رزاق الجزائري
25/10/2007, 09:42 AM
الدم المنسكب.
قصيدة شهيرة لشاعر اسبانيا الثائ "فيدريكو غارسيا لوركا" قيلت في رثاء صديقه"اغناسيو سانشيز مازيا"
مازيا كان مصارع ثيران كبيرا و محبا للادب و كان صديقا لوركا .توفي بجرح و هو يصارع ثورا سنة1935 كبديل عن مصارع آخر.http://www.sunnybreaks.org/werx/essays/drawings/bull44.jpg
القصيدة.
الدم المنسكب
فريدريك غارسيا لوركا.
لا .لا اريد ان اره.
قال للقمر الذي زاره.
لاني لا اريد رئية دم اغناسيو وهو منسكب على التراب.
لا.لا اريد ان اراه.
القمر انحدر محتجبا
وخب خلال الغيوم الهادئة.
و حلبة الثيران رمادية بالاحلام.
و مسيجة بالصفصاف.
لا لا ارفض ان اراه.
فالذكريات تحرقني.
متدثرا بالياسمين.
الجذاب بياضه الناعم.
لا لا اريد ان اراه.
فبقرة العالم القديم تلوك لسانها الكئيب.
فوق خطم مليء بالدم المسكوب حول الحلبة.
وثيران غيسندو نصف اموت ونصف حجارة.
تخور و كانما قرنين وهي تعبة من حرث الارض.
لا لا اريد ان اراه
من خلال الخطوات المتسارعة لاغناسيو وهو يحمل روحه على عاتقه
باحثا عن فجر جديد...لكن الفجر لم يكن.
باحثا عن امل جديد لصورة افضل وينام تائها باحلامه.
يسأل عن شبابه الغر الرشيق فيجد دمه المسكوب.
لا تطلب مني ان انظر اليه .
انا لا اريد ان ارى هذا المد وهو يفقد ببطء عنفوانه.
هذا المد من الدماء الملهمة المدرجة و المسكوبة فوق المخمل و الجلد.
للمجانين المتعطشة الذين اجتمعوا ليشاهدوه.
فلا تطلب مني ان اراه.
فهو لم يغلق عيناه عندما راى القرون تطبق عليه.
لكن الامهات الفظيعات رفعن رؤوسهن ليرينه.
وبين قطعان الماشية الهائجة يهمس صوت في خفوت
يصرخ عاليا الى ثيران السماء.من خلال حراس الضباب الشاحبين.
لا اميرا كان في اشبيلية يقارن به.
لا سيف مثل سيفه.ولا قلبا يسع ما في قلبه.
مثل جمع من الاسود عنفوانه و اندفاعه.
ومثل جذع من رخام تعقله الهادئ الرزين.
حفيف نسمة من روما الى الاندلس.تحوم حول راسه.
اين ضحكاته كانت كسنابل من طيب تعبق بالذكاء الثاقب و الروحانية.
يا له من مقاتل عظيم فوق الحلبة.
يا له من قاهر كبير للجبال.
هادئ مع حفيف السنابل.صلب قاس مع الاشواك.
ناعم لطيف نحو قطر الندى وفاتن في كل صورة.
كاسر فظيع مع نخاسي ثيران الظلام.
لكن رقاده الاخير هو بلا نهاية.
و الاشنات و العشب تتفتح براعمها زهورا فوق جمجمته.
ودمائه يتردد نشيدها طوفا بالبحيرات الراكدة و المروج.
و تنساب على قرون الصخر البارد.
محلقة روحه بين السحب.تترنح فوق الاف النعال
مثل لسان طويل مظلم وحزين.ينتهي في بركة تزفر موتا
حوله حراس النجوم.
آه يا حائط اسبانيا الابيض.
آه يا ثيران الالم السوداء.
آه يا دم اغناسيو المسكوب.
آه يا عروقه العبقة الشذية
لا لااريد ان اراه.
فليس هناك كأس تفي نخبه.
ولا اضواء صقيع لتصقله.
لا هزيج لا باقة زنبق.لا بلور لا فضة.
انا لااريد ان اراه.لا ابدا.لا اريد ان اراه.
