يوسف الباز بلغيث
18/09/2007, 09:56 PM
- مقال :
صفحاتُنا و منتدياتُنا الأدبية
و ضرورةُ التـّمييز بين الإبداعٌ والإنشاءْ..!
ما أجملَ تلك الصفحاتِ و المنتدياتِ.. التي تعبقُ بحروفٍ عربيـّة زكيـّة.. حينَ تحمل فكرًا وسحرًا ..وبيانا..ولكنْ..!
ليستِ الغاية من ذلك زخرفة َ السّطور ِو الصّفحاتِ .. بتلكَ الحرُوفِ المُضيئة.. و لا تعبئة َأكبر ِ قدْر ٍمُمكن ٍمنَ المقالاتِ و الخواطر ِو الأشعار..بتلك اللمسة ِالتي أوقف الله – عزّ وجلّ- حفظـَه و عنايتـَه لها..إنـّما الغاية ُهي البحثُ عن الجميل ِبما تحملُ الكلمة ُ- على حدود نطاقها – من معنى ..ومدى تأثيره في حياتنا النفسية و الاجتماعية..!
المتتبعُ للفيض ِالمتهاطل ِعلى صفحات مجلاتنا الثقافية..والأدبية ..يلاحظ ُ - في الأغلب - ذلك التراصفَ في المعلومات بشكل ٍﭐنشائيّ.. يحْسبُهُ - للوهلة الأولى - بستانَ زهُور ٍ..فوّاحة ..مختلفة..وما إنْ يبدأ التنقيبَ في أثناءِ ما يقرَأ.. يُدْهَشُ لتَدَنـّي بعض ِالأعمال ِالمُوَثـّقة بها ..واضعًا في الاعتبار ما هو فنيّ ٌ..إبداعيّ ٌ.. يحتكمُ إلى مقاييسَ مضبوطةٍ..وما هو بلا مقياسٍ ..قد يكونُ الضبط ُ نوعًا من التجنـِّي على بهاءِ شوائبه.. !
لقد أصبحَ همّ أصحاب ِالصّفحات ِو المنتديات الأدبيّة – في معظمهم- البحثَ عن أكبر عدد مُمكن ٍمنَ الأعضاء و المنتمين و الزّوار، دونما النظر في قيمة ِما يَردُ إليها من غثّ أو سمين .. وممّا زاد الطينَ بلـّة ً كثرةُ المجاملاتِ التي تحْذو هذه الأعمالَ ، وقد تتلفـّفَ أحيانا بنفاقاتٍ مجانية.. تُحسَبُ لصالح ِدعم ِفكرة ِ" الكمّ "، حتى تلقى بعضَ الأعمال الجيدة الرّاقية.. تذهبُ أدراجَ الرّياح .. لقصور ٍ في تشخيص فنـّيتها.. و بالتالي لا يبرزُ المفيدُ و المؤثرُ للمتلقي الباحثِ عمّا يَشفي غليلَه منها..و إمّا لتجاهل المتابعين للنصوص،لأنّ "الكمَّ "الهائـل- المنتظرَ التعريج و التعقيب عليه ولو بكلمة ٍ– طاغ ٍ على "الكيف" اليسير.
..و بالتالي يُدفنُ بريقُ و سحرُ ما خفيَ وراء تلك الأعمال الرّائعة ِالمسكينة ِفي كلتا الحالتين.
كنّا نتلهف لتصفح الدّرر المتناثرة هنا وهناك.. و الاستمتاع بقراءات ٍنقديّةٍ على قلّتها.. ذاتِ جودة ٍ..و هدف ٍ..ولكنها بكمّها اليسير مفيدة ٌ..ناضجة..موحية ، و موجّهة..بينما اليوم كثـُرَ النـّقـّادُ ، حتى أصبح بعضُهُم لا يُعنوْنَ بالمادة و جوْدَتها .. ومدى إفادتِها وعمق أصالتها بقدر ما أصبح بحثـُهم مجرّدَ فسْحة ٍ لتشهير أسمائهم على حسابِ أعمال ٍ،وجدتْ طريقها – خطأ ً- إلى أيديهم..وأمام فكر ٍهُزال ٍٍ..مازال يحتاجُ – هو الآخرُ- لِمَنْ يُوَجّهُه..و يأخذ بيده.. كيما يستطيعُ التـمييزَ بين لفظتيْ "إبـداع وإنشـاء"..الشيئ الذي يُشعـِرُ المبدعَ الحقيقيّ مرارًا برغبة ٍفي الانطواء.. و اعتـزال تلك المنتديات أو تلك الصفحات ، لأنها أصبحتْ تُسـوّي بيـن " الطالب و الأستاذ ".. وَضَعْ خطـًّا أحمرَ تحتَ الطالب و الأستاذ ..لكيْ لا يُهضم حقّهما ، إذا وقفنا بإنصافٍ عند حقيقتهما.
إذا بقيَ الأمرُ كذلك ، فما الدّاعي – إذا- لِحثّ الأجيال على محاكاة الجميل ِ، و بثّ روح البحث عن قدوةٍ صالحة ٍ..؟ ليتمَّ ذلك التلاحمُ الرّوحيّ الذي ينبثقُ عنهُ إبداعٌ صالحٌ ..ومنير .
