المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة : فما أغناهما عن العشق 00 الولد !!!



عربي جعفر
04/08/2004, 10:00 AM
فما أغناهما عن العشق 00 الولد !!!

أسرتنا هذه هي أسرة صغيرة تعيش حياة الحب والعشق 00 لكن لابد من منغصات الحياة 00 فمنها ما يهون ويضعف أمام العشق 00 فمنها ما يتصدى له 00
فلابد من أن العيون لتدمع من الحزن 00 كما تدمع من الفرح أحياناً 00 لكن دمع الحزن أعمق وجُرحه يغور أسباره في أعماق الفؤاد 00بيد أن جُرح أسرتنا هذه هو الولد 00
فيهدأ الزوج من ألم زوجته 00 وتهدأ الزوجة من زوجها أحياناً 00 لكن آهات الألم لا تمحوها الكلمات الرقيقة أو اللمسات الحنون 00
بدأت الزوجة تئن وتناجي نفسها بين الجدران وتقول :
طال الزمن 00 وزوجي على صدري أحس أنفاسه تناجي بالولد00 أبكيه 00
فيربت على كتفي ويقول بأنه لا يعنيه 00إن جاء الولد 00 أم حجب عنا الله الولد 00
فتنفرج أسارير وجهي00 أطير في الهواء طرباً00
لكن بين قلبي وقلبه موجات بذبذبات عالية من دقات قلب الولد 00
بين عقلي في أم رأسي وعقله سطر طويل مكتوب فيه متى وأين الولد 00
كان يعود إلى البيت متأخرً 00 كنت أنتظره 00 أنظر إليه 00 أجده يقف على قارعة الطريق 00 يستمتع بنداءات الأطفال على آبائهم : بابا 00 بابا00
ففكرت أن أذهب و أقف بجواره 00 فأنا أعشق أن أكون أم ككل البشر 00
كنا نجلس على المائدة للغداء 00 تمر بيننا قطة 00 كنا نضحك ونظن بأنها الولد 00
كنا نسمع برامج الأطفال 00فكان يقبلني كطفلة 00 وأداعبه كالولد 00
كنا نخرج في نزهه 00 فتتعانق أيدينا 00 نأرجحها في الهواء كما لو كان بيننا الولد 00
نعود في أخر الليل فيضم صدري صدره وننام ونحلم بأن يأتي الصباح ومعه الولد 00
فيأتي الصباح ولم يأتِ الولد 00
نتلهف إلى المساء وننتظر الصباح 00
حتى مضت عشر سنوات ما بين تلهف للمساء وانتظار الصباح وما جاء الولد00
فحثثته بأن يبحث عن غيري ربما تجود ما لم أجود أنا به 00
فصار مغاضباً وأقسم بأنه ليس غيري إن كان عندي الولد أو لم يكن 00
فيرقص قلبي لهذا الحب والعشق 00 أصلي لله أن يتوجنا بالولد 00
0000000000000000000000000000000000000000000000000
فتزوج 00!!
وتُصدم حيث لم تتوقع أن يتزوج رغم حثها له 00
فُتجن 00
آآآآآه 00 آآآآآآه 00 آآآآآآه 00
تحوم في الشقة وتناجيه 00 تتركني 00 تتركني ولم تبق لي غير طيفك في خيالي 00
تتركني بين الجدران00
ثم تنظر إلى الباب وتقول : حتى الباب مغلق والنوافذ 00 فلم أكن في حاجة إلى طارق سواك 00
كنت لست في حاجة إلى هواء حتى نفتح النوافذ00 فكنت لي النسيم 00
ولست في حاجة لشعاع الشمس 00 فكنت أنت الضياء 00
ولست في حاجة إلى الناس 00 فكنت أنت لي كل البشر 00
كيف هُنت عندك ؟00 فاجأتني بقلبك القاسي ولكن أنت دائماً الحبيب الغالي 00
كيف هُنت عليك حين هجرتني 00 أما أحرقتك دمعتي 00 أما أبكاك قلبك 00أما أدمعت عيناك 00 أما ثقلت رجلاك 00 أما تراجعت خطواتك 00 ألم تشفع لي عندك كلمات الحب ولهيبه 00
ففي غيابك ناجيت السماء 00 فما رأيت الغيوم وإن كانت ملبدة 00 كنت أرى وجهك وثغرك الباسم على صفحات النجوم تتلألأ 00 رأيت سِنك الضاحك 00
أحسست حنان لمسات يديك بين خصلات شعري وعلى أكتافي وظهري 00 والتي كانت تقشعر منها جسدي وتشهق منها أنفاسي 00 كما لو كانت هي اللمسة الأولى 00