فيدريكو غارسيا لوركا
ترجمة رزاق الجزائري
قصيدة شهيرة لشاعر اسبانيا الثائ "فيدريكو غارسيا لوركا" قيلت في رثاء صديقه"اغناسيو سانشيز مازيا"
مازيا كان مصارع ثيران كبيرا و محبا للادب و كان صديقا لوركا .توفي بجرح و هو يصارع ثورا سنة1935 كبديل عن مصارع آخر.http://www.sunnybreaks.org/werx/essays/drawings/bull44.jpg
القصيدة.
الدم المنسكب
فريدريك غارسيا لوركا.
لا .لا اريد ان اره.
قال للقمر الذي زاره.
لاني لا اريد رئية دم اغناسيو وهو منسكب على التراب.
لا.لا اريد ان اراه.
القمر انحدر محتجبا
وخب خلال الغيوم الهادئة.
و حلبة الثيران رمادية بالاحلام.
و مسيجة بالصفصاف.
لا لا ارفض ان اراه.
فالذكريات تحرقني.
متدثرا بالياسمين.
الجذاب بياضه الناعم.
لا لا اريد ان اراه.
فبقرة العالم القديم تلوك لسانها الكئيب.
فوق خطم مليء بالدم المسكوب حول الحلبة.
وثيران غيسندو نصف اموت ونصف حجارة.
تخور و كانما قرنين وهي تعبة من حرث الارض.
لا لا اريد ان اراه
من خلال الخطوات المتسارعة لاغناسيو وهو يحمل روحه على عاتقه
باحثا عن فجر جديد...لكن الفجر لم يكن.
باحثا عن امل جديد لصورة افضل وينام تائها باحلامه.
يسأل عن شبابه الغر الرشيق فيجد دمه المسكوب.
لا تطلب مني ان انظر اليه .
انا لا اريد ان ارى هذا المد وهو يفقد ببطء عنفوانه.
هذا المد من الدماء الملهمة المدرجة و المسكوبة فوق المخمل و الجلد.
للمجانين المتعطشة الذين اجتمعوا ليشاهدوه.
فلا تطلب مني ان اراه.
فهو لم يغلق عيناه عندما راى القرون تطبق عليه.
لكن الامهات الفظيعات رفعن رؤوسهن ليرينه.
وبين قطعان الماشية الهائجة يهمس صوت في خفوت
يصرخ عاليا الى ثيران السماء.من خلال حراس الضباب الشاحبين.
لا اميرا كان في اشبيلية يقارن به.
لا سيف مثل سيفه.ولا قلبا يسع ما في قلبه.
مثل جمع من الاسود عنفوانه و اندفاعه.
ومثل جذع من رخام تعقله الهادئ الرزين.
حفيف نسمة من روما الى الاندلس.تحوم حول راسه.
اين ضحكاته كانت كسنابل من طيب تعبق بالذكاء الثاقب و الروحانية.
يا له من مقاتل عظيم فوق الحلبة.
يا له من قاهر كبير للجبال.
هادئ مع حفيف السنابل.صلب قاس مع الاشواك.
ناعم لطيف نحو قطر الندى وفاتن في كل صورة.
كاسر فظيع مع نخاسي ثيران الظلام.
لكن رقاده الاخير هو بلا نهاية.
و الاشنات و العشب تتفتح براعمها زهورا فوق جمجمته.
ودمائه يتردد نشيدها طوفا بالبحيرات الراكدة و المروج.
و تنساب على قرون الصخر البارد.
محلقة روحه بين السحب.تترنح فوق الاف النعال
مثل لسان طويل مظلم وحزين.ينتهي في بركة تزفر موتا
حوله حراس النجوم.
آه يا حائط اسبانيا الابيض.
آه يا ثيران الالم السوداء.
آه يا دم اغناسيو المسكوب.
آه يا عروقه العبقة الشذية
لا لااريد ان اراه.
فليس هناك كأس تفي نخبه.
ولا اضواء صقيع لتصقله.
لا هزيج لا باقة زنبق.لا بلور لا فضة.
انا لااريد ان اراه.لا ابدا.لا اريد ان اراه.
فيدريكو غارسيا لوركا
ترجمة رزاق الجزائري