الطفيلي...

[ابو مريم]

كنت أسكن مع زميلي أحمد بمسكن مجاور للمدرسة ،كنا متآخين
ومتحابين فيما بيننا وكان صديقي الأستاذ طباخا ماهرا
يتقن الطاجين والشهيوات ،في عالم معزول بين الجبال والأدغال
فرغم المعاناة ووعورة التضاريس فقد كانت المنطقة سياحية
مائة في المئة ،لها نكهتها وطابعها الخاص والمتميز.....
ومن الطرائف التي عشناها ،أننا في الوقت الذي كنا نجلس فيه
لتناول وجبة الغذاء ،كان يدخل علينا أحد أبناء القرية
والمسمى بالدويب ،قائلا....رزقي دعاني لن تسبقوني....
ويشاركنا الوجبة المعدة لشخصين...
لقد تكررت العملية يوما بعد يوم ، وبصراحة انزعجنا
من هذا التطفل وخصوصا والدويب متزوج وله بيت...
لكن ما يحيرنا هو كيف يعرف وقت الغذاء؟؟؟؟
ومن يخبره بذلك؟؟؟
ترى هل هناك عفريت من الجن ينقل له تحركاتنا؟؟؟؟
فجأة ،نادى علي أحمد قائلا.....هيا أغلق النوافذ ،فقد لاحظت
أن صاحبنا يتتبع حركاتنا من الطريق المقابل للمسكن هيا اجلس...
ها نحن نتناول الوجبة ،والبخار يتصاعد ونسرع حتى لا
يدركنا الدويب ..وما إن انتهينا من الأكل حتى دفع الباب
وقال....لن تفوتونني...
أجبته ضاحكا...لقد فتناك هذه المرة...
أحس بالحرج ،وعاد إلى حال سبيله متثاقلا وخائبا...
لقد ضحكنا كثيرا ،وقد تحقق الانتصار ورفع عنا الحصار...
ومنذ ذلك اليوم ارتحنا من مباغتاته ومن تطفله....