة، عزيزة وبعيدة بعض الشئ عن الفرد العادي. أصبحت تصلك بأبهى صورة، وأجمل عرض، وأنت مستلقي في سرير نومك، لتحثك على المطالعة والإستزادة من المعرفة.

التقاليد والعادات القديمة، شئنا أم أبينا، ستموت وتضمحل شيئا فشيئا، لكن ببطئ. وكما يعبر عنه بأللغة الإنكليزية(OLD HAPPITS DIE SLOWLEY ) لذلك فهي لاتهمنا،إن تسارعت في الضمور، أوتباطأت لتبقى شاخصة الظهور.

مايهمنا، مثلنا وقيمنا،القائمة على أسس من الدين والعقيدة.

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
09/11/2007, 12:08 PM
نتابع الموضوع:

هنا مصدرالقلق الذي يقض مضاجعنا.

وقد يسأل سائل. علام؟ ولم القلق؟؟ لم لانترك الأمور، تسير وفق التطور الذي يسود العالم؟؟

فهذه أوربا، عندما شذبت!! وحدت من سطوة رجال الدين والكنيسة، حصلت عندها الطفرة التكنولوجية ألتي رفعتها إلى عنان السماء.

وهذاصحيح.

لكن التقدم التكنولوجي، حصل على حساب القيم الإجتماعية، وضياعها الذي أدى إلى التضحية بالإخلاق، لتهدم العائلة، لبنة البناء الإجتماعي في كل بلد، وكل تجمع سكاني.

على ما أتذكر في الستينات من القرن الماضي، قرأت أكثر من مقال لمحلليين إجتماعيين في بريطانيا، بإن أخلاقيات المجتمع البريطاني، أصابتها إنتكاسة جدا خطيرة، أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، نتيجة سوق الرجال لساحات الحروب، وحلول النساء، محل الرجال في الصناعة، والمرافق الحياتية العامة.

نعم لقد تهدمت الإسرة، داخل المجتمع الغربي، لتشيع حالات الأقتران بين المرأة والرجل، خارج مواثيق الزواج. وحتى فكرة الخلفة والإنجاب، أصبحت مزاجا، يتفق أويختلف عليه المقترنان للعيش سوية!!! وأصبح المجتمع يتقبل كل ذلك كواقع.

كما شاعت حالات الشذوذ، وبات للشواذ حقوقا ونواديا، وجهات إختصاص تطالب بحقوقهم، حتى حورت دساتير الدول المتقدمة!!! لتعترف لهم بكامل الأهلية، في التعامل كمواطنين عاديين، يتمتعون بنفس حقوق الآخرين، وربما وجدوا تعاطفا أكبرا، عند البعض من البقية!!!!!!!!!!

وكان من نتيجة ذلك ظهورأمراضا لم تكن تعرف من قبل مثل الأيدز والهربس وبقايا الأمراض الزهرية، نتيجة الإنحلال الخلقي، والمشاعة الجنسية بين الجنسين.

ولخطور ذلك على منظومة القيم والمثل، التي تحكم المجتمع، والتي أحس بها المفكرون والمصلحون الإجتماعيون، صدرت أكثرمن دعوة للعودة، إلى القيم الدينية، والتمسك بالقديم الذي كان يحافظ على تماسك العائلة.

وهنا يجب التوقف مليا، والتأمل جديا، لكي نتعلم من التجربة الغربية، قبل الوقوع في شراكها، لنقاسي مثل ماقاست شعوبها.

النكسة التي أصابت منظومة القيم الدينية في الغرب، نتيجة عدم واقعية الديانة المسيحية، وإغراقها في المثاليات!! وتحولها إلى طقوسا جامدة تؤدى كعادة. جعلت الناس تتجه إلى الماسونية، أوFree Masonry ، وأختفى كل تدخل للكنيسة في الحياة العامة. لتحل العلمانية محل الدين، كحاكم ومهيمن على الحياة العامة، في الدول المتحضرة بحضارة المادة ولاشئ غير المادة.

