المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موعد مع الأجنبية



طارق شفيق حقي
14/05/2005, 03:44 PM
[align=center:1316c994dd]موعد مع الأجنبية[/align:1316c994dd]


[align=center:1316c994dd]رغبة [/align:1316c994dd]
شيء ما ينبت في الصدر...شريط ملون يلمع أمام طفل أو قطعة سكر.
شيء من هذا وذاك يعرض في ذاكرتي بتحضيرات لزيارة قلعة حلب....وضمن تلك الرغبات الداخلية تفاجئني رغبة أو حلم صغير بلقاء سيدة أجنبية...سيدة مثقفة أحادثها بلغتها ونعقد حديثا مطولا عن حضارتي العربية الإسلامية ...لا أعرف إن كانت تلك الرغبة حلما رومانسيا أو تأثرا بكتابات نزار أوعمر أبو ريشة حين التقى تلك الاسبانية...هو شعور وشوق للقاء الأجنبية التي لا تعرف عني أكثر مما أعرف عن نفسي.




[align=center:1316c994dd]عقد العزم[/align:1316c994dd]


وأسير وأسير في حارات حلب القديمة تحتك عواطفي بهذه الجدران القديمة وفجأة تطل علي القلعة فأبهر كأني التقيت ببحر من عواطف .


أيا قلعة أسرتني وأثرتني مرات ومرات.. من غرفتي في المدينة الجامعية أرقبك كل يوم وها أنا احتضنك فأين أنت أيتها لأجنبية

حمائم جميلة تحوم حولها .. حتى الحيوانات الصغيرة لها شكل أخر قربها.



قطة صغيرة تحاول صعود القلعة التي تتربع فوق تلة عالية أتحاول هذه القطة إعادة الذاكرة وما ينفع القطط إعادة الذاكرة.


[align=center:1316c994dd]اللقاء[/align:1316c994dd]



تتفحص عيناي تفاصيل القلعة بناءها حجارتها هيبتها وتعبر في داخلي الذكريات وما التقيت بتلك

الأجنبية....... تمر وفود ووفود لكن أشكالهم لا تروقني وقد حجب عنهم نور الله ...حيوية رائعة حول القلعة يرتفع الأذان أسمعه يرتفع بصوت جديد يهزني المشهد والصورة الجديدة ,ولكن هناك شيء مفقود..أين


أنت أين أنت... أنسى حينها كل شيء وأقول تراه نزار وأبو ريشة ابتكراها . أغوص أغوص, وكأني أرى

الناس يدخلون القلعة أرى قادة التاريخ.... أراها صامدة تقارع المعتدين وذهب المعتدين وبقيت القلعة وبدأت روحي تحكي لي وتحكي ولا أعرف من أين جاءتني هذه الأفكار والأخيلة ألاف الأخيلة والمشاهد صور

بهية وحوار رائع من ماض عريق وأنا المذهول لما تحكي لي هذه الروح ..حل الظلام وأنيرت القلعة الآن


غاصت معالم المدينة في الظلام وظهرت القلعة المنيرة وحدها تتربع عالية كريمة واستيقظت لحظتها من نوم طويل يختلط المنام بالحقيقة وعرفت أن تلك الأجنبية ما كانت أجنبية إنما أنا الذي كنت...؟!
لا أعرف روحي ولا أعرف تاريخي.


7/3/2003

عشتار
16/05/2005, 07:00 AM
غاصت معالم المدينة في الظلام وظهرت القلعة المنيرة وحدها تتربع عالية كريمة واستيقظت لحظتها من نوم طويل يختلط المنام بالحقيقة وعرفت أن تلك الأجنبية ما كانت أجنبية إنما أنا الذي كنت...؟!
لا أعرف روحي ولا أعرف تاريخي.


أرى هنا الغريب وقد أطلق روحه خارج الغار لتتجول حول القلعة باحثة عن شيء ما..
يحيرني هذا الغريب
لا أعرف ماذا يريد أو عم يبحث..
هل يبحث عن نفسه !!
ومن هي هذه الأجنبية التي يبحث عنها!!
هل هي وجهه الضائع الذي يبحث عنه في هذه المدينة الضبابية حيث الكل فيها غرباء!!



...هو شعور وشوق للقاء الأجنبية التي لا تعرف عني أكثر مما أعرف عن نفسي

كيف يمكن لنا أن نتواصل مع غرباء لا يتكلمون لغتنا أكثر من قدرتنا على التواصل مع من علمنا هذه اللغة!!


