المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رشوة



يوسف الباز بلغيث
29/10/2007, 03:32 PM
خاطرة قصصية :

رشوة

اليومَ بانتظار مكالمةٍ مهمّـــة ، بينما كنتُ مردّدًا بين الفينة و الأخرى حكمــة ً قديمــــة ً راودتني طيلة هذا الشّهر دونَ سابق خاطـر، لمْ أعِرِ الهاجسَ اهتمامًا ، ربّما كان مجرّدَ سلوى.. ولكنّ الهواجسَ أحيانا تكونُ إرهاصًا لغيبٍ آت ٍ، لا تجدُ له تفسيرًا حينها ، و لكنها تفسّرُ نفسَها بعد أنْ تتحقــّق بقولـك " سبحان الله .. ! " .
و".. بلغ السّيلُ الزّبَــى.. ! " هذا ما تردّدَ بخاطري، ولمْ تنفـَــكّ شفرتُهُ إلا بعْد لحظاتٍ من سماع هذه المكالمة..
- رنْ.. ! رنْ.. !
- ألو.. ! ألو.. ! أهلا صديقيَ العزيز ..
أخذ تنهيدة ً بطول " صور الصّين العظيم "، و بارتفاع " برج إيفل " وبأنين " بيغ بونغ "
..إذ لم يسْعفــْهُ الحظ في أنْ يتمالـكَ نفسَهُ، المنفلتَ منه كهـِرٍّ هاربة ٍ من مصيدة ٍ كلبْ..
-الرّشوة .. ! الرّشوة.. ! يا "... ! " ..و لمْ يكملْ..
- علمتُ لحظتها أنهُ خسرَ المسابقة َ، ولكنه ما كانَ ليَخسرَ نفـْسَه و علْمَه و مبدَأهُ..و أغلقَ السّماعة َدونَ سلامْ..
ما عاد لِطعم النـّجاح و الكفاح منْ لذةٍ ، وها أنا أرَى عَلَمًا يهْوى أسفـًا على حقٍّ له..ابتزّهُ إيّاهُ مُتواكلٌ صغيرٌ أحمقُ ، سعى بهِ مالـُه و جاهُه لنيل منصبٍ أكبرُ منه..
حكمة ٌحصدَتْ أنوفَ الرّجال ِ، بينما يقفونَ كالنساءٍ مقهورينَ أمامَ سطوةِ مُسْترْجل ٍ أخرقَ..أو طوعًـا لأنهم لا يجدون في أنفسهم ما يُبرّرُ رجولتـَهمْ..
ورنَّ الهاتفُ مجدّدًا.. كان.. هو..! و بصوتٍ أثقلتهُ الآلامُ..قال :
-" يا صاحبي .. ما عاد لي أنْ أعيش في هذه البلدة الجحُودِ.. سوف أتغرّبُ عَلـِّيَ أحبُّ وطني بشكل ٍ..لمْ أعْهَدْهُ.. فــ" مَنْ أحبَّ وطنـَه تغرّبَ في سبيله " ..و الرّشوة ُ هنا لها طعمٌ مميّزٌ.. لا تجده في مكان ٍآخرَ.. بلْ مازالتْ هناك بعيدًا عن الوطن.. ضمائرٌ حيّة تقيـِّمُ ما تحمله في رأسكَ.. من علم ٍ..لا ما تحمله في جيبك من فلس ٍو قيمة..
و العلمُ هو الآخر هناك لهُ طعمٌ لا أتحسّسُه هنا..و القائمة لا أثرَ لاسْميَ بها ، لقد عُلـّقتِ الكفاءة ُو الاجتهادُ و التـّشريفُ ، أغلالَ على صدر الدُّعاةِ لها.. و العاملين بها.
مادامَ هناك آخرُ يرعاني ..فسوفَ أذهبُ زحفا إليه..
فهل سترتـّبُ حقيبتـَك .ونذهبُ..سويًّـا.



الجزائر / 2007

طارق شفيق حقي
29/10/2007, 06:20 PM
صور الصّين العظيم



سميتها خاطرة قصصية : وكانت كذلك

لكن بقفلة مميزة, تكون قصة بشحمها ولحمها

يوسف الباز بلغيث
30/10/2007, 06:20 PM
سميتها خاطرة قصصية : وكانت كذلك


لكن بقفلة مميزة, تكون قصة بشحمها ولحمها

*******************
العزيز الغالي " طارق "
تردّدت بداية الأمر في تسميتها ، و لكنّ المولى الحقَّ
سدّدَ حروفــَها.
وكانت كذلك.أحييك يا نبضَ المربد.

نهي رجب محمد
05/11/2007, 07:23 AM
موفق في اعتبارها خاطرة قصصية
ولكن هل تقصد أنك ستعيد كتابتها أم ستتركها كما هي
عامة أستشعر فيها تشتت نسبي أثناء السرد وعدم وضوح للشخصية المهزومة ودورها
هل قصدت ذلك الفكرة طاغية أنتجت هذا العنوان المباشر (رشوة)وحضور روح التذمر علي لسان الشخصية
شكرا بالتوفيق
سهيلة5/11/2007

عاشت بلادي
20/01/2008, 07:19 AM
مَنْ أحبَّ وطنـَه تغرّبَ في سبيله


سطورك ممزوجة بشيء من الحزن الدفين
الذي يظهر بشكل لاشعوري وربما شعوري من خلال هذه الخاطرة
خاطرة
بل هي قصة
قصة من الطراز الرفيع من الحبكة في الأسلوب
وما فيها من أفكار تتناول واقع العرب والمسلمين
في اعذارهم لترك ارض العرب إلى ارض الغرب
أنا ضد فكرة ترك الوطن مهما كانت الظروف
ربما اندمجت قليلا
عموما هذه المعاناة
معاناة المهاجرين
تمر أمامي كل يوم مرات ومرات

ابو يونس الطيب
18/02/2008, 07:10 PM
سلام وبعد..
الاحباط نفسه يشعر به كل امرئ وهو يجبر على اجترار سلوكات قذرة ما انتن رائحتها ....اينما حلت تترك جرحا نازفا لا يندمل ...ابتزّاز منصب من مُتواكلٌ صغيرٌ أحمقُ ستكون له نتائج سلبية مستمرة استمرار تواجد هذا الاحمق بكرسية وربما قد يترقى بنفس الطريقة
تلك هي الرشوة سيدي جسدتم اثارها ببراعة على شخصية بطل القصة ... هي قصة تتكرر يوميا ان لم اقل كل لحظة .... تحياتي