آهٌ 00 آه 00 حينما كنت تقول : إنني في كل مرة تجدني كما لو كنت البنت الصبية في خِدرها البتول 00
أين أنت مني يوم كنت تمر بيديك على خصلات شعري 00
وتربت على كتفي فتقول : أنتِ الأم الحنون والزوجة الحبيبة 00أنتِ عندي بكل الولد 00
أخبرني بالله عليك : هل ما زلت عندك الزوجة الحبيبة من غير الولد ؟00 هل ستعشق من معك حبيبة من أجل الولد ؟00 هل سيزيل عشقك لي عند الولد ؟00 فتعشقه فيبهت عشقك لي ولا تعشقها 00!
لم أكن أدري أن أبيت وحدي ولم أشم أنفاسك يدفئ صدري 00
لم أكن أدري أن تشم أنفاسك غيري 00
أين هو الأن 00 أين هو مني ؟00
عود إلىَ00 ما يغنينا الولد عن حبنا 00 عود إلىَ فأنت تسكن صدري 00
يكفينا العيش في الحياة أن نتغنى بحبنا 00 نتزين بعشقنا 00 فالأولاد زينة 00
والحب أيضاً زينه 00
والأموال يا حبيبي زينه 00 فلم ننعم بها 00 لم نحس بها 00 لم نحس بقيمتها 00
فاضمم الأولاد إلى الأموال 00 وكفانا نعمة العشق والحب 00 تكفيني نعمة رؤياك 00
ألم يكفيك عشقي وقبلاتي 00 ويغنيك عن الولد 00
تعال وانظر دمعتي 00 تعال واسند رأسك على صدري 00 وبأُذنك اسمع دقات قلبي 00
تعال فإنني أعشقك وأعشق أن يدب في أحشائي منك الولد 00
إنني أتخيل منك الولد في اليوم ألف مرة 00 إن ما تبحث عنه يدميني كل يوم ألف ألف مرة 00
إني أعشق منك الولد 00 لا خشية الهروب مني كما هربت 00 ولكن لأنني أعشق فيك الولد 00
هل أنت وحدك تحب أن تتزين بالولد 00 كيف ؟ 00 زيني معك 00
تعال وألبسني تاج الأمومة 00 تعال وأبكي معي 00
تعال فأنت الحبيب وأنت الطبيب وأنت لي الوالد والولد 00
تعال نذوب لعل الله يأتينا بالولد 00
أنسيت قولك ؟00
أنسيت قولك ؟00 بأن الولد يمكن أن يكدر صفونا 00 وأن الله على ما يشاء قدير 00
فيجعل منا العقيم ومنا لها الولد 00
أنسيت قولك ؟00
تعال وانظرني 00 ولا تنسيك عني أم الولد 00
لم أجعلك تحس بألمي 00 وأنا أسمع الأطفال تنادي أمهاتهم 00 فيلبون 00
أتمنى أن أسمعها 00 فألبيها 00 فأنا أحب أن أكون أم وأنت الأب 00
تعال ومن بيننا يكون إن شاء الله الولد 00
تعال وادعو معي أن يرزقنا الله بالولد 00
يا رب 00 انظر لحالي فمن دونك مؤنسي00 فلا حبيب 00 فهو في أحضان غيري 00
ولا ولد 00 فهو في علم الغيب عندك 00
عُد إليَ 00 وكيف هانت الأيام عندك ؟00
فهل عاد زمن السامري 00 فأضلك 00 أم هوى الولد 00
عُد إليَ فلن يهديك السامري 00 ولن يعشقك مثلي الولد 00
وليس على الله بعزيز 00 انظر كيف العزيز وامرأة العزيز رضوا بالحياة من غير الولد00
ومع يوسف كان العشق 00 فما انتظرت منه الولد00
انظر كيف السيدة آسيا امرأة فرعون 00 اهتدت إلى الولد 00 تأمل ماذا فعل بالفرعون الولد00!
انظر وتأمل كيف السيدة مريم فأجاءها المخاض إلى جذع النخل وجاءت بالولد 00
انظر وقل سبحان الله 00 سيدنا إبراهيم متى جاء بالولد 00 وكيف كانت أم الولد 00
تعجلت 00 وكيف تنتظر !00
تعال حتى لا تقتل فينا العشق والهوى من أجل الولد 00
اهتدي 00 فإن الله قادر 00 ولن نعجزه هرباً بأن يأتينا بالولد 00 فالبنت مثل الولد 00
00000000000000000000000000000000000000000000000
خرج الزوج ذات يوم يهيم في الطرقات وهو يهذي وقال : كيف انفلت قلبي عنك ؟00
كيف الهوى انكسر 00 كيف تسرب يا قلبي إليك هواء الخريف 00
