المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوح ذات العوالم الممكنة-2-



المصطفى
17/09/2007, 10:28 PM
بوح ذات العوالم الممكنة -2-




أي فهم هذا لا يستقر على وجوه محددة للأغيار؟ تختفي الملامح،يغلفها النسيان،تجتهد الذاكرة في رسم جزئيات الوجوه،تأتيها في رعب وجودي،نظرات باردة،شاردة،تقاوم عنف التفاصيل والجزئيات فتنتشي بلحظات النسيان وعذوبة الهلامي...أم أنها الذات تمتطي السراب..تتحول لحجاب يلف التفاصيل،يدمجها في العتمة لتسكن ظلمة هامش لامرئي...تستكين الذات لوجوه بدون ملامح أو أقنعة...تتجاذب فيما بينها غير معترفة بالمسافات و الأمكنة والمجالات ...يقذف بها في عالم الأمكنة المتناثرة،تسيجها نظرات الأغيار بأسئلة الأنا الراغبة في المعرفة،الحافرة في الذاكرة،ماضي و حاضر وممكن الذات لسم حدود التلاقي ومجالات المعرفة وطبيعة العلاقة..

تسجن كل ذات في عالمها الممكن أو في عالم ممكن يتراءى من خلال مرآة الوجود..هي الأنوار تشع من النسيان،تعكس ما يفيض به الزمان،، أنوار النسيان تسعى لفك كل روابطها مع الماضي والانفلات من الدائرة الأبدية...تتساءل الذات إلى أي حد تستطيع فقدان كل إحساس بالأنا لترقى إلى الجوهر الرقيق الشفاف المتحرر من تجارب الألم وعنف صمت النسيان،والرعب من تفاصيل وجزئيات هامش العالم الممكن الثاوي في أعماق الذات. كيف للذات،الجوهر الشفاف أن تتحد مع ذوات الأغيار في هوامش كل الممكنات ولو في ثنايا النسيان،في عالم الخلود.

هي الذات إذن تسعى لخلودها ولو في النسيان:الخلود فكرة للحياة والموت،نحيى الخلود بفكرة الحياة ونخلد بتجربة الموت..والألم جسر التواصل بينهما،ولادة متجددة في رحلة الارتقاء والنكوص داخل النسيان..

للنسيان أثر الغير الذي انسحب ذات مرة بعد أن شع له نور الله من وراء الأمواج متحدثا بتفاصيل الأشياء حيث يتراءى في بساطته،يحلق في الأجواء،يمشي في الطرقات،يمر عبر الدروب..يتأمل رسومات الجدار وكتاباتها.آه كم تشدني حيطان دروبي القديمة تعلن عن أسرار البيوت،تجيب عن تساؤلات خلف الأبواب المقفلة بأسماء،نعوت،أحكام،وقائع،إعلانات الحب المستحيل،همسات المثليين وبوحهم الحزين،انتقام المحبطين،أحلام وآمال الثائرين،انفلات رغبات الهو في غفلة من الرقيب ...تتأمل الذات حضور الغير في كثافة النسيان،،متى تتمرد الذات عن النسيان تحوله لحضور دائم للآن. كيف لها أن تطل من الشرفات المضيئة على ما تنطوي عليه طيات الزمن الهارب منها،المتسلل خلسة إلى حيث الحبيبة ينحت تمثالها،يلفها في نمطية أبدية لا تملك الذات شفرتها أو أعطية فك لغتها الهيروغليفية.كيف لها ذلك وقد استهزأت كثيرا بطلاسم فقيه نساء الحي حين كانت تتمكن من أعطياته المزينة لأعناقهن ومعاصمهن..هل تعود الذات إليه معترفة بجهلها الراغبة في تعلم قراءة الطلاسم لعلها تتخلص من لعنة الزمن؟ .....يتبع