المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغيمة المضطربة



طارق شفيق حقي
15/10/2007, 07:55 AM
الغيمة المضطربة

طارق شفيق حقي


أمام الهاتف العمومي ومن بين كل الناس كانت ترقب دورها من بعيد بهدوء ...

وعلى عكس الناس لا يظهر على وجهها البسيط ما يعتمل به صدرها .. إن أخذ أحد دورها تكتفي بالنظر إليه , الجو كان ساكنا" .. لسعة من البرد تمر أحيانا" الغيوم في السماء تضطرب دون أن تلوح بالمطر .. كان كل من يتحدث بالهاتف يريد نقودا" .. حاجيات .. طعاما" .. هذا يغازل فتاة .. وذاك يحادث صديقاً , وكان دوري الأخير .. جاء شاب مستعجل وكأنه يريد خطف السماعة بفظاظة ولولا أنه قال مبررا" إني مستعجل , سأتكلم بإيجاز .. لما سمحت له وتحدث وأطال .. نظرت في السماء ,كيف لهذه الغيوم إن تنهمر بوجود هذه الأفعال .. أما هي فكانت صامتة لا تعترض .. وتحدث آخر وهي صامتة يلتف الوشاح حول رأسها .. كان بودي أن أعطيها دوري لولا أنه الأخير فقد شعرت بتعبها أنا المتأفف التعب .. وحين جاء دورها وبعد أن سلمت قالت: كيف حالكم ؟ هل تعشيتم ؟ كيف حال أبي ؟ غطوه جيدا" كي لا يبرد لقد تأخرت بالاتصال لأن دروسي كانت متأخرة .. نعم أنهيت دوامي .. وبكل حنان حييتهم..إني قادمة وأعطتني السماعة تاركة دفء يدها عليها وتركت ما تبقى من نقود ومشت .. نظرت إليها وهي ذاهبة استرجع حديثها خلال اقل من دقيقة ثم أعدت الاتصال بآخر رقم في الذاكرة آلو : كان طفلا" صغيرا" بريئا" ,قلت له من حادثتكم قبل قليل يا صغيري فقال لي : إنها أختي ، وأين والدك ,قال إنه مريض , وأين أمك ؟ قال :إنها ميتة ,كم عدد أخوتك ؟ قال :ستة . أغلقت السماعة أبحث عن الفتاة التي اختفت وكان الغيث قد بدأ ينهمر غزيرا" جدا" لحظتها .

ابو مريم
15/10/2007, 11:18 AM
الغيمة المضطربة


طارق شفيق حقي


أمام الهاتف العمومي ومن بين كل الناس كانت ترقب دورها من بعيد بهدوء ...

وعلى عكس الناس لا يظهر على وجهها البسيط ما يعتمل به صدرها .. إن أخذ أحد دورها تكتفي بالنظر إليه , الجو كان ساكنا" .. لسعة من البرد تمر أحيانا" الغيوم في السماء تضطرب دون أن تلوح بالمطر .. كان كل من يتحدث بالهاتف يريد نقودا" .. حاجيات .. طعاما" .. هذا يغازل فتاة .. وذاك يحادث صديقاً , وكان دوري الأخير .. جاء شاب مستعجل وكأنه يريد خطف السماعة بفظاظة ولولا أنه قال مبررا" إني مستعجل , سأتكلم بإيجاز .. لما سمحت له وتحدث وأطال .. نظرت في السماء ,كيف لهذه الغيوم إن تنهمر بوجود هذه الأفعال .. أما هي فكانت صامتة لا تعترض .. وتحدث آخر وهي صامتة يلتف الوشاح حول رأسها .. كان بودي أن أعطيها دوري لولا أنه الأخير فقد شعرت بتعبها أنا المتأفف التعب .. وحين جاء دورها وبعد أن سلمت قالت: كيف حالكم ؟ هل تعشيتم ؟ كيف حال أبي ؟ غطوه جيدا" كي لا يبرد لقد تأخرت بالاتصال لأن دروسي كانت متأخرة .. نعم أنهيت دوامي .. وبكل حنان حييتهم..إني قادمة وأعطتني السماعة تاركة دفء يدها عليها وتركت ما تبقى من نقود ومشت .. نظرت إليها وهي ذاهبة استرجع حديثها خلال اقل من دقيقة ثم أعدت الاتصال بآخر رقم في الذاكرة آلو : كان طفلا" صغيرا" بريئا" ,قلت له من حادثتكم قبل قليل يا صغيري فقال لي : إنها أختي ، وأين والدك ,قال إنه مريض , وأين أمك ؟ قال :إنها ميتة ,كم عدد أخوتك ؟ قال :ستة . أغلقت السماعة أبحث عن الفتاة التي اختفت وكان الغيث قد بدأ ينهمر غزيرا" جدا" لحظتها .
قصة حزينة لفتها الغيمات ، وارتسم الحزن واللامبالات
على بطلة القصة ، ولعل اهتمام الكاتب بحالها هو ما جعله
يستفسر عنها،وإن كان هذا من باب الفضول....
ترى هل سيلتقي بها من جديد؟؟؟
وهل حل الاهتمام من باب الشفقة عليها ؟؟؟
أم انبهار وإعجاب بشخصها ؟؟؟
قصة جميلة وقصيرة جدا أخي طارق ،وجعلتنا خلف الباب
الموصد نتصور ونكمل قصة هذه الطالبة...
فمزيدا من التألق أخي المقتدر....
تحياتي...