لكن تلك النكسة في الغرب، لم تنتقل لمنطقتنا العربية والإسلامية، بل العكس هوالذي حصل.

فبعد فشل الدعوات القومية والأشتراكية، حصلت ردة فعل، لبروز ظاهرة الرجوع للأصولية الإسلامية، والدعوة لتحكيم الدين، في كل مناحي الحياة. وخاصة بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران، وصمود الوضع الجديد فيها، رغم كل الحروب والمحاصرة التي شلت على الجمهورية الإسلامية، من جميع الجهات.

لقد بات الغرب، وكل الدول المتحضرة معه، يتحسس قوة وواقعية الدين الإسلامي، كأقوى رابطة تربط الشعوب فيما بينها، رغم إختلاف اللغة والعادات والخلفية الأثينية.

فبعد سقوط النظام الصدامي المجرم في العراق. ولأول مرة يتنفس شيعة العراق الصعداء، في زيارة مثوى الإمام الحسين(ع) للقيام بمراسم عاشوراء، إنصدم المحتل الإمريكي، وهو يشاهد تجمع أكثرمن ستة ملايين زائر لكربلاء، ومن دون حدوث، ولاحادثة بسيطة!!!!! ولم يعرف كيف تحملت تلك المدينة الصغيرة، ذلك الزخم السكاني من الزوار، والمقيمين لتلك المراسم.

وللموضوع بقية:

رزاق الجزائري
09/11/2007, 05:33 PM
أهلا و سهلا بعودتك مجددا بيننا استاذ"السيد مهدي" و مرحبا بمواضيعك القيمة و المتجددة.
لقد سمحت لنفسي بتعديل نصك لورود اخطاء املائية اظنها في الرقن مثل تلاصق بعض الكلمات .
اهلا و سهلا بك مجددا.

السيد مهدي
10/11/2007, 02:45 PM
أهلا بالأخ الكريم المبجل رزاق الجزائري وبارك الله بك مولاي.

نعم مولاي الكريم خيرا فعلت، ولاحرمنا الله من كرم أخلاقك، ونقدك الإيجابي البناء لكل ماأطرحه في هذه الساحة المباركة.

نتابع الموضوع:

أتذكرفي نهاية السبعينات من القرن المنصرم، وكنت يومها في جامعة كنت – بريطانيا، والمعلق البريطاني، يستعرض الأوضاع في الباكستان، وإعدام ذوالفقارعلي بوتو،الرئيس الباكستاني من قبل الحاكم العسكري، ضياء الحق، في تلك الحقبة، وهذه عبارته بالنص:
The Islamic Ideology is the strongest ideology in the world, besides communism

وترجمتها: تعتبرالعقيدة الإسلامية، أقوى عقيدة في العالم، إلى جانب الشيوعية.

رغم إعترافه بقوة العقيدة الإسلامية، لكن كان الواجب عليه أن يسم الإعتراف، بكلام عن قوة الشيوعية!!!! فأين الشيوعية الآن؟؟ بعد أن أصبحت في خبركان، لترمى في مزبلة التاريخ!!

نعم هكذاهي عقيدتنا، آخرمشعل هداية ينزله الله للبشر.

فأين نحن ألآن من عقيدتناالسمحة، والواقعية الترحة؟؟ والتي لاتنفك عن ملازمتها، لكل قيمة إنسانية، بل وكل ناحية تحقق خيرا للبشرية.

نعم إنتصرالإسلام في الماضي وتمدد، ورغم كل ماصاحب ذلك التمدد من مظالم، وإرتكاب محارم!!لكن الجو العام، بالدعوة للوحدانية، والخروج من عبودية البشر،إلى عبودية الواحد الأحد، طغى على كل شئ، ليرتفع نداء الله أكبر، من أندونوسيا شرقا وإلى أوربا غربا.

