المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 5 حزيران والانتصار



وائل
05/06/2005, 08:40 PM
اليوم.. الذكرى الثامنة والثلاثون للهزيمة العربية النكراء المتعارف عليها «بنكسة» 5 حزيران 1967التي ضاع نتيجتها ما تبقى من فلسطين- الضفة والقطاع- اضافة الى سيناء والجولان، فكل عام وجميع العرب ينعمون بنشوة الانتصار..!
«النكسة» كانت حبلى..فولدت كوارث ومسلسل اهوال، يشيب لها الولدان...
فالفلسطينيون ما زالوا محصورين في دائرة من الآمال الزائفة والأوهام... ويتعمق ضياعهم ويشتد عليهم الخناق ..يعانون القمع والذل والاذلال فلا مغيث ولا مجير وهم كالايتام على مائدة اللئام.
اما الجدار الفاصل اخر نكبة حلت بهم فقد سجنهم في اقفاص باقفال .
وزاد هذا الجدار من زحمة جدول اعمال المفاوضات الموقوفة منذ اعوام ...جدول حافل بمواضيع الاستيطان وتوابعه ومشتقاته وكل ما يخطر من قهر على البال والقدس المحاطة خاصرتها النحيلة بحزام الاستيطان والمدينة المقدسة تكاد تصبح في خبر كان ..والاراضي والعقارات في البلدة القديمة يجري تسريبها للاسرائيليين ..ويتواصل من الفلسطينيين الاستنكار ..!
وحواجز الاحتلال تزداد والقمع فيها يمارس كنهج وبانتظام والحوامل يلدن عندها لانهن يشكلن خطرا امنيا على عسكرالاحتلال!
. . . لم نغادر مرحلة غزة - اريحا اولاً . . ايها الشطار . . !
الفلسطينيون ..حالمون يرجون خيرا من قرارات الشرعية الدولية ومن كوفي عنان ..واتفاقات اوسلو وطابا والخليل ونشاطات تنيت وميشيل «وخريطة الطريق» العامرة بالالغاز ولا ننسى الجنرال وورد ..وكل مخططات السلام ..!.
والويل لهم اذا لم يعلقوا على اميركا الامال ..فقد يتهمون فورا باليأس والاحباط وتبني «الارهاب» وعليهم مواصلة الانتظار بصبر والتسليم لارادة راعي السلام واتخاذ البيت الابيض قبلة في صلواتهم من اجل السلام والتخلص من الاحتلال!.
اما الوحدة الوطنية فنواصل التعهد بالعمل على تعزيزها وتقويتها في كل مناسبة ومهرجان ..والانفلات الامني ..اصبح الشعار ..والابرياء يتساقطون كما تتساقط في الخريف اوراق الاشجار ...
العرب يواصلون الاحتفاظ بلقب «الظاهرة الصوتية» ولكنها اصبحت مبحوحة هذه الايام، فلا من يسمعهم او يعيرهم اي اهتمام فارضهم وثرواتهم مستباحة للاغراب عن الديار ..!.
ظاهرة صوتية خافتة غير مفهومة ضائعة في عالم الطرشان ..!!
فلا احتجاجات في الشوارع عندما يتعرض الاقصى للعدوان فجيوش القمع جاهزة تنتظر اوامر السلطان ..
لا احتجاجات على ما يجري من استهتار وجرائم يرتكبها الاحتلال في فلسطين والعراق ولا احتجاجات على تهديدات اميركا لكل من يحاول رفع رأسه والثورة على الهوان من تطوان الى لبنان ..!.
مسرح دمى اقامه الاميركان يحركونها باصابعهم ويصنعون «الابطال» يلمعونهم ويدربونهم على كافة الادوار.
كل عام وانتم في انتصار تلو الانتصار ..لا تتشاءموا بسبب الفرقة فالجامعة العربية ستوحدكم وتجمع شملكم في الحال ...
واسرائيل ستكون خير وسيط لاي قطر عربي يرغب في عضوية مجلس الامن ..رمز الطغيان.
كل عام وحضرتكم تتربعون على قمة الانتصار.
لا تيأسوا ..فالفلسطينيون صامدون، ثابتون، مرابطون حتى الان، امام الاعصار الذي يستهدف اقتلاع جذورهم قبل الاشجار ..متمسكون بارضهم التي يلتهمها تارة الجدار وتارة الاستيطان وتارة مصادرات عسكر الاحتلال.
الفلسطينيون ..الجبهة الوحيدة التي تأبى الاستسلام ..الفلسطينيون بعد 38عاما من النكبة والهزائم المتوالية يتساءلون متى الخلاص من الاحتلال والذل والهوان؟.
ومن يوقف فتك اسرائيل باكبر عدد منهم مرحليا وبانتظام؟ .
كل عام وانتم تغرقون في بحر من الانتصار ...
لا تيأسوا ..رغم مواصلة البولدوزر الاسرائيلي تجريفه الاماني والامال بينما يتحدى الفلسطينيون وبكل اصرار يتصدون لمخطط الترحيل ويقاومون الجدار وعازمون على منع اسرائيل من تنفيذ مخطط الرحيل يا عرب من هذه الديار ..!!.