طارق شفيق حقي
29/10/2007, 08:27 PM
قصة حزينة لفتها الغيمات ، وارتسم الحزن واللامبالات
على بطلة القصة ، ولعل اهتمام الكاتب بحالها هو ما جعله
يستفسر عنها،وإن كان هذا من باب الفضول....
ترى هل سيلتقي بها من جديد؟؟؟
وهل حل الاهتمام من باب الشفقة عليها ؟؟؟
أم انبهار وإعجاب بشخصها ؟؟؟
قصة جميلة وقصيرة جدا أخي طارق ،وجعلتنا خلف الباب
الموصد نتصور ونكمل قصة هذه الطالبة...
فمزيدا من التألق أخي المقتدر....
تحياتي...


أشكر مرورك الكريم
أخي أبو مريم
وكانت كلماتك وفية للنص

حياك الله وأدامك

majida2
30/10/2007, 05:56 PM
الغيمة المضطربة


طارق شفيق حقي


أمام الهاتف العمومي ومن بين كل الناس كانت ترقب دورها من بعيد بهدوء ...

وعلى عكس الناس لا يظهر على وجهها البسيط ما يعتمل به صدرها .. إن أخذ أحد دورها تكتفي بالنظر إليه , الجو كان ساكنا" .. لسعة من البرد تمر أحيانا" الغيوم في السماء تضطرب دون أن تلوح بالمطر .. كان كل من يتحدث بالهاتف يريد نقودا" .. حاجيات .. طعاما" .. هذا يغازل فتاة .. وذاك يحادث صديقاً , وكان دوري الأخير .. جاء شاب مستعجل وكأنه يريد خطف السماعة بفظاظة ولولا أنه قال مبررا" إني مستعجل , سأتكلم بإيجاز .. لما سمحت له وتحدث وأطال .. نظرت في السماء ,كيف لهذه الغيوم إن تنهمر بوجود هذه الأفعال .. أما هي فكانت صامتة لا تعترض .. وتحدث آخر وهي صامتة يلتف الوشاح حول رأسها .. كان بودي أن أعطيها دوري لولا أنه الأخير فقد شعرت بتعبها أنا المتأفف التعب .. وحين جاء دورها وبعد أن سلمت قالت: كيف حالكم ؟ هل تعشيتم ؟ كيف حال أبي ؟ غطوه جيدا" كي لا يبرد لقد تأخرت بالاتصال لأن دروسي كانت متأخرة .. نعم أنهيت دوامي .. وبكل حنان حييتهم..إني قادمة وأعطتني السماعة تاركة دفء يدها عليها وتركت ما تبقى من نقود ومشت .. نظرت إليها وهي ذاهبة استرجع حديثها خلال اقل من دقيقة ثم أعدت الاتصال بآخر رقم في الذاكرة آلو : كان طفلا" صغيرا" بريئا" ,قلت له من حادثتكم قبل قليل يا صغيري فقال لي : إنها أختي ، وأين والدك ,قال إنه مريض , وأين أمك ؟ قال :إنها ميتة ,كم عدد أخوتك ؟ قال :ستة . أغلقت السماعة أبحث عن الفتاة التي اختفت وكان الغيث قد بدأ ينهمر غزيرا" جدا" لحظتها .

