المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القطة



الرّعد
09/09/2007, 02:07 PM
كنت بالبيت وحيدا عندما أقبلت قطة صغيرة تناجيني
بمواء يند ربما عن جوع وعطش.
كانت على ما يبدو قد باتت ليلتها على الطوى،
وقد برزت أضلعها وانحلال في بنيتها، الأمر الذي ينبئ عن سوء حالتها.
كانت خيوط الشمس الواهية تنذر بانسحاب غروب يتراخى بأحزانه.
وقد هبة نفحة باردة ارتعشت لها فرائص القطة.
وضعت لها بض الحليب فتقدمت بنهم نحو القصعة،
وهي ترمقني كانت عينيها أجمل ما خلق الله،
وقد هالني وبدت الدهشة، عندما لاحت بعينيها نظرات تنم عن حفظ الجميل...

الواقع أن أهلي لم يجربوا اقتناء القطط، لذا سمحوا لها بعد جدل لطيف
أن تبقى في الفناء.
كنت يوميا أقدم لها الحليب وبعض المعلبات، وكنت جد سعيد
وأنا أراقبها وهي تدور حول نفسها، ووراء ذيلها ...
كانت تتوثب كما لو أنها بساحة قتال، تقفز قفزات رائعة...
وكانت تطاردني أينما احل، حتى لبعض ألاماكن ألقريبه مثل ألبقاله...
وقد نبت شعور بالمحبة لهذا الحيوان الأليف، مم يصعب وصفة...
وكان من بين أصدقائي صديق خشن عابث يميل للمجون
والضحك حد القصف، ويتدخل بالصغيرة قبل الكبيرة،
يلم بالدار عنوه وأنا لا ارغب فيه....
وعلى غير مره أبدى ملاحظته لاستعداده التام لإقصاء القطه ،إن كانت تسبب لي إزعاجا...
لم اخذ الأمر بجدية بل سارعت بحركة تنم عن الضجر،
كأني ادعوه لتغيير مجرى الحديث.
وقد لا حظ اهتمامي بالقطة ، وأنها مصدر من السعادة لي.

وذات مرة حدث بيني وبينه سوء فهم ، الأمر الذي
جعلني اصرخ فيه، ولم يرد علي بل ابتلعها ومضى...

في صباح اليوم الثاني وضعت قصعة الحليب بفناء الدار
لكن احد لم يأت...
كان الفناء خاليا والبرد مستشرٍ...
والعاصفة تهدر والغيوم قد حجبت النور
أرهفت لحيرتي وقلقي على هذه المخلوقة الضعيفة، التي بلا حول ولا قوة،
نظرت بالشوارع ألخاليه، ومضت ليلة وشبحها
يطارد أخيلتي بصور شتى تنازعني....

استيقظت صباحا كان الحليب كما هو، والعاصفة قد هدأت، والسكون ينثر إيقاعاته الملتاعة على غياب القطة....
وفجأة ترامت أمام عيني قريب من الباب ، كانت نائمة....!
هادئة....! ساكنة...!
خيوط دم حولها...!
اقتربت لم تكن هي هناك كان جسدها...!