المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوح ذات العوالم الممكنة



المصطفى
16/09/2007, 05:44 AM
بوح ذات العوالم الممكنة


انتظر عائدا من يم كان قد اشتاق إليه مند زمن غابر،في ثناياه عثر على محياه المفقود،تحسس وجهه الملتوي في أعماق ذات مازالت تتشكل عبر صيرورة الزمن. كان الوجه قد غادر صاحبه ذات ليلة بعد أن انتشت ثملة بنبيذ عنب عرصة جدته،ليلة حولت الوجود لقناعات مشروخة تعيد البدايات الأولى للجزئيات ، تنفتح على جنيالوجيا الذات المهووسة بتراكمات القطائع الراجعة في تعاليها الدائم وسموها نحو اللاتناهي ، في شظاياه ضياع الفكر وتيه العقل وجنون المنطق.. يأتيها البحر ليأخذها معه،تأسرها أمواج الريبة ليل نهار، آه من مفارقات السؤال ومن تعايش نجوم الليل مع إشراق النهار . كيف للذات أن تقبل بتساكن عداء الأضداد وتمازج الانشطار ، سواد البياض وانسداد التراخي تمدد الانصهار المنسكب على مرايا الوجود.

تتداخل أسئلة لغة الصمت المدوي في أعماق الذات بصدد حياة الأشياء التافهة المؤتتة لفضاء الكون،هي هوامش الأشياء وأشياء الهوامش توحدا في نسيان يخلدهما..تسألني عن النسيان؟ قل هي الذاكرة الحافظة للتفاصيل والهوامش والبياض ، لكل ما هو آت يجعلها مهيمنة آسرة للذات وللأغيار،تفصح عن المسكوت المعلن على حيطان الأزقة وأسوار المدينة ،في همسات النساء،أجساد الباغيات ، ترنح المتسكعين،في كتابات سجينة على الأوراق، في هاهنا الآن واللاهنا أبدا ، في مذكرات الأسرى وأغاني المساجين و أوراق عصابية في يد دهاني يؤرخ

للذات بواقعية الفانتزم؛ ما أن تنتشي بلذة الحياة حتى تنمحي في الموت وما أن تكشف قوانين الصيرورة حتى تقذف في عبثية التفاصيل و فوضى النظام.

هو ذا النسيان. إنه الوجود الآن ، الوجود أبدا ، الممكن الوجود في جوهر العدم.

لا تنمحي الذات في النسيان و لا تذاب في آخر فنجان قهوة كل يوم بسراب جميل يبت نشوى ثلجية مسكنة للألم؛ في الألم إحساس الذات،قد لا تتألم الذات ألما فالألم فكرة تحياها الذات ، تتأملها؛فكرة تلف الكيان وترسم له حدوده الأنطلوجية . ألم الفكرة يعيد السؤال من يحيى فعلا تجربة الألم، ذات الأنا أم ذات الأخر؟ أي ذات تنتشي بالألم ومن تحيى عنفه ورمزيته أهي الذات المسكونة بفكرة الألم أم الذات المتألمة بحرقته أم لفهما الألم في ذات واحدة ؟

لكن أمواج اليم تذكر الذات بالبعد الميتافيزيقي لفكرة النسيان؛نسيان الذات لآخرها الميت ونسيان الميت لآخره النابض بالحياة ، كيف تنسى الذات الموت بالحياة وكيف تحيى الحياة بالموت؟

تندهش الذات لصمت نسيان دائم الحضور في جزئيات الأجساد المتمددة أمامي .حكمة الصمت في معان هذه الجزئيات التي تحكي عما جرى وعلق على هامش الذاكرة حين كانت الذات طفلة تتحسس الممكن الهامشي في عالم الحضور،عالم الغرفة المظلمة التي كان يتسرب منها ضوء نور خافت من ثقب الباب أو سماع همسات الخطوات المارة الهوينى تسرق سويعات للذة والمتعة،كثيرا ما كانت تنقلب ألما ،هو اليوم دائم الحضور في صمت النسيان وفي نسيان صمت كانت تعيشه الذات حين كانت تنزوي في أركان الغرفة تمني نفسها بالممكن الهامشي ، يحلق بها عبر كوة الضوء إلى عالمها الخارجي تسافر إلى حيث الأغيار،،،الأغيار الممكنة في عالمها الممكن الهامشي ، تحدد ملامحهم الهلامية وتعيد تشكيلها في لحظات التذكر عبر مقولات الفهم............يتبع



المصطفى سكم المهدية غشت 2007

مريم احمد
16/09/2007, 02:33 PM
مبارك عليك هذا الشهر الكريم وعودة ميمونة إن شاء الله