عندمانزلت الرسالة، قلبت أوضاع عرب الجاهلية، من قبلية عنصرية جاهلية، تتناحرعلى الماء والكلأ، إلى أمة تنظرللجنس البشري، كعالم أجمع أنجع، بدلا من تفرقة بين عرب وعجم أضيع.

فنبي الرسالة الجديدة، كان عربي الأصل والهوية، لكنه كان إسلامي الفضل والتوجهية.

جاء النبي للناس كافة، من عرب وعجم، بمعنى كانت رسالته مؤطرة بإطارإنساني، وليس قومي عربي، لذلك نجحت دعوته عالميا لتمتدوتتوسع، بينما من جاء بعده من الرجال، الذين رفعوا الشعارالقومي، إنتهواإلى الفشل.

فبعد قيام الوحدة بين سورياومصر، هللت وباركت كل الدول العربية، ومعهاكل الشعب العربي، لتلك الوحدة، في كونها نواة للوحدة العربية الشاملة المنتظرة!!! لكن ماذا كانت النتيجة؟؟؟

نترك الإجابة لمن عاصرتلك الفترة، وشاهدالمآسي التي حصلت، لتفشل الوحدة وتنتكس بعد مرور فترة وجيزة من قيام الجمهورية العربية المتحدة، والتي جمعت بين القطرالمصري والقطرالسوري.

وحاول حزب البعث الحاكم، في سوريا والعراق توحيد القطرين، ففشل!!!!

وحاول القذافي الجمع بين مصر وسوريا والسودان وليبيا، ففشل.

وهكذا فشلت كل الدعوات القومية في توحيد العرب!! لكن من المدهش والباعث على التأمل حقا، أن يكون آخرمن وحد العرب تحت راية الإسلام، كان صلاح الدين الأيوبي، ولم يكن عربيا بل أعجميا كرديا!!!!!

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
11/11/2007, 12:30 PM
نتابع الموضوع:

الفرق بين الدعوة الإلهية، وبين الدعوة البشرية، بين وواضح في رسالة النبي محمد(ص).

ففي بداية الدعوة، عرضت العرب الزعامة على ألنبي محمد(ص) كشرط لأيقاف دعوته للدين الجديد، فرفض ذلك بشراسة، قائلا لعمه أبوطالب(رضوان الله عليه):

ياعم والله لووضعواالشمس في يميني والقمرفي شمالي على أن أترك هذاالأمر، مافعلت.

ونجحت دعوة الرسول(ص) نجاحاباهرا.

والسؤال الآن هو: لم نجحت دعوة النبي العربي المسلم الكريم، وفشلت دعوة من جاء بعده كعربي قومي صميم؟؟؟

الفرق بين القومي العربي الأعجم(أعجم مقارنة بمقام النبوة)، والنبي العربي المسلم، هوإن القومي العربي الأعجم، حالما واهما، بينماالنبي العربي المسلم، فاهماعالما.

ولكي نتأكد من كون مشكلة العربي، هي في كونه حالماواهما، نستعرض مايعتلج في نفسه من مشاعر وتطلعات.

ولايوجد أقوى ممافي دواخل العربي غيرلغته وشعره، والذي يبدع بهماالعربي إيماإبداع، ليعبرعن مكنون نفسه وهواجسه!!! لذلك جاءت معجزة الرسول العربي الحية، بكلام بلاغي إلهي،يعلوعلى مافوقه من كلام عند العرب، ويحطم مانحى لمنازلته من إبداعات العربي، كأفكار ومشاعروهواجس(وهنا بحث عميق في إسراراللغة عند الإنسان، قد نتناوله مستقبلا إن شاء الله)

لنستعرض تطلعات العربي ودعواته في شعره القديم، وهذا مايشرح حاله بيت شعرعمروبن كلثوم(من أصحاب المعلقات) وقوله:

إذابلغ الفطام لنا صبيا...........تخرله الجبابرة ساجدينا

ورغم وعي العرب لأسلوب المبالغة والإطناب في شعرهم، لكنهم هكذا يحلمون ويتصرفون، لذلك كانت تقوم الحروب الطاحنة بينهم لأتفه الإسباب.

