المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية



طارق شفيق حقي
06/10/2007, 05:10 PM
وصلنا للمربد :


حتى البائعات في بلاد العرب.. صناعة صينية

كتبه : علي عبدالعال
Aly_abdelal@yahoo.com

"اشتري اشتري.. وفي فصال في فصال" بطريقة جميلة قالتها ابنة شقيقتي، وهي تروي لي ما شد انتباهها من أمر هؤلاء البائعات الصينيات اللاتي يطرقن الأبواب في مصر يعرضن ملابس العرائس وسلع أخرى، رخيصة، وجيدة، وجميلة.

وهي قصة تحكي مظهر جديد من مظاهر الغزو التجاري ــ وربما الثقافي ــ الصيني لبلادنا، وهو مظهر ما إن تتعرض له حتى يترك في نفسك أحاسيس عديدة متناقضة. فأنت ربما تحبه وتشجعه لأنك تتعاطف مع هذا الزائر الذي قطع البحار والجبال والفيافي والقفار، وأتى إليك من مشارق الأرض يعرض عليك ما أنتجته (ماكينات) بلاده خاصة وأن هذه المنتجات رخيصة، وجيدة، وجميلة.

وأنت أيضاً تحسده، وربما تحقد عليه، وأكيد سوف تنتابك المخاوف من هذا الطارق الذي يعرف حاجتك إليه ويغزوك بها في عقر دارك.. ومن فرط تأثيره وسحره على نفسك سترحب به وستكرمه وحتماً ستبتاع من بضاعته.

ولأنهم يعرفون أن الشيء الواحد في مصر له أسعار عديدة، تبعاً لتغير الزمان والمكان و(الذمة) أيضاً، يخاطبونك بهذه اللغة: "اشتري اشتري.. وفي فصال" مع أن المجتمعات التي أتوا منها ــ تماماً ــ لا علم لها بما نسميه نحن الفصال (أي التفاوض على الثمن) لأن السلعة قد لا يكون لها أكثر من ثمن واحد في كل أنحاء الصين.

ومن فرط ذكاء الدولة الشيوعية أنها ترسل إلى الدول العربية والإسلامية باعتها من المسلمين، في حين تستبق عباد "بوذا" لدول أخرى في الشرق أو في الغرب. وقد أعجبني جلباب اشتريته من "سعيد" ــ البائع الصيني المسلم ــ أثناء زيارتي للعائلة في الإسكندرية، وكان الجلباب حقاً رخيص، وجيد، وجميل، وربما لهذه الأسباب مجتمعة لم (أفاصله).

إلا أنني لما رأيت كيف عبثت (الماكينات) الصينية بـ"فانوس رمضان" هذا العام، اشتد حنقي على الصينيين الذين خلعت ماكيناتهم "الفانوس" من فوق عرشه ووضعت مكانه الوثن الصيني "بوذا"، ونقلوه إلى القاهرة ينادي فيها "حلو يا حلو" بلغة المصريين، التي لم يعرفها بوذا يوما ما.

وحسدت الصينيين على هذه الماكينات الشيطانية، التي تدور بلا توقف، في حين لا ماكينات لنا دائرة أو حتى متوقفة وربما لن نملكها حتى قيام الساعة.. وحقيقة لست أدري لما صار لكل أمم الأرض وشعوبها قاطبة ماكيناتهم، في حين عدمنا نحن (العرب) فقط من بين البشر هذه الماكينات.

وكان مما لفت ابنة شقيقتي أيضاً من أمر البائعات الصينيات أنهن يجلسن على المقاهي، التي لا يجلس عليها سوى الرجال في الأحياء الشعبية، وذلك خلال ساعات التجوال، يأكلن عليها ويسترحن وربما يحتسين الشاي والقهوة، ولست أدري إن كن يدخن الشيشة أم لا لأن الصغيرة لم تذكر لي هذا الأمر في روايتها.

لم يقتصر نشاط الصينيات على مصر وحدها، فمؤخراً تحدثت الصحف السعودية عما أسمته "طوفان البضائع الصينية الرخيصة" الذي يحيط بالحرم النبوي من جهاته الأربع، ويعرضها بائعات صينيات محجبات، لدرجة أن زوار الحرم يحومون حوله بحثاً عن هدية يعودون بها إلى ديارهم، فلا يجدون سوى هذه السلع، فيما لا يقف أمام هذا المد الصيني سوى باعة "التمور" و"النعناع" المديني.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها 18ــ 9ــ 2007 الموافق 6 رمضان، عن مواطن مصري يزور المسجد النبوي، بعد أن واجه حيرة كبيرة في نوعية الهدايا التي ينتظرها أقاربه، قوله :"رائحة البضائع الصينية أزكمت أنوفنا في كل مكان"، فيما عبّر عن دهشته من غياب "المنتجات اليدوية التي تعكس ثقافة المكان والناس".

وفي البحرين تسببت البائعات الصينيات فيما يشبه رفع حالة التأهب الأمنية، بعد أن تكرر اعتداء الصينيات على المواطنات البحرينيات جراء الخلاف حول "الفصال" في السلع والبضائع اللاتي يعرضنها. وتقول تفاصيل إحدى هذه الحوادث، أن : "بائعة صينية تعرضت بالضرب على سيدة بحرينية وسببت لها كدمات في أنحاء من جسمها" وقعت الحادثة عندما كانت البحرينية تشتري بعض حاجاتها، ودخلت في مساومة مع الصينية حول الأسعار فلم تتحمل البائعة ذلك وقامت بالاعتداء على البحرينية التي توجهت إلى المركز الصحي لتلقي العلاج. وفي واقعة أخرى، حدث سوء تفاهم مع بحرينية كانت تشتري بعض أشجار الزينة، فأخذت تتفحص الشجيرات فما كان من البائعة الصينية إلا أن ألقت بالمزروعات إلى خارج المحل بعد أن استشاطت غضباً.

