المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجمل وما حمل ...



أبو شامة المغربي
19/09/2007, 09:34 AM
http://group.eqla3.com/01/44444.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الجمل وما حمل
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
... فهاهم قد خلصوا إلى اليوم الذي لم يطيقوا على بلوغه صبرا، وها هو اليوم المنتظر قد حل بينهم ضيفا مرتحلا، ثم ها هي ذي أعينهم تكاد تطرد من محاجرها مجبرة جشعا منهم وطمعا، وها هي ذي قلوبهم على وشك أن تنخلع قهرا من صدورهم لشدة غبطتهم وسرورهم بما يترقبون هطوله وبحوره، ولاشتداد فرحهم بما انتظروا وصوله وشادوا قصوره ...
عبثا يوارون أمام الحاضرين المعزين لهم ما يضمرون، وعبثا يجهدون أنفسهم من أجل تثبيت أقنعة الحزن على وجوههم وحركاتهم، وعبثا يحرصون على أن يلبسوا ما يلفظون به متصنعين من كلمات في هذه الساعة ثياب الأسى وألم الفراق ...
لم يتركوا قليلا ولا كثيرا إلا اتخذوه سبيلا إلى تملقه والتقرب منه، ولم يغادروا صغيرا من الهدايا ولا كبيرا عظم في أعينهم إلا وأهدوه إليه منافقين، لكنه فطن منذ البدء لفساد طويتهم وضلالهم البعيد، وأدرك بالحجة والدليل من بداية تحويمهم إلى غاية تحليقهم حوله، وقد أرغمه المرض على ملازمة الفراش، قبح ما قد بدا مقروءا على محياهم ومخفيا موءودا في صدورهم، ثم لقد أفشى له تهافتهم على نيل رضاه، وتنافسهم في طلب السبق إلى الفوز بالحظوة عنده سوء نيتهم ومبلغ ظلمهم الشديد، فكان كلما نظر إلى وجوههم الباسمة غصبا إلا وأشفق عليهم مما أغرقوا فيه أنفسهم من ظلمات الجهل متعمدين غير مكرهين ...
لقد توهموا غناه وهو الفقير الغني بكنز القناعة، وألبسوه في مخيلاتهم حلل الثراء، ولم يشكوا لحظة واحدة في ما تنطوي عليه خزائن، نسبوها إليه في أحلام يقظتهم قبل المنام، من المال الوفير والذهب الغزير، إلا أنهم فوجئوا في ذات اليوم بما لم يخطر لهم على بال، وبما لم يكن لديهم في الحسبان ...
http://www.lesgifsa-bijou.com/divers/chandelles/vela2.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com