فكتب التاريخ تذكربإن ضيفا لكريم العرب حاتم الطائي، أمتنع عن تناول القرى، إلا بعد أن يلبي له الكريم حاتم طلبه!! فوافق كريم العرب على طلب الضيف.

وعندما فرغ الضيف من تناول الطعام، ذكرطلبه لحاتم، والخاص بفرس أصيل عند حاتم.

عندهاإعتذرله حاتم، بعدم تمكنه من تلبية طلبه، قائلا:

عندما حضرتنا كضيف، إستعجلت بتحضيرالطعام لك، ولم يكن بقربي شيئا أذبحه لإطعامك، سوى الفرس التي جئت تطلبها!!!!!!!!!!

ويجب أن لايستهين القارئ العربي، بهذه القصص المتناثرة في تراثنا كعرب!! لأنها تنم عن طبيعتنا، وتميز خصالنا، كأمة واهمة حالمة، أكثرمنها عالمة فاهمة.

وأكاد أجزم لولانزول الرسالة الإسلامية على أمة العرب، لأستمرالوهم والحلم عندالعرب، حتى تنقرض كأمة، وتختفي من على وجه التاريخ.

نعم نزول الرسالة الإسلامية بلغة العرب، وبقيادة النبي العربي الكريم. صنع من العرب كيان، سيبقى شامخا وإلى ماشاء الله للحياة أن تستمر.

وحري بالباحث الجاد، أن يدرس هذه الحقيقية بعمق وتأمل. حقيقة كونناإمة واهمة حالمة، أكثر منها عالمة فاهمة، ليربط تطبيقاتها بالحاضرومايجري فيه من فضائع وفجائع.

ولكم أن تتصوروا، في حرب يوم الغفران بين مصروإسرائيل، كانت وسائل الإعلام العربية، تطبل وتزمربإن أمريكا قد دخلت بكل ثقلهاإلى جانب العدوالصهيوني، والذي يحاول العرب تطهيرأرضهم من دنس عدوانه.

وبعد وقف إطلاق النار، وزيارة الرئيس الأمريكي ريجارد نيكسن، رئيس البلدالداعم الرئيسي لإسرائيل عدوة العرب لمصر!!! يستقبله أكثرمن مليوني مصري كضيف عزيز!!!!!!!!!!

وأيضا أكثرمن ثمان سنوات حرب بين صدام العراق والجمهورية الإسلامية، وأكثرمن مليون ضحية، وخسارة البلايين!!! وقبل إخراج صدام من الكويت من قبل قوات التحالف، يرسل صدام كل طائراته لتحتمي بعدوه اللدود بالأمس إيران!!!!!!!!!!!

أي حلم ووهم أكثرمن هذاعند أمة العرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نعم قارئي العربي الكريم، هذه هي خصالناوميزاتنا كعرب، وهذه هي إرهاصاتناالحالمة الواهمة!!!!!!!!!!!

لاتسألني أين الإسلام الذي تتغنى به، وترفع من شأنه، كرافع من شأن العرب، عند صدام والمصريين؟؟؟

صدام الشوم الذي بعث كل طيرانه لعدوه اللدود، كان مسلماإسما!!! ومليونامصري، ومعهم زعيم حكومتهم، من إستقبل المجرم الأمريكي بعد حرب يوم الغفران، كانوامسلمين إسما!!!

وأتذكرونحن شباب يدرس ويتعلم في الغرب، ونشاهد تفاهات وسخافات حكامناالعرب ومقارنتهم بزعماء العالم المتحضر، كانت تدور بيننا نكتة تقول:

لوعربت خربت!!!!!!!!!!!!!!

وأناأقول: لوأسلمت أمة العرب(كإيمان) بحق وحقيقي!! لسلمت.