أما في الجزائر، فقد ركزت وسائل الإعلام على التواجد الذي بات كثيفاً للصينيين والصينيات في البلاد، لدرجة الصراع والتنافس مع السكان المحليين لاسيما في ولاية قسنطينة، التي يملكون فيها العديد من المحلات التجارية والزوايا بالأحياء والأسواق. وما زاد من تفاقم الأزمة هو سيطرة الرجل الصيني على المواطن الجزائري بتعلم لغته العربية، وقد أهلهم تواجدهم وخبراتهم من تشغيل الجزائريين لحسابهم، وتوظيف الفتيات كبائعات أو مراقبات داخل محالهم. وقد حدثت العديد من المناوشات وتطورت إلى درجة اعتداء صينيين جسدياً على جزائريات، وهو ما جعل مواطني الولاية ينددون بهذه الاعتداءات ويطالبون الجهات الحكومية بأن يضعوا حدا لهذه الظاهرة المتفاقمة في بلادهم.

ولم ينته الحال، حتى باتت كل مدينة عربية وكل قرية، بل وكل حارة وعزبة تعج بالأطنان من البضائع الصينية والمروجين لها.. تدخل هذه البضائع بتقنين أو بغير تقنين فتطرد البضائع والسلع الأصلية من مكانها لتحل محلها، ما أدى إلى فناء مئات الحرف الأصيلة في البلاد العربية، والتي عمرت لآلاف السنين.



ــــــــــــــــــــــــ
علي عبدالعال

طارق شفيق حقي
06/10/2007, 05:14 PM
هل هم حقاً

شعوب اليأجوج والمأجوج

مأجيج الصين


رغم ذلك
اجد أنه لا حرج من السوق المفتوحة للجميع

وباقي العتب على العقل العربي
الخامل الخانع

رزاق الجزائري
07/10/2007, 11:04 AM
هن كذلك في الجزائر التي تشهد غزوا صينيا كبيرا و من عادة الصينيين ان يتوافدو الى بلد كعمالة ثم يستوطنون ويطالبون بالحقوق و التجنيس و قد وجدت بعضهم يعملون في البناء اقاصي جنوب الجزائر في مناطق لا يذهب اليها حتى الجزائريون و العتب على العقل العربي الخامل.
نعم الخامل"اذكر ان احد العمال النيجيريين قال لي يوما "اني اتسائل كيف ينقم الجزائريون على العمل و عندهم هاته البلاد الغنية وقال لي ليس المشكل انه ما فيه عمل بل الجزائريون لا يعملون في بلادنا نخلق العمل من لا شيء ولكنه لا يكون اما هنا فهناك اعمال لا يوجد من يعملها".
هي العلاقة بين سوء التسيير و العقلية البيروقراطية و "المهيي اللي ما يعيي " على حد تعبير الجزائريين

طارق شفيق حقي
07/10/2007, 04:56 PM
هن كذلك في الجزائر التي تشهد غزوا صينيا كبيرا و من عادة الصينيين ان يتوافدو الى بلد كعمالة ثم يستوطنون ويطالبون بالحقوق و التجنيس و قد وجدت بعضهم يعملون في البناء اقاصي جنوب الجزائر في مناطق لا يذهب اليها حتى الجزائريون و العتب على العقل العربي الخامل.
نعم الخامل"اذكر ان احد العمال النيجيريين قال لي يوما "اني اتسائل كيف ينقم الجزائريون على العمل و عندهم هاته البلاد الغنية وقال لي ليس المشكل انه ما فيه عمل بل الجزائريون لا يعملون في بلادنا نخلق العمل من لا شيء ولكنه لا يكون اما هنا فهناك اعمال لا يوجد من يعملها".
هي العلاقة بين سوء التسيير و العقلية البيروقراطية و "المهيي اللي ما يعيي " على حد تعبير الجزائريين



السؤال إذن

من المسؤول عن ضياع قيمة العمل في المشرق العربي الإسلامي

( بين قوسين أدعو الجميع لنبذ كلمة الشرق الأوسط , واستبدالها بالمشرق العربي أو المشرق الإسلامي)

د.ألق الماضي
08/10/2007, 04:37 AM
http://www.21za.com/pic/salam_kalam009_files/128.gif

وائل
15/10/2007, 10:11 PM
اخي الفاضل طارق
ان السبب لهذا الانتشار الرهيب للبضائع الصينيه لتغزوا اسواقنا المحليه هو نحن .
نعم اخي طارق نحن السبب .
فعندما يقوم مصنع محلي بانتاج على سبيل المثال دميه او لعبه للاطفال وعند طرحها بالسوق يكون وليس بمقدور العامل الغلبان المعدم الفقير ان يشتريها ليفرح بها ابنه او ابنته بمناسبة نجاحه او عيد ميلاده الا انه لا يستطيع ان يشتريها بسبب سعرها الباهظ . ولكن وبعد ان تم استيراد هذه الالعاب وعلى سبيل المثال من الصين وطرحت بالاسواق باسعار رخيصه وبمتناول الجميع اقبل الشعب عليها فاصبح الفقير والغني يستطيع ان يفرح ابنه اوبنته بعيد ميلاده او يوم نجاحه بلعبة جميله وبسعر رخيص .
هذا مثل وهناك العديد العديد .
فلو ان اصحاب المصانع في بلادنا العربيه اتقوا الله وقاموا بطرح بضائعهم وباسعار معقوله تناسب الجميع لما اقدم الشعب على التهافت لشراء البضائع المستورده .