- وهل لنا في الأخير..أنْ نأملَ في كوكبة تعشقُ الجميلَ و تنافحُ عنه وتبدعُ و تنقدُ بحبْ..!؟
الجزائر :18/09//2007
صفحاتُنا و منتدياتُنا الأدبية
و ضرورةُ التـّمييز بين الإبداعٌ والإنشاءْ..!
ما أجملَ تلك الصفحاتِ و المنتدياتِ.. التي تعبقُ بحروفٍ عربيـّة زكيـّة.. حينَ تحمل فكرًا وسحرًا ..وبيانا..ولكنْ..!
ليستِ الغاية من ذلك زخرفة َ السّطور ِو الصّفحاتِ .. بتلكَ الحرُوفِ المُضيئة.. و لا تعبئة َأكبر ِ قدْر ٍمُمكن ٍمنَ المقالاتِ و الخواطر ِو الأشعار..بتلك اللمسة ِالتي أوقف الله – عزّ وجلّ- حفظـَه و عنايتـَه لها..إنـّما الغاية ُهي البحثُ عن الجميل ِبما تحملُ الكلمة ُ- على حدود نطاقها – من معنى ..ومدى تأثيره في حياتنا النفسية و الاجتماعية..!
المتتبعُ للفيض ِالمتهاطل ِعلى صفحات مجلاتنا الثقافية..والأدبية ..يلاحظ ُ - في الأغلب - ذلك التراصفَ في المعلومات بشكل ٍﭐنشائيّ.. يحْسبُهُ - للوهلة الأولى - بستانَ زهُور ٍ..فوّاحة ..مختلفة..وما إنْ يبدأ التنقيبَ في أثناءِ ما يقرَأ.. يُدْهَشُ لتَدَنـّي بعض ِالأعمال ِالمُوَثـّقة بها ..واضعًا في الاعتبار ما هو فنيّ ٌ..إبداعيّ ٌ.. يحتكمُ إلى مقاييسَ مضبوطةٍ..وما هو بلا مقياسٍ ..قد يكونُ الضبط ُ نوعًا من التجنـِّي على بهاءِ شوائبه.. !
لقد أصبحَ همّ أصحاب ِالصّفحات ِو المنتديات الأدبيّة – في معظمهم- البحثَ عن أكبر عدد مُمكن ٍمنَ الأعضاء و المنتمين و الزّوار، دونما النظر في قيمة ِما يَردُ إليها من غثّ أو سمين .. وممّا زاد الطينَ بلـّة ً كثرةُ المجاملاتِ التي تحْذو هذه الأعمالَ ، وقد تتلفـّفَ أحيانا بنفاقاتٍ مجانية.. تُحسَبُ لصالح ِدعم ِفكرة ِ" الكمّ "، حتى تلقى بعضَ الأعمال الجيدة الرّاقية.. تذهبُ أدراجَ الرّياح .. لقصور ٍ في تشخيص فنـّيتها.. و بالتالي لا يبرزُ المفيدُ و المؤثرُ للمتلقي الباحثِ عمّا يَشفي غليلَه منها..و إمّا لتجاهل المتابعين للنصوص،لأنّ "الكمَّ "الهائـل- المنتظرَ التعريج و التعقيب عليه ولو بكلمة ٍ– طاغ ٍ على "الكيف" اليسير.
..و بالتالي يُدفنُ بريقُ و سحرُ ما خفيَ وراء تلك الأعمال الرّائعة ِالمسكينة ِفي كلتا الحالتين.
كنّا نتلهف لتصفح الدّرر المتناثرة هنا وهناك.. و الاستمتاع بقراءات ٍنقديّةٍ على قلّتها.. ذاتِ جودة ٍ..و هدف ٍ..ولكنها بكمّها اليسير مفيدة ٌ..ناضجة..موحية ، و موجّهة..بينما اليوم كثـُرَ النـّقـّادُ ، حتى أصبح بعضُهُم لا يُعنوْنَ بالمادة و جوْدَتها .. ومدى إفادتِها وعمق أصالتها بقدر ما أصبح بحثـُهم مجرّدَ فسْحة ٍ لتشهير أسمائهم على حسابِ أعمال ٍ،وجدتْ طريقها – خطأ ً- إلى أيديهم..وأمام فكر ٍهُزال ٍٍ..مازال يحتاجُ – هو الآخرُ- لِمَنْ يُوَجّهُه..و يأخذ بيده.. كيما يستطيعُ التـمييزَ بين لفظتيْ "إبـداع وإنشـاء"..الشيئ الذي يُشعـِرُ المبدعَ الحقيقيّ مرارًا برغبة ٍفي الانطواء.. و اعتـزال تلك المنتديات أو تلك الصفحات ، لأنها أصبحتْ تُسـوّي بيـن " الطالب و الأستاذ ".. وَضَعْ خطـًّا أحمرَ تحتَ الطالب و الأستاذ ..لكيْ لا يُهضم حقّهما ، إذا وقفنا بإنصافٍ عند حقيقتهما.
إذا بقيَ الأمرُ كذلك ، فما الدّاعي – إذا- لِحثّ الأجيال على محاكاة الجميل ِ، و بثّ روح البحث عن قدوةٍ صالحة ٍ..؟ ليتمَّ ذلك التلاحمُ الرّوحيّ الذي ينبثقُ عنهُ إبداعٌ صالحٌ ..ومنير .
- وهل لنا في الأخير..أنْ نأملَ في كوكبة تعشقُ الجميلَ و تنافحُ عنه وتبدعُ و تنقدُ بحبْ..!؟
الجزائر :18/09//2007