المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة : الجريح



عربي جعفر
04/08/2004, 11:05 AM
الجريح

طائر جميل . . كان يغني ذات يوم يملأ الجو نغماً حلواً عذبا بينما كان يطير ذات يوم فرع شجرة صدمت بجناحه . . وقع على الأرض . . بدأ يئن . . زاد الألم . . زاد أنينه . . نسى الغناء . . اعتاد الأنين . . حامت حوله الطيور الجارحة . . ظن أنها النجدة . . ظن أنهم سيقدموا له الدواء ويطيبوه . . لم يدر بأنها طيور جارحة . . أنفوا أن يقتلوه . . عزفوا على أن يأكلوه . . تلذذوا في تعذيبه . . لماذا ؟
إنها نشوة و حب تعذيب الأخرين ..
يبكي . .
يضحكون بملأ أفواههم . .
ما أكثر بني جنسه فوق الأغصان . . يشاهدون حلقات تعذيب أخيهم . . أصبح صوت البكاء غنائهم . . الأنين سلواهم . .
تجرأ واحد منهم يخاطب فيهم الرحمة . . ارحموا أخي . . إنه يحتضر . .
أبتسم طائر جارح . . ناداه . .
ماذا تقول ؟ لم أسمعك . .
أقترب منه في ثقة من عريض ابتسامته . . داسه برجله العريضة . . مات 00
ثم نظر الطائر الجارح إلى الطيور فوق الأغصان . . أُنزل عليهم سهم الصمت . .
لا غناء . . لا أنين . .
جن الليل . .
تركوه . . ليعودوا إليه في اليوم التالي00
بدأ الطائر الجريح يزحف . . وهو يتلو ويتألم . .
أولادي . . من أطعمكم اليوم ؟00
العصافير الصغيرة . . تصوصو من الجوع00
ما أضناك يا أبي ؟00
لم يستطع صعود الشجرة . .
قفزوا إليه . . لم يتعلموا الطيران بعد . . مات منهم إثنان والباقي جرحى . . يتألمون ويبكون على أبيهم الجريح المعذب . . . على أخوتهم الذين ماتوا . . على أنفسهم من شدة الألم . . كثرت الآلام . . بعد الغناء . .
دفنوا أخوتهم . .
قرر أبيهم الرحيل عند أول ضوء عن هذا المكان . .
استعدوا00
جاءت الطيور الجارحة . . . لم يجدوا الطائر الجريح . . .
غضبوا . .
هل ردت إليه عافيته خلال فترة سواد الليل ؟ كيف ؟00
هيا نبحث عنه . . ألم يعلم بأنه دميتنا ؟00
عصفور أخر يقف على الشجرة . . نظر إليهم في غيظ . . ولكن ماذا يفعل ؟
نظروا له. . ابتسموا 00
انتظرنا إننا قادمون إليك . .
أخذوا يبحثون عن الطائر الجريح . .
وجدوه عند أطراف النهر . .
أتهرب منا ؟00
أن أولاده معه 00
ألقوا بهم في النهر 00
لا . . لا تقتلوهم 00
إننا نلهو بهم00
ولكن هناك طائر وعدناه . . وينتظرنا . .
لا مانع من أن نلهو بهم جميعاً00
نظر الطائر الجريح إلى أولاده الصغار والدموع تذرف منهم . . والدماء تنزف00
بكاء . . نحيب . .
نظروا إلى السماء . . إنها ملبدة بالغيوم . .
والطيور من بني جنسه هناك 00 تطير إلى بعيد !!00

تمت

صلاح الحسن
05/08/2004, 09:00 PM
الكريم جعفر


هنا قد نشرت قصة جميلة لكن حبذا لو باعدت بين فترات النشر
كي نلتقط الحروف بتأمل يستحق كتاباتك


مرحبا بك مرة أخرى

طارق شفيق حقي
05/08/2004, 09:03 PM
سلام الله عليك


هنا ترحيب مبدأي

ولي عودة لك اخي الكريم
وأنت أصدقك ما عدت غريبا ولا ضيفا أليس كذلك

تحياتي لك

زاهر جميل قط
12/08/2004, 10:04 PM
عربي جعفر

أخي القاص

أعجبتني قصتك
فيها ما فيها
زد على ذلك التعبير الجميل
:wink:

ماجد صادق ابراهيم
17/08/2004, 08:56 PM
الجريح

قصة جميلة
سعدت بهذا الفن

مرحبا بك

سليـمـكم
10/09/2004, 04:33 PM
حملت أم عزباء رضيعها الطري بين أجنحة الظلام
قصدت أطراف الغابة خفية
رمت الرضيع تحت جدع مهتريء
ثم انسحبت خلسة وهي تفرك ذراع عشيقها بلا خجل

كان الذئب يراقب من بعيد
تمنى لو انه انقض عليهما فمزقهما كل ممزق
لكن صراخ الرضيع لم يعطه أي فرصة للابتعاد عنه
اقترب منه
نادى زوجته أم الذئاب
أخدت تلحس أطراف الرضيع حتى هدأ
كان جائعا جدا
أرضعته ثم حملته بكل رفق إلى كهفها

كبر الرضيع
قرر البحث عن بني جلدته
وحين دخل البلدة انقض عليه كل أهلها ولاحقوه وهم يصرخون
ابن الذئاب ,,, ابن الذئاب

عاد الى الغابة من جديد ,, رأته الذئبة فبكت ,, فقال لها
كفكفي دمعك يا أماه فاليوم فقط أيقنت أن البشر هم الذئاب
لأن بنو جنسي حين رموني ذات يوم فعلوا ما لم تفعله يوما أشرس الذئاب
وهم اليوم حين أنكروني أثبتوا لي أن البشر قد يفعلوا ببعضهم ما لا تفعله ببعضها حتى الكلاب

____________ سليم مكي سليم