أتصدق
حتى القلعة تحب الغرباء أكثر من أبناءها
أبناؤها يمرون بها كل يوم دون إلقاء تحية أو نظرة عابرة عليها
هناك ضباب يحجبها عنهم لا ينقشع هذا الضباب إلا ليلاً
عندما ينام أبناؤها
عندها فقط تستعيد هذه القلعة مجدها وتاريخها المنسي
ووحده الغريب من يقف أمامها بإعجاب ويشعرها أنها مازالت على قيد الحياة

كان نزار يرثو إسبانيا
ويبحث فيها عن فتاة عربية تعيد له أمجاد حضارته البائدة:

[align=center:ef6fd5bcee]في مدخل ( الحمراء) كان لقاؤنا..
ما أطيب اللقيا بلا ميعادِ

عينانِ سوداوانِ.. في حَجَريْهِما
تتوالدُ الأبعادُ من أبعادِ..

هل أنتِ إسبانيةٌ.. سألتها
قالت: وفي غرناطةٍ ميلادي.[/align:ef6fd5bcee]

والغريب هنا يرثو قلعة حلب باحثاً عن سيدة أجنبية يحكي لها عن أمجاد حضارته!!
كلاهما لديه حلم دونكشوتي
يحاولان إنقاذ أميرة ترتضي لنفسها الأسر والضياع في ضباب المدينة

لا تحاول أيها الغريب أن تبحث عنها في النهار.. لأن النهار ارتبط هنا بالحلم.. فالأجنبية ستكون مجرد حلم ضبابي إن بحث عنها نهاراً..
الحقيقة تراها فقط ليلاً هناك حيث تستيقظ من الحلم لتجد نفسك وحيداً في غارك أمام القلعة المنيرة..



[align=center:ef6fd5bcee]أحزان في الأندلس


كتبتِ لي يا غاليهْ..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيهْ
عن طارقٍ،
يفتحُ باسم الله دنيا ثانيهْ..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شَتْلَ نخلةٍ..
في قلب كلِّ رابيهْ..

سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويهْ..
عن السرايا الزاهيهْ
تحملً من دمشقَ.. في ركابها
حضارةً.. وعافيهْ..

لم يبقَ في إسبانيهْ
منا، ومن عصورنا الثمانيهْ
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
بجوف الآنيهْ..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها
ينامُ ليلُ الباديهْ..

لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموع المئذنات الباكيه
سوى عبير الورد، والنارنج،
والأضاليهْ..
لم يبقَ من ولاّدةٍ
ومن حكايا حبها..
قافيةٌ. ولا بقايا قافيهْ..


لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر..
إلا ما يقولُ الراويهْ
وغيرُ (لا غالب إلا الله)
تلقاكِ بكلّ زاويهْ..
لم يبقَ إلا قصرهم
كامرأةٍ من الرخام عاريهْ..
تعيشُ _لا زالتْ_ على
قصة حبٍّ ماضيهْ..

مضتْ قرون خمسةٌ
مُذْ رحلَ (الخليفةُ الصغيرُ)
عن إسبانيه
ولم تزلْ أحقادنا الصغيرهْ..
كما هيَهْ..
ولم تزل عقليةُ العشيرهْ
في دمنا كما هيَهْ

حوارنا اليومي بالخناجر..
أفكارنا أشبه بالأظافر
مضت قرون خمسةٌ
ولا تزال لفظة العروبهْ
كزهرةٍ حزينة في آنيهْ..
كطفلةٍ، جائعةٍ.. وعاريهْ
نصلبها..
على جدار الحقد والكراهيَهْ..


مضت قرونٌ خمسةٌ.. يا غاليهْ
كأننا..
نخرج هذا اليومَ من إسبانيهْ..[/align:ef6fd5bcee]

طارق شفيق حقي
17/05/2005, 12:19 PM
سلام الله عليك

نقد رائع أثرى النص وشرح مفاصل هامة فيه

ربما لا يجوز أن اتكلم عن نصي لكن سانقد شخص اخر بالطبع احاول الان أن افهمه مثلك تماما

للاسلوب قيمة عليا في توصيل المعنى

وموضوع لقاء الاجنبية كما ذكرنا موضوع تناوله نزر وعمر ابو ريشة وفيه من الناحية الجمالية ما فيه حيث كانت الاسبانية تحكي لعمر ابو ريشة عن تاريخه


هنا لم يكن الام كذلك فالاجنبية كانت هي روحي الغريبة عن تاريخي



هي غريبة وليست بغريبة

فالبطل قد اظهرها كذلك لبحثه عن الاجنبية هو توق لمجهول للحقيقة

وفعلا كان ذلك

كما هي النهاية

تحياتي عشتروت

السناء
18/05/2005, 07:29 AM
ما أجمل أن يحمل الرد دائما ما يثري الموضوع ..
أخي طارق ذهبت معك في وصفك زرت حلب والقلعة ..وحرارة اللقاء ..ومرارة الذكرى ..

هل حقا تحب الغرباء أكثر منا هذه القلعة ..إنها محقة ..يطوفون حولها ملبين نداءات غربتها بين أهلها محاولين أن يسدلوا عليها ستار من ألفة .

تعبير روعة يا عشتروت .. :D

.
.
سأظل أتجسس عليكما ..
8)