المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الايام الاخيرة لشاعر طنجة عبد الغني سكيرج



ابن الريف امحند البخلاخي
10/10/2007, 05:44 AM
زرت صديقنا الاديب الشاعر المبدع عبد الغنى سكيرج فى منزله كعادتى ، فوجدته مريضا طريح الفراش ، فهالنى منظره ، وحزنت لسوء حالته، وجزعت لمرضه، فطالما هذا الشاعر الاديب نظم لنا قصائد رنانة رائعة تأخذ بمجامع القلوب، وصف فيها بصدق وحرارة مايعانيه الشعب من بؤس وضياع وتخلف فكرى، وتطاحن حزبى، وما آلت اليه مدينة طنجة من إهمال، أين مجدها الغابر وعلمائها وأدبائها الذين كانوا شعلة من النشاط الدائب، ومقصد كل زائر،؟ الكل عرضة للفناء ويتدحرج الى الزوال، ويتبدل من حال الى حال ، والزمان له تأثير على الانسان والمكان.
لو وضعنا الشاعر والكاتب فى كفتى ميزان لرجحت كفة الشاعر فالشاعر يتعذب أكثر من الكاتب ، فأمير الشعراء احمد شوقى كان ينهى ابنه ان يكون شاعرا، حتى لايتعذب مثله ، وقال بعض اصدقائه المقربين اليه انه حينما نظم قصيدة النيل مستعرضا فيها عظمة الحضارة الفرعونية المصرية غشي عليه ووقع على الأرض وحمله صديقه الى منزله.
وأخبرنى صديقى عبد الغنى سكيرج انه يعانى كثيرا فى نظم بعض القصائد الشعرية ، ويختار بشق الانفس الكلمات الحلوة، التى لها موسيقى شعرية تتناسب مع القافية وبحور الشعر العربى الاصيل.
ومن شعره قال يخاطب بحر طنجة ويبث اليه حزنه وشكواه:


أيها البحـــر

أيها البحر. ها انا أوافيك بالقلب المعنى ودمع أهل الوفاء
ها أنا قد أتيت ساحتك الكبرى، على شقوتى ورغم ثنائــى
ها أنا فى رحاب شاطئك الملآ...ن . أرنو الى اصطفاق الماء
غاديا رائحا ، أخفف مابي وعلى الحالتين يكثر دائــــــى
****
انا ممن لواهم الدهر، يابحر،وأخنى عليــــــــه بالأرزاء
قد تحملت من صروف الليالي ورزايا الزمان أي عناء
وتجرعت كأس صاب على اليأ س، لها صولة على الأحشاء
أنا بين الزمان ـ فى مطمحي الحــر، وبين العتاة أهل العداء
بين وان ، مذلل، وعتيد بالغ منتهاه فى لإقصائــــــــى
بين خفض وكبرياء عظيم مسرف فى الآبا والاستعلاء
أنا من كبرياء هذا، واشفا ق بهذا معــــــــــذب الآراء
أشتكى تارة ، وأصبر أخرى أتعزى فلا يطيب عزائى

وقال يخاطب طنجة:

يأخت اندلس إليك تحية مشفوعة بالود والاطــــــــراء
فضي على الجيل الجديد مآثرا من عهدك الفياض بالآلاء
فلعل بارقة تلوح لخاطر تنسى الاسى وتعيد كل سنــــاء
وعند تدشين بطنجة مكتبة اديب المغرب عبد الله كنون قال:
وكم بان ، بني فمضى وولى ولم تسمع لطائله طنينا
ولكن البناءإذا تسامى على العرفان ظل به قـــرونا
وهل فى الأرض يبقى غير ذكر اذا ولى الثرا، ومضى البنونا.

ومن مؤلفاته المطبوعة :

ـ دبوان حب الحصيد
ـ ديوان نضد النضيد
ـ معركة الوظيفة
ـ هؤلاء عرفتهم
ـ تجربتى الشعرية
ـ الروض المتارج، فى تراجم أل سكيرج .مخطوط

وتوفى بطنجة رحمه الله مؤسوفا عليه يوم الجمعة 12 فبراير 1997 وقد حضرت جنازته وقلت فيه : لقد كنت عظيما في حياتك، تبشربإشراقة عهد جديد ،وبوفاتك أنهار الشعر، وطويت دواوينه: حب الحصيد . ونضد النضيد ،،وبكينا على فقدناك يوم ودعناك بمقبرة مرشان ، وفى قلوبنا حسرة وأحزان ، ووضعناك التراب ، وقلت سرا : يا أهل طنجة بالله عليكم قفوا مهلا فإن صاحب : هؤلاء عرفتهم .و: معركة الوظيفة. إذا كان قد مات جسدا، فإن ذكره لازال حيا مخلدا فى بطون الكتب.

صديقك المخلص دوما وأبدا : ابن الريف.

طارق شفيق حقي
10/10/2007, 12:23 PM
رحم الله الشاعر عبد الغني سكيرج

وأدام الوفاء في قلبك وشكر سعيك