كيف تجمدت بهواء الشتاء ؟00
كيف هان العشق عندي ؟00أكل هذا من أجل الولد 00 كيف مات القلب ؟00
كيف اندفن ؟00 ونسجتُ لعشقي الكفن 00
إنه يهون عندي الأن الولد 00 ويبقى العشق 00
أكون بين ذراعيك أذوب في القبلات 00 هذا عندي بكل الولد 00
00000000000000000000000000000000000000000000000
أتريد أن تجعل عيوني ساهرة الليل سرمدياً عليك والنهار00
أتريد لعيني أن تغور ولشفتي أن تذبل ولوجنتي أن تضمر 00
ولحلو الكلام أن يُنسى وللغضب أن يفور 00
ولقلبي أن يثور وليدي أن ترتعد 00
عود إليَ 00 عود إليَ قبل يوم فيه تعود فلن تجد غير أشباح 00
جسدٌ ضامر على البلاء صابر 00 فيه روح ترقرق وقلب يعتصر 00
وعيون لا تقوى على رؤياك 00 وأذانٌ لا أُذنٌ فيها 00
وربما تجد جسد يرتعد وأيدٍ ترتعد 00
تعال قبل أن تأتي فقط لتقبرني 00 إن لم أكن بالفعل مُقبِرة 00 ولن تجدي 00
وكل هذا إن لم يمسسني بالعقل سوء 00 وإن مسه ففي ذمتك ألمي 00
تعال قبل يُمس عقلي بسوء 00
وأخشى أن أهذي في الشوارع والطرقات 00فتخاف أن تلملمني 00
فما بيني وبينك من الحب والعشق لا أحد يعرفه سوى الله 00
وورقة كتبها بيننا رجلٌ معمم 00 فهي سهل أن تمزقها 00 لكن يبقى في ذمتك 00 ألمي 00!
وكل هذا من أجل الذي لا تعلم أن يكون عاقاً أم باراً 00 الولد 00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
لم يجد الزوج هناك العشق 00 فكثيراً ما كانت تحدث المشاجرات مع زوجته الجديدة 00
وكثيراً ما كان يقارن بينها وبين معشوقته حتى هجرته من ألمه لها 00 وظل يبحث عنها وهو يتوسل إليها للبقاء معه حتى يعيش بينهما الولد 00
وبدأت تفكر في حالها معه وحال ابنها إذا تربى بعيداً عن أبيه 00 ففكرت في انه طالما زوجته الأولى لم تنجب فإنه سوف يعود في يوم من الأيام 00فقررت وأسلمت أمرها لله وأن تبقى معه من أجل الولد 00 وفر هو هارباً إلى العشق 00
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0
ويطرق عليها الباب عائداً 00
إنني عائدٌ 00 تائبٌ 00 أبدي الندم 00 وأطلب العفو والصفح لا الولد 00
اركع بين يديكِ 00 ضميني 00 دثريني 00 خللي أصابعك في شعر رأسي 00
أعيدي إليَ بالعشق روحي 00 هذا نعم 00 إنه عندي بكل الدنيا والولد 00
أنتِ00 أنتِ 00 الدنيا 00
أنتِ00 أنتِ 00لا الولد 00
أنتِ 00أنتِ00 وكيف أحيا بدونكِ 00 لا بالولد 00
ما عرفت للبكاء طعم 00 ما عرفت للضحك طعم 00 وما عرفت العشق في غيركِ 00
ولا عند الولد 00
قذت العين بعدكِ 00وجُرح القلب من غيرك 00
اقبليني 00 عائد00 تائب 00 نادم00 وأبتهل لله 00
اجعليني أذوب فيكِ من أجل العشق 00 لا من أجل الولد 00
0000000000000000000000000000000000000000000000000
عاد إليَ الحبيب 00 فما سألته وما سأل 00عاد حيث لم يجد العشق وقد وجد الولد 00
فهنأته بما أنجب هناك الولد 00
فبك عرفت الله 00 ومن أجلك صليت أن تعود 00 فما إن قُضيت منها حتى أحسست بوقع أقدامك 00 فقد صدقت فيك الصلاة ومن أجلك سوف اصلي صلاة الشكر 00 ولكن أن تأُمني 00
فارتمى على صدري 00 وأنا أشم أنفاسه 00 وأتحسسه 00
فقد غاب منه الكثير 00 وأنا أيضاً 00
وصلينا وانطوت ليلتنا ولم ندرِ كيف طُويت 00
واختلطت أجسادنا 00 و اختلطت أنفاسنا 00 ومر المساء 00 وجاء الصباح 00
وجاءت البنت وجاء الولد !!!!0000


