المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مايكتبه الليل / التعصب وسلبيـّاته على المجتمع



محمد حسين
16/10/2007, 08:12 AM
مايكتبه الليل / ...

التعـَصّب وسِـلبيّاته على المُجتمَع



لـَــو رَجـَعـنا الى حقائق التأريخ لأكـتـشـفـنا بأن الوقـائع في معـظم البلدان تشهد وبإصرار تام وتشير بوضوح كامــل على أنّ المجتمع المتعصّب هو ضحيـّة ظروف تاريخيه و ثقافيه وسياسيه.... والانسان العاقل يعلم جيدا إن التعصب كارثه عظيمه وخطيره على أهله قبل أن يكون عدواً على غيره ، فالتربيه الخاطئه والنشئه الغيرسليمه للأولاد يمزج التعصب في نفوس الاشخاص وهكذا تنغرس في وجدانهم ومن ثم تنصهر به عقولهم وتتشكل به طبيعتهم فيصبحون بالتالي معجونين به فكرا وعاطفة وقيما وأخلاقا ... فلا يخطر على بالهم من هذا التعصب إلاّ إنه قمّة الكمال ، والحماس له ذروة الصدق والاخلاص ... فيستميتون في الدعوة اليه والدفاع عنه ، ويستحيل عليهم التخلص من هذا التعصب إلاّ بمؤثر قويّ وصلب يجرفهم بل يتنزعهم إنتزاعا من مستنقع التعصب الى آفاق الانفتاح والتسامح وقبول الآخر .
لـَــقـد ظنّ الناس بأن عصر العلم والتعـلـّـم سوف يضيء العقول ويطفئ الجهل والتخلف ... مثلما يقضي على التعصب بكل أشكاله الدينيه او العرقيه أو المناطقيه ... ويؤدي
الى تقارب وتحابب الامم المتنوعه وتآخي الشعوب ، فتزول أسباب العداء والاقتتال وهكذا يعترف الجميع بحق الاختلاف وتنتهي أسطورة أو إدعائات إمتلاك الحقيقه المطلقه ..الخ .
إنّ المتمعـّن في النظر الى تجارب الامم يكتشف إن العقل والتعليم يأتي في المرحله الثانيه بعد النشئه التلقائيه بصياغة الافراد منذ عهد الطفوله ومراحل الحياة ، فبهذه الصياغه التلقائيه تتشكـّـل عقولهم وتربى نفوسهم وترسـّخ قيمهم وإتجاهاتهم قبل عهد التعليم والمعرفه .. وعليه نرى إن التعليم الحديث لايكون نافعا ومؤثرا على الانسان مالم يسبقه التفكير السليم الآتي من النشأه السليمه الذي يؤدي بالتالي الى الخروج من متاريس التعصب المقيت الى سعة التسامح والتحابب ، ومن ثقافة الاخضاع الى ثقافة الاقناع ، فلا فائده ولاجدوى من التعليم والعلم إلاّ بحريّة النقاش والحوار والاعتراف وقبول نقد الآخر والترحيب به ... ولكي يكون التعليم مجديا ونافعا لنا ولأجيالنا يجب أن يكون قائما على إحترام خيارات الآخرين والتخلي عن أوهام الامتياز .
إنّ توفـّر البيئه العلميّه التي ترحّب بالطرف الآخر وتقبله على ماهو عليه من دِين أو عرق أو منطقه وتتحلـّى بالتواضع وتقبل النقد البنـّاء وتـُحفـّز على تحرّي الحقيقه الموضوعيه وترحـّب بكشف الاخطاء و لا تستنكف من إعلانه للناس والاعتراف به ... كل هذه وتلك تؤدي الى نجاح خطط التنميه النشئويه وتحقيق الازدهار للمجتمع في أن يخرج من أنفاق الجهل والتعصب المظلمَين الى أبراج نــور المحبه والألفه بين مكونات المجتمع الواحد .
نشاهد جميعا ونعلم بإمتياز أنّ التعصب يناهض العلم ويحارب التقدم والازدهار ويعيق عمليات ومراحل نمو ورقي المجتمع مثلما يهاب الافكار الجديده المعاصره للأجيال
فـَيـُـوهـِـمَ أهلــه وناصــروه بالكمال والامتياز ويمنع التغذيه بالافكار الخارجيه والغربيه عن بيئته ... وهو بهذا الفعل يكون قد تـَقـَوقـَعَ على ذاته فيغلق قابليات العقل المفتوحه وينمـّي
ينابيع الجهل والعصبيه في النفس .
وختاما نــقــول لايمكن لأيّ مجتمع أن يخرج من أنفاق التخلف المظلمه ويتجاوز خطوط الدوران العقيمه الى أبــراج نور المحبـّه المتفتحه ، إلاّ إذا تمـكـّن في أن يُـفـلِتَ من أسـر ِالتعصب وأطلق طاقات العقل حـرّة وإكتسب مهارات الفكر والفعل وأدارَ أمورهُ الحياتيه والعمليه بـوعـيّ وأمَـانه وشَـفـّافِـيـّه ووضوح وتكامل وفاعليه .


بقلم / محمد حسين سيدني .

عاشت بلادي
16/02/2008, 10:57 AM
أترانا اتخذنا التعصب سبيلا وأيقظنا فتنة باعدنا بيننا وبينها سنين طويلة

يأمر الله الرسول الكريم بالتجرد عن موقفه وعدم التعصب لرأيه في سبيل الوصول إلى الحقيقة
مع أنه صلى الله عليه وسلم هو الحق ودعوته دعوة الحق فيقول
وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلل مبين
وهي بادرة لا شك لها أثر كبير في الطرف الآخر مهما كان جحوده ومهما بلغ من درجات التعصب والعناد
بمجرد التفكير في أن من يمتلك هذا الأسلوب في الحوار لا بد وأن يكون محقا وجادا في قوله
ولا بد أن تكون دعوته هي دعوة الحق وحتى إن لم يذعن الطرف الآخر ولم يقتنع
لكن هذا الأسلوب في أدب الحوار أدعى إلى الاقتراب من الحقيقة وأدعى لفهم الرأي الآخر
ولعل الآية الكريمة
وجادلهم بالتي هي أحسن
هي خير دليل على دعوة الإسلام للحوار الهادئ الهادف ونبذ التطرف في الرأي والتعصب له
نحن نحتاج الى الثقافة والتفهم فى مجتمعاتنا العربية بدل عن التعصب
في نظري ان التعصب هو قمة الهزيمة


بارك الله فيك وبارك قلمك المتمكن