تيمــاء
17/05/2005, 11:09 PM
في هذه الساعة من الليل، يساق النوم مستسلما الى الخلائق كمن يساق الى حتفه، تتوافد الشياطين، تتفاقم الشهوات، و تكثر اشباح الحيوانات الاسطورية تصحبها هلوساته و تمتماته التي لا تعني شيئا قد يهم احدا سواها!
يسير مستمتعا بتمتماته و هلوساته تلك في شعاب مظلمه...... فجأة يسقط جاثيا على ركبتيه، متعثرا بصخرة سترها الظلام ، يتنهد بعمق ثم ينفض التراب الذي اصاب كيسه: "سحقا لهذه العتمه!!" قالها وهو منهمك في تنفيض كيسه و ثيابه القذرة! يتأمل السماء لبرهة، يبتسم وقد انعكس وميض القمر على سنه الذهبي. ثم ينتصب مواصلا مسيره المرهق الى.... حليمة.
يصيب مسامعه صوت الجدجد المتنامي في الافق، ونباح الكلاب المتشردة، و تلاطم افكاره التي تحرضه على العودة من حيث اتى، الا انه يصر على المسير اليها!
وبعد ساعات من المسير وصل اخيرا الى حليمة، جلس و شرع يفتش كيسه محاولا اخراج محتواه بسرعة قبل ان تطلب منه ان يفعل:
-"ها.."
أخرج عقد فضه هزمه الصدىء، و ثوب ابيض قديم حولته الايام الى اللون الاصفر، وبضعا من القطع المعدنية العتيقة الغير متداولة، و علبة سجائر امريكيه فاخرة! ثم قال محدثا حليمة وقد لحس شفتيه متلذذا:
- "هاقد اتيت بكل ماطلبتي..." قالها بخبث خجول قاطعته ضحكة ساخرة ثم واصل الحديث وهو يبتسم لها: "كل شيء في الكيس لك ماعدى السجارة!"
- ".......... "
-"هل اغضبتك؟"
-"..........."
-" حسنا، خذي كل مافي الكيس!"
-"..........."
- " لماذا انت صامته يا حليمة؟ "
-"..........."
هـي صامته، لا تنطق ببنت شفة وقد بدأت خيبة امل ترفس مشاعر الفرح بداخل القادم لاجلها بم أمرته! ...انتفض متأففا وقد عقد حاجبيه في سخط: "النساء أكثر اهل النار لانهن كاذبات و ناقضات للعهود" ثم واصل و قد ارتمى على ضفة نهر قديم، يعرفه اكثر من حليمة، تحول صوته الى انين يثير الرغبة في البكاء:
-" كذبت حليمة.....كذبت! قالت ستعود معي والان تتجاهلني! يا ربي .... حليمة تكذب! ..... تكذب! "
كان يتساءل منتحبا وقد غرقت عيونه في دموع كثيرة، وهو جاث فوق ذاك النهر، كعبد يناجي ربه. ماعاد يدري كيف يرضيها ولا كيف يعيدها الى المنزل! خيبة الامل قد هزمته هذه المرة.
يقول الناس الذين يعرفونها و يعرفونه، ان حليمة ليست الا سيدة ميتة تسكن القبر منذ اكثر من عشرين عاما!
يسير مستمتعا بتمتماته و هلوساته تلك في شعاب مظلمه...... فجأة يسقط جاثيا على ركبتيه، متعثرا بصخرة سترها الظلام ، يتنهد بعمق ثم ينفض التراب الذي اصاب كيسه: "سحقا لهذه العتمه!!" قالها وهو منهمك في تنفيض كيسه و ثيابه القذرة! يتأمل السماء لبرهة، يبتسم وقد انعكس وميض القمر على سنه الذهبي. ثم ينتصب مواصلا مسيره المرهق الى.... حليمة.
يصيب مسامعه صوت الجدجد المتنامي في الافق، ونباح الكلاب المتشردة، و تلاطم افكاره التي تحرضه على العودة من حيث اتى، الا انه يصر على المسير اليها!
وبعد ساعات من المسير وصل اخيرا الى حليمة، جلس و شرع يفتش كيسه محاولا اخراج محتواه بسرعة قبل ان تطلب منه ان يفعل:
-"ها.."
أخرج عقد فضه هزمه الصدىء، و ثوب ابيض قديم حولته الايام الى اللون الاصفر، وبضعا من القطع المعدنية العتيقة الغير متداولة، و علبة سجائر امريكيه فاخرة! ثم قال محدثا حليمة وقد لحس شفتيه متلذذا:
- "هاقد اتيت بكل ماطلبتي..." قالها بخبث خجول قاطعته ضحكة ساخرة ثم واصل الحديث وهو يبتسم لها: "كل شيء في الكيس لك ماعدى السجارة!"
- ".......... "
-"هل اغضبتك؟"
-"..........."
-" حسنا، خذي كل مافي الكيس!"
-"..........."
- " لماذا انت صامته يا حليمة؟ "
-"..........."
هـي صامته، لا تنطق ببنت شفة وقد بدأت خيبة امل ترفس مشاعر الفرح بداخل القادم لاجلها بم أمرته! ...انتفض متأففا وقد عقد حاجبيه في سخط: "النساء أكثر اهل النار لانهن كاذبات و ناقضات للعهود" ثم واصل و قد ارتمى على ضفة نهر قديم، يعرفه اكثر من حليمة، تحول صوته الى انين يثير الرغبة في البكاء:
-" كذبت حليمة.....كذبت! قالت ستعود معي والان تتجاهلني! يا ربي .... حليمة تكذب! ..... تكذب! "
كان يتساءل منتحبا وقد غرقت عيونه في دموع كثيرة، وهو جاث فوق ذاك النهر، كعبد يناجي ربه. ماعاد يدري كيف يرضيها ولا كيف يعيدها الى المنزل! خيبة الامل قد هزمته هذه المرة.
يقول الناس الذين يعرفونها و يعرفونه، ان حليمة ليست الا سيدة ميتة تسكن القبر منذ اكثر من عشرين عاما!