كاتبة المدير...

[ابو مريم]

اسودت الدنيا أمام عين سعاد ، لما طرقت أبواب الشغل بشركات
عديدة ،وكان لايسمح لها بقضاء أكثر من ستة أشهر بأغلبها بحجة التدريب فقط وانتظري حتى ننادي عليك...
هاهي تتقدم إلى شركة، ترغب في كاتبة خاصة للمدير..
تقدمت بملفها وحضرت الانتقاء ...
حضرت معها خمس فتيات ، وقبل اختبارهن من طرف القائم
بأعمال المدير ،قام المدير بإطلالة عليهن عبر الكاميرا
وركز على سعاد لأنها كانت ذات حسن وجمال....
وبطريقة ماكرة، استطاع المشرف التخلص من الأخريات...
وأدخل سعاد عند المدير ،الذي أجرى معها حوارا بسيطا
وطالبها ببدء عملها ابتداء من الغد...
كادت سعاد تطير من الفرح،وهي تخبر أمها الطيبة و ستتخلص
من البطالة وستساعد أسرتها المحتاجة...
في الصباح ،كانت سعاد أول من تطأ أرض الشركة وأظهرت
قدرة عظيمة في التسيير الإداري وضبط مواعيد المدير ،
الذي استدعاها إلى مكتبه ودعاها إلى اقتناء ملابس تليق
بمكانتها ودورها الحساس داخل الشركة ،اعتذرت سعاد
لأنها لاتملك ماتشتري به الملابس الفخمة....
تبسم المدير ورد قائلا....الشركة ستتكلف بكل المصاريف ،
شريطة أن يحضر المدير بنفسه عملية الاقتناء...
لم تمانع سعاد وفي المساء ،عادت محملة بملابس كلها
شياكة ومثيرة.....
ويحضر المدير ويطلب من كاتبته الالتحاق بمكتبه ،ويطلعها
أن اجتماعا سيعقد في المساء وحدد لها الساعة والمكان ، وأخبرها
أن مجموعة من مديري الشركات وكاتباتهم سييحضرون اللقاء..
وتفاجأ سعاد لما وجدت الجلسة ماجنة والخمور دائرة....
سابقت الريح وعادت إلى البيت بعدما فلتت بأعجوبة ...
التحقت بعملها في الصباح كعادتها ، وطلبها المدير ثم استفسرها عن سبب المغادرة فأخبرته بأنها مخطوبة وبأن ذلك المكان لايناسبها......اندهش المدير لوضعيتها التي لم يحسب لها هذا
الحساب وأذن لها باانصراف.... وأحست أن المدير سيتخلص منها ،فتدخل أحد أصدقاء زوجها الذي كان مسؤولا كبيرا ،وطالب المدير
بتسوية وضعية سعاد والاحتفاظ بها....
لا يستطيع المدير رفض طلب المسؤول لأن بينهم مصالح
وبهذا استطاعت سعاد أن تضمن وظيفتها التي كادت
أن تكون في خبر كان...في زمن غيبت فيه الكفاءات
والقدرات وطفت على الماء مقولة ... الوجوه والمعارف...
كان الله في عون المواطن البسيط...