لقاء منتظر

[محمد عبد الستار طكو]

( 1 )
والتقينا ...
وشاء الله أن نلتقي
والتقينا ...
ويفعل الله ما يشاء
و التقينا في رحلةٍ التقينا
ورعشةٌ أصابت كلينا
و قلبٌ طار ... طار ...
طار ... من حر يدينا
والتقينا ...
و كانت أجمل من جميلة
بسحرها الشرقيّ
وعيونها الكحيلة
وتهامسنا كثيراً
و أدركت أنها قبلي عليلة
و التقينا ...
و كلٌّ يتمنى الثاني
منذ زمنٍ و الأمر طي الكتمانِ
نختلس عن بعدٍ النظرة
و نخبر أعز الخلان
فتقول : لبقٌ جذابٌ رائع
و أتمتم بهمسٍ ألحاني
و أقول : ملاكٌ لا بشرٌ
بيدها أسطورة عشقي أزماني
بيدها تكتب تاريخي
تجعلني أنسى الشعر
أنسى أوزاني
( 2 )
والتقينا ...
وعــيــونـهــا قـد أرسلت
هــمــسـات حـبٍّ أذهـلـت
فـكـر الـبـسـيـط المـعـتدل
يــــا لـيـتـهــا قـد أرسلت
مـــن قــبــل ذلك أرسلت
كــلّ الّــذي في بالـــهـــا
إبّـــان ذلــك أقـبـلــــــت
يـــا لـيـتـهـا قـد أقـبـلـت
لـتـرى القـتـيل بـحبــهـا
مــا حــدّث الـمـقـتول بل
هي حدثت ... هي حدثت
أن الـــذي فــي بــالــهــــا
شخصٌ لغيره ما انحـنــت
و بــه الـتـقــت وبـه التقت
راحـت تخبر صــحـبـهـــا
عـنـه العجـائــب قــد روت
أن الـــــذي فــي قــلــبـهـــا
شخص لغيره مـا انـحـنــت
أمــــا أنـــا حــسـبــــي أنـــا
حـيــن الــتـقـيـــت بــهــــــا
أظهرت
عسل العـــيــون و أمـطـرت
درراً عـلــى الـــخــديـــــــن
فرحاً بعــيـــدهـــا أزهـــرت
ورداً فـــــــــــــــلا يـفـنــــى
و بـعـطــر وردهــــا عطرت
روح الـقــــتـيـل المـنـتـصــر
بـغـرامـهـــا حـيــن انـتـقـــت
هــذا الـفـتــى الــــذي أُغرقت
فـــي بـحـر حـبـه أُغـــرقـــت
و مــع الـــــــحـديـث الـعـــذبِ
أكـمـلـت بعــضــي وأكــمـلــت



( 3 )
و التقينا ...
لا أدري ما قــد صابني
مـن سـحــرها وانتابني
أنا قــلـت لــن أضـعـف
لـكـن قـلـبـي أقــالـنـــي
عن عرش مملكة الهوى
وإذا بـــه قــد خـانـنـــي
وإلـيـهـا راح مــقـبــــلاً
جوري الجنان وخـمره
و لــهــا يـقــدِّم عـــمره
ويـنــادنــي ويـنـادنــي
مـهـلاً فـتـى الـعـشــاقِ
لـو تدري بالّـذي عاقني
عــن عـــودتي لك حينها
لغـفـرت لـي وعــذرتنـي
تــلـك المـلـيـكة وحـدهـا
انـظـر لـقـدهــا شـاقـنـــي
ما إن نظـرت لـوجهـهـــا
جلُّ الـهـوى قـد صـــابني
فـعـرفــت مـا قـســمــتـي
وعذرت قلـبـي فـجـاءنــي
وعـشـقـتـه الـقـمـر الـبهي
أنـــا عـدتـه هـو عـادنــي
أنـــا زرتـه هـو زارنــــي