المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مايكتبه الليل / ...العراق في الاعلام العربي



محمد حسين
11/10/2007, 04:27 PM
مايكتبه الليل / ............



العِـراق في الأعلام العـَربي


إن الأعلام بشكل عام هي عملية إيصال المعلومه للآخرين وتزويدهم بما يدور حولهم من أخبار من خلال الكلمه والصوره والصوت التي تنقل الحدث بكل أمانه وصدق وإخلاص الى المتلقي من مشاهد او مستمع ،خلال السنوات الماضيه نرى ان الاعلام العربي ومن خلال تناوله للشأن العراقي والعراقيين بشكل عام بمختلف اديانه وألوانه وقومياته، فتــرى إن القسم الاكبر منه يعمل وبكل طاقاته وإمكانياته الفكريه بعيدا كل البعد عن الحياديـّه والنزاهه لنقل الخبر والمعلومه الصادقه للمواطن العربي بكل مكان ، وبهذا الفعل يكون قد تجرّد من رسالته الساميه التي من المفترض أن يكون حاملها كإعلام وإعلاميين ... بل إن إعلامهم جاء ليمثل أجندات معينه وأهداف مرسومه لها من قبل جهات معينه تناصب العـداء الواضح والكراهيه المقيته للشعب العراقي بأكمله وبجميع مكوناته وطوائفه وأديانه والذي كان يخضع ولعقود من الزمن تحت عبء الدكتاتوريه المقيته ... والشعب الذي كان يئن ويعن تحت وطئة ضربات الحزب الواحد الحاكم .. والعالم يتفرج لايحرك ساكنا .... إلاّ بعض الاقلام الشريفه التي ساندت الشعب العراقي في محنته آنذاك ، وكأنّ مايجري من مظالم ومآسي ومجازر بحق الشعب من كردستانه الى أقصى قصبات جنوبه امرًا لايعني اغلبهم بل تمادوا اكثر في نقل أشياء مغايره ومناقضه للأمر الواقع آنذاك وصوّر إعلامهم أحداث لم تكن موجوده أصلا على الساحه العراقيه وذلك ليسلط الضوء عليها من أجل تجميل صورة النظام المقبور وإظهارحالة مغايره تماما للواقع المعاش والذي كان يعاني منه الشعب العراقي بأجمعه ،وذلك ليوهِم العالم والآخرين بأن ماكان يجري في العراق يمثل حاله فريد ونموذج عال يـُحتذى به ... متناسين هؤلاء الاعلاميين إن العراقيين عاشوا في سجن كبير طوال عقود من السنين وتحولت حياتهم الى جحيم ، فنهبت ثرواتهم وأنتهكت أعراضهم ولم يحصلوا على ابسط حقوقهم الانسانيه التي رسمها الخالق عز وعلا ورسمتها اصابع البشر للانسان ، وهذا ماظهر وتوضح للعالم بأسره بعد سقوط الطاغيه ... حيث ظهرت المقابر الجماعيه واضحه للعيان تحتوي على مئات الالاف من جثث العراقيين بمختلف الوانهم من مسيحيين ومسلمين عربا وأكرادا وبما فيهم من الاطفال والنساء والشيوخ ..كل هذا والعالم صامت لايدري مايحدث داخل العراق بسبب التعتيم الاعلامي والتواطؤ المكشوف آنذاك بين أجهزة النظام المقبور وبعض الجهات التي باعت ضمائرها بحفنه من الدولارات التي كانت تقدم لهل وبتسميات متنوعه كمساعات او هبات وماشاكل ذلك الى جانب السجون السريه والقصور الفخمه التي كان يملكها أزلام النظام ،في حين كان الآخرون يموتون جوعا نتيجة الحصارالذي فرض على رقاب الشعب وحده وليس على أجهزة الحكومه التي إستعملت العائدات الماليه بما يسمى ببرنامج النفط مقابل الغذاء لتقوم بتوزيع كوبونات النفط للعملاء والمرتزقه الذين يتعاملون معهم ... في حين أكــّد السكرتير الصحفي للرئيس المخلوع آنذاك عندما أعلن في مقابله صحفيه على ماأتذكـّر في إحدى القنوات الفضائيه حين قيـّم فيها مسيرة النظام البائد ... بأن هناك ملايين الدولارات كانت تصرف وببذخ لقســم من أجهزة الاعلام العربي المرئيه منها والمسموعه ، وذلك لكي يتم فيها شراء ذمـم وأقلام هؤلاء المرتزقه لكسبهم حتى يكونوا بــُــوقــا للنظام وليُجَـمـّـلوا صورته أمام الراي العام .
