أيها الأدباء : هل يجوز قول ( شاءت الظروف أو شاءت الأقدار )؟

[حسين العفنان]

السؤال :
قرأت في عدد من القصص والمقطوعات الأدبية والمقالات الصحفية عبارة ( شاءت الظروف أو شاءت الأقدار ) فما هو حكم هذه العبارة ؟.



الجواب:


الحمد لله


هذه من الألفاظ التي لا ينبغي قولها ، لأنه ليس للظروف ولا للأقدار مشيئة .


وقد سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله عن هذه الألفاظ فقال : ( شاءت الأقدار ، وشاءت الظروف ألفاظ منكرة ، لأن الظروف جمع ظرف ، وهو الزمن ، والزمن لا مشيئة له ، وكذلك الأقدار جمع قدر ، والقدر لا مشيئة له .


وإنما الذي يشاء هو الله عز وجل نعم لو قال الإنسان : اقتضى قدر الله كذا وكذا فلا بأس ، أما المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار ، لأن المشيئة هي الإرادة ، ولا إرادة للوصف ، وإنما هي للموصوف ) . مجموع فتاوى ورسائل محمد بن عثيمين 3/131-132 .




من كتاب الإيمان بالقضاء والقدر لـ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=8621&ln=ara (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=8621&ln=ara)

[طارق شفيق حقي]

سلام الله عليك أخي الكريم حسين العفنان


أقرأ كثيراً من هذه الكلمات , وكم يستوهيني بحث في
المجاز بيت الكفر والمباح


وهو بحث مهم جداً يجب أن يقوم به أكثر من باحث


للحد من المشاكل على الساحة الأدبية
والفصل بين النزاعات بين علماء الدين وكتاب الأدب لو صح التعبير


بالتأكيد لا أنكر وقوع الكثير من الأدباء في الكفر
لكن ادعو كذلك لمراجعة كثير من الأراء التي أرى أنها لم تفهم المجاز الأدبي , وذلك انطلاقاً من مظلة المجاز الديني


والسؤال يطرح كذلك


هل المجاز الأدبي في النصوص الدينية ( القران الكريم والحديث الشريف) محصور فقط في نصوص الله سبحانه وتعالى وكلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


أم يجوز الاقتداء به


وهل هناك ما يمكن الاقتداء به وما لا يمكن الاقتداء به



أسئلة تفيد البحث
سأطرح ما لدي من أفكار


نعود للعبارة


شاءت الظروف أو شاءت الأقدار



هل يصلح أن نقول عن هذه الجملة " شاءت الظروف" أنها تحتمل المجاز أي أنها تعني ظروف الله وأقدار الله , فتعود بالقدرة لله في النهاية.

هل يصلح كذلك أن نعرف نية القائل كما نسأل عن معنى مجاز الشعراء

فلو كان يدرك أن الأقدار لله والظروف لله فهو من المباح, أو لا يحتمل أن نحمّله ما حملناه.

السؤال : لا يجوز أن ننظر للمعنى في قلب الشاعر كما يقال , بل ننظر للمعنى الظاهر


أسئلة مباحة للوصول لحل وسطي منطقي مقبول , يحل الأزمات المجازية بين الطرفين

[طارق شفيق حقي]

وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ 24 يوسف

هل تعود الهاء في ربه للعزيز

أي رب نعمته
ونرى الكثير من الحذر من استخدام كلمة رب في غير موضوع الربوبية الالهية

مع أن القرآن استخدمها في كثير من المواضع

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ 14 المؤمنون

الله أحسن الخالقين ذلك يعني أن هناك خالقين غير الله , ولكن خلق الله هو الخلق الكامل

ونلمح كثيرا من الامتعاض من استخدام الأدباء لكلمة خلق في النصوص الأدبية




وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ 64

ذكرت يد الله في القران أكثر من مرة
وهي من المجاز القراني
فهل يجوز ان نحذو مجاز القران
ونقول قلب الله مع قلوبنا
كما يد الله فوق أيديهم

[يوسف الباز بلغيث]

دكتور" طارق"..
المجاز وجه من اوجه التطبيقات اللغوية المعروفة ، و التي بها نستطيع أن نتجاوز الحسي المعقول المألوف إلى ما غير ما هو عليه..و لي تعقيب بسيط حول قولكم " لا يجوز أن ننظر للمعنى في قلب الشاعر كما يقال , بل ننظر للمعنى الظاهر" بالمعنى المطروح شكليا سوف نظلم العمل و نتّهم أسماء كثيرة، إزاء معانيها السطحية. فمادامت الإجازة البلاغية - المجاز- تعطي مساحة ً للتعبير ..فلمَ نضيّقها..؟
أشكرك على الموضوع الهادف.

[طارق شفيق حقي]

دكتور" طارق"..
المجاز وجه من اوجه التطبيقات اللغوية المعروفة ، و التي بها نستطيع أن نتجاوز الحسي المعقول المألوف إلى ما غير ما هو عليه..و لي تعقيب بسيط حول قولكم " لا يجوز أن ننظر للمعنى في قلب الشاعر كما يقال , بل ننظر للمعنى الظاهر" بالمعنى المطروح شكليا سوف نظلم العمل و نتّهم أسماء كثيرة، إزاء معانيها السطحية. فمادامت الإجازة البلاغية - المجاز- تعطي مساحة ً للتعبير ..فلمَ نضيّقها..؟
أشكرك على الموضوع الهادف.




أخي الكريم يوسف الباز بلغيث


1- لست بدكتور إنما طويلب ماجستير , نادني أخ طارق, أو طارق أكون ممتناً .


2- سنعود مع رد الأخ الكريم حسين العفنان لنفيد في الأمر بشكل مشترك .