رب العزة والجلال، أخبرأمة العرب بقوله: سورة الحجرات (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=49&vr=14#searched) - سورة 49 - آية 14

(قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم)


وللموضوع بقية:

السيد مهدي
13/11/2007, 11:53 AM
نواصل الموضوع:

الرسول محمد(ص) كان عربيا، لكنه لم يكن كل العرب، بل كان كل الإسلام، بدليل تنكرالعرب لرسالته، في الماضي وفي الحاضر. ففي الماضي حاربوه بلاهوادة، وكادوا يقتلوه، حتى قال:

ماأوذي نبي مثل ماأوذيت.

وفي الحاضرتنكروا لرسالتة بعد أن أصبحوالبراليين على شكل، قوميين، ووطنيين، وإشتراكيين، وملحدين، ليتمسكوا بالصليبي عفلق، وباليهودي ماركس وغيرهم من اللادينيين الحاقدين على مثل وقيم السماء.

فقول منظرالفكرالقومي الصليبي عفلق: كان محمد كل العرب، فليكن العرب كلهم محمد.

ينطوي على مغالطة خبيثة، ونظرة إلحادية لاتمت للواقع.

محمد لم يكن كل العرب، ولم ولن يستطيع العرب، أن يكونواواحد بالمليون من محمد.

محمد، ليس نتاجا عربياأفرزه وصنعه الواقع العربي، بل إختياراربانياصنعه الإعجازالإلهي، هكذا النص القرآني(إقرأبإسم ربك الذي خلق) فمحمد قارئ لمبدأ، وليس خالق لذلك المبدأ، ومبلغالمدبر، وليس منظرا ومفكر.

بمعنى النبي محمد(ص)تحركه السماء، ولكن بواقع يناسب أهل الأرض والدهماء، ، وليس بليغ مفكر، ينشط عقله لوضع النظريات والتصورات، أوالخواطروالأفكار.

وهنامقتل اللبراليين، من قوميين وإشتراكيين وماركسيين وديمقراطيين ....الخ ومفكريهم، حينما ألغواالعامل الغيبي، من رسالة السماء، ليربطواالإسلام بالرجال!!!

محمد بن عبد الله(ص) وصحبه.

وقد مات محمدا(ص) وصحابته. فإذن مات مبدأه ودينه كواقع عملي!!!!، لتحل محله الإفكاراللبرالية
من قومية وإشتراكية وعلمانية و...و....الخ، ليصبح في نظرهم كلماجاء به النبي محمد(ص)، ليس سوى تراثا، قدينفع بعض مافيه!!! لكن أكثره باليا وسفيه!!!!!!!

ومثل هذاالتفكير، ينموبثيرا، ويثرى ويصلح كثيرا، للفكرالسني الذي يصرعلى إنقطاع الوحي بين الأرض والسماء، بموت الرسول (ص)!!!!!!

بعكس الفكرالشيعي!! الذي يصرعلى إستمرارية الرعاية الإلهية للبشر، عن طريق الوحي(ليس الوحي النبوي، ولكن الإلهام الشخصي لإمام الوقت،أومايسمى بالعلم اللدني) والتسديد الإلهي.

وهناك بحثاعميقا في الفكرالشيعي عن النزول في ليلة القدر، وجلالة وعظمة تلك الليلة المباركة، التي يقول الحق فيها، كمافي سورة القدر:

(إناإنزلناه في ليلة القدر* وماأدراك ماليلة القدر* ليلة القدرخيرمن ألف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتى مطلع الفجر*)

لاحظ الفعل تنزل!! وقد جاء بصيغة المضارع والمستقبل، وليس بصيغة الماضي!!!

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
14/11/2007, 12:46 PM
نواصل الموضوع:

المسلمون عقلانيون، بمعنى آلتهم في التعامل العقل والمنطق، لكن مبادءهم ودينهم، ليس كمايفكر اللبراليون، نتاجاعقليا، أوفكرا إنسانيا مستقلا!! بل مرتبطا بالمبدأالأول وهوالله.

