المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوح ذات العوالم الممكنة -3 -



المصطفى
19/09/2007, 01:34 PM
شذرة من النسيان تسر للذات،ألست أنت الزمن ذاته،كان الزمن بك حين كنت الأنا التي تحيى ديمومة الموجود المنفتح المنساب إلى حيث الله؛أم أنه النسيان دائما يجعل الذات تحيى الزمن وكأنها خارجه وما بينهما عدم مشدود إلى الوجود بنار ملتهبة توحي بالفردوس الموعود أم انه كذلك فعلا وفي عمقه تعايش الماء والهواء والتراب في نزاعاتها عما يكون المبدأ والأصل. وليكن، لكن ما للذات تحيى تفاصيل ها هنا الآن،تفاصيل أشياء هي نفسها عاشتها في ما مضى...أتستعيد الذات تاريخ التفاصيل الماضية أم أنها عاشتها قبليا؟ هي الذات الآن ترى كيف أنها رأت حوريتها ذات عام..الجسد المتمايل الهوينى،المندفع نحو الآتي،شعر تلقي به رياح ناعمة نحو الخلف..وما بين اندفاع الجسد للآتي وارتمائه في المقبل تتراقص ذات الغير أمامي تذكرني بتلك الأوراق العصابية في يد الذهاني المؤرخ للذات بواقعية الفانتازم ...هي،نعم،كما رأيتها في الماضي كانت حية تحيى زمانها كما أراها الآن أمامي...أحث ذاتي على التفكير مجددا،هو أكثر من تمرين ذهني على إثبات الذات وأبعد من أن يكون مجرد شطحات كلامية تمارس فن الإقناع بالتحايل اللغوي..أيها النور من منا رآها في الماضي ويراها الآن ؟ أم هو فيض الأنوار القدسية على الذات به امتطت الزمن ورأتها قبل الآن...قبل حتى أن تكون.؟

أسر النور في خاطر الذات..أنت الزمن والزمن أنت؛ والفاصل بينكما جسد يترنح بين لهيب الرغبة وبياض الضباب...ألا ينطق بياض الضباب بحقيقة الزمن في امتطاء الذات لأنوار السماء حين تعلن عن تفاصيل تتبخر مع شعاع الكون، حينها يبوح الضباب بما لا يتراءى للذات أو بما يعكسه من دواخل النسيان...قف ها هنا، فللظلمة والعتمة والضباب..حق البوح والكشف عن الوجه الآخر للأغيار.



تراه الذات وقد استوى على كرسيه المعهود في مقهى يصر صاحبها على بساطتها كما يصر الغير على ارتيادها،يطلب قهوته كعادتها سوداء بدون سكر..ينظر إلى فنجانه-كعادته في كل مرة-يصوبه جهة النور المنبعث من السماء،يتأملها أم يستبطنها..نشده أجساد نساء تعرفت عليه،،فوجهه جزء من الساسة العمومية للعدالة الانتقالية الجوانية لحقيقة الضباب..يعدل من جلسته،يقلب بين الفينة و الأخرى أوراق مفكرته المليئة بالمواعيد، فجلسته ها هنا لحظة استرخاء عابرة أشعرته بوحدانية قاهرة فسارع هاتفا للغير...الغير لحظة تسلية،ترويح عن النفس وانفلات من جحيم الذات في عزلتها، كما هو حافز لسياسات عمومية للمخيال الملتزم تحقق للذات تعاليها بل تميزها الرمزي عبر صيرورة الزمن الطبقي..

للحكي طقوسه السردية.ولصاحبي طقسه الخاص في نسج عبارات الحكي ..يتحدث المخيال بعبارات غير مكتملة مفتوحة على كل الممكنات،تستدمج الغير،تحلق به نحو يوتوبيا موحدة ضد التشتت...كعادته، لا يتمم حديثه ولا يتركني أحاسب النادل، يسحب مفكرته بعد أن صاحبته في سياحته الخيالية عبر أوراقها وبعد أن أطلعني عن كتاباته الأخيرة والأخرى القادمة...بسيط بساطة المقهى التي يرتادها، متواضع تواضع المناضل الملتزم...ألا يكرر دائما على مسمعي أنه مصر على عاداته البسيطة القيمة حتى بعد أن بوأته الحقيقة الانتقالية مسؤولية سياسة عمومية زمن الضباب ..أبساطة هي أم ذكاء امتلاك سلطة أقوى من خلالها: سلطة البساطة و بساطة السلطة لكن كيف لهما أن يتحدا مع هذا الانفصال وأن ينفصلا مع هذا الاتصال..

حقيقة الضباب تلح على الذات بأنه وصال الأنا ومؤسسة الحقيقة في زواجهما من أجل ذات جديدة ...هي ذات ماضوية رسمت معالمها سريا في حلقات النقاش وضبط خطط الانتشار وقيادة الأغيار نحو اليوتوبيا..هي اليوم مجرد إصرار ذاتي على وجود الذات في وضعيتها الجديدة وفي حركية صراع الذوات المنقلبة إلى أغيار..أي ذات هي الحقيقة؟ وأي ذات مازالت على الطريق ؟

كل الذوات أراها مشرعة نحو الأعالي حيت التساكن مع من كان الأخر المقيت.



المصطفى سكم غشت 2007