المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضياع أب مثقف



محسن العافي
20/10/2007, 09:02 PM
جاءت بعدما انقطع رنين الهاتف سنتين، تعبث برنات هاتفي الذي لم يعد يألف لاسترجاع الايام الموجعة، فالرنين جاء بعدما تحجر القلب وساءت أحوال الفؤاد والنفس ،لماذا ياعبد السلام هذا الكيد؟ إن الرجال لاينعتون بالكيد بل النساء،قال لي إنني أصد جوانب تقلبات الرياح ،أفلت من روعها ولاداعي لاعادة الكرة،كف عن هذا الكلام، وأطلق لنفسك العنان ترتاح ،تأوه عبد السلام وقال :هل من موضوع جديد يبعد ايام تلك الحرباء؟لا ياصديقي، لايجب أن توقض الامي هكذا ،ولاتكلمني مرة اخرى عن التي
لديها مفاتيح فؤادي ،لو كان النسيان يباع في السوق لاستنفدته ،قلت هن شر لابد منه فاقنع بنصيبك الذي ربطك بها لاول مرة .
قلت :هل نسيتها ؟
رد : سأجيبك ولاداعي لتكرار هدا السؤال مرة اخرى إدا أردت أن تبقى عزيزا ،.كنت احبها ولازلت أحبها ،ولكن مافعلته لا ينسى ،كانت تحكي للجميع عن حياتنا ،،وكانت تسقي الجيران والصديقات بما يدور بيننا ،ليس هدا فقط وإنما.......
قلت أكمل ياصديقي فما من صديق يعز عليه أمرك مثلي،وأملي أن تهنأ في حياتك ولو لحين ،فأنا لاأراك سعيدا ما دمت أرى هده القنينات صحبتك ،لقد غيرت شريكة حياتك بقنينة خمر ،وأعطيت صورة سيئة عن شخصيتك النبيلة يا أخي ،قلت عدها ثانية مادامت تداهم هاتفك بين الفينة والاخرى ،واخرج من شاشة هاتفك إلى الوجود جبارا فخورا بتجربتك ،وضع في علاقتك بها خطوطا حمراء وأخرى خضراء ،
لن أعيد الكرة فالجرح دام وضاع بألمه كل شئ
سامحني عبد السلام أن أسألك عن أولاد ك ،اشتقت إليهم أم لا؟
كيف لك أن تزيد في عدابي وقلقي بدكر فلدات الكبد ؟.
قلت لك أريد النسيان وليكن مايكون ، زوجتي، الاولاد،أعياد ميلادهم ،صوتهم ،كل هذا يرجعني إلى ايام جميلة وقاسية في نفس الوقت ،ولكن القسوة في الذكرى تمنعني من العودة فاعذرني ياأخي،ودعني اعيش مختبئا من هذا الماضي المؤلم الجميل ،حمل الكأس وتجرعها وقال :يمكن أن تنصرف الان نحن في منتصف الليل فأنت في الصباح لعملك ولاتنشغل بي حتى لا اسلب منك وقتك الذي يحتاجه بيتك وعملك ،
قلت :عد إلى رشدك، فأنا راحتي في راحة الصديق، وانا أحس أن لا حياة لك إلا معها،رد على الهاتف ،كلمها ،ارسم معها خطة حياة جديدة، ولاتيأس من تجربتك الاولى ،أين أنت يا عبد السلام اللبيب؟ ،لقد نام من تأثير كمية الخمر وبلوغه الثمالة.

البشير الأزمي
21/10/2007, 03:40 PM
"ضياع أب مثقف" نص سردي يقارب تيمة اجتماعية، فراق بين زوجين و تشريد أسرة "كيف لك أن تزيد في عذابي وقلقي بذكر فلدان الكبد ؟". نتيجة ارتماء الزوج بين أحضان الخمر.. "لقد غيرت شريكة حياتك بقنينة خمر" اتخذ النص بنية خطية تصاعدية.. بؤرته اتكأت على عملية الاسترجاع " جاءت بعدما انقطع رنين الهاتف سنتين" " لاسترجاع الأيام الموجعة" " بعدما تحجر القلب وساءت أحوال الفؤاد والنفس" . وغيرت الفاعل من "الإنسان اللبيب" إلى "الثمالة"؛"أين أنت يا عبد السلام اللبيب؟ ،لقد نام من تأثير كمية الخمر وبلوغه الثمالة.".
إلى جانب توظيف القاص السرد عمد إلى تطعيمه بالحوار الذي يعتبر دعامة أساسية في النص السردي حيث يلعب دور الإيهام بالحقيقة.. و يضفي على النص بعد واقعية الأحداث المروية.
بقيت كلمة بسيطة، حول الرهانات التي حبل بها النص؛ و اعذرني أخي السي محسن: إن المقاربة كانت مقاربة "أخلاقية" بالمعنى "الأدبي" و ليس "الأخلاقي". ثم النظرة المسيطرة نظرة "ذكورية" التي تعتمد على المعادلة التالية: "المرأة= الشر"؛ " لماذا ياعبد السلام هذا الكيد؟ إن الرجال لاينعتون بالكيد بل النساء".
كلمة أخيرة حول عنوان النص"ضياع أب مثقف" إن الضياع هما شمل الأسرة كلها؛ الأب و الأم و الأطفال..و لم يقتصر عل الأب وحده..
و لك مودتي يا: السي محسن.
ملاحظة: مصطلح "السي" في المغرب، نعني به السيد؛ الذي نكن له احتراماً.
في انتظار المزيد من مدادك.

محسن العافي
21/10/2007, 09:20 PM
الشكر الجزيل لك أستاذي الجليل على انتباهك لمشاركتي الخجولة -التي ارتبكت فيها طقطقات لوحة مفاتيح حاسوب مقهى الانترنيت -ومازرتكم بتقديم شرح واف وكاف عن بيت قصيدها وكذا تعديلاتكم المباركة .56./,7

البشير الأزمي
21/10/2007, 10:39 PM
الشكر الجزيل لك أستاذي الجليل على انتباهك لمشاركتي الخجولة -التي ارتبكت فيها طقطقات لوحة مفاتيح حاسوب مقهى الانترنيت -ومازرتكم بتقديم شرح واف وكاف عن بيت قصيدها وكذا تعديلاتكم المباركة .56./,7

لا داعي للشكر أخي محسن، فهذا واجب على أهل المربد.. أن يتسع صدر بعضنا لبعض.. و نمارس قراءة نقدية بالمفهوم الإيجابي لكلمة "نقد".. و ستجد أخواتك و إخوانك: طارق، و "أبو شامة" و "أسامة جودة " و "أبو مريم" و" بنت الشهباء"و "مريم أحمد"...و باقي فارسات و فرسان المربد..مستعدين للقراءة و التقويم إن اقتضى الحال، و من منا لا يحتاج له.. حتى نرقى بمستوى ذوقنا و إبداعنا رقياً..و حتى "لا يضيع أب مثقف"..
فنحن في انتظار المزيد من مدادك..
و لا يخطئ من لا يمارس..
و لك مودتي..

ابو مريم
24/09/2012, 09:26 PM
دراما اجتماعية لواقع فرقت فيه الخمرة الأسرة وفضل الأب معاقرة الكؤوس بدل احتضان الأبناء والتقرب من الزوجة ليناء أسرة قوية وأبناء صالحين ...
أحييك اخي محسن وأشد على يدك .