بدت الفتاة ، بطلة القصة، بشخصية مختلفة تماما عن شخصيات المجتمع الذي تعيش فيه. و كأن الناس من حولها ينسجمون و يتماشون مع عالم الواقع ، القاسي ، ينسجمون مع السرعة مع دوامة الحياة مع القسوة و يتسمون بصفات تتماشى مع هذا الواقع ....بصفات بالسطحية و اللامبالات ، بالفظاظة ، القسوة ، عدم الإهتمام بالآخر ، عدم الجدية... و كأن الإنسانية ، الإيجابية، إندثرت من قلوبهم ، في حين بدت الفتاة غير مكترثة لهذه السرعة ، لهذه العجلة التي إتصف بها الآخرون.بدت غير مكترثة لهذه الصفات القاسية و كأن القسوة جرحت قلبها مرات عديدة ، و كأن الآخر آلمها كثيرا حتى إعتادت على الألم و غدى شعورا طبيعيا في قلبها تتقبله بصدر حليم لكنه لم يغير قلبها ، لم يجعله قاسيا كقلوب الآخرين ، بل ربما زادت كل الظروف القاسية المحيطة بها زادتها حسا مرهفا أكثر فأكثر و غدا قلبها يمتلأ حنانا مع مرور الزمن بقدر ما تمتلأ قلوب الآخرين قسوة و برودة. بدت حنونة ، قريبة جدا من أفراد أسرتها الصغيرة ، متمسكة بهم واحدا واحدا ، ربما هي أيضا قريبة من كل إنسان يتألم و يشعر بألم الآخرين ، لكن هذه الفئة من الناس ، هذه الفئة التي تحمل قلبا صادقا و مرهفا ربما تكاد تنعدم في المجتمع الذي يحيط بها. و ربما ذلك يشعرها بالوحدة و الغربة ، وحدة الروح و غربة الروح، و يشعرها بالبعد ، البعد عن كل هؤلاء البشر ، تراها تحيا في بعد آخر و عالم آخر و تجعل من الوحدة أنيسا لها ، تحيا في عالم صاف بريء طاهر من نسج خيالها و أحلامها ، و تحلم بالسماء و الحرية و الطيران و الألوان و الألحان الجميلة و البحر و الشاطئ و الرمال البيضاء ، تشدها الصحراء، تشدها السماء بكل ألوانها الجميلة ، يشدها القمر و ضوؤه و السحاب ، تشدها النجوم و الأبراج . يشدها صوت الرياح و الأشجار ، يشدها صوت المطر الخفيف و خرير المياه ، تشدها الطبيعة الصافية العذراء الخالية من البشر...و يشدها حنين إلى شيء غامض و عميق . و تجعل من تلك الأحلام الجميلة أنيسا لها في وحدتها و غربتها. و الكاتب الذي لاحظ تلك الفتاة بدا و كأنه الضمير أو صوت الضمير الحي الذي مات ، للأسف ، في قلوب الكثير من البشر.......