يعني عامل الغيب موجود وعلى طول في حياة المسلم، وإلا أصبحت العبادات والمحرمات وصيغ التعاملات، بدون معنى!!!! وتراث عتيق يمكن نسيانه والخروج عليه في الظرف آلآني!!!!!!!!!!

فمن ينحوللبرالية من المسلمين، بتحرره من الإلتزامات الدينية، وكإسلوب للتمتع بالحرية الشخصية، يكون خارجاعن الدين وقيم الدين، بل وأول الهادمين له، لذلك يجب الحذرمن مثل هكذا نحومرير،ومن مثل هكذا توجه خطير.

نعم يمكن رفض الشرح القديم للدين، والمتزمت الغيرحضاري، والطاغي في مجارات السلف، بإعتبارمراعاة المحافظة على الأصول، وهي أصول كانت تصلح للإزمنة السحيقة. وبهذاالإسلوب يمكن التحررمن تعليمات من نسميهم برجال الدين، وإلاالدين الحقيقي لارجال متميزين فيه، بل المفروض كل المسلمين رجال دين، بمعنى متمسكين بدين الله.

نعم هناك من نسميهم علماء دين، وهؤلاء لايميزهم عن بقية المسلمين، إلا تبحرهم في علوم دين الله، ومعرفة أحكام شرائعه وبيان تعاليمه. وعليهم تقع مسؤولية نشرالتعاليم الصحيحة الحضارية عن الدين ومواكبته لكل التطورات في واقع الحياة.

اللبراليون الذين يحاولون التحررمن الدين ومن مبادئ الدين، بسبب الإستغلال البشع من قبل شراح الدين ورجاله!!!هؤلاء واهمون إن قارنوادينناالإسلامي بالكنيسة.

فالمسجد لايقارن بالكنيسة، إذلامركزية فيه، إلا كونه بيت عبادة، يعبد فيه الله، كماتصح عبادة الله في أي محل يصلح للتجمع، بل وحتى أرض الله الرحبة.

اللبرالييون الذين يتنكرون للدين وللعامل الغيبي، بمعنى من يستبعد فكرةالخالق الصانع، ويفهم الدين كنشاط عقلي، لهم تفسيرهم الخاص.

أمابالنسبة لنا كمسلمين، فنحن نؤمن بإن كل شئ خاضع للتدبيرالرباني. نحن نؤمن بإن الدين يتطابق مع العقل والمنطق، ولكن ليس بتجرد، بل الأمور في النهاية تعود للمبدأالأول وهوالله..

وهناسؤال يطرح نفسه، اللبراليون الذين يعتنقون الأفكارالدخيلة، من علمانية وقومية وإشتراكية و..و...الخ هم أيضامسلمون، ولم يتخلواعن إسلامهم، فماالفرق بينكم وبينهم؟؟

وهذاصحيح، هم لازالوامسلمين مادامواينطقون الشهادتين. لكنهم حجموادورالدين، بل ألغوه من واقع الحياة، ليحاصروه!!! ويحصروه في المساجد والمراكزالإٍسلامية. بمعنى آخر،هم تعاملوا مع الدين كتراث، وربمابالي لاينفع للوقت الحاضروالمستقبل!!!

لذلك هناك خطورة!!! يجب أن ينتبه لهاالدعاة المؤمنون بالدين كحياة، وليس طقوس صوم وحج وصلاة. وهذه الخطورة هي فكرة الخوف من تسييس الدين، التي يثيرهاالعلمانيون، أوالمحذرين من تدخل الدين في السياسة، لكون تحذيرهم سلاح ذوحدين!!!

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
15/11/2007, 11:59 AM
نواصل الموضوع:

نعم الأساليب التي يتبعهاالتكفيريون من أتباع السلف المتشدد، بتوجهات فرض الواقع الديني بقوة السلاح والنار!! مبدأ يرفضه الدين ويمجه، لكونه مبدأدمويا لم يعرفه زمن صاحب الرسالة.