لقد أكــّد قسم من الاعلام العربي بما لايقبل الشـّـك ومن خلال الكثير من الصحف والاذاعات والفضائيات التي تبث برامحها وعبر مدار الساعه بأن هناك تواطئاً واضحا ومكشوفا من قبل هذه الوسائل مع جهات معينه ... القصد منها التعتيم على مايجري حاليا في العراق لايقاف مسيرته التنمويه الحديثه ومحاولة التضليل عليها ، وإبعاد الرأي العام العربي عن بعض الحقائق الموجوده والتي يعيشها شعبنا العراقي العزيز ... ولتلتقي وتكتفي بنقل السلبيات وإثارة النعرات الطائفيه وتسليط الاضواء على طرف دون الطرف الآخر ... وتحفيز الارهابيين والتكفريين والمرتزقه وتجنيدهم بعد حشوِ ادمغتهم وعقولهم الفارغه بمعلومات خاطئه لدفعهم للذهاب الى داخل العراق بحجة مقابلة الكفار ... وتصوير مايقومون به على إنها عمليات جهاديه وإن الجنة تنتظرهم .. حتى لو كانت ضد الابرياء العزل .
نعم لقد أثبتت الاحداث الجاريه في عراقتا الحبيب إن بعض وسائل الاعلام العربيه كانت على علاقه وطيده مع النظام المقبور ... حيث قام بتمويلها وتقديم كل ماتحتاجه من أجل ديمومتها وإستمرارها .... وبعد سقوط النظام تواصلت هذه العلاقه من أجل ردّ الدَين ، لذلك عملت للدفاع عنه وإظهاره بالصوره الحسنه معتمده بتحليلاتها السياسيه على الوجوه القديمه التي تـحـنّ للسابق وتعتبر التغيير الجديد في السلطه هو إنقلاب على الحكومه الشرعيه ... وأما السياسيّون الحاليّون هم أذناب للمحتل وينفذون سياساته . إنّ مايقومون به هؤلاء المرتزقه الذين باعوا ضمائرهم من خلال أقلامهم المأجوره ليبرهنوا ثانية بأنهم على عهدهم السابق وانهم يقومون بدفع فاتورة حساب قبضوها سابقا وإنطلاقا من سياساتهم القديمه التي تناصب العداء للشعوب وتدعم الدكتاتوريات .
إن تعامل الاعلام العربي من قضايانا بهذه الصيغه المنحازه يكون قد زجّ نفسه في خانة العداء للشعب العراقي وتحوله الى جهه دامغة ومموله للارهاب ،لذا إتجهت الكثير من الفضائيات والصحف لـتـأزيـم الاوضاع أكثر فأكثر وذلك بالتأكيد على الجوانب السلبيه .. وتضخيم الاحداث ونقلها بصوره غير دقيقه ومسئوله وبشكل عدائي وهكذا نسب أحداث الى جهات لم تقم فيها الغرض منها فقط إثارة البلبله والفتنه والارتباك في المجتمع العراقي الواحد .
وختاما نقول إن النقل الصادق للوقائع والتعامل معها بشفافيه يجعل من الوسيله الاعلاميه مقبوله بين الناس ... وبالتالي تكون لها السمعه الطيبه والمصداقيه الحقه بين وسائل الاعلام الاخرى وذلك لاثبات وجودها والثقه بما يصدر عنها لتصبح شاهد على الحقيقه ... وبالتالي تعمل على إيصال رسالتها الاعلاميه الساميه الموجّهه التي هي السند القوي والحقيقي لديمومتها وإستمرارها .


بقلم / محمّد حسين .