تمت

زينب القرشية
07/08/2004, 08:07 PM
مرحبا أخي جعفر
لولد


مشاعر حارة جسدت لحظات ألم
وختمتها بقفلة جميلة

لولا أنك أطلت قليلا في المناجاة الداخلية

قصة جميلة أشكرك

طارق شفيق حقي
10/08/2004, 10:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم
القاص عربي جعفر

حاولت أن أتابع مسير حرفك كي أتلمس خيوطا تقودني لنقد لبعض معالم نصوصك والنقد في ما رسخ في الأذهان هو أن تأتي بعيوب المنقود فترى أحدهم يقول للأخر سأنقدك يقصد سأعيب نصك
أما في النقد الحديث فهو أن تفكك شيفرات النص وتبين مواطن الجمال و تفكك النص لعوامله الأولية.
وقد تقلب فكري بين المفهومين فالناقد قديما هو من يميز قطع النقود كي يعرف صحيحها من زائفا

وربما أستطرد هنا واذكر أن من طبع البشر أن يأنف من كلمة نقص أو عيب , و الكمال لله وحده
وربما يكون عد بعض المعايب للنقص قيمة ايجابية في حد ذاتها إذ هو أي النص قد رقى في سلم الكمال وعابه ما عابه , بينما هناك نصوص غير خاضعة للنقد أصلا لما لأنها لم ترتقي في هذا السلم أصلا
إذا المسألة تفضي إلى نتيجة واحدة في رأي وهو أن المهم في الموضوع الفائدة في النهاية مهما كان الأسلوب.
** قرأت لك في ما قرأت وهي قراءة عجلى أن بعض قصصك تحمل بذور الرمزية الموحية كقصة القرد
والرمز أحد التقانات المستخدمة في الفنون وهو يضيف قيمة إلى الفن لا شك في ذلك إذ انك تلمح إلى معنى معين من خلال الرمز , وقد يكون استخدام الرمز من أساليب الهروب من الرقيب , وعبر التاريخ حاول الأدباء استخدام هذا الفن كقصص كليلة ودمنة التي تحكي عن حيوانات الغابة وما كانت إلا رموز سياسية للمجتمع آنذاك والأمثلة كثيرة.
هنا يقودنا الرمز لقضية هل كان المز موفقا وهل استطاع القاص الاستفادة من كامل طاقات رمزه
كي لا يغدو الرمز مجرد فكرة طارئة وحاك عليها حياكة ذهنية لا فنية جعلت الرمز جافا لم يحقق المرجو منه
وذلك لأمر هو أمر نسبي.
** في قصصك بعد وطني رائع نفقده في فنون العصر بين الكتاب ولعل القضية يجب أن تكون في المرتبة الأولى من ذهن الأديب المجاهد بقلمه في ساحته ساحة الكتابة والعراك الفكري الفني الحضاري.

*** من بعض تفاصيل الأمور أذكر أن السرد هو الفنية الأساسية في القص
لكن على أن لا يتحول السرد إلى تقريرية ومباشرة (أسرتنا هذه هي أسرة صغيرة تعيش حياة الحب والعشق 00 لكن لابد من منغصات الحياة 00 فمنها ما يهون ويضعف أمام العشق 00 فمنها ما يتصدى له 00 )
ولربما التعميم كان أجمل في الولوج إلى النص الأدبي مهما كان نوعه
فنرى الشاعر يقول مثلا مرض في القلب أهاج الفكر.... وهو أجمل من قوله مرض في قلبي أهاج فكري
والدخول إلى القصة قد يكون قدرة القاص على التجديد وحيوية فنه كذلك الخاتمة التي هي أصعب من البداية

التكثيف سمة الأدب الحقيقي كذلك البساطة ولربما أرهق قصة الولد بعض الإطالة على جمال مغزاها وجرت القصة برتابة موحدة دون التنويع من التصوير إلى الحوار إلى التشويق .... والأدوات كثيرة
استطعت أن تلعب على محور العواطف وهنا قد يبرز قدرتك في النفوذ للأمور النفسية وكشف معالم النفس البشرية وهذا محور مهم يعطي القصص طابع خاص
هنا أقف لكثرة مشاغلي ولربما أعود إليك مرة أخرى لأن نصك يستحق.
لك مني جميل التحايا وتقبل هذا النقد على عجالة.

العيسوى الصغير
05/02/2009, 01:04 AM
طويلة لنا عودة