ولكون رسالة الإسلام رسالة رحمة وليست نقمة.

لكن بنفس الوقت يجب أن نعرف بإن الدين يتدخل في السياسة، بل السياسة جزء منه، ولكن ليس بالعنف والجبر، بل باللطف والفكر.

بمعنى المفروض بالدين أن يكون موجهاللحياة، وليس فارضالها. فالسارق الجائع لاتقطع يده لمجرد سرقته!! بل تدرس حالته لمعرفة أسباب سرقته.

وأيضاالمستخف بصلاته، أوالمتهاونة بحجابها، لاتزجروتعاقب وتفرض عليهاتعاليم الدين فرضا. بل تنور وتثقف وتسايس، لحين شعورهابأهمية وجدية الفرض الديني.

في ساحة الأثير(التي ألغيت وبكل أسف)كتب الدكتور(بهجت)محمد الحلواني مانصه:

(إن التدين السياسي كما أراه هو استجابة خاطئة لتحدي حقيقي ، لقد انقلب كثير من المحبطين و ضحايا الشموليات الحزبية و العسكرية العربية إلى الماضي مندفعين إلى تصورات تتسم بالتطرف غالبا ردا على ظلم يراه ضاغطا في كل مكان .

الإسلاميون ينطلقون في ذلك أساسا من سقوط التجارب القومية كالناصرية و تجربة البعث ، و لكن سقوط تلك التجارب الشمولية هي نفسها التي تجعلني أعتقد في حتمية سقوط غيرها من التجارب الشمولية مثل الإسلام السياسي بشقيه السني و الشيعي على السواء ، وهو أمر يعززه من وجهة نظري التردي الشامل في أوضاع الحريات العامة في كل الأنظمة الدينية سواء في الأصوليات السنية كالسعودية و السودان و أفغانستان (طالبان) أو في دولة ذات تاريخ مميز مثل إيران .)

نعم ردود الإفعال، ليست الحل والفصل، في تصورتحكيم الدين. وقدعاصرناالحركات الإسلامية التي نشطت في العراق في مقاومة البعث الصدامي، وكيف تصرفت بإنتهازية حزبية مقيتة، لتتشطرلاحقأإلى خطوط وإتجاهات،راجع موضوعي(الصنمية الحزبية في العمل السياسي) وكلهاتدعي الإصالة والتوجه الصحيح في فكرهاالديني، ولكن كماتقول الحكمة الشعرية:

وكل يدعي وصلا بليلى...........وليلى لاتقرلهم بذاكا

عادة ردة الفعل على الواقع المدروس، لاتفسرالواقع بتشخيص السلب والإيجاب فيه،.بل تطرح البديل الذي يلغي السابق بكل مافيه، يعني بكل إيجابياته وبلاويه. ومن هناجاء الرد الإسلامي عنيفا،على العنف البعثي الصدامي، ليستمرمسلسل العنف، وإن جرى تحت حكم الإسلام، الذي لايقرالعنف أصلا.

وبذلك نكون قدخرجنامن مشكلة وضعية، لنقع في مشكلة دينية. والأولى بعيدة عن التصورالديني، لكونها علمانية، بينماالثانية محسوبة على الدين رغم عدم تطابقهامع إنسانيته الرحيمة.

وهذه مشكلة جديرة بالإهتمام، من كل الدارسين لتحكيم الدين في حياة الناس. وإن شاء الله سندرسهافي موضوع قادم تحت عنوان(ردود الإفعال، تهوروخبال)

وآخردعواناأن ألحمد لله رب العالمين.

ماجدة2
22/11/2007, 05:35 PM
مشكور أستاذ الكريم مهدي على هذا الموضوع القيم و الثري

نسأل الله عز وجل مزيدا من التألق و الرقي، لموقع المربد

ماجدة2
24/02/2008, 11:25 AM
أحد المواضيع المميزة التي قرأتها بنهم....