برلمان الطفل..

[ابو مريم]

ووجدت نفسها حبيسة مطبخ تكدست أوانيه ، وتعاظمت أوساخها ، وكومة ملابس رثة
تناسقت عفونتها .كانت تتقدمها ربة البيت غزلان ، إنها سيدة في مقتبل العمر
كانت الفضاضة تتطاير منها ، وقد ارتسمت على وجهها معالم القسوة وغابت عنه البسمة.
سألت الطفلة عن اسمها ،فردت ..اسمي غزلان ياسيدتي ..،لم تتمالك المرأة نفسها
وقالت ...لهلا يحييك،اسمعي من الآن أصبح اسمك الكمبوشية ،هل فهمت؟؟؟؟؟
طأطأت الطفلة رأسها ،وردت ..كماتريدين سيدتي..
قاطعتها السيدة قائلة ...أريد أن تنظفي كل هذه الأواني وهذه الملابس وحذار أن
تكسري شيئا و...
التصقت البنت بالمغسل ، وتناولت الصحون والأواني وأعادت إليها بريقها ثم غاصت وسط كومة الملابس ويدأت تفرك بيديها الصغيرتين ،وسرعان ما شعرت بالتعب بسبب انحنائها ،
وما إن أرادت استرجاع أنفاسها حتى هوت عليها المرأة بعصا كانت تحتفظ به
وقالت....أأحضرتك كي ترتاحي ؟؟؟؟؟هيا وإلا سأكسر رقبتك...ويمضي اليوم في التعب
والشقاء ...ويحضر الأبنا ء من المدرسة الخصوصية ويشفقون على الطفلة ويلومون
الأم على تصرفاتها المشينة ...لكن الأم كانت لاتكترث بهم وتزداد غلظة وتمردا...
ويحين وقت النوم وتجد غزلان نفسها ممددة في المطبخ ، وقد لامس الزليج جسمها .
هاهي تقبل على المدرسة بدورها ،وقد اختيرت لتمثيل الأطفال في برلمان الطفل..
وهاهي تأخذ الكلمة وتصيح....الأطفال يعانون من سوء المعاملة ، ومن الحرمان
لكل طفل الحق في التعلم ،لا لتشغيل الأطفال.....ها الحاضرون يصفقون عليها .
لكن يدا امتدت وجذبتها من شعرها ........السادسة صباحا، انهضي أيتها المتعوسة...
ارتعدت الطفلة لما وجدت مشغلتها وهبت من نومها مسرعة تندب حظها.....