طارق شفيق حقي
31/10/2007, 03:32 PM
بدت الفتاة ، بطلة القصة، بشخصية مختلفة تماما عن شخصيات المجتمع الذي تعيش فيه. و كأن الناس من حولها ينسجمون و يتماشون مع عالم الواقع ، القاسي ، ينسجمون مع السرعة مع دوامة الحياة مع القسوة و يتسمون بصفات تتماشى مع هذا الواقع ....بصفات بالسطحية و اللامبالات ، بالفظاظة ، القسوة ، عدم الإهتمام بالآخر ، عدم الجدية... و كأن الإنسانية ، الإيجابية، إندثرت من قلوبهم ، في حين بدت الفتاة غير مكترثة لهذه السرعة ، لهذه العجلة التي إتصف بها الآخرون.بدت غير مكترثة لهذه الصفات القاسية و كأن القسوة جرحت قلبها مرات عديدة ، و كأن الآخر آلمها كثيرا حتى إعتادت على الألم و غدى شعورا طبيعيا في قلبها تتقبله بصدر حليم لكنه لم يغير قلبها ، لم يجعله قاسيا كقلوب الآخرين ، بل ربما زادت كل الظروف القاسية المحيطة بها زادتها حسا مرهفا أكثر فأكثر و غدا قلبها يمتلأ حنانا مع مرور الزمن بقدر ما تمتلأ قلوب الآخرين قسوة و برودة. بدت حنونة ، قريبة جدا من أفراد أسرتها الصغيرة ، متمسكة بهم واحدا واحدا ، ربما هي أيضا قريبة من كل إنسان يتألم و يشعر بألم الآخرين ، لكن هذه الفئة من الناس ، هذه الفئة التي تحمل قلبا صادقا و مرهفا ربما تكاد تنعدم في المجتمع الذي يحيط بها. و ربما ذلك يشعرها بالوحدة و الغربة ، وحدة الروح و غربة الروح، و يشعرها بالبعد ، البعد عن كل هؤلاء البشر ، تراها تحيا في بعد آخر و عالم آخر و تجعل من الوحدة أنيسا لها ، تحيا في عالم صاف بريء طاهر من نسج خيالها و أحلامها ، و تحلم بالسماء و الحرية و الطيران و الألوان و الألحان الجميلة و البحر و الشاطئ و الرمال البيضاء ، تشدها الصحراء، تشدها السماء بكل ألوانها الجميلة ، يشدها القمر و ضوؤه و السحاب ، تشدها النجوم و الأبراج . يشدها صوت الرياح و الأشجار ، يشدها صوت المطر الخفيف و خرير المياه ، تشدها الطبيعة الصافية العذراء الخالية من البشر...و يشدها حنين إلى شيء غامض و عميق . و تجعل من تلك الأحلام الجميلة أنيسا لها في وحدتها و غربتها. و الكاتب الذي لاحظ تلك الفتاة بدا و كأنه الضمير أو صوت الضمير الحي الذي مات ، للأسف ، في قلوب الكثير من البشر.......



أعبر عن دهشتي من ردك وتفسيرك للشخوص والقصة

وأكتفي بالتصفيق لك

majida2
31/10/2007, 07:24 PM
أعبر عن دهشتي من ردك وتفسيرك للشخوص والقصة



وأكتفي بالتصفيق لك


أشكرك جزيل الشكر أخي الكريم ،
أسلوبك متميز و متفرد ، سواء أكان ذلك عند معالجتك لقضية فكرية ، نفسية ، دينية ....فيه منطق و عفوية سلسة. أفكارك و كتاباتك ، ما شاء الله ، تصل إلى القلب بكل سهولة و تترك فيه أثرا عميقا و إنطباعا حسنا، كالماء الذي يصل إلى الأرض ويجعل زهور الخيال تتفتح . أتمنى لك المزيد من النجاح و الإبداع . أجدد شكري ، سلام الله عليكم و رحمته تعالى و بركاته

نهي رجب محمد
05/11/2007, 07:37 AM
أعجبني هذا الراوي المشارك الذكي رغم وقوفه في آخر الصف كانت ملاحظاته دقيقة عن الفتاه وكان شعوره بالدف ء الذي تركته الفتاه صادقا حين دفعه الفضول للمعرفة واتصل واكتشف الحقيقة, وعرف أن الفتاه أم رحيمة بأهلها رغم صغر سنها ليس لها مطالب ككل الناس ولكنها فقط غيمة زاخرة بالعطاء لعائلتها
قص مميز شكرا
تحيا جمهورية الأدب
سهيلة 5/11/2007

طارق شفيق حقي
10/11/2007, 10:21 PM
أعجبني هذا الراوي المشارك الذكي رغم وقوفه في آخر الصف كانت ملاحظاته دقيقة عن الفتاه وكان شعوره بالدف ء الذي تركته الفتاه صادقا حين دفعه الفضول للمعرفة واتصل واكتشف الحقيقة, وعرف أن الفتاه أم رحيمة بأهلها رغم صغر سنها ليس لها مطالب ككل الناس ولكنها فقط غيمة زاخرة بالعطاء لعائلتها

قص مميز شكرا
تحيا جمهورية الأدب

سهيلة 5/11/2007



أشكر سعيك الدؤوب

تحياتي لك

نهي رجب محمد
15/11/2007, 04:34 PM
شكرا أستاذ طارق مروركم بتعليقي وأحي كل أدب جاد يستحق النقد
سهيلة

رنوة
23/11/2007, 11:41 AM
القصة جميلة
وقد أعجبتني النهاية

:p